المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هزلت ورب الكعبة الثعالب تطاول على خلفاء بني أمية



ضميرهم
12-04-2012, 03:34 PM
لقد تحامل الكثير من المؤرخين القدامى والمحدثين على خلفاء بني أمية واتّهموهم بالانغماس في اللهو والترف والزندقة، وإن كان هذا التحامل قد ركز على بعض الخلفاء، هم: معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد، والخليفة يزيد بن عبد الملك وابنه الوليد، فإنه لم يستثن - عموماً - أي خليفة من الخلفاء الأمويين.

لقد وُصف الخليفة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- (41-60 ﻫ) بالرجل الماكر الخداع [1] القاتل [2] المشكوك في دينه [3] بل الزنديق [4] الذي اغتصب الخلافة من أهلها [5] وحولها ملكاً كسراوياً [6] مع أنه صحابي جليل [7]) زاهد [8] ومن صفوة الصالحين [9].

لقد أسلم معاوية يوم فتح مكة في سنة (8 ﻫ) [10] وإن كان هناك من يذكر أنه أسلم قبل يوم الفتح وتحديداً بعد صلح الحديبية في سنة (6 ﻫ) «لكنه كتم الأمر حتى أظهره عام الفتح» [11]، وصَلُح إسلامه وحسن [12] وشارك في غزوة حنين وكان من المؤلَّفة قلوبهم [13] فاختاره الرسول صلى الله عليه وسلم لكتابة الوحي واستعان به في بعض أعماله [14] وصاحبه حتى أصبح من أهم رواة الحديث، روى له مائة وثلاثة وستين حديثاً [15]، وردت في الصحاح والمساند وغيرها [16]. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم معجباً به كثيراً [17] حيث دعا له قائلاً: «اللهم اجعله هادياً، وأهد به» [18]، بل لقد بشره بالخلافة حيث قال له يوماً «يا معاوية إذا ملكت فأحسن» [19].

لقد ظلت مكانة معاوية عالية بين صحابة الرسول - بعد وفاته - فقد كان الخليفة عمر بن الخطاب يعتبره «فتى قريش [20] من يضحك في الغضب ولا يُنال ما عنده إلاّ على الرضا ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه» [21]. لذا، استخلفه «استحقاقاً لا محاباة» [22] على ولاية الشام بعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان [23] ثم أقرَّه عليها الخليفة عثمان بن عفان، فاستمر فيها عشرين سنة أميراً [24]، ومثلها خليفة بعد أن بايعه الحسن بن علي [25] في عام الجماعة( [26]) فكان في الحالتين «مثالياً في العدل والتراحم والتآسي، لم يخيّر بين الطيب والأطيب إلا اختار الأطيب على الطيب» [27]، فقد كان أعدل من الخليفة عمر بن عبد العزيز [28]، أحب رعيته وصلى عليها، فأحبته حباً يكاد يكون خرافياً وصلّت عليه، فهو إذن من خيار الأئمة قياساً بالحديث الذي جاء فيه «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» [29].

اعتُمِدَ لتأكيد مكر معاوية وخداعه على إشاعة أنه اتخذ من مقتل الخليفة عثمان ذريعة للوصول إلى الخلافة، وأنه وافق على خدعة التحكيم ليسلبها سلباً من الخليفة عليّ رضي الله عنه.

لقد أصبحت هاتان الإشاعتان راسختين في عقولنا حتى لا نكاد التشكيك فيهما أبداً ذلك لأنهما شاعتا في برامجنا التعليمية وفي وسائل إعلامنا، مع أن الذي حدث في الإشاعة الأولى يكاد يكون شيئاً معتاداً حيث إن معاوية رفض بعد استشارة أهله وأصحابه مبايعة علي بالخلافة إلا بعد أن يَقْتل قَتَلة عثمان أو يسلمهم له حتى يجري الحد عليهم بعدما طلب منه أبناء عثمان ذلك وسائر عصبيته [30] «ذلك لأن قَتْل القاتِل إنما شَرْعُ عِصْمَة» [31] وعندما لم يكن الخليفة قادراً على هذا الإجراء خوفاً من الفتنة وبخاصة أن القَتلة كانوا قد انضموا إليه وعسكروا معه في العراق فكانت قبائلهم لا محالة ستغضب وتثور [32] قرّر عزل معاوية من ولاية الشام [33] مما جعل معاوية يعلن مجتهداً في سياسته لا خارجاً عن دينه [34] الخروج عن طاعة الخليفة [35].

