الأحمد
23-03-2012, 11:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصّلاة و السلام على رسول الله و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.
أما بعد
إخواني الكرام، السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أخرج البخاريّ عن أنس عن أبي طلحة
أن نبي الله صلى الله عليه و سلّم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد
قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث،
وكان إذا ظهر على قوم أقام العرصة ثلاث ليال. فلما كان ببدر اليوم الثالث
أمر براحلته فشدّ عليها رحلها، ثمّ مشى و اتّبعه أصحابه وقالوا : ما نرى ينطلق
إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الرّكي، فجعل يناديهم بأسماء آبائهم :
يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان، أيسُرّكم أنّكم أطعتم الله ورسوله،
فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقّا، فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقا.
قال عمر : يا رسول الله ما تكلّم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال رسول الله صلّى
الله عليه و سلّم : "والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لِما أقول منهم"
وفي رواية
فجعل ينادي بأسمائهم وأسماء آبائهم وقد جيفوا :
يا أبا جهل بن هشام ويا عتبة بن ربيعة و يا شَيبة بن ربيعة و يا وليد بن عُتبة،
أيسركم أنّكم أطعتم الله ورسوله ؟
وفي رواية :
والله إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم لهو الحق.
وفي رواية :
إنهم الآن ليسمعون غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا.
=============
وأنا أقول :
يا شنودة يا عدوّ الله و رسوله أيَسرّك أنّك أطعت الله و رسوله
يا شنودة إنّا وجدنا ما وعَدنا ربّنا حقّاً، فهل وجدتَ ما وعد ربّك حقّا ؟
والله إنك لتعلم الآن أن دين محمّد صلى الله عليه وسلم هو الحقّ
============
بحمد الله تعالى هلك و قُبر عدوّ الله و عدوّ رسوله (نظير جيد روفائيل) الملقّب شنودة الثالث
البابا 17 بعد المائة للكنيسة المصرية عن عمر يقارب 90 عاما
وقد جلس على كرسي البابوية عام 1971 للميلاد، بعد هلاك سلفه كيرلس السادس.
============
و لقد فتَن الإعلام الخبيث -بعملائه المنافقين- عموم النّاس البسطاء، فكالُوا المديح لهذا
الطّاغوت و أكثروا الثّناء عليه بأوصاف بهرت النّاس به و جعلت العيون تذرف الدّموع عليه، العيب ليس في إعلام علِمنا جميعا أنّه ولد من سفاح، أمه من ذوات الرّايات
الحُمر امتلأ رحمها بماء اليهود و العلمانيين و الشّيوعيين و الصّهاينة الصّليبيين.
وإنما العيب في من يدّعون أنّهم من خواصّ المسلمين في العلم و الدّعوة، يخالفون دينهم وقرآنهم وعقيدتهم.
خالفوا القرآن صراحة فسارعوا في الكافرين و اتّبعوا سُنّة المنافقين و زيّن لهم الشّيطان
أعمالهم فصدّهم عن السّبيل و كانوا مستبصرين، و ليتهم صدَقوا فيما يقولون بل كانوا كاذبين.
وصفوه بالحكمة و الوطنية و اللَّين و الطّيبة والله يشهد إنهم لكاذبون.
خانوا الله و رسوله و الذين آمنوا و لبّسوا الحقّ بالباطل و كتموا الحقّ و هم يعلمون.
لذلك و مع الأسف الشّديد لا نَعجب أن تخفى حقيقة هذا الطّاغية على كثير من
عامّة المسلمين مع ما وصل إليه المسلمون من أميّة دينية بلغت حدّ الجهل ببعض أصول الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
و في إطلالة قصيرة نمُرّ على سيرة هذا الرّجل لعلّ مَن لا يعرفها أن يطّلع عليها
ليعلم أن كراهيتنا لهذا الرّجل وعداوتنا له لها أسبابها و دوافعها الحقيقية و حججها الدّامغة، نبينها نصحا للمسلمين و المؤمنين و تجلية لآكد شرائع الدّين.
