المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لذَّةالعفو أطيبُ من لذَّة التشفِّي.."الانتقام"..خطبة للشريم



عابر سبيل
18-03-2012, 02:48 PM
الجمعة الفائتة في 23/ربيع الثاني/1433
الموافق لـ 16/3/2012كانت خطبة الجمعة في الحرم المكي
للشيخ سعود الشريم..

و يخسر كثيرامن لا يصغي سمعه و يركز بكل طاقته
مع خطب الشيخ سعود الشريم..لما قد يفوته من
"حظ عظيم"...

مما ورد في الخطبة...
"
فإن لذَّة العفو أطيبُ من لذَّة التشفِّي،
وذلك أن لذَّة التشفِّي يلحقُها ذمُّ الندَم، ولذَّةَ العفو يلحقُها حمدُ العاقبة
"

و ايضا
"
قال جعفرُ الصادقُ - رحمه الله تعالى -:
"لأَن أندمَ على العفوِ عشرين مرةً أحبُّ إليَّ من أن أندمَ على العقوبةِ مرةً واحدةً"
"

و يقول الشيخ حول انتشار ظاهرة "الانتقام"..

"
لقد ضربَ الانتقامُ والتشفِّي بأطنابِه في قلوب بعضِ الناسِ، وقد ظهرَ ذلك جلِيًّا في تعامُل الأبِ مع ابنِه أو أخيه، أو الزوجِ مع زوجته، فلربما ضربَها، أو حبسَها، أو علَّقَها فلا هي زوجة ولا هي مُطلَّقة، وأذاقَها صُنوف الهوان والذلِّ والإيلام، كلُّ ذلك انتِقامًا وبَطشًا وانتِصارًا لرُجولةٍ زائفةٍ، وقلبٍ مُلتاثٍ، وقولوا مثلَ ذلكم في تعامُل جارٍ مع جارِهِ، أو مُديرٍ مع موظَّفٍ، أو أُسرةٍ مع خادمها، أو ما شابَهَ ذلكم
"
*
*
،،
يتبع..كامل الخطبة..
لعل الله ينفع بها من لم يسمعها..

عابر سبيل
18-03-2012, 02:55 PM
"

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل لا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71].


أما بعد، فيا أيها الناس:
إن سلامةَ الصدر وخُلُوَّه من الغَشَش والدَّخَن، وبراءةَ النفس من نَزعَة التشفِّي وحب الانتِصار من المُخطِئ تلبيةً لرغبَاتِ النفس المُنتشِيَة في مُعالَجة الخطأ بالقوةِ الضارِبةِ لهِي سِمةُ المؤمنِ الصالحِ الهيِّن الليِّن، الذي لا غِلَّ فيه ولا حسَدَ؛ إذ ما قيمةُ عيش المرءِ على هذه البَسيطةِ وقلبُه مُلبَّدٌ بحبِّ الذات، مُتفنِّنًا في الفَظَاظَةِ والغضَاضَة والغِلظَة، يُعزِّزُ من خلالها قسوةَ قلبه، وضِيقَ عطَنه، فيُصبِحُ سيِّئَ الطبع، سافِلَ الهمَّة، شرِهَ النفس، يأنَفُه الناسُ عند كل مرصَدٍ.

كثيرون هم الذين يبحَثون عن مصادر العِزَّة والفلاح مع كثرتها، وتنوُّع ضرُوبها، وقِلَّة المُؤنة في تحصيلها، دون إجلابٍ بخيلٍ ولا رَجِلٍ، إنما رِكابُها شيءٌ من قوة الإرادة، وذمٍّ للنفسِ عن تجرُّع حُظوظها المُتمثِّلة في الأنانية؛ فطِيبُ النفسِ، وحُسن الظنِّ بالآخرين، وقَبول الاعتذار، وإقالَةُ العَثرة، وكظمُ الغيظ، والعدلُ في النَّصَف أو العقوبة، كلها معاييرُ نقاءٍ وصفاءٍ، وعلاماتٌ للنفسِ الراقيةِ المُتشبِّثةِ بهديِ الإسلام الراقِي في التعامُل مع النفس ومع الآخرين.

ومتى ما خرجَ الانتصارُ للنفسِ ممن أخطأَ في حقِّها أو ظلمَها عن تلك الصور والمعايير؛ فإنه
الولوجُ في دائرة حبِّ الانتقامِ، ولا شكَّ.