أما خدعة التحكيم التي نلخصها، حسب ما جاءت في العديد من المصادر( [36]، في أن الخليفة عليّاً ومعاوية اتّفقا على التحكيم بعد فتنة "صِفّين" التي قُتل فيها سبعون ألف مسلم فاختير من جانب معاوية عمرو بن العاص واختير من جانب الخليفة علي أبو موسى الأشعري حيث اجتمعا "بأدراج" وتفاوضا واتفقا على أن يُخْلَعَ الرجلان، فقال عمرو لأبي موسى اسْبقْ بالقول فتقدم فقال: «إني نظرت فخلعت علياً عن الأمر، ولينظر المسلمون لأنفسهم كما خلعت سيفي هذا من عاتقي». وأخرجه من عنقه فوضعه في الأرض وقام عمرو فوضع سيفه في الأرض وقال: «إنّي نظرت فاثبتُّ معاوية في الأمر كما أَثْبَتُّ سيفي هذا في عاتقي»، وتقلده فأنكره أبو موسى، فقال عمرو: «كذلك اتفقنا، وتفرق الجمع على ذلك من الاختلاف».

لقد تحير محب الدين الخطيب كثيراً من هذه الرواية وقال: «إن معاوية لم يكن يومئذ خليفة حتى يخلعه أو يثبته عمرو بل إنه لم يكن يدّعي الخلافة ولم يكن يفكّر فيها ولم يَدْعُهُ أحدٌ خليفة أبداً إلا بعد أن بايعه الحسن بن علي واجتمع عليه الناس كلهم في عام الجماعة» [37] فهو لم تكن أهدافه حتى هذا الوقت سوى إقامة الحدّ الشرعي على القتلة وإبقائه والياً على الشام مثلما كان في عهد عُمر وعهد عثمان [38]. ويؤكد محبّ الدين الخطيب أن «عمرو بن العاص لم يغالط ولم يَخْدَع أبداً بأي حال من الأحوال أبَا موسى الأشعري لأنه لم يُعْطِ معاوية شيئاً جديداً» وإن «الذي فعله عمرو هو نفس الذي فعله أبو موسى» واتفقا على أن يعهدا أمر الخلافة إلى أعيان الصحابة الموجودين على قيد الحياة للنظر فيها، متى شاءوا. وكان ذلك اجتهاداً منهما حتى يبعدا المسلمين عن الفتن [39] ويواصل قائلاً: «إذا كانت هذه الخطوة لم تتمَّ فما في ذلك تقصير من أبي موسى ولا من عمرو»، والمهم أن التحكيم لم يقع فيه خداع ولا مكر ولم تتخلّله بلاهة وغفلة من أبي موسى ولم يُقَرِّر فيه الحكماء قراراً غير ما سلف ذكره لذا لم يطرأ أي جديد بعده فالخليفة عليّ بقيت تحت أيديه العراق والحجاز وما كان يتبعهما، والوالي معاوية عاد إلى الشام مثلما كان من قبل [40].ولم ينفرد محب الدين الخطيب وحده بهذه الأحكام، بل نفهمهما أيضاً من ابن كثير الذي يقول بعد عرض الحدث «إنه حديث مُنْكَر ورفعه موضوع والله أعلم. إذ لو كان هذا معلوماً عند علي لم يوافق على تحكيم الحكمين حتى لا يكون سبباً لإضلال الناس كما نطق به هذا الحديث وآفة هذا الحديث هو زكريا بن يحيى وهو الكندي الحِميري الأعمى» [41].