=============
تنقسم الأسباب إلى دينية و أسباب دنيوية.
فأما الأسباب الدينية فهي على وجهين :
الأول : كراهيتنا له لكفره بالله و برسوله و إن كان ذمّيا أو معاهدا أو مستأمَنا
قال سبحانه : "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا
بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى
تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ .." (سورة الممتحنة :4).
الثاني : كراهيتنا له لكونه حربيّ قد أعلن العداء لله و لرسوله و لدينه و قرآنه و لعباده
المؤمنين، من كان مسلما في الأصل أو من انتقل من النّصرانية إلى الإسلام
وسيأتي بإذن الله تعالى ذِكر شيء من ذلك.
أما الأسباب الدنيوية : فهي تخريبه للبلاد و استعدائه الأعداء عليها و استيلائه و أتباعه
على ثرواتها من أراض و ما تحويه من آثار و ما نتج عن ذلك من استعلائهم على المسلمين
كما سيأتي قريبا بإذن الله تعالى.
=============
ادّعي نظير جيد (شنودة) أنّه ولد في صعيد مصر فى قرية "سلام" محافظة أسيوط. في
٣ أغسطس ١٩٢٣ و قال : و توفيت والدتي على الفَور بحُمّى النّفاس دون أن أرضع منها
لذلك أرضعتني كثيرات من المسيحيات والمسلمات.
بقي نظير جيد ساقط القيد (غير مسجَّل في أوراق رسمية) إلى أن صار عمره 13 عاما. و علّل ذلك بأن الحَرّ كان قاسيا بعد ولادته و تم "تسنينه" (في رواية مهلهلة حكاها البابا شنودة بنفسه) طعن الكثيرون في صحّتها و وصفوها بأنّها قصّة مفبركة لساقط القيد شنودة و أنّه لقيط.
و بعد انتهائه من دراسته الثانوية، التحق نظير جيد بجامعة فاروق الأوّل (القاهرة)
و درس فى كلية الآداب و تخرّج منها حاصلاً على ليسانس الآداب قسم تاريخ عام ١٩٤٧.
و في العام نفسه تخرّج فى مدرسة المشاة للضّباط الاحتياط و كان أوّل دفعته فيها. و عمل
مدرّساً للغة الإنجليزية و كان أثناء عمله مدرّساً مواظباً على الدّراسات المسائية بالكلّية
الإكليريكية بالقاهرة، و حصل على دبلوم اللاّهوت منها عام ١٩٤٩. وبسبب تفوّقه عمل مدرّساً بها.
ينتمي الأنبا شنودة إلى تنظيم (الأُمّة القبطية).
ذلك التنظيم الذي نشأ في بدايات القرن 20 و الذي قام على معاداة تعاليم الكنيسة المصرية التي كانت تنأى بنفسها عن الّدخول في معترك السياسة متمسكة بالمأثور عندهم : "دع ما للقيصر لقيصر وما للرّب".
وكانت الكنيسة تهتم بنشر روحانياتها بين أتباعها. لكن جماعة (الأمّة القبطية) كانت تسعى إلى أمر آخر وهو أن يكون للكنيسة وأتباعها كيانهم الخاصّ و أن تكشّر كنيستهم عن أنيابها لأعدائها المتمثلين في الإرساليات التّبشيرية التي تأتي من خارج مصر و الطّوائف الكاثوليكية والبروتستانتية، فضلا عن المسلمين الذين هم بالنسبة لهم "جماعة من الغُزاة" و انتشر عندهم مبدأ في غاية الخطورة "اطعن عدوّك بخنجره أو بعدولكما".
ولنا أن نتصوّر ما ينطوي عليه هذا المبدأ من استعمال كافّة الأساليب القذرة و الحقيرة و الخسيسة لتحقيق مرادهم.
