المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخطط تفكيك(الدولة الوطنية) وقائع مكشوفة.. لا مؤامرة خفية!!



(الفيصل)
25-03-2012, 01:56 PM
منذ أكثر من ستين عاما، أي عام 1949 - بالتحديد - صدرت رواية سياسية اجتماعية للكاتب المبدع جورج أورول. وكان عنوان الرواية نفسه عجيبا ومثيرا، إذ كان العنوان تصويرا صريحا لاستطلاع أورول لمصير الاتحاد السوفياتي. وما هو أعجب من ذلك كله: أن توقعات أورول قد صحت (!!!).. ليس من حيث مضمونها فحسب، بل من حيث توقيتها كذلك، ففي ذات التاريخ الذي جعله أورول عنوانا لروايته وهو «1984» بدأ الاتحاد السوفياتي يتفكك، وهي بداية أخذت تتسارع حتى بوغت الناس بانهيار ذلك الكيان الضخم.

ومد البصر إلى المستقبل ينبغي أن يكون أحد تجليات الكاتب الذي يعنى بمثل هذه الشؤون.

ونحن نحاول أن نمد البصر إلى الأمام لئلا تغرق الأمة في تفاصيل الحاضر ولججه غرقا يلهيها عن رؤية مصائر بائسة يتوجب عليها أن تدفعها بوعي ومسؤولية، أو على الأقل تقلل من آثارها إلى أدنى حد مستطاع، أي إلى الحد الذي تستطيع أن تحيا به.

إننا لا نملك خيال أورول، ولعل ما بين أيدينا من قرائن ووقائع يعوضنا أو يغنينا عن خيال أورول. ونحن نجتهد في رؤية مصائر الأمة من خلال الأحداث الراهنة.

من المخططات التي يراد تطبيقها على هذه الأمة: مخطط تقسيمها وتمزيقها، ليس على المستوى «القومي» فقط.. ففي حقيقة الأمر، فإن الأمة قد قسمت على المستوى القومي منذ زمن بعيد.

إن موضوعنا المحدد المضبوط هو: أن الوطن العربي يتعرض للتفكيك والتفتيت.. ولسنا نقصد بذلك أن العرب «موحدون» اليوم، فجاء المخطط ليفتت وحدتهم القائمة، فواقع الحال يقول: إن العرب اليوم ينطبق عليهم وصف القرآن لليهود وهم في حالة تمزق: «تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى».. ومن هنا فإن المحور الذي يتركز عليه الكلام هو «تفتيت الدولة الوطنية» ذاتها.

وهذه هي منظومة الوقائع والمخططات التي تصلح برهانا على وجود مخطط التقسيم، وبرهانا - كذلك - على «تطبيقات» مراحل أو أجزاء من هذا المخطط.

1- واقع تقسيم السودان إلى دولتين: إحداهما في الشمال، والأخرى في الجنوب. وهناك اتجاهات ترمي إلى تفتيت الدولة الشمالية نفسها إلى دويلات، وكأنهم يستعملون مع الأوطان الطريقة البيولوجية في تشقق الخلايا 1-2-4-8-16-32.. إلخ!

2- في مصر «البلد الموحد من ألوف السنين»، وفي أثناء التحقيق القضائي في ما عرف بقضية «التمويل الأجنبي غير المشروع لعدد من منظمات المجتمع المدني».. في أثناء هذا التحقيق، ضبطت خرائط تقضي بتقسيم مصر إلى أربع دويلات. وهذا هو نص ما ورد في قرار الاتهام في هذه القضية - في ما يتعلق بمخطط التقسيم: «الخرائط المضبوطة بمعرفة النيابة العامة في أثناء تفتيش مقر هذه المنظمات بناء على أمر قاضي التحقيق. هذه الخرائط تتضمن تقسيم حدود مصر وإخراج حلايب وشلاتين وتعديل خط العرض المتعارف عليه دوليا. أما التدخل اليدوي فقسم مصر إلى أربع دويلات هي: أ – القنال ب- صعيد مصر ج- القاهرة الكبرى د- الدلتا، دون أي ذكر لمنطقة النوبة».

3- في مؤتمر علني في بنغازي بليبيا أعلن زعماء قبائل وسياسيون وعسكريون عن أن إقليم «برقة» هو إقليم مستقل أو منفصل. ولئن غطي هذا الانفصال بكلمات الحكم الذاتي أو الفيدرالية، فإن هذا الغطاء راعى الظروف السياسية والاجتماعية السائدة في ليبيا اليوم، بيد أنه غطاء أوهى من أن يخفي حقيقة الانفصال، بدليل أن قادة ليبيا الوحدويين أدانوا هذه الخطوة وعدوها بداية تقسيم ليبيا. وهذا صحيح.. فبـ«العدوى» أو بردود الفعل الموازية ستطالب أقاليم أخرى بذات الحقوق والميزات (!!!).. ويستبعد أن تكون هذه الخطوة الغبية أو المجنونة غير ذات صلة بجهات أجنبية، وهو سيناريو لمح إليه بعض قادة ليبيا.

4- في الصومال المنسي أو مكسور الجناح: تقدم الولايات المتحدة مساعدات إنمائية لإقليمين صوماليين انفصاليين هما: أرض الصومال.. وبونتلاند. ولقد سارعت إسرائيل إلى الاعتراف بهذين الإقليمين الانفصاليين!

5- وفي اليمن تتعاظم اتجاهات في «الحراك الجنوبي»، وهي اتجاهات ترمي إلى انفصال الجنوب عن الشمال، أو إلى تصحيح الوضع الشاذ حسب تعبير بعضهم، والوضع الشاذ في نظرهم هو وحدة الشمال والجنوب في دولة واحدة.. وفي هذا السياق يطمح الحوثيون في شمال اليمن إلى أن يكون لهم كيان مستقل.

6- وفي العراق، ومنذ أيام قلائل قال نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني (حزب الرئيس العراقي جلال طالباني)، قال: «أرى أن الظروف المحلية والعراقية والدولية مهيأة لإقامة دولة كردية مستقلة، فنحن قاتلنا وناضلنا لسنوات طويلة من أجل تقرير المصير، وليس من المعقول ألا تكون للأكراد دولتهم». وقال أيضا: «إن العراق سيتجزأ إلى أقاليم شيعية وسنية وكردية».. وبمناسبة عبارة «تقرير المصير» التي وردت في كلامه، ينبغي أن يعلم أن هذه العبارة ذاتها كانت «الذريعة» القانونية والاستراتيجية والسياسية لانفصال جنوب السودان عن شماله.

بعد ذلك بقليل صرح زعيم الحزب الكردي الآخر الكبير مسعود بارزاني، صرح فقال: «إن الدولة الكردية المستقلة آتية لا محالة».

في ضوء هذه الوقائع والقرائن المبرهنة على مخطط التمزيق والتقسيم نسأل: ماذا بقي؟!.. ومن بقي؟!

إن المخاطر دقت باب البيت الخاص نفسه، ونعني بهذا التعبير «الجيوسياسي»: أن المخاطر انتقلت من التقسيم والتفتيت على المستوى القومي العام إلى التفتيت على مستوى «الدولة الوطنية» ذاتها.

وهذه مخاطر تستوجب إعادة التفكير والنظر - بعمق - في ترتيب الأولويات بذكاء وواقعية.

ومن أسبقيات ترتيب الأولويات:

أن يكون «الأمن الوطني» - بمعناه العلمي الشامل - هو مقياس الحركة الوطنية، والأداء الوطني لكل دولة.. ومن صور هذا الأمن: «التوافق الفكري الضروري» داخل كل مجتمع تضمه الدولة الوطنية. فالتفتيت قد يكون فكريا، بل لا بد أن يكون فكريا بادئ بدء. فهذا التفتيت الفكري يمهد للتشظي الاجتماعي المفضي إلى التمزق السياسي.. والصورة الثانية من الأمن الوطني هي: النضال اللاهب المستمر من أجل الاستقرار.. والصورة الثالثة هي: الاندفاع بأقصى درجات الطاقة من أجل التنمية المتصاعدة في كل مجال.. والصورة الرابعة: المحافظة الصلبة على الوحدة الوطنية.. ومن هذه الصور: أن تنساب كل هذه المضامين في أداء الدولة: تعليمها وإعلامها وثقافتها واستخباراتها ودبلوماسيتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية.