وإذا اصطبَغَت النفسُ بحبِّ الانتقام ووقعَت في أتونه؛ فإن الغِلظةَ والجَبَروت والبطشَ والإسرافَ والحَيف هي العلاماتُ البارِزةُ التي تحكُمُ شخصيةَ المرءِ الذي سيُشارُ إليه بالبَنَان على أنه رمزُ الظلمِ والنَّذَالة والوحشيَّة؛ لأن المعروفَ عن الانتقام أنه: إنزالُ العقوبةِ مصحوبةً بكراهيةٍ تصِلُ إلى حدِّ السَّخَط، والحقد، والإسرافِ في العقوبة.
الذي يُفرِزُه جنونُ العظمة وحبُّ القهر، كما قال فرعون: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى [غافر: 29]، وكما جاء عن قوم عاد: فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً [فصلت: 15]. الانتقامُ يُذكَرُ غالبًا في معرِضِ الذمِّ؛ لكونه مقرونًا بالقسوةِ والغِلظةِ وموت الضمير، وعامةُ الناسِ لا يعرِفون منه إلا هذا المعنى.

وعندما حضَّنا الإسلامُ على العفوِ والتسامُحِ وكظمِ الغيظِ لم يُرِد لنا أن نكون ضُعفاء، ولا جُبَناء، ولا أن يغرِسَ في نفوسِنا الذِّلَّةَ والهَوَان، كلا؛ فإنما أرشدَنا إلى ذلكم ليُبيِّن لنا أن اللِّينَ والسماحَة هُما أفضلُ وسيلةٍ لاستلالِ السَّخِيمةِ والكُرْهِ من قلبِ من أساءَ إلينا.

"
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
18-03-2012, 03:07 PM
"



ولذا فإن الانتقامَ مع ما فيه من القسوة والجبَروت فإنما هو علامةُ ضعفٍ لا قوةٍ، والضعفُ هنا يكمُنُ في أن الغِلظةَ والتشفِّي لهُما السيطرةُ في قلبِ المُنتقِم على التسامُح والاعتِدال، فمن هُنا صارَ المُنتقِمُ ضعيفًا؛ لأن سجِيَّة الشرِّ والحُمق والهوى هي الغالبةُ أمام نَزوَته ورغبته، وهذا سببُ الضعفِ لدى المُنتقِم؛ لأن التشفِّي طرفٌ من العَجزِ ليس بينه وبين الظالمِ إلا سترٌ رقيقٌ وحجابٌ ضعيفٌ.

ولقد كان من أميَز سِمات النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ، وأن رِسالتَه إنما هي رحمةٌ للعالمين، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107]، وهذه الرحمةُ والشَّفَقةُ واللِّينُ التي أزهَرَت في فُؤاد النبي - صلى الله عليه وسلم - هي ما جعلَتْه يتلقَّى الثناءَ من العليِّ الأعلى من فوق سبعِ سماواتٍ: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4]، فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: 159].


ومن هنا نُدرِكُ أن المُنتقِمَ كالأعمَى، لا يُدرِكُ ويُحِسُّ إلا بنفسه، المُنتقِمُ ليس أهلاً للعدل ولا للإنصافِ؛ لأن همَّتَه في تحقيق هدفه وشفاءِ غيظه، ليس إلا، فهو عدوُّ عقله؛ لأنه يشينُ حُسنَ الظَّفَر فيقبُحُ بالانتِقام دون أن يتزيَّن بالعفو أو القصد.

المُنتقِمُ بليدُ الإحساسِ، قد تجرَّدَ من العاطفة، إذا استُغضِبَ زَأرَ، وإذا زأَرَ افترَسَ، وإذا افترسَ أوجعَ، وإذا كان القتلُ يُعدُّ من أنكَى جِراحات الحياة، فإن الله - جل وعلا - قال فيه: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا [الإسراء: 33].

غيرَ أن المُنتقِمَ من الناس لا يقِفُ عند هذا الحدِّ، ولن يُدرِكَ عقلُه ولُبُّه قولَ الله تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [النحل: 126]، فهذه الآيةُ دلَّت على الانتِصار من الظالمِ، لكنها في الوقتِ نفسِهِ بيَّنَت أن العفوَ أخيَرُ وأفضلُ، فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى: 40]،
ومن أراد أن يلِجَ التقوى من أسهل أبوابها فليعمل بقول الله - جل وعلا -: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة: 237].