أما عن اتهام معاوية بالقتل فقد أجاب ابن تيمية قائلاً: «أما الصحابة فيقال الذين قتلوا من الطائفتين قَتَل هؤلاء وهؤلاء من هؤلاء... وكان علي ومعاوية رضي الله عنهما أطلب لكف الدماء من أكثر المقتتلين لكن غُلبا فيما وقع والفتنة إذا ثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها. وكان في العسكرين مثل الأشتر النخعي وهاشم بن عتبة المرقال وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأبي الأعور السلمي ونحوهم من المحرضين على القتال قوم ينتصرون لعثمان غاية الأنصار وقوم ينفرون عنه وقوم ينتصرون لعلي وقوم ينفرون عنه... وقتال الفتنة مثل قتال الجاهلية» [42].

أما قَتْله لحجر بن عدي فقد ذكر ما يعلّله. فقد كان حجر يسعى دائماً لإثارة الفتن في الكوفة، المنطقة التي أخرجت العدد الأكبر من الفاتنين مندفعاً بعاطفته الحزبيّة وتشيعه لعليّ [43]. ويظهر أن محاولاته هذه كانت قد فاقت مدى حلم الخليفة وسعة صدره. وكان آخر ما قام به هو قطع خطبة الجمعة لزياد بن أبي سفيان حيث يُذكر أن زياداً خطب وأطال الخطبة في الكوفة فقاطعه منادياً: "الصلاة" لكن زياداً واصل في خطبته إلا أن حجراً حاصبه مع مجموعة من الرجال فكتب الوالي إلى الخليفة يشكو بغي حجر وفساده فأمر الخليفة بتسريحه له ولما جيء به أمر بقتله [44].

لقد كان معاوية مقتنعاً أن قتل حجر كان الجزاء الذي ينبغي أن يكون ويظهر هذا في ردّه على السيّدة عائشة حينما كلمته في الأمر حيث قال لها: «دعيني وحجراً حتى نلتقي عند الله. وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين، وأنتم ودخولكم حيث لا تشعرون، فمالكم لا تسمعون» [45].

أمام اتهام معاوية بقتل الحسن بن علي رضي الله عنهما بأن اتّفق مع إحدى زوجات الحسن وهي جعدة بنت الأشعث على أن تدسّ له سُمّاً ووعدها على ذلك بمائة ألف درهم وبأن يزوجها ابنه يزيد [46]) فهو اتهام كاذب ومستحيل الحدوث كما يراه البعض [47] فأبو بكر العربي يقول: «هذا محال من جهين: أحدهما أنه ما كان [معاوية] ليتقي من الحسن بأساً وقد سلم الأمر. والثاني أنه أمر مغيّب لا يعلمه إلا الله فكيف تحملونه بغير بينة على أحد من خلقه في زمان متباعد لم تثق فيه بنقل ناقل، بين أيدي قوم ذوي أهواء، وفي حال فتنة وعصبية، ينسب كل واحد إلى صاحبه ما لا ينبغي»( [48]).

أما ابن تيمية فيقول: «لم يثبت ذلك ببيِّنة شرعية ولا قرار معتبر ولا إقرار معتبر، ولا نقل يجزم به. وهذا مِمّا لا يمكن العلم به، فالقول به قول بلا علم»( [49]) ويحاول هذا الشيخ أن يعطي احتمالات على فرض صحة الخبر فيجدها كلها مستحيلة الافتراض. ويذكر أن جعدة المتهمة كانت مطلقة من الحسن عند وفاته.

أما اتهام معاوية رضي الله عنه بالرجل المشكوك في دينه بل والزنديق فنرد عليهم بعرض برنامج حياته اليومي المشحون بالعبادة والمكارم كما جاء به المسعودي المؤرخ الشيعي نفسه حيث يذكر قائلاً:

