تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قوة اقتصادية أكبر لتوازن سوق الأسهم



شمعة الحب
08-06-2006, 02:07 PM
قوة اقتصادية أكبر لتوازن سوق الأسهم
عبد المحسن بن إبراهيم البدر - 12/05/1427هـ
Albadr@albadr.ws

مما لا شك فيه أن التكتلات في جميع أنشطة الاستثمار هو استراتيجية نجاح تعتمده الكثير من الشركات العالمية، وهو ما أثبته التاريخ التجاري والأمثلة العالمية لتلك النظرية هو خير شاهد على نجاحها. وهي أن حوافز التكتلات تكمن في تقليل التكاليف والدخول بقوة اقتصادية أكبر Economy of Scale، مما يجعل المستثمرين في أقل خطورة ممكنة ووضع استثماري أفضل.

هذا التحليل يجعل المبدأ نفسه قابلا للتطبيق على سوق الأسهم التقليدي وبصورة أكبر في سوقنا السعودي الخاضع بشكل كبير لإرادة صناع السوق الذين كانوا وما زالوا يتحكمون في الأسعار بالشكل الذي يمكنهم من تحقيق أرباح كبيرة لا شيء إلا لمجرد امتلاكهم القوه الشرائية مدعومة بقلة الوعي الاستثماري لشريحة كبيرة من صغار المستثمرين. والشواهد على ذلك كثيرة والأدلة على استغلالهم تلك القوة مدعومة بأبواق الإنترنت والمنتديات التي ما فتئت تظلل صغار المستثمرين وتبث الشائعات بما يخدم مصالح معينة لفئة معينة.

بالإضافة إلى المحافظ الكبيرة لصناع السوق فإن محافظ البنوك هي تحالفات غير مخططة بمعنى أنها لم تتم باتفاق المتحالفين بل أوجدت بشكل فردي لتكون محفظة تحت إدارة البنك، وهو بدوره يقوم بإدارتها حسب عقود والتزامات محددة، وهو ما يعرف بالصناديق. وتعمل إدارات تلك الصناديق وفق استراتيجية مفتوحة أي أن إدارة المحفظة تعمل على رفع العائد على الاستثمار في تلك المحفظة كغاية تبرر الكثير من الوسائل, خصوصا أن البنك مازال يحصل الفائدة المطلوبة عن طريق العمولات التي يجنيها من المضاربة اليومية.

هذا النمط الجديد من التداول في السوق هو نتيجة طبيعية للمتغيرات التي يشهدها السوق، خصوصا في ظل صعوبة السيطرة الكاملة على السوق من قبل مشرع السوق، وما شهدنا من تغيرات على هيئة سوق المال هو نوع من الاستنتاج لبعض المعطيات التي شهدها السوق خلال الربع الأول من هذا العام وما صاحب ذلك من انهيار للسوق.

جميع ما ذكرناه أدى إلى نتيجة جديدة ومنطقية في الوقت نفسه ألا وهي أن ظهرت على السطح في الفترة الأخيرة تكتلات غير مرئية لعدد من صناع السوق من جهة، وامتدت تلك التكتلات لتشمل صغار المستثمرين الذين أخذوا يكونون تكتلات صغيرة أو ما يسمى "القرويات" لإيجاد محافظ استثمارية قادرة على تقليل الخطر والوقوف أمام تغيرات السوق وأمام المضاربات القوية، وأمام أي ضغط يستهدف أسهما معينة تمتلكها تلك المحافظ.
وببساطة فإن فكرة التحالفات أو التكتلات تكون حسب الطريقة التقليدية هي عملية استثمار لمجموعة من الناس في محفظة استثمارية أو أكثر بهدف الخروج بعائد مشترك. ويتم إدارة المحفظة أو المحافظ من قبل شخص أو أكثر بشكل يومي، ما أود قوله هنا هو إن هذا التكتل يحمل قيمة مضافة للاستثمار نظرا للقوة الشرائية التي تتمتع بها تلك المحافظ، ومن خلال التنويع بهذه الطريقة يتم تقليل عنصر المخاطرة فإن مستوى المخاطرة يقل كون تلك القوة الشرائية تستثمر في أسهم مختلفة العوائد.
كذلك فإن القدرة الشرائية الكبيرة التي تمتلكها تلك المحافظ تجعلها قادرة على الشراء والبيع بكميات أكبر، ما يمنحها الفرصة بالسيطرة على مستوى متوسط الأسعار عن طريق الشراء بأسعار أقل في كل مرة ينخفض سعر السهم.
أخيرا، وهو من وجهة نظري من أهم المميزات التي تضاف إلى مثل تلك التكتلات. ألا وهو أن خبرة واحترافية مدير المحفظة ترفع من مستوى أداء المحفظة، وتقلل نسبة قلة الوعي الاستثماري في السوق بشكل عام، وتجعل ما ذكرناه سابقا من الفوائد حقيقة في سوق الأسهم وعائدا أعلى للاستثمار بالنسبة للأفراد الأقل خبرة في السوق والذين لا يملكون الوقت الكافي لمتابعة السوق بشكل يومي.

إن ما ذكرنا من التنويع، خفض التكلفة، والإدارة المؤهلة تجعل من هذه التكتلات أو لنسميها المحافظ الاستثمارية المحترفة من أهم الطرق للاستثمار بشكل عام وفي سوق الأسهم بشكل خاص. وهو منظر مألوف في الأسواق العالمية ولكن على قدر كبير من التنظيم.


عبد المحسن بن إبراهيم البدر