الحقّ يقال، فلقد قاومت الكنيسة المصرية بآبائها و رهبانها فكر هذه الجماعة زمنا
و لكن مع الوقت كان اختراقهم للكنيسة يزداد و ازدادت الأزمة مع تولّي الأب (يوساب
الثاني) الذي بذل كل ما في وسعه للتصدّي لهذه الجماعة التي رآها خارجة على تعاليم المسيح.
فأحلّ الخطابات الروحانية محل الخطابات التحريضية مذكّرا بفضل المسلمين الذين حفظوا
العهد منذ فُتحت مصر و أبقوا صوامعهم وأديرتهم.
و قد تعرّض (يوساب) للكثير من محاولات الاختطاف قادها و دبّر لها أتباع تلك الجماعة ومنهم
(متّى المسكين) و تلامذته الذين منهم (نظير جيد) الذي دخل عالم الرهبنة باسم أنطونيوس
السرياني.
و أفلحت في النّهاية تلك المحاولات و وضعوا البابا في مشفى و نصّبوا مكانه لجنة
كنائسية لتسيير أمور الكنيسة ثم أعلنوا وفاته.
ثم تولّى (كيرلس السّادس) البطريركية وهو أحد أبناء تلك الجماعة المتطرّفة و هنا ترّبعوا على
عرش الكنيسة و صارت لهم سطوة على كل مخالفيهم من أتباع (يوساب) فقاموا بعزل و نفي
و حبس بل و تصفية المخالفين لهم في أديرتهم المتناثرة في قلب الصحراء.
و ارتقى الأنبا شنودة فصار أسقفا للتعليم ورئيسا لتحرير مجلّة (مدارس الأحد).
فقد لمح فيه (كيرلس) الذّكاء و الفطنة و القدرة على التأثير.
ولكن البابا كيرلس بعد مراجعات مع نفسه ندم و تراجع عن تبنّيه أفكار تلك الجماعة
الملعونة و سرعان ما قام باستعادة الرّهبان و الأساقفة الأوّلين المسجونين في الأديرة
و قام بمحاولة تقليم أظافرهم ومحاولة إعادة الكنيسة لسيرتها الأولى.
فتصدّى له أتباع تلك الجماعة و على رأسهم (شنودة) وجرت أمور عظام انتهت بإعلان وفاة (كيرلس) بدون سابق انذار يوم الثّلاثاء 9 مارس عام 1971 عن عمر يناهز 68 عاما.
وفي نوفمبر عام 1971 و في عهد الرئيس محمد أنور السّادات تمّ ترسيم (نظير جيد) أو
(أنطونيوس السرياني) بابا للكنيسة المصرية باسم البابا (شنودة الثالث).
ومنذ تلك اللحظة بدأت أكثر المراحل فتنة و إجراما و دموية و لصوصية و اضطرابا في حياة
الكنيسة المصرية فيما يخصّ علاقتها بالدولة المصرية والمسلمين.
واختصارا للأحداث أشير إلى محطات رئيسة في هذه المسيرة :
كانت الكنيسة حتى نهاية عهد البابا (كيرلس) كنيسة متواضعة فقيرة تستعين بالرئيس جمال
عبد الناصر لدفع رواتب العاملين بها.
وأعطاهم عبد الناصر مكانا مرموقا في قلب العاصمة لإقامة الكاتدرائية و تكفّلت الدّولة بكافّة
مصاريف الإنشاء والتجهيزات فيها.
ثم تحولت الكنيسة إلي دولة داخل الدولة. ميزانيتها وثروات بعض أبنائها تزيد على أضعاف ميزانية الدّولة و صار بعض رجالها الذين كانوا معدمين من أغنى أغنياء العالم.
تورّطت الكنيسة في كثير من الأعمال المشبوهة كالتجسّس و التّجارة بالآثار و غسيل الأموال والتهريب وغيرها من الأمور الشّائكة التي ربما نفرد لها مقالات منفصلة.
كل تلك الأموال الكنسية لا رقابة عليها من الدّولة التي تحارب وبكل ضراوة أيّ تكتّل اقتصادي إسلامي نظيف و تقضي عليه و تستولي على أصوله وأرباحه.
