سيف الحرية
10-04-2012, 08:49 AM
فيصل المرزوقي صحيفة العرب 10 - 4 - 2012م
مقابلة الوزير!
جميع الوزراء يدعون أنهم يتبعوا سياسة الباب المفتوح، بمعنى الشفافية وأن ليس لديهم ما يخفونه، أو ما يتخوفون منه!
والواقع بخلاف ذلك، فالصحف (تطر) من أصحاب السعادة الوزراء مقابلة، مع تقديم كافة الضمانات، الأسئلة مرسلة مسبقاً، كما أن المقابلة سوف تعرض عليه قبل النشر ليحذف ما يحذف ويضيف ما يضيف، كما أن صوره ستكون في أجمل حلة، وابتسامته ستكون هي الأروع، ويغطي حتى على ملكات جمال الكون!
ومع ذلك، أصحاب السعادة الوزراء لا يجرؤون، لأن لديهم هواجسهم التي تسكنهم، هل ما سوف يصرحون به سيرضي الله ورسوله وولي الأمر عنهم؟!
قبل أن أصل إلى الكويت أرسلت لأحد الزملاء «مسج» طالباً منه مقابلة وزير الإعلام الكويتي، بعد ثلاث ساعات أتت الإجابة بالقبول، وتم تحديد الوقت!
وعندما اتجهت إلى مجلس الأمة الكويتي لمقابلته، وجدت مكاناً مخصصاً للإعلاميين تجاوزناه، ولكن قفز في رأسي سؤال، فقلت لمن معي: لمَ هذا المكان؟ قال: هذا المكان مخصص لكل الإعلاميين، حيث يمكنهم سؤال أي وزير أو نائب بمجلس الأمة عند مروره!
فهمت حينها لم وأنا أقرأ صحف الكويت الكثيرة -والتي تجاوزت (14) صحيفة- لمَ لمْ أر فيها مقابلة مع أي وزير، لأنهم ليسوا في حاجة لمقابلة الوزراء، لأنهم يعتمدون على تصريحات الوزير وما يقول، لا مقابلته وتفخيمه، لذلك كلما أرادوا استفساراً عرفوا أين يجدونهم، وينتزعون منهم تصريحاتهم!
يحدث هذا في الكويت، ويحدث لدينا العكس من ذلك، لا تعرف صحفنا كيف وأين يمكن أن تصل إلى أصحاب السعادة الوزراء، وتصور إمكانية مقابلتهم كما هو تصور إمكانية الوصول إلى الجن، لا تعرف كيف السبيل إليهم، ثم يقال: سياسة الأبواب المفتوحة!
الخلاصة:
سعادة الوزير الموقر.. لو علمت أنك تخدم المواطن لما ترددت في التواصل معه عبر كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
almarzoqi@AlArab.QA
http://twitter.com/marzoqi65
مقابلة الوزير!
جميع الوزراء يدعون أنهم يتبعوا سياسة الباب المفتوح، بمعنى الشفافية وأن ليس لديهم ما يخفونه، أو ما يتخوفون منه!
والواقع بخلاف ذلك، فالصحف (تطر) من أصحاب السعادة الوزراء مقابلة، مع تقديم كافة الضمانات، الأسئلة مرسلة مسبقاً، كما أن المقابلة سوف تعرض عليه قبل النشر ليحذف ما يحذف ويضيف ما يضيف، كما أن صوره ستكون في أجمل حلة، وابتسامته ستكون هي الأروع، ويغطي حتى على ملكات جمال الكون!
ومع ذلك، أصحاب السعادة الوزراء لا يجرؤون، لأن لديهم هواجسهم التي تسكنهم، هل ما سوف يصرحون به سيرضي الله ورسوله وولي الأمر عنهم؟!
قبل أن أصل إلى الكويت أرسلت لأحد الزملاء «مسج» طالباً منه مقابلة وزير الإعلام الكويتي، بعد ثلاث ساعات أتت الإجابة بالقبول، وتم تحديد الوقت!
وعندما اتجهت إلى مجلس الأمة الكويتي لمقابلته، وجدت مكاناً مخصصاً للإعلاميين تجاوزناه، ولكن قفز في رأسي سؤال، فقلت لمن معي: لمَ هذا المكان؟ قال: هذا المكان مخصص لكل الإعلاميين، حيث يمكنهم سؤال أي وزير أو نائب بمجلس الأمة عند مروره!
فهمت حينها لم وأنا أقرأ صحف الكويت الكثيرة -والتي تجاوزت (14) صحيفة- لمَ لمْ أر فيها مقابلة مع أي وزير، لأنهم ليسوا في حاجة لمقابلة الوزراء، لأنهم يعتمدون على تصريحات الوزير وما يقول، لا مقابلته وتفخيمه، لذلك كلما أرادوا استفساراً عرفوا أين يجدونهم، وينتزعون منهم تصريحاتهم!
يحدث هذا في الكويت، ويحدث لدينا العكس من ذلك، لا تعرف صحفنا كيف وأين يمكن أن تصل إلى أصحاب السعادة الوزراء، وتصور إمكانية مقابلتهم كما هو تصور إمكانية الوصول إلى الجن، لا تعرف كيف السبيل إليهم، ثم يقال: سياسة الأبواب المفتوحة!
الخلاصة:
سعادة الوزير الموقر.. لو علمت أنك تخدم المواطن لما ترددت في التواصل معه عبر كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
almarzoqi@AlArab.QA
http://twitter.com/marzoqi65