«كان يؤذّن في اليوم والليلة خمس مرات؛ كان إذا صلى الفجر جلس للقاص حتى يفرغ من قصصه، ثم يدخل فيؤتى بمصحفه فيقرأ جزأه، ثم يدخل إلى منزله فيأمر وينْهى، ثم يصلي أربع ركعات، ثم يخرج إلى مجلسه، فيأذن لخاصة الخاصة فيحدثهم ويحدثونه ويدخل عليه وزراؤه فيكلمونه فيما يريدون من يومهم إلى العشي، ثم يؤتى بالغداء الأصغر، وهو فضلة عشائه من جدي بارد أو فرخ أو ما يشبهه، ثم يتحدث طويلاً، ثم يدخل منزله لِمَا أراد ثم يخرج فيقول: "يا غلام أخْرِج الكرسي" فيتقدم إليه الضعيف والأعرابي والصبي والمرأة ومن لا أحد له، فيقول: "ظلمت" فيقول: "أعزوه" ويقول: "عُدِي عَلَّي" فيقول: "ابعثوا معه" ويقول: "صُنِعَ بي" فيقول: "أنظروا في أمره" حتى إذا لم يبق أحد دخل فجلس على السرير (...) ثم يؤتي بالغداء، يحضر الكاتب فيقوم عند رأسه ويقدم الرجل فيقول له: "اجلس على المائدة، فيجلس، فيمد يده فيأكل لقمتين أو ثلاثاً والكاتب يقرأ كتابه فيأمر فيه بأمره، فيقال: "يا عبد الله أعقب، فيقوم ويتقدم آخر، حتى يأتي على أصحاب الحوائج كلهم، وربما قدم عليه من أصحاب الحوائج أربعون أو نحوهم على قدر الغداء، ثم يرفع الغداء ويقال للناس: أجيزوا، فينصرفون، فيدخل منزله، فلا يطمع فيه طامع، حتى ينادي بالظهر، فيخرج فيصلي ثم يدخل فيصلّي أربع ركعات ثم يجلس فيأذن لخاصة الخاصّة ثم يخرج فيصلي العصر ثم يدخل إلى منزله فلا يطمع فيه طامع، حتى إذا كان في آخر أوقات العصر خرج فجلس على سريره ويؤذن للناس على منازلهم فيؤتى بالعشاء فيفرغ من مقدار ما ينادي بالمغرب... ثم يرفع العشاء وينادي بالمغرب، فيخرج فيصليها ثم يصلي بعدها أربع ركعات يقرأ في كل ركعة خمسين آية يجهر تارة ويخافت أخرى ثم يدخل منزله فلا يطمع في طامع حتى ينادي بالعشاء الآخر فيخرج فيصلي، ثم يُؤْذِن للخاصة وخاصة الخاصّة والوزراء والحاشية [...] ويستمر إلى ثلث الليل [...] ثم يدخل فينام ثلث الليل، ثم يقوم فيقعد فيحضر الدفاتر فيها سير الملوك وأخبار الحروب والمكايد فيقرأ ذلك عليه غلمان له مرتبون وقد وكلوا بحفظها وقراءتها، فتمر بسمعه كل ليلة جمل من الأخبار والسير والآثار وأنواع السياسيات، ثم يخرج فيصلي الصبح ثم يعود فيفعل ما وصفنا في كل يوم»( [50]).

كيف يتهم بالزندقة من يقول عنه الصحابي الجليل أبو الدرداء «ما رأيت أحداً أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من معاوية»( [51])، ومن يعتبره الصحابي ابن عباس فقيهاً [52] ومن يشهد له الصحابي المسور بن مخزمة بالخير والاجتهاد في مرضاة الله( [53]، ولو كان زنديقاً أو متهماً في دينه، على الأقل - لما كان الصحابة الذين أدركوا خلافته يوافقون عليه خليفة [54] بل أنّ علياً - رضي الله عنه - اعترف بإمارته وحاول إبعاد شيعته عن كرهه حيث قال: «أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فأنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل» [55].

كما أنّ ابنه، الحسن - رضي الله عنه - لعن كل من يذكر أن معاوية سيكون من أهل النار [56]، كما أنه روي عن الخليفة عمر بن عبد العزيز أنه لم يكن يعاقب أحداً إلا بعد حبسه ثلاثة أيام كراهة أن يجعل في أول غضبه [57]، ولم يضرب أحداً سوطاً طيلة مدة خلافته، إلا رجل واحد ثلاثة أسواط لأنه تناول من معاوية [58].