وحين نقول إنه يتوجب أن تكون هذه الأولوية مقدمة - في النظر والتطبيق - على أي أولوية أخرى، فإننا نعني - بالضبط - أنه لا يجوز أن تتقدم عليها أي أولوية قومية مهما كان شأنها، إذ ما جدوى الاهتمام بالشأن القومي العام، إذا كان الشأن الوطني الخاص معرضا لمهالك شتى منها مهلكة التقسيم: اليوم، أو غدا، أو بعد غد؟!

إن مثل من يفعل ذلك كمثل من يركز جهوده على خدمة حيه أو حارته، على حين يهمل أسرته الخاصة: أبويه وزوجه وأولاده.. وهذا - بلا ريب - تنكيس لمنهج سلم الأولويات.

وقد يقال: إن هناك ترابطا بين الأمن الوطني والأمن القومي. ونقول: هذا صحيح، بل نضيف: أن المتغيرات العالمية الجديدة أنشأت روابط بين الأمن الوطني والأمن الدولي أو العالمي.

لا خلاف في ذلك.. وإنما النقطة المركزية التي نكثف الحديث عنها هي: أن يكون الأمن الوطني الخاص هو المقياس المعتمد لكل حركة وأداء تجاه الأمن القومي، والأمن الدولي.. وهذا امتحان دقيق للرؤية السياسية، والقرار الاستراتيجي، فالسياسة الناجحة هي حسابات صحيحة ودقيقة قبل أي شيء آخر.


يستحق القراءة والنقل .. اليس كذلك؟؟

الخزرجي قطر
25-03-2012, 02:07 PM
اشكرك على الموضوع اكيد يستحق القراه
اعتقد لديهم مخططات تقسيم اخرى مثل
الشرق الاوسط الجديد الله يستر من الجاي

Arab!an
25-03-2012, 02:43 PM
جميل ..

عادة نقول ان دولنا لا تحمل مشروع .. ومن لا يحمل هم او هدف واضح يسعى اليه لن يصل الى شئ بل سيستهدف هو ذاته في عقر داره في هذا العالم المتفاعل

و قلت قبل ذلك ان دولنا الخليجية الصغيرة ليست قابلة للخلود .. بل ستذهب الى الانكماش و النهش من قبل الاقوى .. الاكبر .. الاذكى .. إلخ
مالم يكن هناك هدف واضح هو الاتحاد في اطار دولة واحدة فيها مكونات البقاء كهدف مرحلي يتلوه هدفا اكبر هو التوحد من خلال القومية العربية او "دينية" اسلامية
هذا العالم لا يقبل الركون و السكون .. مصير هؤلاء الى الاختزال في كيان اكبر قد لا يكون بالضرورة نتيجة لتحديد المصير

" من لم يحدث نفسه بالجهاد" اكبر و اعمق من فكرة الجهاد و القتال في حدود مؤطرة بمكان او زمان معين .. بل فلسفة تعين على البقاء و المدافعة , ثم المنافسة و التوسع ان لزم الامر و توفرت المعطيات

لماذا نقول ان العالم الاسلامي و العربي على وجه الخصوص في عصر انحطاطه ..

لأنه يخلو الان من قيمة الفكرة " من لم يحدث نفسه بالجهاد" .. الفكرة فقط .. مجرد وجود هدف

لهذا لا نستغرب ان انكمش عالمنا و تفتت بشكل مستمر

امريكا زرعت بذرة الفيدرالية في العراق كشرارة تؤدي الى التفكك .. لعدم وجود الضمانة وهي الهدف و السلم والامن الاجتماعي

"لا تثور الدول ذات السلم والامن الاجتماعي , حتى الدول الفقيرة"

و ابتلشت العراق بنفسها الان ..

لنتساءل .. لماذا لم تجد الفيدرالية الامريكية العريقة الطريق الى التفكك و التشرذم ؟

لنختبر تفكيرنا هذه المرة ..