الحمد لله و الصّلاة و السلام على رسول الله و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.
أما بعد
إخواني الكرام، السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أخرج البخاريّ عن أنس عن أبي طلحة
أن نبي الله صلى الله عليه و سلّم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد
قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث،
وكان إذا ظهر على قوم أقام العرصة ثلاث ليال. فلما كان ببدر اليوم الثالث
أمر براحلته فشدّ عليها رحلها، ثمّ مشى و اتّبعه أصحابه وقالوا : ما نرى ينطلق
إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الرّكي، فجعل يناديهم بأسماء آبائهم :
يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان، أيسُرّكم أنّكم أطعتم الله ورسوله،
فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقّا، فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقا.
قال عمر : يا رسول الله ما تكلّم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال رسول الله صلّى
الله عليه و سلّم : "والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لِما أقول منهم"
وفي رواية
فجعل ينادي بأسمائهم وأسماء آبائهم وقد جيفوا :
يا أبا جهل بن هشام ويا عتبة بن ربيعة و يا شَيبة بن ربيعة و يا وليد بن عُتبة،
أيسركم أنّكم أطعتم الله ورسوله ؟
وفي رواية :
والله إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم لهو الحق.
وفي رواية :
إنهم الآن ليسمعون غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا.
=============
وأنا أقول :
يا شنودة يا عدوّ الله و رسوله أيَسرّك أنّك أطعت الله و رسوله
يا شنودة إنّا وجدنا ما وعَدنا ربّنا حقّاً، فهل وجدتَ ما وعد ربّك حقّا ؟
والله إنك لتعلم الآن أن دين محمّد صلى الله عليه وسلم هو الحقّ
============
بحمد الله تعالى هلك و قُبر عدوّ الله و عدوّ رسوله (نظير جيد روفائيل) الملقّب شنودة الثالث
البابا 17 بعد المائة للكنيسة المصرية عن عمر يقارب 90 عاما
وقد جلس على كرسي البابوية عام 1971 للميلاد، بعد هلاك سلفه كيرلس السادس.
============
و لقد فتَن الإعلام الخبيث -بعملائه المنافقين- عموم النّاس البسطاء، فكالُوا المديح لهذا
الطّاغوت و أكثروا الثّناء عليه بأوصاف بهرت النّاس به و جعلت العيون تذرف الدّموع عليه، العيب ليس في إعلام علِمنا جميعا أنّه ولد من سفاح، أمه من ذوات الرّايات
الحُمر امتلأ رحمها بماء اليهود و العلمانيين و الشّيوعيين و الصّهاينة الصّليبيين.
وإنما العيب في من يدّعون أنّهم من خواصّ المسلمين في العلم و الدّعوة، يخالفون دينهم وقرآنهم وعقيدتهم.
خالفوا القرآن صراحة فسارعوا في الكافرين و اتّبعوا سُنّة المنافقين و زيّن لهم الشّيطان
أعمالهم فصدّهم عن السّبيل و كانوا مستبصرين، و ليتهم صدَقوا فيما يقولون بل كانوا كاذبين.
وصفوه بالحكمة و الوطنية و اللَّين و الطّيبة والله يشهد إنهم لكاذبون.
خانوا الله و رسوله و الذين آمنوا و لبّسوا الحقّ بالباطل و كتموا الحقّ و هم يعلمون.
لذلك و مع الأسف الشّديد لا نَعجب أن تخفى حقيقة هذا الطّاغية على كثير من
عامّة المسلمين مع ما وصل إليه المسلمون من أميّة دينية بلغت حدّ الجهل ببعض أصول الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
و في إطلالة قصيرة نمُرّ على سيرة هذا الرّجل لعلّ مَن لا يعرفها أن يطّلع عليها
ليعلم أن كراهيتنا لهذا الرّجل وعداوتنا له لها أسبابها و دوافعها الحقيقية و حججها الدّامغة، نبينها نصحا للمسلمين و المؤمنين و تجلية لآكد شرائع الدّين.
