المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن النفس لأماره بالسوء إلا ما رحم ربي



امـ حمد
30-03-2012, 01:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


النفس لا تأمر بخيرٍ قط ،حتى لو وصلت إلى مرحلة النفس المطمئنة، فإذا وجدت نفسك تنقاد لك في فعل بعض






الطاعات، فاعلم أن ذلك ليس برغبتها،وإنما خوفك من الله ومن الآخرة،فإذا قهرت نفسك،تستطيع أن تقودها،أما إذا أطلقت




سراحها،أمرتك بالسوء،والنفس نزَّاعة إلى الشهوات دومًا، مهما ارتقى المسلم في درجات الإيمان،فالنفس هي







مجموعة الشهوات التي تهفو إليها نفسك،من حب الجاه والتملك والتميز والنساء والمال وكل ما تهواه النفس وتتمناه،كالذي يحب



الشهرة ثم أنعم الله عليه بنعمة الالتزام، فتظل تلك الشهوة بداخله،والأصل أن عمله ليس لله، وإنما لأجل شهوة متملكة







من القلب،والرضا عن النفس بداية ورود المهالك،لأن النفس ستظل دومًا هي النفس التي لا تأمر بخيرٍ قط، لذا من أقبح ما




يكون أن ترضى عن نفسك،كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم،أن العجب من المهلكات،قال رسول الله صلى الله عليه







وسلم(ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه)حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة)وقال الله تعالى(فلا تزكوا




أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)النجم،فستظل دائماّ أبداّ في جهاد مع نفسك حتى الموت،كيف نستطيع التعامل مع أنفسنا،لابد






من معرفة طبيعتها،وقد وصف الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع للنفس الإنسانية،النوع الأول،النفس الأمارة بالسوء،كما في




قوله تعالى(إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي)وهي النفس التي تحث وتحض على فعل السوء، وتزينه في عين






صاحبها حتى يظن أن فيه سعـادته الحقيقية وما يعلم أن فيه شقاؤه،العلاقة بين النفس الأمارة بالسـوء والعقــل،أن النفس




الأمارة بالسوء تتأثر بالعقل،والعقل يتأثر بالمدركـــات الحسيَّة، كالنظر والسمع واللمس والشم،وهذه المدركــات





تتجمع في العقل وتكوِّن الرغبــة التي تصل إلى النفس الأمارة بالسوء فتبدأ بدفعك للوقوع في المنكرات،فالقلب لم يقع في المعصية إلا




بعد إثارة المقدمات الحسية،كالذي يشاهد الأفلام وتظل تراوده الخواطر والأفكار السيئة حتى بعد أن يلتزم ويبتعد






عنها، لأنه قد درَّب نفسه على السوء فتولدت منها نفس خبيثة،أما الأشياء التي لم تعاينها حسيًا فلن تحدثك نفسك بها، كالسرقة




مثلاً،والفرق بين تسويل النفس ووسوسة الشيطان،أن النفس تظل تسول لك نفس جنس المعصية، أما الشيطان






فهو لص الإيمان يحاول أن يوقعك في أي معصية أيً كانت حتى يشغلك عن طاعة الله،النوع الثاني،النفس اللوامة،وهي التي كلما




وقع العبد في محظور لامته عليه حتى يُسارع بالتوبة والاستغفار،قال تعالى (ولا أقسم بالنفس اللوامه)






القيامة،وعلاقة النفس اللوامة بالعقل،والعلاقة بينهما أقوى من العلاقة بين العقل والنفس الأمارة بالسوء، فتأثر العقل بالمدركات الحسية




يكون أقل من تأثره في حالة النفس الأمارة بالسـوء،لأنه إلى جانب المعاصي التي رأتها عيناه وأدركتها بقية حواسه







فإنه قد قام ببعض الأعمال الصالحة من تلاوة قرآن واستماع للمواعظ،فصار لدى العقل جانبان،جانب يدعوه إلى الخير وتقوى




الله، وآخر يدعـوه إلى الشر بالوقوع في المعصية،وتظل النفس اللوامة تلومه على أفعاله السيئة،فإن استجاب



لتأنيب ضميره وأصلح من نفسه، كانت نفسه أقرب إلى النفس المطمئنة منها إلى النفس الخبيثة،أما إن تركها لتغرق،عادت







النفس من مرحلة النفس اللوامة إلى مرحلة النفس الأمارة بالسوء،النوع الثالث،النفس المطمئنة،وهي الهدف







الأسمى،قال تعالى(يا أيها النفس المطمئنة،ارجعى إلى ربك راضية مرضية،فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي)الفجر،هي





نفس قد لجأت إلى الله تعالى واطمأنت إليه ورضيت عنه، فأثابها الكريم بأبلغ ثواب وأجزل عطاء،في الدنيــا








والآخرة،وهذه هي مرحلة الصدق مع النفس (الاطمئنان)التي يهفو إليها جميع البشر، ولا ينال النفس المطمئنة إلا





المؤمن الموحد ولا يحصل عليها كافر أو مجرم بعيد عن الله سبحانه وتعالى،وكيفية الوصول إلى النفس







المطمئنة،إن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة النفس المطمئنة لن يكون بمعزلٍ عن الخطايا، لأن كل بني آدم يعتريهم النقص والخطأ،