انا اعتقد ان امريكا وضعت اولا ضمانة قيمية هي المشاركة الفعالة في الذهاب الى الخارج .. الذهاب الى الحروب العالمية .. الذهاب الى الاستيلاء على الخيرات الطبيعية في العالم .. الى شحذ الوحدة في الامريكيين من خلال اصطناع العداوات , والايهام بالخوف المستمر و ايجاد عدو من لا شئ .. اصطناع الحاجة الى الامن باستمرار (وهي كلها تدعو الى وحدة الصف )

كما ان هناك ضمانة فعليه .. وهي دستور قوي فاعل يضمن العدل و الكرامة بما لا يجعل فيها اي منفذ مهما صغر لأي مسوغ للتفكك .. لا حاجة يجدها الامريكيون للتفكك , ولن تجد امريكي يفكر في هذا بل يجد ان الفكرة مرعبة

اين منفذ التفكك في دولنا العربية ؟

الطبقية .. الظلم الاجتماعي .. تضخيم الفكر الانشطاري التفككي ورعاية المفكرين بهذا

هذه كلها مداخل لمن اراد..

انا مثلا استطيع لوحدي ان افكك اي مجتمع عربي ببساطة , اثير النعرات هنا وهناك , القبلية الطائفية , ابرز اي مظالم اجتماعية بسيطة و ادعم اي فكرة شاذة , او اقتل واحدا في هذا الصف وواحدا في الصف الاخر ثم تستعر حربا يكون الاتفاق النهائي فيها الانفصال و الانكفاء على الذات لكل مكون

ببساطة

انما اعجز ان افعل هذا او حتى اعتى المخابرات العالمية في الصف الامريكي لوجود العدالة الاجتماعية والقانون القوي المنصف , وعدم وجود طبقية , والامن و الستار المخابراتي النشط

ان كان من مدخل على امريكا فسيكون بإيقاد شعلة علل و امراض الرأسمالية المتوحشة .. وهذا ما يناضل الاعلام الامريكي من اجل اطفاءه الآن

انا اراهن على ان الكيان الصهيوني يتوسع في القدس الشرقية ليس حاجة لعدم وجود اراضي بقدر ماهو اولا لدفع الانكفاء الذاتي .. الا توجد خطة خمسينية او مئوية للكيان الصهيوني ؟ يوجد عنده اهداف طويلة الامد للخارج ..

من لديه ايضا خطط للخارج ؟

ايران ايضا .. اهدافها (لا اقول التوسعية) بل ربما ان امكن ان اسميها (السيطرية) .. هي اولا بدافع ضمان الوحدة الفارسية وعدم التفكك .. وان كانت لم تحقق العدالة الاجتماعية او اغفلت هذا

دائما هناك توجيه للأمة للخارج .. هناك اهداف بعيدة عن الحدود الداخلية هناك خطر محدق .. هناك تصريحات عدائية فيها استعراض للقوة .. هناك مخابرات تسعى كالنمل

تركيا على نقيض ايران .. ليست هناك خطط توسعية او خارجية واضحة .. ولكن هناك عدل اجتماعي هناك مستوى اقتصادي ممتاز هناك علاقات دبلوماسية تصالحية .. ولكن

كلاهما سيتعرض للقرض من جانبيه ان لم يكن من داخله ان لم يكمل نقصه

نرى الحركات الكردية في الطرفين , الدعوات القومية المستمرة في الطرفين .. اتهامات خارجية شديدة (بمثابة التهديد الظاهر او الضمني) لسلامة الوطنين.. اثارة نعرات قومية و مظالم محددة في تركيا .. وتهديد ظاهر لايران




لذلك ارى ان الحل يكمن في نقطتين ..

ايجاد اهداف طويلة خارجية , وضمان الامن والسلم الاجتماعيين

alfahad1
25-03-2012, 03:06 PM
كل فتره خريطة الوطن العربي تتغير وحال العرب من سيئ الى أسوئ

intesar
25-03-2012, 04:30 PM
الإنقسامات خطيرة وتضعف الكيان الإسلامي.. حروب صليبية بطرق سلمية.. أو بافتعال الحروب الأهلية.. إذا الثورات العربية حققت أهدافها.. ونشرت العدل. . لن نرى انقسامات بإذنه تعالى.. النعرة القبائلية والعنصرية.. سبب من أسباب الضعف..
انقسام السودان أثر في قلبي كثيرا.. والكل يعلم السبب في هذا الانقسام.. والطمع الأميركي..

