المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفرة الاسهم المصرية في 2012 تثير قلق بعض مديري الصناديق



ROSE
29-03-2012, 03:42 PM
طفرة الاسهم المصرية في 2012 تثير قلق بعض مديري الصناديق




بوسطن (رويترز) - قفزت سوق الاسهم المصرية 37 بالمئة منذ بداية 2012 مسجلة أكبر زيادة بين بورصات العالم لكن أكبر مديري الصناديق الامريكيين المهتمين بالمنطقة مازالوا يخشون حدوث مزيد من الاضطرابات السياسية وتراجع العملة في أكثر البلاد العربية سكانا.

وفقد المؤشر الرئيسي نحو نصف قيمته العام الماضي بعدما أطاحت احتجاجات شعبية بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط 2011 وتولى المجلس العسكري زمام الامور. وانتعشت السوق هذا العام اذ عمد المستثمرون لاقتناص الاسهم المتراجعة لشركات مثل أوراسكوم للانشاء والصناعة والمصرية لخدمات التليفون المحمول (موبينيل).

لكن عددا من مديري الصناديق الذين يتابعون أخبار مصر عن كثب قالوا في مقابلات في الآونة الاخيرة ان مخاطر كبيرة مازالت قائمة بسبب الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. وتكافح الاحزاب السياسية المنقسمة في مصر للاتفاق على دستور جديد للبلاد مع تفاقم التوترات قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية.

ويشكل الجنيه أحد أبرز المخاطر اذ قال كثير من مديري الصناديق ان قيمته قد تتراجع رغم دعم الحكومة القوي له.

وقال اوليفر بيل مدير المحافظ في صندوق افريقيا والشرق الاوسط التابع لشركة تي.رو برايس جروب "نعم... نريد شراء الاسهم لكن الغموض يكتنف الوضع السياسي والاقتصادي لدرجة أنه يمكن أن تخسر نصف أموالك بسبب العملة فقط."

وحرص بيل الذي يشرف على ادارة 300 مليون دولار في الصندوق على ابقاء معظم أموال الصندوق خارج مصر منذ أن انضم الى تي.رو في أكتوبر تشرين الاول من العام الماضي.

وقلص المستثمر الشهير مارك موبيوس الذي يركز على الاسواق الناشئة حيازاته في مصر قليلا في الربع الاخير من 2011 في صندوق تمبلتون للاسواق المبتدئة. ونما الصندوق 14.05 بالمئة هذا العام.

وقال موبيوس انه على الرغم من تفاؤله بشأن آفاق مصر على المدى البعيد فان تفاقم الصراعات السياسية قد يضر بأسعار الاسهم على المدى القصير.

وأضاف في رسالة بالبريد الالكتروني "الاتجاه الى التحرر السياسي سيكون له تأثير ايجابي على سوق الاسهم والاسواق بصفة عامة... بالطبع على المدى القريب سيكون هناك اضطراب وعدم تيقن لكن في النهاية سيكون التأثير ايجابيا على الاسواق."

وقال مدير اخر لصندوق له استثمارات بالمنطقة وهو ادم كوتاس من صندوق الاسواق الناشئة في أوروبا والشرق الاوسط وافريقيا التابع لفيديليتي انفستمنت انه يتجنب الاسهم المصرية تماما في الوقت الحالي. وأشار كوتاس الى أن مصر تستورد معظم احتياجاتها من الغذاء قائلا ان التضخم أحد أكبر مخاوفه.

وقال كوتاس مشيرا للصعود في الاونة الاخيرة "القيمة غير موجودة... لا تحصل على ما يعوضك عن كل المخاطر." وبلغت مكاسب صندوق فيديليتي 16.22 بالمئة منذ بداية العام.

