الوان
01-04-2012, 11:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
***
وضع ناصر اخر لمسة في غرفته استعدادا لاستقبال زوجته الجديدة ..
و استطاع ان يصنع من غرفة واحده بحمام الى سويت من اجمل فنادق العالم ..
لا يختلف عن الفور سيزونز او الرتز الا في المنظر الذي تطل عليه نافذة الغرفة
ورق جدران .. جبس .. كنب فخم .. غرفة نوم ملكية .. حمام بجكوزي ... سجاد ايراني ..
شعر ناصر بكل فخر ..
***
عاد ناصر بعد العرس بزوجته نوره..
اخذها الى الغرفة لترتب اشيائها ..
فتفاجأ بأن السجادة الايرانية اختفت تحت حقائبها و اكياسها
التي تحتوي على نصف اشيائها كما اخبرته ..
فقد تركت باقي الاغراض و التي ليست ضرورية في غرفتها القديمة في منزل والدها ..
و اكتسحت دولاب الملابس بفساتينها فلم يتبق لثيابه البيضاء الا مساحة صغيرة
مما ادى الى (تعفس) الثياب التي دائما ما حرص على ان تكون مكوية بإتقان
و ملأت احذيتها و حقائبها ارضية الدولاب فلم يتبق مكان الى نعاله
فاضطر الى وضعها فوق بعض
و نثرت عطورها و مكياجها على التسريحة
***
مرت الايام .. و ناصر مستمتع مع نوره غير مبالي بالمساحة القليلة التي تبقت له في الغرفة ..
لا بأس طالما ان الغرفة مرتبه
شاء الله و حبلت نورة .. و بدأت بالاستعداد للطفل
و اشترت للطفل غرفة نوم متكاملة .. سرير .. دولاب .. ادرج .. العاب ..
فاضطر ان يزيح سريره الملكي الى الحائط حتى يضع سرير الطفل
و ان يضع ادراج الطفل و دولابه امام النافذة
و الصق الكنب و استغنى عن الطاولات الصغيرة في المساحة التي كانت صالة ..
حتى يهيئ مكان لألعاب الطفل
***
ولد الطفل محمد...
وامتلأت الغرفة بالحفاظات بدل البخور
و بزجاجات الرضاعة بدل العطور
و احتل الطفل وسط سريره الملكي ..
طلب من نوره ان يتخلص من سرير الطفل فهو لا ينام فيه فرفضت ..
***
شاء الله ان تحبل نوره ثانية قبل ان يتم محمد شهره السادس ..
و بعد مضي عام و نصف على الزواج ولدت طفلتها الثانية (مها)
و صار بدل السرير ..سريرين ..
و بدل الرضاعة رضاعتين ..
و بدل النهوض ليلا مره او مرتين .. اصبحت عشر مرات
اضطرت نوره ان تستعين بالخادمة 24 ساعة لإعانتها و للتنظيف المتواصل
قلت الرومانسية .. و تناقصت الى 0% من حياتهما ..
ما عاد لديه مكان في غرفته .. عش الزوجية ..
الذي من المفترض ان يكون سكنا و راحة له
بدأ في الخروج من المنزل كثيرا .. الى العمل .. الى البحر .. الى البر .. الى المجلس ..
لا يعود الا متأخرا و متعكر المزاج فيجد المنزل يعبق برائحة الاطفال
( حفاظات .. طعام الاطفال .. قيء الاطفال )
يجد الخادمة امامه في الممر الضيق امام الباب
يبحث عن نوره .. يجدها مع محمد في الحمام ..
يذهب للسرير يجد طفلته مها نائمة في السرير
يعود الى الكنبة ليستريح و يشغل التلفزيون ليشاهد فلم او اخبار ..
او اي شيء يليق بالكبار ..
فتطلب منه نوره ان يغلق صوت التلفاز لأن مها نائمة ..
يركض اليه محمد يحاول ان يسحب الريموت من يد والده .. و يصرخ ( بارني .. بارني )
تأتي نوره و تطفئ المكيف لأن محمد شعره مبلل
تأتي الخادمة و تمشي في كل اتجاه تلتقط الملابس و الاكواب لتنظف الغرفة ..
و تطلب منه نورة ان يلبس شيئا ولا يستلقي بالسروال و الفانيلة
يغضب ناصر .. و يلبس و يخرج .. فلم يعد له مكان في غرفته الملكية ..
***
هذه حال كل الازواج الجدد في قطر ..
