سهم متذبذب
09-06-2006, 02:47 AM
في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار برحاه - فتجتمع
أهل النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن الشر وآتيه } .
هل هذا الحديث الشريف يخص أصحاب النوايا الحسنة أم أنه يخص المنافقين ومن ينتهك حرمات الله إذا اختلى بها حيث لا رقيب ولا حسيب غير الله سبحانه ؟؟ هذا ما يتوارد في خاطري فإن أصبت من الله
والحمد لله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله ، وهي دعوة للنقاش العام ، وندعو أهل العلم غلى المشاركة لعل آرائهم توضح الصورة بشكل أكبر !!
* قبل البدء ماهو المعروف وماهو المنكر؟؟ من أشهر تعاريف المعروف والمنكر هو بأن المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله ، والتقرب إليه والإحسان إلى الناس ، وكل ما ندب إليه الشرع
ونهى عنه من المحسنات والمقبحات ، والمنكر ضد المعروف وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه فهو منكر..
* لكن للأسف الشديد أصبحت محدودية الفكرة نحو الدعوة إلى الله تبرز ضرورة التزام من يريد النصح وتوضيح الخير من الشر وأن يكون في قمة الالتزام بما يقول حتى فيما يخص الأمور المندوبة أو
السنن الشرعية ، عند الرضوخ لهذه النظرة فإننا سنحد من انتشار الخير !! وهل ستبقى الدعوة محدودة في المساجد عن طريق المحاضرات لمن يبحث عنها تحت ذريعة ان الدعوة إلى الله لابد وأن
تكون من متبحر في الشريعة حتى وإن كان يدعو لما لا يسع المؤمن جهله مثل الصلاة والصدقة والنهي عن المال الحرام ؟؟..
* لاشك أن نهي أي مسلم لأخيه المسلم عن أمر محرم شئ يغتاض من أجله إبليس وهناك من البشر من يشاركه نفس المشاعر ، ولا شك أن انتشار مبدأ ((الدعوة من الجميع وللجميع)) يعد كارثة
ضخمة تهدد دعوة إبليس للضلالة بشبه - الانهيار التام - لأن الدعوة ستصبح من جميع الناس المسئ منهم والمحسن ، والحاصل الآن هو العكس فأعوان ابليس من الجن والانس يدعون إلى
المعاصي حتى ولو لم يحترفونها أو يتمرسونها وبعضهم يحب مجرد محبة ان تشيع المعاصي ولو أنه لم يبذل من ماله شيئاً في سبيل تحقيق ذلك..
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النــور
* هذا الحديث يخص من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر نفاقاً إما لتحقيق شهرة أو وجاهة حسية أو معنوية ، ولا يشمل الحديث من يأمر بالمعروف بنية خالصة لحب الخير ونشره بين الناس ولكن لم
تتهيأ له الظروف لفعله أو حتى قد يكون الأمر الذي حث عليه مما لا يعاقب تاركه ، إذن فالمصلحة العامة تقتضي بالتواصي على فعل الخير والدلالة عليه حتى ينشأ جيل يستطيع التفريق بين الخير والشر وإلا
سيظهر جيل لا يفرق بينهما لأننا التوقف عن البيان والتوضيح بحجة أن الناس تلوم من ينصح بالصلاة مثلا وهو غير ملتزم التزاماً كاملاً بالرغم من محافظته على الصلاة ، أظن بأن الالتباس أصبح واضحاً
بالمثال السابق..
* فرق كبير بين من يدعو إلى سنة ولا يأتيها وينهى عن معصية قد أذله الشيطان بها فهو يتركها مرة ويفعلها مرة ويجاهد بكل ما أوتي من قوة على تركها وإن لم يستطع ذلك فلا أقل من السلامة من أن
يكبل لسانه الشيطان عن توضيح ضرر هذه المعصية للناس وكما قيل "إسأل مجرب ولا تسأل طبيب" كالمدمن التائب مثلا يستطيع أن ينصح أبناءه من خلال تجربته التي مر فيها ، وترك الأمر
بالمعروف او النهي عن المنكر من أجل هذه المفاهيم الوهمية والتي يستغلها إبليس وأعوانه للوقوف في وجه الحق يعد وقوعاً في الفخ الذي لن يعيش فيه الانسان مكبل اللسان حتى يلتزم التزاماً كاملاً ،
سبحان الله وهل غاب عنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث بما معناه : (وأتبع الحسنة السيئة تمحها)..الحديث
قال تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (114) سورة هود
* من هذا المنطلق دعونا نتبحر في النفس الانسانية وحبها للظهور والتطلع إلى مواضع الشرف والعزة ، فإن كان الوصول إلى ذلك يتم عبر نفاق الناس من خلال تزكية النفس بالكلية كالقول هاأنا أفعل
جميع ما أمرني به ربي ولم أعبس حتى في وجه أحد كما فعل الرسول صلوات ربي وسلامه عليه (وهذا من المستحيلات)فإن حديث الآمر بالمعروف الذي لا يأتيه يكون ملائماً لهذه الطريقة المتسمة
بالنفاق الاجتماعي والجزاء من جنس العمل..
* أما إن كانت الرغبة بالعزة والرفعة والوصول لمراتب الشرف في الدنيا والآخرة هي عن طريق إيصال هذا الدين وحمايته بتوضيح الشر والخير وبقصد حفظ البقية الباقية من عقول الناس وعدم اهمال
ضرورة التوبة ومجاهدة النفس والمجادلة بالتي هي أحسن وتبيين القدوة الصالحة في الثبات على الحق ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هوخير أسوة حسنة للناس كافة..
* من هنا فإن المسلم البسيط مطالب ببذل ما يستطيع لحماية الدين عن طريق نبذ ما يضر به من مستجدات العصر مثل أضرار الربا على المجتمع وعلى الاسلام نفسه كون الربا يتعارض مع الركن الثالث
من أركان الاسلام وهو الزكاة ، وأيضاً بالتوضيح العابر بما ينفع الناس والاستدلال عليه تأسياً لا تجديداً كلما سنحت فرصة لذلك مثل ذكر فوائد ترك أكل الحرام والربا على الاقتصاد الاسلامي ، ومن يريد
النصيحة برأيه فليس له ذلك ، وأما من ينقل فتوى ثابتة من أهل العلم من باب النصيحة فناقل الكفر ليس بكافر كما قيل..
قد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : ((لو كان الدين بالرأي لكان مسح اسفل الخفين أولى من أعلاهما))..
وفي البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } هذا روي عن عدة من الصحابة حتى بلغ مبلغ التواتر .
* كل إنسان لابد أن يكون فاعلاً في الخير والحث عليه حتى وإن اعترضته العوائق والصعاب والمثبطات ، لأن المشقة من أجل ضرورة حتمية أمر متعين على الجميع مثل حماية جناب التوحيد والخلافة
في الأرض بعبادته عز وجل - طاعة فيما أمر واجتناباً لما عنه نهى وزجر - وهي تأتي في مقدمة الضروريات التي خلق الانسان من أجلها وتتفرع منها الضرورات الأخرى في الدين .. ولا عذر
بالمشقة عن تحقيق الحتميات في الشريعة كالرزق تهون المشقة في تحصيله لأنه ضرورة البقاء ، وخير من صبر على المصاعب هم أولو العزم من الرسل وباختلاف العزائم تختلف النتائج..
* حقيقة لابد من محاولة توافق القول العمل قدر الإمكان خصوصاً في الواجبات من حيث فعلها أو المنهيات من حيث اجتنابها والبر ليس أن تنسب نفسك لمجموعة من الناس لينالك من وضعهم
الاجتماعي بل هو من ىمن بالله والتزم بأهم الواجبات وابتعد عن الكبائر وما سوى ذلك كل سيجازى بحسبه فإما وفّي له العذاب في الدنيا أو أخره الله له ، والخلاف في اهلية النصيحة ليس في الأصول بل
هو في الفروع ، فواجب على الناصح الالتزام بالأصول والنصح فيها وواجب عليه محاولة الالتزام بالفروع فإن أعجزه شيطانه عن بعضها فلا يخرس لسانه عن النصح فيها ونصب عينه هذه الآية
الكريمة..
قال تعالى : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (44) سورة البقرة
* أهم مافي الأمر هو أن الانسان حينما يضع نصب عينيه هدفاً حتمياً وصحيحاً فلن يتمنى من وراء المساهمة في تحقيقه أي عائد دنيوي ، بل من يكون هذا هو شأنه فإنه بحول الله لا يسأل الناس تفضلاً
وغير آبه بنتيجة دنيوية ولا بمن يلمزه من المستهزئين أو يلومه من المفترين ، وهو بحول الله يبذر من فضل الله ويزرع في أرض الله لتحصد الخلائق الثمار بإذن الله متطلعاً لخراج ربه ولا عزاء
للغافلين..
قال تعالى : {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (72) سورة المؤمنون
ولإبداء أي وجهة نظر مخالفة
فلكم الحديث...
