سيف الحرية
08-04-2012, 05:47 AM
«كواليس» المعرض المهني! 8 - 4 - 2012م صحيفة العرب
د.هند المفتاح
بالأمس القريب انتهى عرض «النسخة الخامسة» من المعرض المهني السنوي، والذي أُنشئ منذ سنوات بهدف توفير فرص التعليم والتوظيف والتدريب والتطوير «لطلاب» قطر، من أجل تعزيز قدراتهم وصقل مواهبهم، وجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع ما تتطلبه جهود التنمية الوطنية من تحديات.. حسب ما هو مُعلن في موقعهم الإلكتروني.
لا أُريد نقداً للمعرض المهني فجهودهم مُقدرة ويُشكرون عليها، وبالذات فريق الشباب والمتطوعين الذين وقفوا وراء نجاحه، وكذلك إدارة المعرض التي لم تتوان عن تقديم النصح والإرشاد للعارضين.. ولكني أُريد «نقلاً» لبعض مشاهداتي «الحيّة» لما وراء «كواليس» المعرض.. بهدف تداركها مستقبلاً من قبل إدارة المعرض والجهات المشاركة وممثليهم.. والزوار.. والإعلام.. فلعلّ الذكرى تنفع المؤمنين!
وتتنوع هذه «الكواليس» ما بين كونها مفارقات تدعو للضحك.. ومبادرات تدعو للفخر..
يُقال إن تكلفة المعرض المهني بلغت 100 مليون! لو تم استثمار هذه «التبرعات السخية» في توظيف 1000 خريج قطري بمتوسط راتب 25000 لما تجاوزت تكلفة توظيفهم سنوياً 25 مليوناً! ولتمّ توظيف 1000 قطري من أصحاب الخبرة بمتوسط راتب 50000 وبتكلفة لا تتجاوز 50 مليوناً سنوياً! من الواضح أن المستفيد الأكبر من ميزانية المعرض ليس الباحثين عن التوظيف والتدريب والتعليم من الشباب القطري، بل شركات الدعاية والتصميم والإعلان!
صُرح بالأمس أن عدد زوار المعرض بلغ 60 ألفاً! لو استثنينا عدد مرات دخول «العارضين» أنفسهم من بوابات الدخول، والذين عادة لا تقل عن متوسط 5 مرات للصلاة والاستراحة، ولو افترضنا أن متوسط ممثلي كل جهة 4 أشخاص من أصل 100 جهة، فإن عدد الزوار قد يتضاءل إلى 50 ألفاً.. وقد يتضاءل أكثر مع عدد ممثلي الخدمات اللوجستيكية والضيافة.. والإعلام وغير المواطنين.. وبالذات «العمالة الآسيوية» التي جاءت بحثاً عن «الكنز المفقود».. عفواً.. كيس الهدايا!
ومن مفارقات المعرض المهني مشاركة جهات لم تُوظف أحداً خلال مشاركتها السابقة حسب تصريح إدارة المعرض والمنشور في الصحف المحلية.. من بينها جهات حكومية.. أنكرت هذا التصريح لاحقاً! وحسب المثل المصري: «أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أتعجب».. تعجبنا من الاثنين!
ومن مفارقات المعرض المهني اعتراف بعض «العارضين» من ممثلي الجهات المشاركة بأن مشاركتهم هي ليست للتوظيف والتوطين.. بقدر ما هي لـ»الشو» المؤسسي.. والحضور الإعلامي.. وقد بدا ذلك واضحاً في أجنحة «البعض» والتي صُممت بطريقة المجالس.. فكانت مظاهر الضيافة.. والقهوة.. و»السوالف» واضحة جداً! فلا توجد لديهم أي خطة للتوظيف أو للتوطين.. أو للتدريب.. وما يستلمونه من سير ذاتية.. مصيرها -أعزكم الله- سلة المهملات، سواء تلك الموجودة في الجناح أو شاشة المحمول! لو تم التبرع بأموالكم لأي من النوادي الرياضية لكان أفضل «شو» لكم في «قناة الكاس» و»باصات كروة»! لهذا لم يكن غريباً أن نجد ممثلي هذه الشركات «الاستعراضية» هم من موظفي العلاقات العامة! وهذا ليس انتقاصاً من جهود موظفي العلاقات العامة، ولكن عفواً، يُفترض بالجناح أن يُقدم خدمات توظيفية تدريبية تعليمية.. قد لا تفقه فيها شيئاً «العلاقات العامة».. مع كل التقدير والشكر لجهودهم المبذولة..