وفي ظل رغبة المستثمرين في تحمل المخاطر وتفويضات بالعمل في أي مكان يتاح لمديري صناديق الاسواق المبتدئة مثل موبيوس وكوتاس وبيل مجال كبير للحكم على الاحداث والاتجاهات العالمية ويقضون جزءا كبيرا من وقتهم في السفر حول العالم. وتحدث كوتاس بالهاتف من كراكو في بولندا حيث ذهب لتفقد عدد من الشركات متوسطة الحجم أما بيل فقد كان في مقره في لندن قبل قليل من سفره الى جنوب افريقيا التي نقل اليها جزءا كبيرا من محفظته.

وتحظى مصر باهتمام كبير بفضل تعدادها السكاني البالغ نحو 80 مليون نسمة واقتصادها المحلي الكبير. واحتل الناتج المحلي الاجمالي المصري البالغ 515 مليار دولار العام الماضي المركز الثاني على المستوى العربي بعد السعودية الغنية بالنفط.

ووفقا لشركة ام.اس.سي.اي للمؤشرات فان مكاسب البورصة المصرية التي بلغت 37 بالمئة حتى 26 مارس اذار كانت أعلى مكاسب لاي بورصة في العالم تليها قازاخستان بصعودها 32 بالمئة ثم فيتنام التي ارتفعت 29 بالمئة والمجر التي زادت 28 بالمئة.

وبدلا من التكالب على الاسهم المصرية قال بيل من تي. رو انه يفضل في الشرق الاوسط امتلاك أسهم البنوك وشركات أخرى في السعودية. وكان لديه أسهم في أوراسكوم بالبورصة المصرية لكنه تحول لامتلاكها عبر بورصة لندن تحسبا لقيام أي حكومة قادمة في مصر بفرض قيود على العملة كاجراء طاريء.

وقال بيل "هناك شلل سياسي. من المفترض أن ينتهي بانتهاء يونيو لكن في غضون ذلك ينفد الوقت من الناحية الاقتصادية."

وكان صندوق تمبلتون للاسواق المبتدئة الذي يعمل به موبيوس يمتلك نحو 1.79 مليون شهادة ايداع عالمية في أوراسكوم تليكوم القابضة بنهاية ديسمبر كانون الاول انخفاضا من 1.95 مليون في نهاية سبتمبر أيلول وفقا لبيانات الصندوق. ولم تتغير حيازات الصندوق الكبيرة الاخرى ومن بينها حصص في الشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية والاسكندرية للزيوت المعدنية.

وفي حين قلص موبيوس حصته في أوراسكوم فقد أضاف لمحفظته أسهما في ارامكس الاماراتية في الربع الاخير من العام الماضي
وبنهاية ديسمبر كان الصندوق يستثمر في مصر 6.2 بالمئة من أصوله انخفاضا من 6.3 بالمئة قبل ثلاثة أشهر. ورفض موبيوس مناقشة أي حيازات بعينها.

لكن ليس كل مديري صناديق الاسواق المبتدئة قلقين بشأن مصر حيث يستثمر لاري سيروما من نايل كابيتال مانجمنت التي مقرها نيويورك وتركز على الشركات الافريقية نحو عشرة بالمئة من صندوق نايل بان افريكا في الاسهم المصرية ارتفاعا من خمسة بالمئة قبل ستة أشهر.

وجنى سيروما بعض الارباح من أسهم اوراسكوم للانشاء والصناعة بعد صعودها في الاونة الاخيرة لكنه مازال مؤمنا بفرص الشركة.

وقال "أعتقد أن القصة الكبيرة هي أن الاسهم كانت قد هبطت بشدة. كان الامر غير معقول."

لكنه قال انه لديه مخاوفه هو الاخر بشأن قيمة الجنيه المصري وتراجع الاحتياطي الاجنبي. وذكر أن الكثير يتوقف على نتائج الانتخابات التي قد تحدد ما اذا كانت مصر ستحصل على دعم مالي عالمي أم لا.

وقال "سيكون على الحكومة الجديدة أن تتفاوض للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي وسيأتي القرض الجديد ببعض الشروط الصعبة. لو ان الحكومة الجديدة ليست لها علاقات ودية مع الغرب فلن يحصلوا على ذلك القرض