المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن نشكوا من قلة البركه



امـ حمد
22-03-2012, 02:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الكل يشكو من قلة البركة في المال،والأولاد،وقلة البركة في الوقت ، والأعمال،حتى المزارع قد يشكو من قلة البركة




في محصوله رغم اتساع نطاق مزرعته وتنوع ثمارها،ما السر وراء قلة البركة ، ولماذا كان أجدادنا وجداتنا ينعمون




بأعلى درجات البركة في زمانهم رغم قلة ذوات اليد في ذلك العصر ، ونحن نشكو كثيراً من قلة البركة،في الحقيقة إن قلة




البركة مرتبطة ارتباط كلي بالمعاصي التي يرتكبها الإنسان ، وكما ورد عن بعض الصالحين( إني لأعصي الله فأرى ذلك



في خلق دابتي وزوجتي )إن الأوائل من عباد الله الصالحين كلما حلت به نائبة ، أو تعثرت به دابة بدؤوا يتفقدون ذنوبهم ،



ويراجعون حساباتهم ، ويستغفرون مما اقترفته أيديهم،وهذا الإمام الشافعي لما شكا إلى وكيع سوء حفظه أرشده إلى ترك المعاصي،



شكوت إلى وكيع سوء حفظي .... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور .... ونور الله لا يهدى لعاصي




أما الذي يشكو من قلة البركة في المال ، هل سأل نفسه كيف أدى عمله ، هل أداه بإتقان وأمانة وراقب الله في عمله سراً



وعلانية محتسباً الأجر عند الله ، ثم هذا المال هل اكتسبه بطريق الحلال ، وهل صرفه فيما يرضي الله تعالى ،وأدى



حق الله فيه من زكاة وصدقة وإنفاق ، وهل كان الإسراف والبطر والبذخ يحتل مكانة في هذا المال،إن كثرة المال ليست




دليلاً واضحاً على البركة ، فكم من مال قليل حلت فيه أنواع البركات ، وكم من مال كثير انتزعت منه البركة




انتزاعاً،كذلك الذي يشكو من قلة البركة في الوقت ، هل يا ترى صرف وقته الذي هو أنفاس لا تعود ، هل صرفه في




طاعة الله واستغل دقائقه الثمينة فيما يعود عليه بالنفع والفائدة ، أم أهدر وقته في سفاسف الأمور،إن أعلى درجات البركة




في الوقت هي تلك الساعات الباكرة من الصباح ، وأصدق شاهد على ذلك قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ( اللهم



بارك لأمتي في بكورها ) رواه ابن ماجه،ومع الكسل والنوم الطويل وعدم تنظيم الوقت تحدث الفوضى وتقل البركة بل


تنعدم تماماً في مدارج الوقت،أما الذي يشكو من قلة البركة في أولاده فقد يكون هو السبب في ذلك بعدم تنشئتهم منذ نعومة



أظفارهم على تحمل المسؤولية ، والإنغماس بهم في أوحال الترف والرفاهية والتدليل الزائد ،وعدم غرس مكارم الأخلاق



في نفوسهم،وهاهم عباد الله الصالحين يبتهلون بالدعاء قبل حصول الذرية أن يهبهم الله قرة أعين لهم،كما قال تعالى



(والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)وقد تقل بركات الأرض وهي الأمطار




فيحصل الجذب والقحط وترتفع الأيدي إلى الله في صلاة الإستسقاء ، ومع ذلك يمنع الله عنا القطر بسبب اجتراحنا



السيئات،وتطاولنا على ذات الله بالذنوب والمعاصي،كما قال تعالى(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من



السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )
كذلك نزعت البركة من صحة أجسادنا حتى تكاثرت




الأمراض يوماً بعد يوم،وحلت فينا أنواع الأسقام التي ما سمعنا بها في آبائنا الأولين،كل ذلك بذوبنا ومعاصينا والشاهد



على ذلك قول رسولنا محمد،صلى الله عليه وسلم( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون



والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ) رواه ابن ماجه،إن هذه النعم التي نتقلب فيها ليل نهار تتطلب منا



دوام الشكر،والشكر يحصل من خلال تطويع هذه النعم في مرضاة الله تعالى،وعدم جحود النعمة،أو الإنزلاق بها في مهاوي الرذيلة،






قال الشاعر

إذا كنت في نعمة فارعها ...فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد ... فرب العباد سريع النقم.

fahad1
22-03-2012, 06:15 AM
جزاك الله خير ام حمد

امـ حمد
22-03-2012, 02:38 PM
جزاك الله خير ام حمد

وجزاك ربي جنة الفردوس

دوحة العطاء
28-03-2012, 02:25 AM
جزاج الله خير