عندما يقرر الشاب الزواج .. لا ينظر نظرة بعيده ..
جل ما يفكر فيه سعادته المؤقتة يظن انها سوف تكون كذلك للأبد ..
اهل الشاب ..
يريدون ان يزوجوا ابنهم بأقل التكاليف .. فلم يستأجر ومنزلهم كبير ..
الفتاه مثل الشاب ..
لا ترى ان بعد فتره سيضيق المنزل و ستحتاج الى غرف اكثر و مساحة اكبر
اهل البنت ..
كي لا يطيروا العريس لا يشرطوا عليه و لا يطلبون ...
يأخذ ابنتهم بشنطتها بلا شرط ولا وعد ..
و لكن مع الوقت .. و مع انجاب الاطفال ..
تضيق الغرفة او الغرفتين في احسن الاحوال ..
و مع احساس الزوج بالضيق .. يكثر الخروج من المنزل
و تصبح الزوجة حساسة اكثر .. فتزيد مشاكلها و شكواها من زوجها ..
و تتحسس من اهل زوجها
و قد ينتهي المطاف بهما بالطلاق ..لماذا تم الطلاق .. من المخطئ .. لا احد يعلم ..
***
هنالك حلول .. لو تتبناها الدولة ..
بعون الله سوف تعود بمردود اجتماعي و مادي على الدولة و على الفرد نفسه
اذا قامت الدولة ببناء مساكن صغيرة للمتزوجين الجدد من القطريين ..
و تأجيرها عليهم بمبالغ رمزيه حتى ينتهي الزوج من بناء الاسكان الحكومي ..
و يتم استرداد هذا المسكن بمجرد ما ينتهي من بناء المنزل ..
ثم ينتقل هذا المسكن الى اسرة جديدة اخرى ..
و يتم تأجيرها على القطريين فقط و ليس مثل بروة ...
و هذه المساكن تكون عبارة عن وحدات سكنية منفصلة و ليس مجمع سكني او شقق
فإن ذلك لا يناسب المجتمع القطري الذي يحب الخصوصية ..
يمكن للشاب القطري بعد ان عقد القرآن ان يقدم على احد هذه المساكن
و يقوم هو و زوجته بتأثيث منزلهم و بعد الزواج يسكنانه بكل خصوصية ..
***
و الله المستعان
***
وضع ناصر اخر لمسة في غرفته استعدادا لاستقبال زوجته الجديدة ..
و استطاع ان يصنع من غرفة واحده بحمام الى سويت من اجمل فنادق العالم ..
لا يختلف عن الفور سيزونز او الرتز الا في المنظر الذي تطل عليه نافذة الغرفة
ورق جدران .. جبس .. كنب فخم .. غرفة نوم ملكية .. حمام بجكوزي ... سجاد ايراني ..
شعر ناصر بكل فخر ..
***
عاد ناصر بعد العرس بزوجته نوره..
اخذها الى الغرفة لترتب اشيائها ..
فتفاجأ بأن السجادة الايرانية اختفت تحت حقائبها و اكياسها
التي تحتوي على نصف اشيائها كما اخبرته ..
فقد تركت باقي الاغراض و التي ليست ضرورية في غرفتها القديمة في منزل والدها ..
و اكتسحت دولاب الملابس بفساتينها فلم يتبق لثيابه البيضاء الا مساحة صغيرة
مما ادى الى (تعفس) الثياب التي دائما ما حرص على ان تكون مكوية بإتقان
و ملأت احذيتها و حقائبها ارضية الدولاب فلم يتبق مكان الى نعاله
فاضطر الى وضعها فوق بعض
و نثرت عطورها و مكياجها على التسريحة
***
مرت الايام .. و ناصر مستمتع مع نوره غير مبالي بالمساحة القليلة التي تبقت له في الغرفة ..
لا بأس طالما ان الغرفة مرتبه
شاء الله و حبلت نورة .. و بدأت بالاستعداد للطفل
و اشترت للطفل غرفة نوم متكاملة .. سرير .. دولاب .. ادرج .. العاب ..
فاضطر ان يزيح سريره الملكي الى الحائط حتى يضع سرير الطفل
و ان يضع ادراج الطفل و دولابه امام النافذة
و الصق الكنب و استغنى عن الطاولات الصغيرة في المساحة التي كانت صالة ..
حتى يهيئ مكان لألعاب الطفل
***
ولد الطفل محمد...
وامتلأت الغرفة بالحفاظات بدل البخور
و بزجاجات الرضاعة بدل العطور
و احتل الطفل وسط سريره الملكي ..