أهل النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن الشر وآتيه } .
هل هذا الحديث الشريف يخص أصحاب النوايا الحسنة أم أنه يخص المنافقين ومن ينتهك حرمات الله إذا اختلى بها حيث لا رقيب ولا حسيب غير الله سبحانه ؟؟ هذا ما يتوارد في خاطري فإن أصبت من الله
والحمد لله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله ، وهي دعوة للنقاش العام ، وندعو أهل العلم غلى المشاركة لعل آرائهم توضح الصورة بشكل أكبر !!
* قبل البدء ماهو المعروف وماهو المنكر؟؟ من أشهر تعاريف المعروف والمنكر هو بأن المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله ، والتقرب إليه والإحسان إلى الناس ، وكل ما ندب إليه الشرع
ونهى عنه من المحسنات والمقبحات ، والمنكر ضد المعروف وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه فهو منكر..
* لكن للأسف الشديد أصبحت محدودية الفكرة نحو الدعوة إلى الله تبرز ضرورة التزام من يريد النصح وتوضيح الخير من الشر وأن يكون في قمة الالتزام بما يقول حتى فيما يخص الأمور المندوبة أو
السنن الشرعية ، عند الرضوخ لهذه النظرة فإننا سنحد من انتشار الخير !! وهل ستبقى الدعوة محدودة في المساجد عن طريق المحاضرات لمن يبحث عنها تحت ذريعة ان الدعوة إلى الله لابد وأن
تكون من متبحر في الشريعة حتى وإن كان يدعو لما لا يسع المؤمن جهله مثل الصلاة والصدقة والنهي عن المال الحرام ؟؟..
* لاشك أن نهي أي مسلم لأخيه المسلم عن أمر محرم شئ يغتاض من أجله إبليس وهناك من البشر من يشاركه نفس المشاعر ، ولا شك أن انتشار مبدأ ((الدعوة من الجميع وللجميع)) يعد كارثة
ضخمة تهدد دعوة إبليس للضلالة بشبه - الانهيار التام - لأن الدعوة ستصبح من جميع الناس المسئ منهم والمحسن ، والحاصل الآن هو العكس فأعوان ابليس من الجن والانس يدعون إلى
المعاصي حتى ولو لم يحترفونها أو يتمرسونها وبعضهم يحب مجرد محبة ان تشيع المعاصي ولو أنه لم يبذل من ماله شيئاً في سبيل تحقيق ذلك..
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النــور
* هذا الحديث يخص من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر نفاقاً إما لتحقيق شهرة أو وجاهة حسية أو معنوية ، ولا يشمل الحديث من يأمر بالمعروف بنية خالصة لحب الخير ونشره بين الناس ولكن لم
تتهيأ له الظروف لفعله أو حتى قد يكون الأمر الذي حث عليه مما لا يعاقب تاركه ، إذن فالمصلحة العامة تقتضي بالتواصي على فعل الخير والدلالة عليه حتى ينشأ جيل يستطيع التفريق بين الخير والشر وإلا
سيظهر جيل لا يفرق بينهما لأننا التوقف عن البيان والتوضيح بحجة أن الناس تلوم من ينصح بالصلاة مثلا وهو غير ملتزم التزاماً كاملاً بالرغم من محافظته على الصلاة ، أظن بأن الالتباس أصبح واضحاً
بالمثال السابق..
* فرق كبير بين من يدعو إلى سنة ولا يأتيها وينهى عن معصية قد أذله الشيطان بها فهو يتركها مرة ويفعلها مرة ويجاهد بكل ما أوتي من قوة على تركها وإن لم يستطع ذلك فلا أقل من السلامة من أن
يكبل لسانه الشيطان عن توضيح ضرر هذه المعصية للناس وكما قيل "إسأل مجرب ولا تسأل طبيب" كالمدمن التائب مثلا يستطيع أن ينصح أبناءه من خلال تجربته التي مر فيها ، وترك الأمر
بالمعروف او النهي عن المنكر من أجل هذه المفاهيم الوهمية والتي يستغلها إبليس وأعوانه للوقوف في وجه الحق يعد وقوعاً في الفخ الذي لن يعيش فيه الانسان مكبل اللسان حتى يلتزم التزاماً كاملاً ،
سبحان الله وهل غاب عنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث بما معناه : (وأتبع الحسنة السيئة تمحها)..الحديث
قال تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (114) سورة هود
* من هذا المنطلق دعونا نتبحر في النفس الانسانية وحبها للظهور والتطلع إلى مواضع الشرف والعزة ، فإن كان الوصول إلى ذلك يتم عبر نفاق الناس من خلال تزكية النفس بالكلية كالقول هاأنا أفعل
جميع ما أمرني به ربي ولم أعبس حتى في وجه أحد كما فعل الرسول صلوات ربي وسلامه عليه (وهذا من المستحيلات)فإن حديث الآمر بالمعروف الذي لا يأتيه يكون ملائماً لهذه الطريقة المتسمة
بالنفاق الاجتماعي والجزاء من جنس العمل..
