المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن الله سائل كل راع عما استرعاه



امـ حمد
10-04-2012, 12:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لم يعد أمر تربية الأبناء ذو شأن في حياة الوالدين، على الرغم من أهميته،فالأب مشغول أرهقه الجري واللهث وراء حطام




الدنيا، والأم إما أن تكون مدرسه تقضي نصف اليوم في المدرسه،وإما في للأسواق ومحلات الخياطة،دور الأم




مع البنات،لئن كانت الأم أكثر التصاقاً بالأولاد عموماً في الطفولة المبكرة،فهذا القرب يزداد ويبقى مع البنات،ولعل من





أسباب ما نعانيه اليوم من مشكلات لدى الفتيات يعود إلى تخلف دور الأم التربوي، فالفتاة تعيش مرحلة المراهقة




والفتن،والشهوات والمجتمع من حولها يدعوها إلى الفساد ،وتشعر بفراغ عاطفي لديها، وقد لا يشبع هذا الفراغ إلا في






الأجواء المنحرفة، أما أمها فهي مشغولة عنها بشؤونها الخاصة،وبالجلوس مع جاراتها وزميلاتها، فالفتاة في عالم والأم



في عالم آخر،ومن المهم أن تعيش الأم مع بناتها وتكون قريبة منهن،ذلك أن الفتاة تجرؤ أن تصارح الأم أكثر من أن تصارح






الأب،وأن تقترب منها وتملأ الفراغ العاطفي لديها،لا يجد الأب والأم وقتاً للتفكير في أمر فلذات الأكباد،أما ذلك



الطفل المسكين، فإنه أمانة مضيعة، ورعاية مهملة، تتقاذفه الريح وتعصف به الأهواء،عرضة للتأثيرات والأفكار والانحرافات،في حضن الخادمة حيناً وعلى جنبات الشارع حيناً







آخر،بعض أطفال المسلمين لم يرفع رأسه حين يسمع النداء للصلاة،وما وطأت قدمه عتبة باب المسجد ولا رأى المصلين إلا





يوم الجمعة أو ربما يوم العيد،وإن أحسن به الظن فمن رمضان إلى رمضان،أما حفظ القرآن ومعرفة الحلال من





الحرام فأمر غير ذي بال،قد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم،ولكن من رصد واستقرأ الواقع عرف ذلك ،أمثله لترى




أين موضع الأمانة ومدى التفريط ،الأول،كم عدد أطفال المسلمين الذي يحضرون صلاة الجماعة في





المسجد، والله،كأننا أمة بلا أطفال، وحاضر بلا مستقبل،أنحن أمة كذلك،كلا ،هؤلاء تملأ أصواتهم جنبات الدور والمنازل





والمدارس ويرتفع صراخهم في الشارع المجاور للمسجد،ولكن أين القدوة والتربية،الثاني،من اهتم بأمر التربية وشغلت




ذهنه وأقلقت مضجعه،أو ادعى ذلك- إذا وجد كتاباّ فيه منهج إسلامي لتربية النشء ، أعرض عنه لأنه ثمين وغال،وهو لا





يتجاوز دراهم معدودة وأخذ أمر التربية اجتهاداً وحسب المزاج،وهذه اللامبالاة نجد عكسها تماماً في واقع الحياة،فإن





كان من أهل الاقتصاد فهو متابع للنشرات الاقتصادية ويدفع مبالغ طائلة لشراء المجلات المتخصصة،ويحضر الندوات






ويستمع المحاضرات ولا تفوته النشرة الاقتصادية في أكثر من محطة إذاعية وتلفاز،وإن كان من أصحاب العقار فهو





متابع متلهف لا تفوته شاردة ولا واردة ،والثالث،يعطي الأب من وقته لبناء منزل أوقاتاّ ثمينة فهو يقف في الشمس المحرقة،






يدقق ويلاحظ ويراقب ويتابع، ويزيد وينقص،ونسي من سيسكن في هذه الدار غداً،أيها الأب،ستسأل في يوم





عظيم عن الأمانة لماذا فرطت فيها،ولماذا ضيعتها،إنهم رعيتك اليوم وخصماؤك يوم القيامة،



،قال صلى الله عليه وسلم(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته،




والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)الراوي،عبدالله بن عمر




المحدث،البخاري ،المصدر،صحيح البخاري،خلاصة حكم المحدث،صحيح،






وقال أنس رضي الله عنه ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيعه )وكما تقي فلذات كبدك من نار الدنيا





وحرها عليك بقول الله جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)





اللهم أصلح أبنائنا وأبناء المسلمين وجعلهم قرة عين وأنبتهم نباتاّ حسناّ.

k__
10-04-2012, 12:34 PM
جزاج الله خير يا امـ حمد

امـ حمد
10-04-2012, 10:33 PM
جزاج الله خير يا امـ حمد


بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس

بوعيود
19-04-2012, 11:07 AM
جزاج الله خير يا ام حمد

امـ حمد
19-04-2012, 03:22 PM
جزاج الله خير يا ام حمد


وبارك الله فيك اخوي

وجزاك ربي جنة الفردوس