المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واصل الدعاء فهو ملجأ المستضعفين ومستجيب الداعين



امـ حمد
09-04-2012, 12:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الدعاء روضة القلب،والافتقار إلى الله هو عين الغنى، والتذلل له سبحانه هو العز الذي لا يجارى، والدعاء هو سمة العبودية، والله سبحانه،يحب أن




يسأله العباد جميع حاجاتهم، في الحديث القدسي قال الله عز وجل(يا عبادي كلكم ضال إلَّا من هديته، فاستهدوني،أهدكم، يا عبادي




كلكم جائع إلَّا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم)والرب لا يعبأ بعباده لولا ضراعتهم إليه،والدعاء من صفات أنبياء الله




وأصفيائه(إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباّ ورهباّ وكانوا لنا خاشعين)وإمام الحنفاء إبراهيم،عليه الصلاة




السلام يقول(وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياّ)الدعاء روضة القلب وجنة الدنيا، عبادة ميسورة، مطلقة غير مقيدة




بمكان ولا بزمان ولا حال، دعاء في الليل والنهار، وتضرع في البر والبحر، وحين الإقامة والسفر، نفعه يلحق الأحياء في




دنياهم، والأموات في لحودهم، قال عليه الصلاة السلام(أو ولد صالح يدعو له)الدعاء يكشف بفضل الله البلايا والمصائب،



ويمنع وقوع العذاب والهلاك، وهو سلاح المؤمن، لا شيء من الأسباب أنفع ولا أبلغ في حصول المطلوب منه، هو عدو البلاء




يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه،أنا لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن



أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء،فإن معه الإجابة،فلا شيء أكرم على الله منه، ما استجلبت النعم ولا استدفعت النقم بمثله، به




تفرج الهموم وتزول الغموم، كفاه شرفاّ قرب الله من عبده حال الدعاء، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء،وأدناهم همة من




تخلف عن النداء،ودعاء المسلم بين يدي جواد كريم، يعطي ما يسأل إما معجلًا وإما مؤجلاّ،وكلما اشتد الإخلاص وقَوي




الرجاء،كلما كانت الإجابة أحرى، قال يحيى بن معاذ,رحمه الله،من جمع الله عليه قلبه في الدعاء، لم يرد،فأطب مطعمك




ومشربك، وتعفف عن الشبهات، وقدم بين يدي دعائك عملاّ صالحاّ، ونادي ربك بقلب حاضر وصوت خافت،زكريا عليه




السلام،نادى ربه نداء خفياّ(هب لي من لدنك ذرية طيبة)فرزقه الله يحيى نبياّ،والساجد من ربه قريب، حري أن يعطى سؤلَه،




وتجنب الدعاء على أهلك ونفسك ومالك، قال عليه الصلاة السلام(لا تدعوا على أنفسكم،ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على




أموالكم،لا توافق من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم)وربك حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يده إليه أن يردها



صفراّ، فادع وربك الأكرم، وألق نفسك بين يديه، وسلم الأمر كله إليه،فما رد سائله، ولا خاب طالبه، وأظهر الشكوى إلى الله




والافتقار إليه، فهو جابر المنكسرين، وإله المستضعفين، قال يعقوب عليه السلام(إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله)فهو تعالى




صاحب كل نجوى، وسامع كل شكوى، وكاشف كل بلوى، يده تعالى ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار،لا يؤمل لكشف




الشدائد سواه، بيده مفاتيح الخزائن، بابه مفتوح لمن دعاه،ومن ظن بربه خيراّ،أفاض عليه جزيل خيراته،فالمعطي كريم،ولا



تستعجل الإجابة إذا دعوت، ولا تستبطئها إذا تأخرت، ومن يكثر قرع الأبواب،يوشك أن يفتح له،وإذا تزخرف الناس بطيب



الفراش,فارفع أكف الضراعة إلى المولى في دجى الأسحار,إذ يناديك ربك في ظلمائها،من يدعوني فأستجيب له،والدعاء بين




الأذان والإقامة لا يرد، ودعوة الوالد لولده مستجابة، فأكثر أيها الأب من الدعاء لأبنائك بالهداية وملازمة السعادة والعصمة من



الفتن،ودعوة المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب مستجابه، والملَك يؤمن على دعوته ويقول ولك مثلها,والبار بوالديه دعوته




لا ترد، وفي الجمعة ساعة مستجابة،ألقي يونس،عليه السلام،في بطن الحوت، وبالدعاء نبذ بالعراء، فقد أخرج أحمد والترمذ ي عن سعد قال،قال عليه الصلاة


السلام(دعوة ذي النون لا إله إلَّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلَّا استجيب له)، وفي لفظ(لا




يقولها مكروب إلَّا فرج الله عنه)بدعوة تتقلب الأحوال، فالعقيم يولَد له، والسقيم يشفى، والفقير يرزق،فاقرع أبواب السماء



وواصل الدعاء،فهو ملجأ المستضعفين، ومستجيب الداعين،وإذا أقبل اليسر، وحل الفرج، واستجيب الدعاء، وزالت الغموم،



فاحمد الله،ففي الحمد شكر وزيادة النعم، فاجتهد في الدعاء.

رحال الدوحه
16-04-2012, 05:01 PM
جزاكم كل خير دنيا وآخره وبارك الله فيكم

امـ حمد
16-04-2012, 06:38 PM
جزاكم كل خير دنيا وآخره وبارك الله فيكم

بارك الله فيك


وجزاك ربي جنة الفردوس

التميمي 3
16-04-2012, 11:07 PM
الله يوفقك أم حمد
وجزاكي الله خير الجزاء

امـ حمد
17-04-2012, 12:27 AM
الله يوفقك أم حمد
وجزاكي الله خير الجزاء



بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس