المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناديق الاستثمار السعودية بين الأداء والنتائج في عام



شمعة الحب
10-06-2006, 10:20 PM
صناديق الاستثمار السعودية بين الأداء والنتائج في عام
انخفاض المخاطر يرفع أداء صناديق استثمارية في سوق الأسهم
د. ياسين عبد الرحمن الجفري - - - 14/05/1427هـ
عام 2006، خاصة النصف الأول منه حافل بالمتناقضات على مستوى الاستثمار في سوق الأسهم السعودية، فخلاله حقق المؤشر أعلى مستوى له عند 20634 نقطة في 25/2/2006 ومن ثم انخفض لمستويات لم يشهدها خلال فترة الدراسة من أيار (مايو) 2005 حتى أيار (مايو) 2006، حيث بلغ عند أدنى 10147 نقطة في 22/6/2005، وبالتالي يعتبر هبوط السوق من أعلى لأدنى إغلاق هو خسارة توازي 50.8 في المائة للمستثمر الذي دخل عند أعلى نقطة وخرج عند أدنى نقطة (أعلى خسارة يمكن أن تتحقق)، وتعكس الإحصائية السابقة درجة وحجم التغير الذي وقع في السوق السعودي للأسهم. ونهتم من خلال تحليلنا إلى النظر لأداء صناديق الاستثمار في الشركات المساهمة السعودية وفي أصعب الفترات التي مر بها السوق كمقارنة مع بعضها البعض. والهدف هو إعطاء صورة كاملة عن صناديق الاستثمار في ظل الحوار الحالي حول تحقيقها الأمان للمستثمر مقارنة بالسوق من عدمها، فهناك نوع من الجدل في السوق حول صناديق الاستثمار ومدى قوة ودقة الإدارة فيها وبالتالي حجم الحماية التي توفرها. ومن خلال الإحصائية السابقة نعرف ما هو أقصى خسارة يمكن أن تحقق من قبل المستثمر المباشر ودون وجود مدير محترف. كما نهتم من خلال طرحنا عرض حجم المنفعة التي حققها المستثمر في السوق من خلال الاستثمار المباشر. مع ملاحظة أن قيام بعض البنوك بإعطاء بعض المستثمر في صناديقها نوعا من التسهيلات ليمتلك حصة أكبر من استثماراته تعرض المستثمر لتصفية موقعه إذا انخفض سعر الوحدة بحجم السيولة التي استثمرها في الصندوق أو يقوم بضخ سيولة جديدة. كما لا بد أن ننوه بأن الفترة السابقة شهدت دخول خمسة صناديق استثمارية في الأسهم السعودية لكن بياناتها لم تكن منتظمة كما يجب.

المتغيرات المستخدمة
تم استخدام عدد من المقاييس لنعكس قوة الأداء والتفوق بين الصناديق: وهي العائد الأسبوعي وعائد الفترة والانحراف المعياري الأسبوعي والعائد المنمط. كما تم النظر للإحصائيات الخاصة بالعائد والمخاطرة من خلال الوسيط وأعلى وأقل عائد أسبوعي وأعلى خسارة ممكن أن تتحقق في الصندوق "الفرق بين أعلى وأقل نقطة" لنعكس تقييما محايدا لدرجة الأمان فيها.

إحصائيات الصناديق
أداء الصناديق من خلال الإحصائيات تعكس لنا معلومات مهمة وخاصة في الصناديق التي تمت تصفية العملاء الذين لم يستطيعوا زيادة حصصهم في الصناديق وحماية حجم التسهيلات التي أعطيت لهم. وحسب الجدول رقم (1) نجد أن الوسيط الأسبوعي للعائد في الصناديق الاستثمارية كان موجبا وأكبر من 1 في المائة لأربعة صناديق هي صندوق "الرياض 2" و"البريطاني للمتاجرة بالأسهم" السعودية و"البريطاني الأمانة" و"البريطاني صندوق الأسهم السعودية" وحقق البقية معدلات أقل من 1 في المائة، في المقدمة كان "الرياض للأسهم 3" و"سامبا" صندوق المساهم و"بنك الجزيرة الطيبات". والوسيط من مقاييس النزعة المركزية ولمعرفة السنوي يضرب الرقم في 52. وأعلى عائد تحقق خلال الفترة هو 16.02 في المائة في البريطاني الأسهم السعودية ثم البريطاني الأمانة ثم سامبا الرائد ثم "البريطاني صندوق المتاجرة"، وفي المؤخرة الأهلي النشط للمتاجرة وصندوق الرياض رقم 3. وأدنى معدل عائد تحقق خلال الفترة كان في نفس المجموعات السابقة وفي المقدمة كان الأهلي النشط. الوضع الذي يعكس حقيقة مهمة وهي أن الصناديق التي حققت نتائج مرتفعة كانت مخاطرها مرتفعة وحققت خسائر مرتفعة مع تغير السوق. وحسب الجدول حول أقصى نتيجة تعكس هبوط السوق "50.8 في المائة" نجد أن هناك صناديق هبطت بمعدل أعلى من السوق ومن أخذ تسهيلات فيها كان مهددا بالضخ أو التسييل حسب حجم التسهيلات وهنا وضع المستثمر غير العارف ومن المحترف في وضع لا يحسد عليه ومعدلات مخاطر خرافية ربما كانت فيجاس أفضل منها. حسب الجدول هناك ستة صناديق كانت معدلاتها أعلى من هبوط السوق والباقي حققت معدلات أقل من السوق عند أقصى نقطة هبوط. وحسب حجم التسهيلات إن كانت 2 إلى واحد فإن الكل تعرض لتهديد التسييل وفي جميع الصناديق كما هو واضح من الجدول. ولعل أقل الصناديق هبوطا، وبالتالي أقلها مخاطرة كان الأهلي النشط للمتاجرة بالأسهم. والملاحظ أن بدون تسهيلات خسر الفرد المستثمر في الصناديق نصف ثروته ولم يختلف كثيرا عن الاستثمار المباشر في السوق.

أداء الصناديق المالي
من خلال أربعة مؤشرات تم النظر إليها نجد أن عائد الفترة كان إيجابيا في أربعة صناديق للأهلي النشط والبريطاني للشركات المالية والهولندي والراجحي منها حسب المقاييس واحد إسلامي والثاني غير إسلامي والأخير في منطقة الوسط لديه هيئة رقابة. في حين كان الكل سلبيا في الأداء أعلاه في سامبا صندوق الفريد ثم البريطاني صندوق الأسهم السعودية والفرنسي صندوق الاستثمار السعودي. ومن زاوية المتوسط كان مشابها لعائد الفترة من حيث الاتجاه في بعض الشركات "والمتوسط يعني الدخول والخروج أسبوعيا بعكس البقاء في الفترة كاملة". أعلى عائد كان في الهولندي أسهم البنوك ثم البريطاني المالية ثم الأهلي، فالبريطاني الأمانة وفي المؤخرة حسب الجدول كان سامبا الفريد والفرنسي الاستثمار السعودي. وأعلى مخاطرة "انحراف معياري" كان في البريطاني الأسهم السعودية ثم البريطاني الأمانة ثم البريطاني المتاجرة ثم الهولندي المتاجرة وأقل مخاطر في الأهلي النشط ثم "الرياض 3".
وأخيرا كان العائد المنمط أفضل ما يكون في "البريطاني المالية" ثم "الهولندي" أسهم البنوك السعودية ثم الأهلي النشط وتفاوت الباقون بين السلب والإيجاب وبقيم منخفضة عن النتائج السابقة.

مسك الختام
يبدو أن الصناديق لم تختلف كثيرا عن السوق في الأداء نظرا لأن البنوك لم تستثمر كامل السيولة في السوق، وبالتالي كان هناك تفاوت في الأداء ولم يكن هناك وضع متميز وحسب المخاطر تحققت العوائد، وبالتالي الصناديق التي لم يكن أداؤها لامعا نتيجة للتركيز على خفض المخاطر استطاعت أن تحقق وضعا أفضل. ولكن تبقى القضية في أن التوقعات لم تكن متوافرة للمدير المحترف عن اتجاهات السوق ولم يكن هناك بد مما حصل، فالكل وقع وعاني وربما مصائب قوم عند قوم فوائد ومن الذي دفع الثمن في النهاية هم ملاك الصناديق.