ومن مفارقات المعرض المهني غير المقبولة دينياً وأخلاقياً وعُرفياً استغلال «الموظفات» من قبل مسؤولي «بعض» الشركات في ترويجها وتسويقها داخل المعرض! فمن العيب والخِزي أن يطلب «بعض» المسؤولين من موظفاته التبرج الزائد.. بفساتين سوداء أنيقة جداً.. عفواً أقصد «عباءات آخر موضة».. والتغنج «والتنعم».. وأن يدفعهن دفعاً لواجهة جناح الشركة «لحاجة في نفس يعقوب» وكأنهن سلعة يُزايد بها! فلا عجب أن يتحول «الجناح» لاحقاً إلى «شارع الحب» و»الترقيم»!
وللأسف مبادرات المعرض التي تدعو للفخر لا تكاد تُذكر في ظل هذه المفارقات.. ولكن لا بد من تسليط الضوء عليها، لأنها جديرة بالتقدير.. فقد شارك «البعض» من المؤسسات في المعرض بهدف واضح وخطة واضحة للتقطير والتوظيف والتدريب والتعليم.. فكانوا من الوضوح في شواغرهم مع المتقدمين، بل إن البعض كان يُجري المقابلات في «جناحه» كسباً للوقت والجهد.. وتعجيلاً لاتخاذ القرار..
ومن جماليات المعرض المهني وهو أجمل ما شاهدته.. مبادرات الشباب في مجالات التطوع والعمل الخيري والتدريب والتطوير والوعي نحو التغيير الذاتي والإرشاد المهني.. والمجال الفني والثقافي.. والتوعية بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.. وغير ذلك الكثير وقف وراءها شباب قطري طموح، يملك من روح القيادة ووضوح الرؤية والهدف ما يُمكنه مستقبلاً من الريادة في مجاله.. والوصول إلى قمة التميز.. بوركتم.. فللوطن أن يفخر بكم..
«كواليس» المعرض المهني متروكة لكم جميعاً.. إدارة المعرض والجهات المشاركة وممثليهم من الموظفين.. والزوار.. لكم مطلق الحرية أن لا تهتموا بها كثيراً.. ولكن نأمل أن لا نرى «كواليس» أكثر سوءاً السنة القادمة..
د.هند المفتاح
بالأمس القريب انتهى عرض «النسخة الخامسة» من المعرض المهني السنوي، والذي أُنشئ منذ سنوات بهدف توفير فرص التعليم والتوظيف والتدريب والتطوير «لطلاب» قطر، من أجل تعزيز قدراتهم وصقل مواهبهم، وجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع ما تتطلبه جهود التنمية الوطنية من تحديات.. حسب ما هو مُعلن في موقعهم الإلكتروني.
لا أُريد نقداً للمعرض المهني فجهودهم مُقدرة ويُشكرون عليها، وبالذات فريق الشباب والمتطوعين الذين وقفوا وراء نجاحه، وكذلك إدارة المعرض التي لم تتوان عن تقديم النصح والإرشاد للعارضين.. ولكني أُريد «نقلاً» لبعض مشاهداتي «الحيّة» لما وراء «كواليس» المعرض.. بهدف تداركها مستقبلاً من قبل إدارة المعرض والجهات المشاركة وممثليهم.. والزوار.. والإعلام.. فلعلّ الذكرى تنفع المؤمنين!
وتتنوع هذه «الكواليس» ما بين كونها مفارقات تدعو للضحك.. ومبادرات تدعو للفخر..
يُقال إن تكلفة المعرض المهني بلغت 100 مليون! لو تم استثمار هذه «التبرعات السخية» في توظيف 1000 خريج قطري بمتوسط راتب 25000 لما تجاوزت تكلفة توظيفهم سنوياً 25 مليوناً! ولتمّ توظيف 1000 قطري من أصحاب الخبرة بمتوسط راتب 50000 وبتكلفة لا تتجاوز 50 مليوناً سنوياً! من الواضح أن المستفيد الأكبر من ميزانية المعرض ليس الباحثين عن التوظيف والتدريب والتعليم من الشباب القطري، بل شركات الدعاية والتصميم والإعلان!