لقد ضربَ الانتقامُ والتشفِّي بأطنابِه في قلوب بعضِ الناسِ، وقد ظهرَ ذلك جلِيًّا في تعامُل الأبِ مع ابنِه أو أخيه، أو الزوجِ مع زوجته، فلربما ضربَها، أو حبسَها، أو علَّقَها فلا هي زوجة ولا هي مُطلَّقة، وأذاقَها صُنوف الهوان والذلِّ والإيلام، كلُّ ذلك انتِقامًا وبَطشًا وانتِصارًا لرُجولةٍ زائفةٍ، وقلبٍ مُلتاثٍ، وقولوا مثلَ ذلكم في تعامُل جارٍ مع جارِهِ، أو مُديرٍ مع موظَّفٍ، أو أُسرةٍ مع خادمها، أو ما شابَهَ ذلكم من أمثلةِ تبلُّدِ الإحساسِ والدُّونيةِ في التعامُلِ مع الآخرين بعيدًا عن مبادِئِ الدِّين الحنيفِ والأخلاقِ الحميدة.

وليتَ أمثالَ هؤلاء يُدرِكون جيِّدًا أن أفضلَ وسيلةٍ للانتِقام ممن أساؤوا إليهم: هي ألا يكونوا مثلَهم في الإساءة؛ ليزدادوا حقارةً لأنفسهم، وامتِهانًا لسَجَايَاهم؛ فقد جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إن لي قرابةً أصِلُهم ويقطعُوني، وأُحسِنُ إليه ويُسيؤُون إليَّ، وأحلُمُ عنهم ويجهَلون عليَّ. فقال: «لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزالُ معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دُمتَ على ذلك»؛ رواه مُسلم.
والمعنى: فكأنما تُلقِمُهم الرَّمادَ الحارَّ في أفواههم.

وقد قال جعفرُ الصادقُ - رحمه الله تعالى -: "لأَن أندمَ على العفوِ عشرين مرةً أحبُّ إليَّ من أن أندمَ على العقوبةِ مرةً واحدةً".

وقد جرَت سنةُ الله أن من انتقَمَ ممن هو دونه انتقَمَ منه من هو فوقَه، وسُنَّةُ الله لا تُحابِي أحدًا.

ولأجل هذا - عباد الله - فإن لذَّة العفو أطيبُ من لذَّة التشفِّي، وذلك أن لذَّة التشفِّي يلحقُها ذمُّ الندَم، ولذَّةَ العفو يلحقُها حمدُ العاقبة، وقد قال الله - جل وعلا -: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشورى: 37]، وهذا دليلٌ على أن الانتِقام يقبُحُ على الكِرامِ.


ومن طَبعُهُ الانتقامُ فهو كالغَيمِ الذي لا يُرجَى صحوُه، يغضبُ من الجُرمِ الخفِيِّ، ولا يُرضيهِ العُذرُ الجَلِيُّ، حتى إنه ليُبصِرُ الذنبَ ولو كان كسَمِّ الخِيَاطِ، ويعمَى عن الحسناتِ ولو كانت كجِبال تِهامة، له أُذُنان يسمعُ بإحداهما البُهتان، ويصُمُّ بالأخرى عن الاعتِذار، وله يَدَان يبسُطُ أحدُهما للانتِقام ويقبِضُ الأُخرى عن الحِلمِ والصفحِ، مثَلُه كمثَلِ من قال اللهُ عنه: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة: 205، 206].

فهل يعِي هذا أولئك الجبَّارون المُنتقِمون المُسرِفون الذي يسومون أقوامَهم سُوءَ العذاب، فيُذبِّحون أبناءَهم، ويُرمِّلون نساءَهم، ويُيتِّمون أطفالَهم، أولئك الذين باعُوا الضميرَ، ونحَروا الرحمةَ، وأخذَتهم العِزَّةُ بالإثمِ، فعلَوا في الأرضِ، وجعلوا أهلَها شِيَعًا، وقالوا مقولةَ فرعون الأول: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف: 127].

غيرَ أن المؤمنين الصابرين يُردِّدون قولَ الله تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ [الزمر: 36، 37].

باركَ الله ولكم في الكتابِ والسنةِ، ونفعَني وإياكم بما فيهما من الآياتِ والذكرِ والحِكمة، قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفَّارًا.

"
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
18-03-2012, 03:13 PM
الخطبة الثانية


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فاتقوا الله - عباد الله -، واعلموا أن لله الأسماءَ الحُسنى التي هي غايةٌ في الحُسن والجمال، ومنها الصفاتُ العُلَى التي تليقُ بجلالهِ وعظيمِ سُلطانه؛ فمن صفاته - سبحانه وتعالى -: الانتقام الذي يقصِمُ به ظهورَ الجبابرةِ بعد الإعذارِ والإنذارِ؛ فقد قرَنَ انتقامَه بعِزَّته، فقال - جل وعلا -: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [إبراهيم: 47]، وقال - سبحانه -: وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [المائدة: 95].

والانتقامُ في شريعتنا الغرَّاء مذمومٌ في الجُملة، غيرَ أن ثمَّةَ انتقامًا محمودًا شرعَه الله لنا لإيجاد مبدأ التوازن بين المصالحِ والمفاسِدِ، وعدمِ الإخلالِ بها عن منازلها التي أُنيطَت بها لتحقيقِ مصالحِ العباد ودرء مفاسِدهم، وهذا الانتقامُ المحمودُ إنما يكون لمن انتهَكَ محارِمَ الله، وذلك بالحُدود والتعزيرات والعقوبات المشروعة؛ فقد قال - سبحانه -: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور: 2]، فنهانا - سبحانه - عن الرحمةِ في حُدوده وإقامةِ شِرعتِه وفقَ ما أرادَه لنا - سبحانه وتعالى -.

وعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: "ما ضربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا بيده قطُّ، ولا امرأةً، ولا خادِمًا إلا أن يُجاهِدَ في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيءٌ قطُّ فينتقِمُ من صاحبه إلا أن يُنتهَكَ شيءٌ من محارمِ الله، فينتقِمُ لله - عز وجل –"؛ رواه مسلم.

فالانتقامُ لغير محارمِ الله معرَّةٌ، كما أن الحِلمَ والبُرودَ أمام محارِمِ الله خيانةٌ عُظمى.


"


انتهى...المصدر:
http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm?do=cms.khutbah&hjyear=1433&hjmonth=04&hjday=23&placeid=1&browseby=khateebaudio

و فيه بقية الخطبة و الادعية..

و فيه روابط للاستماع للخطبة
أو انزالها بصيغة "Word" او "PDF"

عابر سبيل
18-03-2012, 03:43 PM
ياحبذا لو كانت الخطبة مسجلة ( مقطع تسجيلي كامل عن الخطبة ) لأن الكتابة الطويلة يااخ عابر لا تستهوي الكثير منا !!
وجزاك الله عنا كل خير

و أياك اخي..

كما كتبت بعد الرابط للمصدر..في اخر "الخطبة" اعلاه..

انه بالامكان الاستماع للخطبة من نفس الموقع..

و انا اعيد وضعه..
ففي نهايته تجد التالي:

"
للخطبة بصيغة : MP3ريل ميديا (ram)
تحميل للخطبة بصيغة : MP3ريل ميديا (rm)
"

تفضل الرابط
http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm?do=cms.khutbah&hjyear=1433&hjmonth=04&hjday=23&placeid=1&browseby=khateebaudio

intesar
18-03-2012, 03:48 PM
جزاك الله خيرا أخ عابر..
الله ينتقم من بشار القطو وزلمته..

الأصيلة
18-03-2012, 05:32 PM
خطبة جامعة ياليت من يسمعها ويعييها
لقد بات الإنتقام يدخل قلوب نظنها حنونه رحيمة
أوتصدق بأن الجدة تنتقم من حفيدها والأم من إبنها
فقد يصل الحال للسحر والشعوذة للتفريق بين الولد وزوجته
وليس ذلك من غريب بل من أقرب الناس
وبدوافع لايمكن أن يصدقها عقل ..
الأخت تنتقم من أخيها شقيقها بسبب عمارة أو إرث
أمور لا نكاد نصدقها في هذا الزمن الغريب...

جزاك الله خير ياعابر سبيل

أبو عبدالعزيز
18-03-2012, 05:43 PM
نفع الله بك أخي الكريم، ولكن لا أدري إن كانت لـ اللذتين المذكورتين تطبيقات كثيرة في حياة كل واحد منا!! ومن هنا أنصح الجميع بتجربة تذوق (لذات) أخرى في متناول اليد.. كـ لذة غض البصر عند قدرة الإنسان على إطلاقه.. ولذة النظرة إلى ميسرة.. ولذة إسقاط الدين أو جزء منه للمدين... الخ لذات أو لذائذ أخرى أعتقد أنها في متناول أي واحد منا.. تحياتي وتقديري

ahmedhafez
18-03-2012, 05:45 PM
جزاك الله خيرا وتقبل صالح اعمالك

R 7 A L
19-03-2012, 08:42 AM
جزاك الله خير اخوي عابر

درع الوطن
19-03-2012, 09:17 AM
ياسبحان الله ....
كنت موجود في الحرم وسمعت الخطبه ... وكان فيها الكثير من الوعظ والشواهد ...


