لعديد
05-04-2012, 08:17 AM
حريم السلطان
المسلسل التركي المدبلج، والذي سجل أعلى نسبة مشاهدة، وربما هذا يرجع إلى مجموعة من العوامل منها:
(1) أنه يناقش حقبة تاريخية مهمة من عصر السلاطين العثمانيين، وخاصة أن الكثيرين يجهلون هذه المرحلة من التاريخ الإسلامي.
(2) القصة العاطفية التي جمعت بين السلطان والجارية الروسية، وما تخلل هذه القصة من مؤامرات ومكائد كان أبطالها السيدات للتنافس على قلب رجل.
(3) الإمكانات المادية والفنية التي سخرت لهذا المسلسل، والتي جعلت منه محطة مميزة لكثير من متابعي الشاشة الصغيرة.
(4) اختيار الأبطال بدقة فاقت كل وصف في أدوار متباينة، وعلى رأسهم شخصية السلطان بكل تفاصيلها، والتي تصل إلى حد مقنع، وكأنك تعيش حياة السلاطين كما قرأنا عنهم أو شاهدنا آثارهم في المتاحف التركية، السؤال الأهم لماذا عرض هذا المسلسل في هذا الوقت؟؟
وخاصة أن الكثير من المرشدين السياحيين، وحتى الأتراك أنفسهم، لا يعتزون بالتراث العثماني الإسلامي، وقد قال أحد مرشديهم لولا أن هذه الآثار تدر عليهم ذهباً وتنشط السياحة، ويعني المتاحف، لتخلصوا منها كلها، بعد ما صنعه كمال أتاتورك بعقولهم وبتبنيهم للعلمانية.
في اعتقادي أن تركيا اشتاقت للعب هذا الدور مرة أخرى، وخاصة بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة ممثلة في شخص رئيس الوزراء السيد أردوغان، لذلك فهي تلعب على وترين مهمين باختيار أكثر السلاطين شهرة وشجاعة ليذكر الناس بعهد السلاطين، وأنهم كانوا سادة الدنيا في كل شيء، في السياسة والأدب والفن والجهاد والصناعة والتجارة، وأخيراً الحب الذي لعب الأتراك دوراً كبيراً في تغليفه بطريقة رومانسية ليشبع نهم الشعوب، وخاصة العربية، والتي أنهكتها كمية الدماء التي نراها على الشاشات الإخبارية يوميا.
ما استطعت في يوم من الأيام أن أتقبل مسلسلاتهم، لأنها تميل إلى التطويل الممل والمشاهدة المفتعلة، وحتى العاطفة التي أبهرت الكثيرين لم تقنعني، وربما يعود ذلك لدراستي الأدب العربي، والذي يحتوي على قصص مليئة بالعاطفة التي تحترم قيمنا، وتقدم المرأة والرجل بما يليق بهما من صفات، وكان يجب عندما يقدم مسلسل عن شخصية مثل السلطان -سليمان القانوني- أن يحتفظ لهذا الشخص بحرمته في أهله، وتقدم صورته في مجلسه وقيادته، أما ما كان يدور في الحرملك فهو الشأن الخاص، فلا يجب أن يقدم سلطان المسلمين في غرفة نومه، فإذا كانوا يرون استباحة أسرار الناس، فإننا نرى أن لا يليق بخليفة من المسلمين، وحرمته من حرمتنا وحرمة أسراره من حرمة أسرارنا، وإذا كانوا يعشقون هذا النوع من الحقيقة فليقدموها من خلال رموزهم العلمانية والعاقبة للمتقين.
وقفة:
إذا كانت السياسة هي التي تتحكم في كل مجريات الحياة، وهذا ما يتضح فعلاً في المسلسل التركي «حريم السلطان»، والحلم الذي يراود صناع القرار فيها، فعليهم أن يعلموا أن رجلاً مثل الرشيد كان يخاطب الغيمة ويقول لها: «أمطري أينما شئت فسوف يأتيني خراجك».. فنحن العرب نمتلك أيضاً ذلك الإرث الضخم من الخلفاء النجباء.
تحياتي لكل خلفاء المسلمين على مر التاريخ.
منقول عن جريدة العرب
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1574&artid=183030
المسلسل التركي المدبلج، والذي سجل أعلى نسبة مشاهدة، وربما هذا يرجع إلى مجموعة من العوامل منها:
(1) أنه يناقش حقبة تاريخية مهمة من عصر السلاطين العثمانيين، وخاصة أن الكثيرين يجهلون هذه المرحلة من التاريخ الإسلامي.
(2) القصة العاطفية التي جمعت بين السلطان والجارية الروسية، وما تخلل هذه القصة من مؤامرات ومكائد كان أبطالها السيدات للتنافس على قلب رجل.
(3) الإمكانات المادية والفنية التي سخرت لهذا المسلسل، والتي جعلت منه محطة مميزة لكثير من متابعي الشاشة الصغيرة.
(4) اختيار الأبطال بدقة فاقت كل وصف في أدوار متباينة، وعلى رأسهم شخصية السلطان بكل تفاصيلها، والتي تصل إلى حد مقنع، وكأنك تعيش حياة السلاطين كما قرأنا عنهم أو شاهدنا آثارهم في المتاحف التركية، السؤال الأهم لماذا عرض هذا المسلسل في هذا الوقت؟؟
وخاصة أن الكثير من المرشدين السياحيين، وحتى الأتراك أنفسهم، لا يعتزون بالتراث العثماني الإسلامي، وقد قال أحد مرشديهم لولا أن هذه الآثار تدر عليهم ذهباً وتنشط السياحة، ويعني المتاحف، لتخلصوا منها كلها، بعد ما صنعه كمال أتاتورك بعقولهم وبتبنيهم للعلمانية.
في اعتقادي أن تركيا اشتاقت للعب هذا الدور مرة أخرى، وخاصة بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة ممثلة في شخص رئيس الوزراء السيد أردوغان، لذلك فهي تلعب على وترين مهمين باختيار أكثر السلاطين شهرة وشجاعة ليذكر الناس بعهد السلاطين، وأنهم كانوا سادة الدنيا في كل شيء، في السياسة والأدب والفن والجهاد والصناعة والتجارة، وأخيراً الحب الذي لعب الأتراك دوراً كبيراً في تغليفه بطريقة رومانسية ليشبع نهم الشعوب، وخاصة العربية، والتي أنهكتها كمية الدماء التي نراها على الشاشات الإخبارية يوميا.
ما استطعت في يوم من الأيام أن أتقبل مسلسلاتهم، لأنها تميل إلى التطويل الممل والمشاهدة المفتعلة، وحتى العاطفة التي أبهرت الكثيرين لم تقنعني، وربما يعود ذلك لدراستي الأدب العربي، والذي يحتوي على قصص مليئة بالعاطفة التي تحترم قيمنا، وتقدم المرأة والرجل بما يليق بهما من صفات، وكان يجب عندما يقدم مسلسل عن شخصية مثل السلطان -سليمان القانوني- أن يحتفظ لهذا الشخص بحرمته في أهله، وتقدم صورته في مجلسه وقيادته، أما ما كان يدور في الحرملك فهو الشأن الخاص، فلا يجب أن يقدم سلطان المسلمين في غرفة نومه، فإذا كانوا يرون استباحة أسرار الناس، فإننا نرى أن لا يليق بخليفة من المسلمين، وحرمته من حرمتنا وحرمة أسراره من حرمة أسرارنا، وإذا كانوا يعشقون هذا النوع من الحقيقة فليقدموها من خلال رموزهم العلمانية والعاقبة للمتقين.
وقفة:
إذا كانت السياسة هي التي تتحكم في كل مجريات الحياة، وهذا ما يتضح فعلاً في المسلسل التركي «حريم السلطان»، والحلم الذي يراود صناع القرار فيها، فعليهم أن يعلموا أن رجلاً مثل الرشيد كان يخاطب الغيمة ويقول لها: «أمطري أينما شئت فسوف يأتيني خراجك».. فنحن العرب نمتلك أيضاً ذلك الإرث الضخم من الخلفاء النجباء.
تحياتي لكل خلفاء المسلمين على مر التاريخ.
منقول عن جريدة العرب
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1574&artid=183030