دمتم بحفظ الرحمن..

ابوالكلام
25-03-2012, 04:37 PM
للأسف جاري تقسيم الامة وباجندة عربية ولاحياة لمن تنادي والشعوب مثل الخراف لا تدري عن مصيرها

fhd4
25-03-2012, 05:09 PM
من وجهة نظري ... أن الانقسام الحدودي أو السياسي لا يحدث إلا بعد انقسام الشعوب نفسها ...

فما الفائدة من المحافظة على وحدة شكلية وماهي المصلحة في ذلك ...

المفترض أن الذي يجمع الشعوب الإسلامية هو دينها قبل سياستها ...

وما هو الفرق بين أن تكون هناك دول مفككة حدوديا أو تكون شعوبها مفككة ومحصورة داخل نفس الحدود...


الضعف يؤدي إلى الانقسام ... هذا صحيح ...

ولكن الانقسام لا يؤدي بالضرورة إلى الضعف ...


وأما من يغرد بالوحدة الإسلامية وأن في الاتحاد قوة ... فأقول ...

الوحدة والاتحاد في القلوب قبل وحدة الحدود ...

إذا اتحدت قلوب المسلمين وبالأخص السنة ... فستختفي كل أنواع الحدود ... تلقائيا !!

دلة الرسلان
25-03-2012, 05:15 PM
جميل ..

عادة نقول ان دولنا لا تحمل مشروع .. ومن لا يحمل هم او هدف واضح يسعى اليه لن يصل الى شئ بل سيستهدف هو ذاته في عقر داره في هذا العالم المتفاعل

و قلت قبل ذلك ان دولنا الخليجية الصغيرة ليست قابلة للخلود .. بل ستذهب الى الانكماش و النهش من قبل الاقوى .. الاكبر .. الاذكى .. إلخ
مالم يكن هناك هدف واضح هو الاتحاد في اطار دولة واحدة فيها مكونات البقاء كهدف مرحلي يتلوه هدفا اكبر هو التوحد من خلال القومية العربية او "دينية" اسلامية
هذا العالم لا يقبل الركون و السكون .. مصير هؤلاء الى الاختزال في كيان اكبر قد لا يكون بالضرورة نتيجة لتحديد المصير

" من لم يحدث نفسه بالجهاد" اكبر و اعمق من فكرة الجهاد و القتال في حدود مؤطرة بمكان او زمان معين .. بل فلسفة تعين على البقاء و المدافعة , ثم المنافسة و التوسع ان لزم الامر و توفرت المعطيات

لماذا نقول ان العالم الاسلامي و العربي على وجه الخصوص في عصر انحطاطه ..

لأنه يخلو الان من قيمة الفكرة " من لم يحدث نفسه بالجهاد" .. الفكرة فقط .. مجرد وجود هدف

لهذا لا نستغرب ان انكمش عالمنا و تفتت بشكل مستمر

امريكا زرعت بذرة الفيدرالية في العراق كشرارة تؤدي الى التفكك .. لعدم وجود الضمانة وهي الهدف و السلم والامن الاجتماعي

"لا تثور الدول ذات السلم والامن الاجتماعي , حتى الدول الفقيرة"

و ابتلشت العراق بنفسها الان ..

لنتساءل .. لماذا لم تجد الفيدرالية الامريكية العريقة الطريق الى التفكك و التشرذم ؟

لنختبر تفكيرنا هذه المرة ..

انا اعتقد ان امريكا وضعت اولا ضمانة قيمية هي المشاركة الفعالة في الذهاب الى الخارج .. الذهاب الى الحروب العالمية .. الذهاب الى الاستيلاء على الخيرات الطبيعية في العالم .. الى شحذ الوحدة في الامريكيين من خلال اصطناع العداوات , والايهام بالخوف المستمر و ايجاد عدو من لا شئ .. اصطناع الحاجة الى الامن باستمرار (وهي كلها تدعو الى وحدة الصف )

كما ان هناك ضمانة فعليه .. وهي دستور قوي فاعل يضمن العدل و الكرامة بما لا يجعل فيها اي منفذ مهما صغر لأي مسوغ للتفكك .. لا حاجة يجدها الامريكيون للتفكك , ولن تجد امريكي يفكر في هذا بل يجد ان الفكرة مرعبة

اين منفذ التفكك في دولنا العربية ؟

الطبقية .. الظلم الاجتماعي .. تضخيم الفكر الانشطاري التفككي ورعاية المفكرين بهذا

هذه كلها مداخل لمن اراد..