=============
تنقسم الأسباب إلى دينية و أسباب دنيوية.
فأما الأسباب الدينية فهي على وجهين :
الأول : كراهيتنا له لكفره بالله و برسوله و إن كان ذمّيا أو معاهدا أو مستأمَنا
قال سبحانه : "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا
بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى
تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ .." (سورة الممتحنة :4).
الثاني : كراهيتنا له لكونه حربيّ قد أعلن العداء لله و لرسوله و لدينه و قرآنه و لعباده
المؤمنين، من كان مسلما في الأصل أو من انتقل من النّصرانية إلى الإسلام
وسيأتي بإذن الله تعالى ذِكر شيء من ذلك.
أما الأسباب الدنيوية : فهي تخريبه للبلاد و استعدائه الأعداء عليها و استيلائه و أتباعه
على ثرواتها من أراض و ما تحويه من آثار و ما نتج عن ذلك من استعلائهم على المسلمين
كما سيأتي قريبا بإذن الله تعالى.
=============
ادّعي نظير جيد (شنودة) أنّه ولد في صعيد مصر فى قرية "سلام" محافظة أسيوط. في
٣ أغسطس ١٩٢٣ و قال : و توفيت والدتي على الفَور بحُمّى النّفاس دون أن أرضع منها
لذلك أرضعتني كثيرات من المسيحيات والمسلمات.
بقي نظير جيد ساقط القيد (غير مسجَّل في أوراق رسمية) إلى أن صار عمره 13 عاما. و علّل ذلك بأن الحَرّ كان قاسيا بعد ولادته و تم "تسنينه" (في رواية مهلهلة حكاها البابا شنودة بنفسه) طعن الكثيرون في صحّتها و وصفوها بأنّها قصّة مفبركة لساقط القيد شنودة و أنّه لقيط.
و بعد انتهائه من دراسته الثانوية، التحق نظير جيد بجامعة فاروق الأوّل (القاهرة)
و درس فى كلية الآداب و تخرّج منها حاصلاً على ليسانس الآداب قسم تاريخ عام ١٩٤٧.
و في العام نفسه تخرّج فى مدرسة المشاة للضّباط الاحتياط و كان أوّل دفعته فيها. و عمل
مدرّساً للغة الإنجليزية و كان أثناء عمله مدرّساً مواظباً على الدّراسات المسائية بالكلّية
الإكليريكية بالقاهرة، و حصل على دبلوم اللاّهوت منها عام ١٩٤٩. وبسبب تفوّقه عمل مدرّساً بها.
ينتمي الأنبا شنودة إلى تنظيم (الأُمّة القبطية).
ذلك التنظيم الذي نشأ في بدايات القرن 20 و الذي قام على معاداة تعاليم الكنيسة المصرية التي كانت تنأى بنفسها عن الّدخول في معترك السياسة متمسكة بالمأثور عندهم : "دع ما للقيصر لقيصر وما للرّب".
وكانت الكنيسة تهتم بنشر روحانياتها بين أتباعها. لكن جماعة (الأمّة القبطية) كانت تسعى إلى أمر آخر وهو أن يكون للكنيسة وأتباعها كيانهم الخاصّ و أن تكشّر كنيستهم عن أنيابها لأعدائها المتمثلين في الإرساليات التّبشيرية التي تأتي من خارج مصر و الطّوائف الكاثوليكية والبروتستانتية، فضلا عن المسلمين الذين هم بالنسبة لهم "جماعة من الغُزاة" و انتشر عندهم مبدأ في غاية الخطورة "اطعن عدوّك بخنجره أو بعدولكما".
ولنا أن نتصوّر ما ينطوي عليه هذا المبدأ من استعمال كافّة الأساليب القذرة و الحقيرة و الخسيسة لتحقيق مرادهم.