طلب من نوره ان يتخلص من سرير الطفل فهو لا ينام فيه فرفضت ..
***
شاء الله ان تحبل نوره ثانية قبل ان يتم محمد شهره السادس ..
و بعد مضي عام و نصف على الزواج ولدت طفلتها الثانية (مها)
و صار بدل السرير ..سريرين ..
و بدل الرضاعة رضاعتين ..
و بدل النهوض ليلا مره او مرتين .. اصبحت عشر مرات
اضطرت نوره ان تستعين بالخادمة 24 ساعة لإعانتها و للتنظيف المتواصل
قلت الرومانسية .. و تناقصت الى 0% من حياتهما ..
ما عاد لديه مكان في غرفته .. عش الزوجية ..
الذي من المفترض ان يكون سكنا و راحة له
بدأ في الخروج من المنزل كثيرا .. الى العمل .. الى البحر .. الى البر .. الى المجلس ..
لا يعود الا متأخرا و متعكر المزاج فيجد المنزل يعبق برائحة الاطفال
( حفاظات .. طعام الاطفال .. قيء الاطفال )
يجد الخادمة امامه في الممر الضيق امام الباب
يبحث عن نوره .. يجدها مع محمد في الحمام ..
يذهب للسرير يجد طفلته مها نائمة في السرير
يعود الى الكنبة ليستريح و يشغل التلفزيون ليشاهد فلم او اخبار ..
او اي شيء يليق بالكبار ..
فتطلب منه نوره ان يغلق صوت التلفاز لأن مها نائمة ..
يركض اليه محمد يحاول ان يسحب الريموت من يد والده .. و يصرخ ( بارني .. بارني )
تأتي نوره و تطفئ المكيف لأن محمد شعره مبلل
تأتي الخادمة و تمشي في كل اتجاه تلتقط الملابس و الاكواب لتنظف الغرفة ..
و تطلب منه نورة ان يلبس شيئا ولا يستلقي بالسروال و الفانيلة
يغضب ناصر .. و يلبس و يخرج .. فلم يعد له مكان في غرفته الملكية ..
***
هذه حال كل الازواج الجدد في قطر ..
عندما يقرر الشاب الزواج .. لا ينظر نظرة بعيده ..
جل ما يفكر فيه سعادته المؤقتة يظن انها سوف تكون كذلك للأبد ..
اهل الشاب ..
يريدون ان يزوجوا ابنهم بأقل التكاليف .. فلم يستأجر ومنزلهم كبير ..
الفتاه مثل الشاب ..
لا ترى ان بعد فتره سيضيق المنزل و ستحتاج الى غرف اكثر و مساحة اكبر
اهل البنت ..
كي لا يطيروا العريس لا يشرطوا عليه و لا يطلبون ...
يأخذ ابنتهم بشنطتها بلا شرط ولا وعد ..
و لكن مع الوقت .. و مع انجاب الاطفال ..
تضيق الغرفة او الغرفتين في احسن الاحوال ..
و مع احساس الزوج بالضيق .. يكثر الخروج من المنزل
و تصبح الزوجة حساسة اكثر .. فتزيد مشاكلها و شكواها من زوجها ..
و تتحسس من اهل زوجها
و قد ينتهي المطاف بهما بالطلاق ..لماذا تم الطلاق .. من المخطئ .. لا احد يعلم ..
***
هنالك حلول .. لو تتبناها الدولة ..
بعون الله سوف تعود بمردود اجتماعي و مادي على الدولة و على الفرد نفسه
اذا قامت الدولة ببناء مساكن صغيرة للمتزوجين الجدد من القطريين ..
و تأجيرها عليهم بمبالغ رمزيه حتى ينتهي الزوج من بناء الاسكان الحكومي ..
و يتم استرداد هذا المسكن بمجرد ما ينتهي من بناء المنزل ..
ثم ينتقل هذا المسكن الى اسرة جديدة اخرى ..
و يتم تأجيرها على القطريين فقط و ليس مثل بروة ...
و هذه المساكن تكون عبارة عن وحدات سكنية منفصلة و ليس مجمع سكني او شقق
فإن ذلك لا يناسب المجتمع القطري الذي يحب الخصوصية ..
يمكن للشاب القطري بعد ان عقد القرآن ان يقدم على احد هذه المساكن
و يقوم هو و زوجته بتأثيث منزلهم و بعد الزواج يسكنانه بكل خصوصية ..
***
و الله المستعان