انا مثلا استطيع لوحدي ان افكك اي مجتمع عربي ببساطة , اثير النعرات هنا وهناك , القبلية الطائفية , ابرز اي مظالم اجتماعية بسيطة و ادعم اي فكرة شاذة , او اقتل واحدا في هذا الصف وواحدا في الصف الاخر ثم تستعر حربا يكون الاتفاق النهائي فيها الانفصال و الانكفاء على الذات لكل مكون

ببساطة

انما اعجز ان افعل هذا او حتى اعتى المخابرات العالمية في الصف الامريكي لوجود العدالة الاجتماعية والقانون القوي المنصف , وعدم وجود طبقية , والامن و الستار المخابراتي النشط

ان كان من مدخل على امريكا فسيكون بإيقاد شعلة علل و امراض الرأسمالية المتوحشة .. وهذا ما يناضل الاعلام الامريكي من اجل اطفاءه الآن

انا اراهن على ان الكيان الصهيوني يتوسع في القدس الشرقية ليس حاجة لعدم وجود اراضي بقدر ماهو اولا لدفع الانكفاء الذاتي .. الا توجد خطة خمسينية او مئوية للكيان الصهيوني ؟ يوجد عنده اهداف طويلة الامد للخارج ..

من لديه ايضا خطط للخارج ؟

ايران ايضا .. اهدافها (لا اقول التوسعية) بل ربما ان امكن ان اسميها (السيطرية) .. هي اولا بدافع ضمان الوحدة الفارسية وعدم التفكك .. وان كانت لم تحقق العدالة الاجتماعية او اغفلت هذا

دائما هناك توجيه للأمة للخارج .. هناك اهداف بعيدة عن الحدود الداخلية هناك خطر محدق .. هناك تصريحات عدائية فيها استعراض للقوة .. هناك مخابرات تسعى كالنمل

تركيا على نقيض ايران .. ليست هناك خطط توسعية او خارجية واضحة .. ولكن هناك عدل اجتماعي هناك مستوى اقتصادي ممتاز هناك علاقات دبلوماسية تصالحية .. ولكن

كلاهما سيتعرض للقرض من جانبيه ان لم يكن من داخله ان لم يكمل نقصه

نرى الحركات الكردية في الطرفين , الدعوات القومية المستمرة في الطرفين .. اتهامات خارجية شديدة (بمثابة التهديد الظاهر او الضمني) لسلامة الوطنين.. اثارة نعرات قومية و مظالم محددة في تركيا .. وتهديد ظاهر لايران




لذلك ارى ان الحل يكمن في نقطتين ..

ايجاد اهداف طويلة خارجية , وضمان الامن والسلم الاجتماعيين

:pioneer::pioneer::pioneer:

ارفع لك الشيلة يا ارابيان تحليل رائع وشامل وين قناة الجزيرة منك ؟!

ضميرهم
25-03-2012, 07:29 PM
مشكور اخوي الفيصل على هذا المقال المرتب والجميل لكني اطلب رأيك في هذا المقال :

http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=15246&Itemid=48

كما اختلف مع اخوي an! arab في محاولة تفسيره لفكرة ومفهوم الجهاد تفسيرا ماديا نفعيا براغماتيا وتشبيهه بمبدأ امريكا او غيرها الاحتلالي النفعي المادي.





(إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله).