الحقّ يقال، فلقد قاومت الكنيسة المصرية بآبائها و رهبانها فكر هذه الجماعة زمنا
و لكن مع الوقت كان اختراقهم للكنيسة يزداد و ازدادت الأزمة مع تولّي الأب (يوساب
الثاني) الذي بذل كل ما في وسعه للتصدّي لهذه الجماعة التي رآها خارجة على تعاليم المسيح.
فأحلّ الخطابات الروحانية محل الخطابات التحريضية مذكّرا بفضل المسلمين الذين حفظوا
العهد منذ فُتحت مصر و أبقوا صوامعهم وأديرتهم.
و قد تعرّض (يوساب) للكثير من محاولات الاختطاف قادها و دبّر لها أتباع تلك الجماعة ومنهم
(متّى المسكين) و تلامذته الذين منهم (نظير جيد) الذي دخل عالم الرهبنة باسم أنطونيوس
السرياني.
و أفلحت في النّهاية تلك المحاولات و وضعوا البابا في مشفى و نصّبوا مكانه لجنة
كنائسية لتسيير أمور الكنيسة ثم أعلنوا وفاته.
ثم تولّى (كيرلس السّادس) البطريركية وهو أحد أبناء تلك الجماعة المتطرّفة و هنا ترّبعوا على
عرش الكنيسة و صارت لهم سطوة على كل مخالفيهم من أتباع (يوساب) فقاموا بعزل و نفي
و حبس بل و تصفية المخالفين لهم في أديرتهم المتناثرة في قلب الصحراء.
و ارتقى الأنبا شنودة فصار أسقفا للتعليم ورئيسا لتحرير مجلّة (مدارس الأحد).
فقد لمح فيه (كيرلس) الذّكاء و الفطنة و القدرة على التأثير.
ولكن البابا كيرلس بعد مراجعات مع نفسه ندم و تراجع عن تبنّيه أفكار تلك الجماعة
الملعونة و سرعان ما قام باستعادة الرّهبان و الأساقفة الأوّلين المسجونين في الأديرة
و قام بمحاولة تقليم أظافرهم ومحاولة إعادة الكنيسة لسيرتها الأولى.
فتصدّى له أتباع تلك الجماعة و على رأسهم (شنودة) وجرت أمور عظام انتهت بإعلان وفاة (كيرلس) بدون سابق انذار يوم الثّلاثاء 9 مارس عام 1971 عن عمر يناهز 68 عاما.
وفي نوفمبر عام 1971 و في عهد الرئيس محمد أنور السّادات تمّ ترسيم (نظير جيد) أو
(أنطونيوس السرياني) بابا للكنيسة المصرية باسم البابا (شنودة الثالث).
ومنذ تلك اللحظة بدأت أكثر المراحل فتنة و إجراما و دموية و لصوصية و اضطرابا في حياة
الكنيسة المصرية فيما يخصّ علاقتها بالدولة المصرية والمسلمين.
واختصارا للأحداث أشير إلى محطات رئيسة في هذه المسيرة :
كانت الكنيسة حتى نهاية عهد البابا (كيرلس) كنيسة متواضعة فقيرة تستعين بالرئيس جمال
عبد الناصر لدفع رواتب العاملين بها.
وأعطاهم عبد الناصر مكانا مرموقا في قلب العاصمة لإقامة الكاتدرائية و تكفّلت الدّولة بكافّة
مصاريف الإنشاء والتجهيزات فيها.
ثم تحولت الكنيسة إلي دولة داخل الدولة. ميزانيتها وثروات بعض أبنائها تزيد على أضعاف ميزانية الدّولة و صار بعض رجالها الذين كانوا معدمين من أغنى أغنياء العالم.
تورّطت الكنيسة في كثير من الأعمال المشبوهة كالتجسّس و التّجارة بالآثار و غسيل الأموال والتهريب وغيرها من الأمور الشّائكة التي ربما نفرد لها مقالات منفصلة.
كل تلك الأموال الكنسية لا رقابة عليها من الدّولة التي تحارب وبكل ضراوة أيّ تكتّل اقتصادي إسلامي نظيف و تقضي عليه و تستولي على أصوله وأرباحه.