امـ حمد
03-04-2012, 01:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تزال النفوس تهفو إلى حياة خالية من الأمراض,صافية من شوائب الأسقام,تلك هي أمنية المخلوق الضعيف,فعجباّ يا ابن
آدم,مالك إذا وجدت نسيم العافية, تطاولت,وشرهت نفسك إلى هذا,وإلى هذا,حتى إذا أصابك المرض بمراراته,انقبضت انقباض
العاجز,وتراجع ذلك التعالي,وهذه وقفة محاسبة,بعد أن ذقت حلاوة الصحة,ووجدت نسمات الشفاء,إنها مرحلة حري بكل عاقل أن
يقف عندها كثيرًا,ليستلهم دروسها,ويفهم مواعظها,تذكر نعمة الصحة والعافية,لقد ذقت الأمرين,بلاء المرض، ونعمة الصحة
والعافية,ورأيت كم بينهما من التفاوت والدرجات,فأنت بالمرض,ضعيف القوى,منقبض,مقيد الحركات,وأنت بالصحة,قوي
نشيط,غادي ورائح في شؤونك,تجد بهجة الحياة وسرورها,أليس في هذا,داع لك في تذكر عظم نعمة الصحة,قال صلى الله عليه
وسلم(من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)رواه الترمذي وابن
حبان,صحيح الجامع,إن نعمة الصحة لا يعرفها على حقيقتها إلا أولئك الذين تجرعوا مرارة كأس المرض,وذاقوا غصصه,قال حاتم
الزاهد,أربعة لا يعرف قدرها إلا أربعة,قدر الشباب، لا يعرف قدره إلا الشيوخ، ولا يعرف قدر العافية إلا أهل البلاء، ولا قدر الصحة
إلا المرضى، ولا قدر الحياة إلا الموتى,فيا لنعمة الصحة من نعمة, وقد أراك المرض مرارة فقدها,عن علي رضي الله عنه في قوله
تعالى(ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)قال النعيم أي, الأمن، والصحة، والعافية,قال بكر بن عبد الله المزني,يا ابن آدم، إن أردت أن تعلم
قدر ما أنعم الله عليك، فغمض عينيك,فهل شكرت الله على نعمه,إن سلامة جوارحك,واعتدال خلقك,وما أكرمك الله به من نعمة
الفهم,ونعم الله، في بدنه، وسمعه، وبصره، ويديه، ورجليه,ليس من هذا شيء إلا فيه نعمة من الله، حق على العبد أن يعمل في
النعمة التي هي في بدنه لله في طاعته،الرجوع إلى الله تعالى,أنت تذوق حلاوة الصحة,إنه لحري بك أن ترجع إلى دفاتر
أعمالك,فتسعى جاهدًا إلى إلغاء تلك الصفحات,التي سودتها الذنوب والمعاصي,فتستقبل صفحات جديدة,يشع منها نور التوبة
والرجوع إلى الله تعالى,إن ربك تعالى قريب من التائبين,يفرح برجوع المذنبين,يقبل على من أقبل نحو بابه,وقبوله في زمرة
التائبين,كم من أناس عندما وجدوا كرب المرض,حنت نفوسهم إلى سبل الطاعات,وعزموا إن ذاقوا حلاوة العافية أن يهجروا
الذنوب, ويفارقوا سبل العصاة,ولكن بعد أن وجدوا نشوة الصحة,وعادات إلى أجسادهم نضارة العافية,نسوا تلك
العهود,وحنت النفوس مرة أخرى إلى المعاصي,فيا أيها المسكين,أنسيت أن الذي أعطاك العافية قادر أن يردك مرة أخرى
إلى حالك الأول,فأفق,أيها الضعيف,واعلم أنك بغير حفظ الله ورحمته؛ لا تملك من أمرك شيئًا,واعلم أنه ليس في كل مرة تجد
الفرصة,فقد تؤخذ وأنت على الذنوب,وقد حيل بينك وبين التوبة,من الفوائد العظيمة للمرض,أنه يدعو العقلاء إلى محاسبة
النفس,والتفكير في الرجوع إلى الله تعالى,إن من لازم الشكر على الشفاء, أن تحاسب نفسك,أرأيت يوم أن كنت تحتمي عن الطعام
مخافة زيادة الداء,وتتناول الدواء المر,كل ذلك حرصًا على العافية,فهل دعاك ذلك إلى التفكير في عافية القلب من ران الذنوب
والمعاصي,وتطهيره من أدران مساوئ الأخلاق,قال مالك بن دينار,عجبت ممن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي
من الذنوب مخافة النار,فرصة للمباردة إلى الطاعات,لقد كان الصالحون وهم في أشد كربات المرض, يبادرون إلى
الطاعات,ويسارعون إلى فعل الطاعات,فحري بمن وجد حلاوة الصحة أن يكون أشد حرصًا على عمل الطاعات,والتزود من
الصالحات,كان الجنيد يقرأ وقت خروج روحه، فيقال له,في هذا الوقت, فيقول,أبادر طي صحيفتي,لا تخدعنك الدنيا,احذر بهرج
الدنيا,وزخرفها الكاذب,فكم خدعت من مخدوع,وكم أهلكت من مغبون,ولكن فلتجعلها مطية تقودك إلى الآخرة,ومزرعة تحصد
ثمارها غدًا,يوم لا بضاعة إلا العمل الصالح,وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر)رواه
مسلم,وإن من انقطع إلى الدنيا,شغلته عن الطاعات,وأوقعته في الهلكات,فتراه لاهثًا خلف سرابها,وطالبًا لحطامها الرخيص,فلا
تخدعنك فتوة الصحة, فتنغمس في الشهوات,وتفني العمر في غير الطاعات,ثم,لا تنس أن ساعات العمر قليلة وإن طالت,والخاسر
الحقيقي من ضاعت أيام عمره في غير طاعة الله تعالى,ولا تجعل الدنيا غاية سعيك,ولكن فلتجعلها جسرًا تعبر به إلى النعيم الباقي,
اليوم عمل,وغداّ يظهر الرابح من الخاسر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تزال النفوس تهفو إلى حياة خالية من الأمراض,صافية من شوائب الأسقام,تلك هي أمنية المخلوق الضعيف,فعجباّ يا ابن
آدم,مالك إذا وجدت نسيم العافية, تطاولت,وشرهت نفسك إلى هذا,وإلى هذا,حتى إذا أصابك المرض بمراراته,انقبضت انقباض
العاجز,وتراجع ذلك التعالي,وهذه وقفة محاسبة,بعد أن ذقت حلاوة الصحة,ووجدت نسمات الشفاء,إنها مرحلة حري بكل عاقل أن
يقف عندها كثيرًا,ليستلهم دروسها,ويفهم مواعظها,تذكر نعمة الصحة والعافية,لقد ذقت الأمرين,بلاء المرض، ونعمة الصحة
والعافية,ورأيت كم بينهما من التفاوت والدرجات,فأنت بالمرض,ضعيف القوى,منقبض,مقيد الحركات,وأنت بالصحة,قوي
نشيط,غادي ورائح في شؤونك,تجد بهجة الحياة وسرورها,أليس في هذا,داع لك في تذكر عظم نعمة الصحة,قال صلى الله عليه
وسلم(من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)رواه الترمذي وابن
حبان,صحيح الجامع,إن نعمة الصحة لا يعرفها على حقيقتها إلا أولئك الذين تجرعوا مرارة كأس المرض,وذاقوا غصصه,قال حاتم
الزاهد,أربعة لا يعرف قدرها إلا أربعة,قدر الشباب، لا يعرف قدره إلا الشيوخ، ولا يعرف قدر العافية إلا أهل البلاء، ولا قدر الصحة
إلا المرضى، ولا قدر الحياة إلا الموتى,فيا لنعمة الصحة من نعمة, وقد أراك المرض مرارة فقدها,عن علي رضي الله عنه في قوله
تعالى(ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)قال النعيم أي, الأمن، والصحة، والعافية,قال بكر بن عبد الله المزني,يا ابن آدم، إن أردت أن تعلم
قدر ما أنعم الله عليك، فغمض عينيك,فهل شكرت الله على نعمه,إن سلامة جوارحك,واعتدال خلقك,وما أكرمك الله به من نعمة
الفهم,ونعم الله، في بدنه، وسمعه، وبصره، ويديه، ورجليه,ليس من هذا شيء إلا فيه نعمة من الله، حق على العبد أن يعمل في
النعمة التي هي في بدنه لله في طاعته،الرجوع إلى الله تعالى,أنت تذوق حلاوة الصحة,إنه لحري بك أن ترجع إلى دفاتر
أعمالك,فتسعى جاهدًا إلى إلغاء تلك الصفحات,التي سودتها الذنوب والمعاصي,فتستقبل صفحات جديدة,يشع منها نور التوبة
والرجوع إلى الله تعالى,إن ربك تعالى قريب من التائبين,يفرح برجوع المذنبين,يقبل على من أقبل نحو بابه,وقبوله في زمرة
التائبين,كم من أناس عندما وجدوا كرب المرض,حنت نفوسهم إلى سبل الطاعات,وعزموا إن ذاقوا حلاوة العافية أن يهجروا
الذنوب, ويفارقوا سبل العصاة,ولكن بعد أن وجدوا نشوة الصحة,وعادات إلى أجسادهم نضارة العافية,نسوا تلك
العهود,وحنت النفوس مرة أخرى إلى المعاصي,فيا أيها المسكين,أنسيت أن الذي أعطاك العافية قادر أن يردك مرة أخرى
إلى حالك الأول,فأفق,أيها الضعيف,واعلم أنك بغير حفظ الله ورحمته؛ لا تملك من أمرك شيئًا,واعلم أنه ليس في كل مرة تجد
الفرصة,فقد تؤخذ وأنت على الذنوب,وقد حيل بينك وبين التوبة,من الفوائد العظيمة للمرض,أنه يدعو العقلاء إلى محاسبة
النفس,والتفكير في الرجوع إلى الله تعالى,إن من لازم الشكر على الشفاء, أن تحاسب نفسك,أرأيت يوم أن كنت تحتمي عن الطعام
مخافة زيادة الداء,وتتناول الدواء المر,كل ذلك حرصًا على العافية,فهل دعاك ذلك إلى التفكير في عافية القلب من ران الذنوب
والمعاصي,وتطهيره من أدران مساوئ الأخلاق,قال مالك بن دينار,عجبت ممن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي
من الذنوب مخافة النار,فرصة للمباردة إلى الطاعات,لقد كان الصالحون وهم في أشد كربات المرض, يبادرون إلى
الطاعات,ويسارعون إلى فعل الطاعات,فحري بمن وجد حلاوة الصحة أن يكون أشد حرصًا على عمل الطاعات,والتزود من
الصالحات,كان الجنيد يقرأ وقت خروج روحه، فيقال له,في هذا الوقت, فيقول,أبادر طي صحيفتي,لا تخدعنك الدنيا,احذر بهرج
الدنيا,وزخرفها الكاذب,فكم خدعت من مخدوع,وكم أهلكت من مغبون,ولكن فلتجعلها مطية تقودك إلى الآخرة,ومزرعة تحصد
ثمارها غدًا,يوم لا بضاعة إلا العمل الصالح,وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر)رواه
مسلم,وإن من انقطع إلى الدنيا,شغلته عن الطاعات,وأوقعته في الهلكات,فتراه لاهثًا خلف سرابها,وطالبًا لحطامها الرخيص,فلا
تخدعنك فتوة الصحة, فتنغمس في الشهوات,وتفني العمر في غير الطاعات,ثم,لا تنس أن ساعات العمر قليلة وإن طالت,والخاسر
الحقيقي من ضاعت أيام عمره في غير طاعة الله تعالى,ولا تجعل الدنيا غاية سعيك,ولكن فلتجعلها جسرًا تعبر به إلى النعيم الباقي,
اليوم عمل,وغداّ يظهر الرابح من الخاسر.