تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما وجه الشبه بين الأسهم وكأس العالم؟



شمعة الحب
09-06-2006, 03:31 PM
ما وجه الشبه بين الأسهم وكأس العالم؟
مساعد أحمد العصيمي - 13/05/1427هـ
Mosaad@al-majalla.com

أطل علينا كأس العالم، وبات ضيف الشاشات وحديث المجالس، معظمنا ينتظره ويتطلع إليه بحبور، وسط أجواء مريحة سواء ما يخص منتخبنا السعودي أو ما يذهب إلى المتعة التي سيقدمها المتفوقون في هذا المحفل.
ما يهمنا أكثر أن هذه الساحرة المستديرة ستريحنا على أقله شهرا من الآن من تلك المنغصات المقلقة سواء أحداث سياسية متوترة دائما، أو تغييرات مناخية لا تعرف إلا درجات الحرارة الساخنة جدا.
الأهم من ذلك أن هذه الكرة بمتعتها وتشويقها ستعطي قليلا من راحة ذهنية من عبث الأسهم التي أخذت بألباب الكثيرين منا، حتى جعلتهم كالمسحورين، أو المتوجسين القلقين، لذا فإن عليهم بكأس العالم لأنها ستزيل منهم بعض توتر، وتمنح بعض متعة، متى ما كان الأمر يخص مشاهدة المهرة المتمكنين كرونالدينيو ومن يقتربون منه إبداعا، أو لعل في منتخبنا رجاء ننشده حينما يتجاوز قدراته وتوقعات المتشائمين ليفوز ويمنحنا كثيرا من السعادة.
ولأن حديثنا قد جمع بين الحسنيين الأسهم وكأس العالم، هنا لعلي أقارن أكثر بين سوق الأسهم وكأس العالم لأحدد أوجه الشبه بينهما، في البدء من حيث أن المهتمين بكلا الجانبين يمثلون الأغلبية في بلادنا من فرط حب الكرة، كما هو حب الربح السريع الذي تمثله الأسهم، وثانيا لأن كأس العالم كما هي الأسهم تخضع للمضاربات السريعة والهروب دائما من دائرة الخطر، فلا انتظار لأن أي تعثر نتائجي قد يؤدي إلى السقوط وفقدان الفرصة في المنافسة، والأسهم كذلك لأن الفرص الربحية فيها ترتبط بالمخاطرة و"الخفية" والتردد أو الانتظار جدير بمحق الفرص. وثالثا وأخيرا أن كلا المتناقضين أي الأسهم وكأس العالم مرتبطان بـ "الهوامير" الذين بمقدورهم خدمة صغار المضاربين أو المتنافسين أو تدميرهم، وفي الأولى الأمثلة قائمة وملموسة ولن نعيد الأوجاع من خلال سرد بعض منها، وفي الثانية نتذكر بكثير من الألم ما فعلته ألمانيا والنمسا ضد الجزائر 1982 حينما آثرا التعادل "بكل وقاحة" الذي فرضه اتفاقهما على ذلك لأجل تأهل ألمانيا وخروج الجزائر، وكذلك البرازيل التي ضمنت التأهل عن مجموعتها ولتلعب بالصف الثاني أمام النرويج 1998 لتفوز الثانية بالمباراة ولتتأهل على حساب المغرب.
إذا مفهوم "الهوامير" قائم وملموس في كلا الجانبين، لكن ما هو أكثر تشابها في الأسهم وفي منافسات كأس العالم هم "الضعوف"، فحتى "الفيفا" أو مسيري والمسيطرين على السوق لا يأبهون بهم، سواء خسروا بالثمانية أو خسروا كل أموالهم، هم تكميليون وعلى المنظمين ألا يتعبوا أنفسهم لأجلهم.
وأخيرا ننادي بأن اتركوا السياسة والكوارث والمناخ والأسهم، وتابعوا منافسات كأس العالم.