المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خياركم خياركم لنسائكم



امـ حمد
12-04-2012, 02:11 AM
بسم الله الرحمن الرحمن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال عز وجل(وعاشروهن بِالمعروف فإِن كرهتموهن فعسى أَن تكرهوا شيئاّ ويجعل اللّه فيه خيراّ كبيراّ)سورة



النساء،قال ابن كثير،رحمه الله،أي طيبوا أقوالكم لهن،وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم،كما تحب ذلك منها،فالنساء



بحاجة إلى تعامل حسن، بعيداً عن الشتم والضرب والإهانة،لأنهن ضعيفات،عن أبي هريرة،رضي الله عنه،




قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(ثم استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع،وإن أعوج شيء في



الضلع أعلاه،فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء)رواه البخاري،فلابد من مداراتها



حتى تفوز بحسن معاشرتها،فلا تكن شديداً في كل صغيرة تبدر منها،فما من إنسان إلا وينسى ويخطئ،فلا بد من




غض الطرف عن بعض الأمور مالم يكن فيها إخلال بحق من حقوق الله تعالى،فقد جاء أن النبي،صلى الله عليه



وسلم،قال في خطبة الوداع(استوصوا بالنساء خيراً)فإنهن عوان عندكم،أخذتموهن بأمانة الله،واستحللتم فروجهن



بكلمة الله)حسنه الألباني،في صحيح الترمذي،فالنبي
،صلى الله عليه وسلم،أرشد الرجال إلى المعاملة الحسنة مع



النساء، فأخبرهم أن من كمال الإيمان حسن الخلق،فقال(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً،وخياركم خياركم



لنسائهم)سنن الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي،فإن حسن الخلق،وحسن التعامل يدل على كمال




الإيمان وقوته،وسوء العشرة،وسوء المعاملة،وعدم الوفاء يدل على نقص في الإيمان،وخير الناس من كان خيره




لنسائه، التعامل الحسن، والقيام بالواجب، والبعد عن كل ما يكدّر صفو العشرة وينغصها،فعن عائشة،رضي الله




عنها،قالت،كان أحسن الناس خلقاً، لم يكن فاحِشاً،ولا متفحشاً،ولا سخاباً في الأسواقِ،ولا يجزي بالسيئة



مثلها،ولكن يعفو ويغفر،وكان أكرم الناس،وأحسن خلقاّ، وألين الناس،وأكرمهم،ضحاكاّ بسّام،رواه



أحمد،والترمذي،صحيح حسن،وجعل النبي،صلى الله عليه وسلم،يوصي بالنساء فيقول،فإنهن عوان في أيديكم،يعني




أسراء،أخذتموهن بأمانة الله،واستحللتم فروجهن بكلمة الله،رواه مسلم،فما أحوجنا إلى أن نقتدي برسول الله،صلى



الله عليه وسلم،في معاشرتنا لأهلنا،وخاصة في زماننا الذي ساءت فيه الأخلاق،وفسدت فيه العشرة،ومن حسن المعاملة




والعشرة مع الزوجة،أن يكون الصبر والتحمل من أخلاق الرجل، فهو أقوى من المرأة تحملاً، والمرأة ضعيفة، وقد




يكون منها الخطأ، لكن تحمّلُ الرجل وصبره هو المطلوب منه، فإنه القيّم عليها، وما دام القيم فلابد من صبر



وتحمل،فيقول النبي،عليه الصلاة والسلام(لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)صحيح مسلم،لا




يبغضها ويكرهها فإن أخلاقها قد يكون فيها خلق سيء، لكنها تشتمل على خلق طيب، وهكذا حال الإنسان، فالكمال




في المخلوق غير ممكن، لا من الرجل ولا من المرأة، فإن كرهت منها خلقاً من الأخلاق فلابد أن ترتضي منها خلقاً




غيره، وأما إذا كنت تعاتب على كل نقص، وتريد الكمال في كل الأحوال، فذاك طلب المستحيل، ومن كثر عتابه قل




أصحابه،واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها،والحلم عند طيشها وغضبها، إقتداءً




برسول الله،صلى الله عليه وسلم،فالزوج يتعدى على زوجته،فيسئ معاملتها،بل يصل به الحال إلى إهانتها،




وضربها،على وجهها،وقد جاء النهي عن الضرب في الوجه،لأن الضرب في الوجه فيه إهانة وإذلال،ووجه



الإنسان أشرف أعضائه الظاهرة، فلا يجوز تشويهه بضربه،ونهى أن يقول كلمة قبيحة،من الألفاظ البذيئة، فإن



الألفاظ السيئة تجرح القلب أعظم من الضرب، ولا يسمعها قولاً،فهذا أمر نهى عنه النبي،صلى الله عليه وسلم،لأنه


يحدث تصدعاً في الحياة الزوجية،وبعد كلٍ منهما عن الآخر،وإن الزوجة فراش زوجها،وموضع سره، وأسيرة



بيته،إنها موطن المودة والرحمة،وإعفاف نفسه،إنها طاهية طعامه،وكانسة منزله، ومنظفة ملابسه،ومرتبة




حاله،ومربية أولاده، فهل أدرك كل هذه الأبعاد،إن كثيراً من الأزواج لم يعد يأبه بزوجته فلم يتق الله في أهله، ولم يرع




العهود التي بينه وبين زوجه، فيسيء تعاملها، فيظلمها، ويهينها، ويضربها، ويعمل على أذيتها كأنها عدو داخل




بيته،فعليكم بالرفق واللين مع زوجاتكم، ومزيداً من حسن التعامل، ولطف العشرة،



اللهم أصلحنا وأصلح أزواجنا،وحسّن أخلاقنا،ووفقنا لما تحبه وترضاه.

doha2012
12-04-2012, 08:15 AM
اللهم امين


جزاك الله خير ام حمد . .

امـ حمد
12-04-2012, 03:34 PM
اللهم امين


جزاك الله خير ام حمد . .

بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس