المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن لعاناّ



امـ حمد
06-04-2012, 12:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا تكن لعاناً


لا ريب أن من مقاصد رسالة الإسلام تهذيب الأخلاق، وتزكية النفوس، وتنقية المشاعر، ونشر المحبة والألفة وروح التعاون



والإخاء بين المسلمين,قال النبي(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) رواه أحمد والطبراني,وهناك آفة عظيمة انتشرت بين جميع فئات




المجتمع على اختلاف مراحلهم,وطبقاتهم الثقافية,آفة عظيمة نشأ عليها الصغير،والكبير،وتساهل بها كثير من الآباء والأبناء،




الرجال والنساء، الشباب والفتيات,وتولدت منها الأحقاد،تغضب الرب جل وعلا،إنها السب واللعن والفحش وبذاءة اللسان,فتجد



الوالد يسب أبناءه ويلعنهم، والأم كذلك تفعل مثله، ولا يدريان أن ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الآثام,وتجد الصديق يسب ويلعن



صديقه، فيرد عليه بسب أمه وأبيه,حتى الطفل الصغير تجده قد تعود السباب واللعائن للآخرين،وربما فعل ذلك بأبيه وأمه وهما




ينظران إليه فرحين مسرورين,إن الواجب على كل عاقل أن يضبط لسانه دائماً، ولا يعوده السب واللعن، حتى مع خادمه وولده




الصغير،فإنه لا يأمن إذا سب أحداً من الناس أو لعنه أن يقابله بمثل قوله، أو يزيد عليه فيثور غضبه ويطغى، ويقوده إلى ما لا



تُحمد عقباه، وكم من جريمة وقعت كانت بدايتها لعناً وسباباً، ومعظم النار من مستصغر الشرر,وإذا سب الإنسان أو لعن مسلماً



فقد آذاه، والله تعالى يقول(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناّ)آفة السب,يقول النبي



(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)متفق عليه,
أولئك الذين يطلقون ألسنتهم سباً وشتماً وانتهاكاً لأعراض




المسلمين أنهم يكونون بذلك فساقاً خارجين عن طاعة الله ورسوله,تحذير للبادئ بالسباب,إن البادىء بالسباب هو الذي



يتحمل الإثم وحده، إذا عفا عنه المسبوب، أو انتصر بقدر مظلمته، ولم يتجاوز ذلك إلى ما ظلم،وإذا تعدى المسبوب وتجاوز الحد وقع




الإثم عليهما،من أكبر الكبائر,واحذر من أن تكون سبباً في سب والديك فتكون كمن سبهما،فقد قال النبي(إن من أكبر الكبائر أن




يلعن الرجل والديه)قيل يارسول الله,وكيف يلعن الرجل والديه,قال(يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)رواه



البخاري,ومن المؤسف أنه قد انتشر ذلك بين أبناء المسلمين وطلابهم، وهذا دليل على انحطاط في التربية، وتفريط من أولياء




الأمور الذين لا ينشئون أبناءهم على الفضيلة والأخلاق الحسنة والخصال الجميلة,وهذا الوعيد فيمن كان سبباً في سب أبيه وأمه




دون أن يسبهما بنفسه، فكيف حال من يقوم بسبهما بنفسه، فيسب والديه ويلعنهما، وهناك من يضربهما ولا حول ولا قوة إلا بالله,




آفة اللعن,أما اللعن فقد ورد فيه وعيد شديد وتهديد أكيد من النبي ، فقد قال النبي(لعن المؤمن كقتله)متفق عليه,تأمل في جريمة قتل



المؤمن وشدة قبحها، وما رتب الله عليها من العذاب والنكال واللعنه والغضب في الدنيا والآخرة، تعرف بذلك خطورة اللعن




والتمادي فيه,قال تعالى(ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءوه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)فهذا




جزاء قاتل المؤمن الذي شبه النبي لاعنه به،وبيّن النبي أن المؤمن كامل الإيمان لا يكون لعاناً أبداً، فقال عليه الصلاة والسلام



(لا يكون المؤمن لعاناً)رواه الترمذي وصححه الألباني,وأخبر عن تأخر منازل اللعانين يوم القيامه فقال(لا يكون اللعانون شفعاء ولا




شهداء يوم القيامة)رواه مسلم,وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة,وهي الإبعاد من رحمة



الله,أين تذهب اللعنة,هل تدري أنها تعود إليك إذا كان من لعنت لا يستحق لعنتك,قال رسول الله(إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنه




إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً




رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها)رواه أبو داود وحسنه الألباني لغيره,فلماذا تحمل نفسك هذا الذنب



العظيم، وتعود لسانك الدعاء لأبنائك وبناتك بدلاً من لعنهم والدعاء عليهم,ألا تخشى أن ترجع إليك لعنتك وتكون ساعة



إجابة، فتطرد من رحمة الله عز وجل، وتكون من المبعدين المقبوحين,ألا تخشى أن تتساوى حسناتك وسيئاتك فتأتي لعنتك




فترجح ميزان سيئاتك فتدخل بها النار,حكم لعن المعين,
لاريب أن المؤمن المعين لا يجوز لعنه حياً أو ميتاً,لأنه لا يدري ما



يختم له به، وليس هناك مصلحة في الدعاء على أحد بالموت على الكفر,كان سلف الأمة أحرص منا على الخير، ولذلك كانوا



يتحاشون السبّ واللعن، ويطيبون ألسنتهم بذكر الله وشكره ودعائه والثناء عليه وتلاوة كتابه,عن سالم قال,ما لعن ابن عمر



خادماً قط، إلا واحداً فأعتقه,لا تكن عوناً للشيطان على أخيك,عن ابن مسعود قال,إذا رأيتم أخاكم قارف ذنباً فلا تكونوا أعواناً



للشيطان عليه، تقولون,اللهم اخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية، فإنا أصحاب محمد كنا لا نقول في أحداً شيئاً، حتى نعلم




على ما يموت، فإن ختم له بخير، علمنا أنه قد أصاب خيراً، وإن ختم له بشر، خفنا عليه عمله,



ولو أن المسلمين تعاملوا بهذه الأخلاق الكريمة، والنفوس الصافية,لتغير حالهم،ألا فليرجع المسلمون إلى أخلاق النبوة, ويكونوا خير أمة أخرجت للناس، كما كان أسلافهم.

حلم الطفولة
06-04-2012, 08:14 AM
http://s005.radikal.ru/i212/1005/47/a3795993d01a.gif

امـ حمد
06-04-2012, 03:04 PM
http://s005.radikal.ru/i212/1005/47/a3795993d01a.gif

بارك الله فيج حبيبتي

يزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري

khaldoon
08-04-2012, 02:17 PM
الله يجزيكي كل خير على هذا التذكير الطيب

امـ حمد
08-04-2012, 02:26 PM
الله يجزيكي كل خير على هذا التذكير الطيب






بارك الله فيك اخوي خلدون

وجزاك ربي جنة الفردوس