درر قطر
25-03-2012, 09:22 PM
شوفوا ياجماعة الخير ترى بطش الحكومات الديكتاتورية في الدول العربية المنكوبة هو سبب تمزيقها لأنهم يميزون بين المقربين للرئيس والطبقات الأرستقراطية والشعب الفقير الي ياخذ آخر مرتبة في اهتمام تلك السلطات

Mr. H
25-03-2012, 10:17 PM
أخطر من تقسيم الاوطان الى دويلات هو الفكر الشعوبي الذي يرمي ان يحصر العرب و العرق العربي في الجزيرة العربية فقط مناديا بذلك بنبذ الدين الاسلامي و الثقافة العربية و اللغة العربية في العراق و الشام و مصر و السودان و بلدان المغرب !! مما يعني خسارة ما يقارب 90% من كيان و كتلة الإمة العربية

Arab!an
25-03-2012, 10:37 PM
مشكور اخوي الفيصل على هذا المقال المرتب والجميل لكني اطلب رأيك في هذا المقال :

http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=15246&itemid=48

كما اختلف مع اخوي an! Arab في محاولة تفسيره لفكرة ومفهوم الجهاد تفسيرا ماديا نفعيا براغماتيا وتشبيهه بمبدأ امريكا او غيرها الاحتلالي النفعي المادي.



(إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله).

الجهاد في ذاته تصرف مادي ! يعني مادري شلون احاول افسر الجهاد تفسيرا ماديا نفعيا براغماتيا
انا اتكلم عن "من لم يحدث نفسه بالجهاد" كبعد فلسلفي سياسي ..

بمعنى بشكل بسيط .. ان الدولة تكون دائما على اهبة الاستعداد .. والفرد يكون على اهبة الاستعداد

ان لا ينكفئ على نفسه .. ان لا يضمحل نحو الداخل فيأكل بعضه بعضا

ان تحيي الدولة في نفسها و في شعوبها التأهب المستمر ..
لا يمكن لأحدنا ان يحدث نفسه بالجهاد دون ان يتصور اعداءا مفترضين ..
هكذا يجب ان تحفظ الدولة تماسكها و قوتها الداخلية بالتحدث المستمر عن اخطار خارجية .. تدفعها للتماسك داخليا
هذا ما تفعله للأسف دولا اخرى فهمت هذه الفلسلفة وفهمت نتائجها فطبقتها و نحن ابعد الناس عن هذا المنهج الذكي في السياسة

هذا ما احاول ان اشرحه حسب فهمي

لم اكن اشرح معنى الجهاد او افسره

OTOsan
26-03-2012, 09:39 AM
5- وفي اليمن تتعاظم اتجاهات في «الحراك الجنوبي»، وهي اتجاهات ترمي إلى انفصال الجنوب عن الشمال، أو إلى تصحيح الوضع الشاذ حسب تعبير بعضهم، والوضع الشاذ في نظرهم هو وحدة الشمال والجنوب في دولة واحدة.. وفي هذا السياق يطمح الحوثيون في شمال اليمن إلى أن يكون لهم كيان مستقل.





من اقتباس هذه الفقرة .. يبدو لي ان الكاتب لايلم الماما كافيا بحيثيات القضية الجنوبية ولا باسباب تعاظم مطالبات ابناء الجنوب بعودة الوضع الى ماقبل عام 90 ، فالسبب ليس (نظرة الوضع الشاذ) كما ذكر الكاتب .. بل هي اسباب اخرى يطول شرحها وليس هذا مقامها ..!

اردت فقط التنبيه على هذه النقطة دون الاسهاب فيها .. حتى لايؤخذ ماذكره الكاتب على انه من (باب الحقائق) ..!!

ويعطيك العافيه اخوي الفيصل ،،

(الفيصل)
27-03-2012, 08:55 PM
اشكركم فردا فردا على المشاركة والاثراء
وبالأخص الاخ العزيز اربيان ، ضميرهم ، أوتوسان

وبشأن سؤال الاخ ضميرهم عن رأيي بالمقال
هو مقال جميل ومتعوب عليه ، ومن وجهة نظري المتواضعة أننا بالإمكان أن نوظف (الوطنية) للأهداف التي يرمي لها الكاتب

نستطيع أن نفعل ذلك إذا تجاوزنا عن خلافاتنا وركزنا على مايجمعنا
فمانتفق عليه ونجتمع حوله أكبر وأكثر بكثير مما نختلف عليه ونتفرق بسببه

والله من وراء القصد