إنما إذا سعيت للتحلي بصفــات أصحاب النفس المطمئنة، ستنال الاطمئنان النفسي في الدنيا والراحة الأبدية في








الآخرة،صفات أصحاب النفس المطمئنة،الصفة الأولى،الإخلاص،وهي،أن يكون في عناية الله تعالى ومعيته،وبذل المجهود





في الطاعة،وأن يكون حريصاّ على إسرار الأعمال،إلا على ما ينبغي إظهاره،مثل،الصلاة والدعوة والجهاد، ،الحرص







الشديد على إصلاح العمل وإتقانه وإحسانه، لأنه يعيش لله لا لنفسه، فكل ما يفعله يبذله لوجه الله تعالى،وجل القلب




وخوفه من عدم القبول،الصفة الثانية،المتابعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم،فصاحب النفس المطمئنة يتبع النبي






صلى الله عليه وسلم،حذو القذة بالقذة، حتى تطغى محبة النبي صلى الله عليه وسلم،على حب المال والولد وحتى النفس،عن




أنس رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده







والناس أجمعين)متفق عليه،وعلامة الإتباع،شدة الحرص على معرفة سنتة وأحواله وسيرته، والإقتداء به صلى الله عليه





وسلم،الصفة الثالثة،الرضا عن الله تعالى،فعندما يذوق طعم الإيمان يمر عليه البلاء وهو مطمئن ساكن هاديء،عن







العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه،قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ذاق طعم الإيمان من رضي بالله




رباّ،وبالإسلام ديناّ،وبمحمد رسولاّ)رواه مسلم،الصفة الرابعة،شدة محبة الله تعالى وتعظيمه،فقد صبغت حياته






بصبغة جميلة من حسن الظن بالله تعالى، إذا ابتلاه يصبر ويرضى وإذا أنعم عليه يشكر ربِه ويحمده على نعمه،فهو سبحانه رب




ودود يتودد إلى عباده الصالحين،قال تعالى(إن الذين اّمنوا وعملوا الصالحات،سيجعل لهم الرحمن وداّ)سورة






مريم،ومن علامات محبتك لله تعالى هي،الأنس بالله تعالى في الخلوة،والتلذذ بتلاوة كلام الله،وكثرة اللهج بذكر الله،موافقة العبد ربه




فيما يحب ويكره،الصفة الخامسة،الصدق،والصدق هو ما يجعلك تعيش مطمئناّ،عن رسول الله صلى الله عليه





وسلم،قال (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة)رواه أحمد، وصححه الألباني،وللصدق





أنواع،هي،الصدق مع الله تعالى، ويكون،صدقًا في الأقوال؛ فلا ينطق لسانك إلا صدقًا،وصدقًا في الأعمال،بأن تكون







مخلصاّ لله تعالى مُتبعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم،في أعمالك،والصدق مع النفس،بأن يكون بينه وبين نفسه




مصالحة فيما يفعله،وأن ينصح نفسه، حتى لا تميل مع الشهوات وتركن إليها،والصدق مع الناس،فلا يظهر أمام






الناس بوجه مختلف عن الوجه الذي بينه وبين الله تعالى،الصفة السادسة، التقوى،الصفة السابعة،الأمر





بالمعروف والنهي عن المنكر،الصفة الثامنة،الإحسان إلى عباد الله،الصفة التاسعة،الولاء والبراء،الصفة العاشرة، حسن الخلق،




نسأل الله تعالى أن يمن علينا بهذه الصفات وأن يجعلنا من أصحاب النفوس المطمئنة.

فتى الجود
30-03-2012, 03:52 AM
السلام عليكم

جزاك الله خيير

وأسأل الله ان تكون نفوسنا من النفوس المطمئنة

وبارك الله فييك على هالموضوع

امـ حمد
30-03-2012, 04:33 AM
السلام عليكم

جزاك الله خيير

وأسأل الله ان تكون نفوسنا من النفوس المطمئنة

وبارك الله فييك على هالموضوع


بارك الله فيك فتى الجود

وجزاك ربي جنة الفردوس

ذيب ازغوى
30-03-2012, 03:02 PM
موضوع جميل جدا

وجزاج الله خير

فعلا الشهوات قد تؤدينا الى ماحرمه الله لاكن تذكر الاخره والدنيا انها فانيه

وتوافيق الله في الدنيا من رزق وحياه وطرح البركه فتستغفر لله واتوبه اليه

لاكن يجيب ان نجد الحلول لمحاربة الشهوات بالزواج والشغل الحلال و باصدقاء الخير والجلوس مع اهل الدين

ورحم الله والديج وجزاج الله خير

امـ حمد
30-03-2012, 11:04 PM
موضوع جميل جدا

وجزاج الله خير

فعلا الشهوات قد تؤدينا الى ماحرمه الله لاكن تذكر الاخره والدنيا انها فانيه

وتوافيق الله في الدنيا من رزق وحياه وطرح البركه فتستغفر لله واتوبه اليه

لاكن يجيب ان نجد الحلول لمحاربة الشهوات بالزواج والشغل الحلال و باصدقاء الخير والجلوس مع اهل الدين

ورحم الله والديج وجزاج الله خير



الله يجزيك جنة الفردوس اخوي

بارك الله في عمرك وفي حسناتك