صُرح بالأمس أن عدد زوار المعرض بلغ 60 ألفاً! لو استثنينا عدد مرات دخول «العارضين» أنفسهم من بوابات الدخول، والذين عادة لا تقل عن متوسط 5 مرات للصلاة والاستراحة، ولو افترضنا أن متوسط ممثلي كل جهة 4 أشخاص من أصل 100 جهة، فإن عدد الزوار قد يتضاءل إلى 50 ألفاً.. وقد يتضاءل أكثر مع عدد ممثلي الخدمات اللوجستيكية والضيافة.. والإعلام وغير المواطنين.. وبالذات «العمالة الآسيوية» التي جاءت بحثاً عن «الكنز المفقود».. عفواً.. كيس الهدايا!
ومن مفارقات المعرض المهني مشاركة جهات لم تُوظف أحداً خلال مشاركتها السابقة حسب تصريح إدارة المعرض والمنشور في الصحف المحلية.. من بينها جهات حكومية.. أنكرت هذا التصريح لاحقاً! وحسب المثل المصري: «أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أتعجب».. تعجبنا من الاثنين!
ومن مفارقات المعرض المهني اعتراف بعض «العارضين» من ممثلي الجهات المشاركة بأن مشاركتهم هي ليست للتوظيف والتوطين.. بقدر ما هي لـ»الشو» المؤسسي.. والحضور الإعلامي.. وقد بدا ذلك واضحاً في أجنحة «البعض» والتي صُممت بطريقة المجالس.. فكانت مظاهر الضيافة.. والقهوة.. و»السوالف» واضحة جداً! فلا توجد لديهم أي خطة للتوظيف أو للتوطين.. أو للتدريب.. وما يستلمونه من سير ذاتية.. مصيرها -أعزكم الله- سلة المهملات، سواء تلك الموجودة في الجناح أو شاشة المحمول! لو تم التبرع بأموالكم لأي من النوادي الرياضية لكان أفضل «شو» لكم في «قناة الكاس» و»باصات كروة»! لهذا لم يكن غريباً أن نجد ممثلي هذه الشركات «الاستعراضية» هم من موظفي العلاقات العامة! وهذا ليس انتقاصاً من جهود موظفي العلاقات العامة، ولكن عفواً، يُفترض بالجناح أن يُقدم خدمات توظيفية تدريبية تعليمية.. قد لا تفقه فيها شيئاً «العلاقات العامة».. مع كل التقدير والشكر لجهودهم المبذولة..
ومن مفارقات المعرض المهني غير المقبولة دينياً وأخلاقياً وعُرفياً استغلال «الموظفات» من قبل مسؤولي «بعض» الشركات في ترويجها وتسويقها داخل المعرض! فمن العيب والخِزي أن يطلب «بعض» المسؤولين من موظفاته التبرج الزائد.. بفساتين سوداء أنيقة جداً.. عفواً أقصد «عباءات آخر موضة».. والتغنج «والتنعم».. وأن يدفعهن دفعاً لواجهة جناح الشركة «لحاجة في نفس يعقوب» وكأنهن سلعة يُزايد بها! فلا عجب أن يتحول «الجناح» لاحقاً إلى «شارع الحب» و»الترقيم»!
وللأسف مبادرات المعرض التي تدعو للفخر لا تكاد تُذكر في ظل هذه المفارقات.. ولكن لا بد من تسليط الضوء عليها، لأنها جديرة بالتقدير.. فقد شارك «البعض» من المؤسسات في المعرض بهدف واضح وخطة واضحة للتقطير والتوظيف والتدريب والتعليم.. فكانوا من الوضوح في شواغرهم مع المتقدمين، بل إن البعض كان يُجري المقابلات في «جناحه» كسباً للوقت والجهد.. وتعجيلاً لاتخاذ القرار..
ومن جماليات المعرض المهني وهو أجمل ما شاهدته.. مبادرات الشباب في مجالات التطوع والعمل الخيري والتدريب والتطوير والوعي نحو التغيير الذاتي والإرشاد المهني.. والمجال الفني والثقافي.. والتوعية بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.. وغير ذلك الكثير وقف وراءها شباب قطري طموح، يملك من روح القيادة ووضوح الرؤية والهدف ما يُمكنه مستقبلاً من الريادة في مجاله.. والوصول إلى قمة التميز.. بوركتم.. فللوطن أن يفخر بكم..
«كواليس» المعرض المهني متروكة لكم جميعاً.. إدارة المعرض والجهات المشاركة وممثليهم من الموظفين.. والزوار.. لكم مطلق الحرية أن لا تهتموا بها كثيراً.. ولكن نأمل أن لا نرى «كواليس» أكثر سوءاً السنة القادمة..