شكراً يالعابر على التذكير

دروب
19-03-2012, 09:54 AM
الله يرزقنا ويرزق جميع المسلمين العفو عند المقدرة والصبر على الجاهلين
وجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيّــــم

قطريه ماركه
19-03-2012, 11:15 AM
جزاك الله خير .......

ahmaaaddd
19-03-2012, 03:07 PM
جزاك الله خيرا وتقبل صالح اعمالك

عابر سبيل
19-03-2012, 03:26 PM
لسلام و التحية للجميع ..و بارك الله فيكم
و أسأل الله أن ينفعنا و ينفعكم بهذا العلم
الطيب و الطرح "النوعي" لقضية نفسية دقيقة..
لها ابعاد و تبعات اجتماعية كبيرة..في كل مجتمع..
بدءا من اصغر وحداته (الاسرة) الى ما هو اكبر من ذلك..



خطبة جامعة ياليت من يسمعها ويعييها
لقد بات الإنتقام يدخل قلوب نظنها حنونه رحيمة
أوتصدق بأن الجدة تنتقم من حفيدها والأم من إبنها
فقد يصل الحال للسحر والشعوذة للتفريق بين الولد وزوجته
وليس ذلك من غريب بل من أقرب الناس
وبدوافع لايمكن أن يصدقها عقل ..
الأخت تنتقم من أخيها شقيقها بسبب عمارة أو إرث
أمور لا نكاد نصدقها في هذا الزمن الغريب...

جزاك الله خير ياعابر سبيل

اختي الاصيلة..
اتمنى كرما..ان تربطي بين هذا الطرح من قبل
الشيخ "الشريم" و دعوته للترفع و الابتعاد عن الانتقام و التشفي..

و بين..ما تكرمتي انتي قبل عدة "ايام" بطرحه بعنوان
"الحوبه"..في نقلك لمقال الكاتبة المميزة"مريم آل سعد"..


ربمى اني كنت احاول هناك في مداخلتي..التنبيه
على شيء مما يُذكره ههنا في الخطبة المشار لها..

لكن..شتان بين ما كتبتُه انا هناك..
و بين ما ابدعه في خطبة الجمعة..
الشيخ/ سعود الشريم..

اتمنى ان يكون الرابط بين الامرين و الطرحين..
واضح لك و لكل من تابع او سيتابع
الموضوعين..

عابر سبيل
19-03-2012, 03:40 PM
ياسبحان الله ....
كنت موجود في الحرم وسمعت الخطبه ... وكان فيها الكثير من الوعظ والشواهد ...


شكراً يالعابر على التذكير

عمرة مقبولة يا طويل العمر
و تقبل الله طاعتك...

أسأل الله ان يرزقنا بالطاعة كما أكرمك

روح الاطلس
19-03-2012, 05:58 PM
اي والله العفو خيراً من الانتقام الذي لا يولد الا احقاد وكراهيه في القلوب ولكن لذتها لا يتذوقها الا من هو صاحب ضمير حي يتلذذ بعفوه ويتأذى بانتقامه ويندم. اما من في قلوبهم نكت سوداء فلذتهم تكون بانتقامهم ورؤيتهم الاخر في اسوأ حالاته بإيديهم فهؤلاء قلوب ميته متحجرة لا تعرف معنى التسامح والعفو ولا تندم حتى بما فعلت.

سلمت على النقل المبارك ورزقنا العمرة واياكم قريباً :)

لاجل QT
19-03-2012, 06:13 PM
جزاك الله خير على النقل

الافضل ترك الانتقام يكون لله من الظالم..حتى لانغدو ظالمين

ماعمري فكرت في الانتقام من اللى اساؤ لى..دوم اتركهم لله ماحب قلبي يتعود على الحقد والقسوة..واشوف عقاب الله فيهم واقول الحمدالله الذي عفانا وفضلنا على كثير من خلقة

غزلان
19-03-2012, 06:21 PM
جزاك الله اخوي عابر ,, الخطبه درس نستفيد منه ونتعلم للحياه وللتعامل مع الناس

الأنتقام خلق سي يسيطر عليه فكره من الشيطان لذلك امرنا بالتعوذ من الشيطان عند الغضب