* أما إن كانت الرغبة بالعزة والرفعة والوصول لمراتب الشرف في الدنيا والآخرة هي عن طريق إيصال هذا الدين وحمايته بتوضيح الشر والخير وبقصد حفظ البقية الباقية من عقول الناس وعدم اهمال
ضرورة التوبة ومجاهدة النفس والمجادلة بالتي هي أحسن وتبيين القدوة الصالحة في الثبات على الحق ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هوخير أسوة حسنة للناس كافة..
* من هنا فإن المسلم البسيط مطالب ببذل ما يستطيع لحماية الدين عن طريق نبذ ما يضر به من مستجدات العصر مثل أضرار الربا على المجتمع وعلى الاسلام نفسه كون الربا يتعارض مع الركن الثالث
من أركان الاسلام وهو الزكاة ، وأيضاً بالتوضيح العابر بما ينفع الناس والاستدلال عليه تأسياً لا تجديداً كلما سنحت فرصة لذلك مثل ذكر فوائد ترك أكل الحرام والربا على الاقتصاد الاسلامي ، ومن يريد
النصيحة برأيه فليس له ذلك ، وأما من ينقل فتوى ثابتة من أهل العلم من باب النصيحة فناقل الكفر ليس بكافر كما قيل..
قد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : ((لو كان الدين بالرأي لكان مسح اسفل الخفين أولى من أعلاهما))..
وفي البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } هذا روي عن عدة من الصحابة حتى بلغ مبلغ التواتر .
* كل إنسان لابد أن يكون فاعلاً في الخير والحث عليه حتى وإن اعترضته العوائق والصعاب والمثبطات ، لأن المشقة من أجل ضرورة حتمية أمر متعين على الجميع مثل حماية جناب التوحيد والخلافة
في الأرض بعبادته عز وجل - طاعة فيما أمر واجتناباً لما عنه نهى وزجر - وهي تأتي في مقدمة الضروريات التي خلق الانسان من أجلها وتتفرع منها الضرورات الأخرى في الدين .. ولا عذر
بالمشقة عن تحقيق الحتميات في الشريعة كالرزق تهون المشقة في تحصيله لأنه ضرورة البقاء ، وخير من صبر على المصاعب هم أولو العزم من الرسل وباختلاف العزائم تختلف النتائج..
* حقيقة لابد من محاولة توافق القول العمل قدر الإمكان خصوصاً في الواجبات من حيث فعلها أو المنهيات من حيث اجتنابها والبر ليس أن تنسب نفسك لمجموعة من الناس لينالك من وضعهم
الاجتماعي بل هو من ىمن بالله والتزم بأهم الواجبات وابتعد عن الكبائر وما سوى ذلك كل سيجازى بحسبه فإما وفّي له العذاب في الدنيا أو أخره الله له ، والخلاف في اهلية النصيحة ليس في الأصول بل
هو في الفروع ، فواجب على الناصح الالتزام بالأصول والنصح فيها وواجب عليه محاولة الالتزام بالفروع فإن أعجزه شيطانه عن بعضها فلا يخرس لسانه عن النصح فيها ونصب عينه هذه الآية
الكريمة..
قال تعالى : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (44) سورة البقرة
* أهم مافي الأمر هو أن الانسان حينما يضع نصب عينيه هدفاً حتمياً وصحيحاً فلن يتمنى من وراء المساهمة في تحقيقه أي عائد دنيوي ، بل من يكون هذا هو شأنه فإنه بحول الله لا يسأل الناس تفضلاً
وغير آبه بنتيجة دنيوية ولا بمن يلمزه من المستهزئين أو يلومه من المفترين ، وهو بحول الله يبذر من فضل الله ويزرع في أرض الله لتحصد الخلائق الثمار بإذن الله متطلعاً لخراج ربه ولا عزاء
للغافلين..
قال تعالى : {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (72) سورة المؤمنون
ولإبداء أي وجهة نظر مخالفة
فلكم الحديث...