أمّا من اعتبروا معاوية مغتصباً للخلافة فيجيبهم ابن تيمية قائلاً: «لم يدع معاوية الخلافة، ولم يبايع له بها حين قاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة... وكان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه، ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدئوا علياً وأصحابه بالقتال...» [59]، كما يقول في جهة أخرى: «... لم يكن معاوية من يختار الحرب ابتداء بل كان من أشد الناس حرصاً على أن لا يكون قتال وكان غيره أحرص على القتال منه...» [60]، كما أن المصادر تذكر أن الحسن بن علي هو الذي بادر بمبايعة معاوية لأنه كان للحرب والقتال كارهاً وبالعلم والتعبد مشغفاً [61]، مما جعل الناس تجتمع على مبايعته فسمي عام (41 ﻫ) عام الجماعة لذلك [62].

أما توريثه الخلافة لابنه يزيد (60-64 ﻫ) فيبرره ابن خلدون بقوله: «... والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية، إذ أن بني أمية يومئذ، لا يرضون سواهم، وهم عصابة قريش وأهل الملّة أجمع، وأهل الغلب منهم، فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها... ولا يظن بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة عن سوى ذلك» [63]، ويواصل قائلاً: «وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتهاء الرّيب فيه، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه في العزّة في قبول الحق، فإنهم كلهم أجلّ من ذلك...».

أما يزيد بن معاوية فقد كان له أيضاً نصيب كبير من التّهم والإشاعات حتى لا نكاد نجد عنه خبراً طيباً، فابن طباطبا يصفه قائلاً: «كان موفر الرغبة في اللهو والقنص والخمر والنساء والشعر» [64].

لا يُعقل أن يكون المقصود بهذه الأوصاف يزيد بن معاوية الذي لقب "بفتى العرب" [65] لشجاعته وبسالته في ميادين الجهاد ضد البيزنطيين، والذي عُرف برجاحة العقل والعلم حيث شهد له الصحابي ابن عباس بذلك فقال: «إذا ذهب ينو حرب ذهب علماء الناس» [66]، والذي شهد له ابن الحنفية بن علي - رضي الله عنه - بصحة دينه واجتهاده في التقرب إلى خالقه [67]، بل لقد شهد له الناس بذلك حتى أنهم أصبحوا لا يفضلون عليه أحداً [68].

لقد كان في نية يزيد إتِّباع منهج حكم عمر بن الخطاب، ولقد روى أنّ «أباه سأله يوماً كيف تراك فاعلاً إن وليت؟»، فقال: معاوية: «سبحان الله يا بني، والله لقد جهدت على سيرة عثمان فما أطقتها، فكيف بك وسيرة عمر» [69]، ومع ذلك فقد حاول تطبيقه إلا أنه يظهر أن للبيئة وللناس دوراً كبيراً في اختيار المنهج، ففتحي عثمان ينبهنا إلى ذلك قائلاً: «قد يظن من لا نظر له في حياة الشعوب وسياستها أن الحاكم يستطيع أن يكون كما يريد أن يكون حيثما يكون!!! وهذا خطأ فللبيئة من التأثير في الحاكم، وفي نظام الحكم أكثر مما للحاكم ونظام الحكم من التأثير على البيئة...» [70]، وهذا ما عبر عنه الخليفة عبد الملك بن مروان (56-86 ﻫ) قائلاً: «إنكم لتسومون منا فعل أبي بكر وعمر ولستم بعمل رعيتهما، فأعان الله كلاً على كلّ» [71].

بقي أن نقول إنّ معاوية اهتم بتنشئة ابنه يزيد تنشئة إسلامية، وأنه اختار له الخشونة، والبداوة فبعثه لينشأ عند أخواله من قضاعة في البداية [72] وشك أنّه أعطاه الكثير من سياسته وعلمه كيف يكثر الأحباب ويكسب الأعداء فكيف إذن يخرج عن طاعة ربه علناً في وقت كان لا يؤم الإنسان إلا بدينه؟

وعن هذه الأوصاف التي وُصف بها يزيد الثاني يقول المستشرق كارل بروكلمان: «... إنه لمن العسير أن ينسب إلى مثل هذا الرجل من العاطفة ما جعله يحزن لوفاة جارية من جواريه حتى مات. فقد وحّد الإدارة في مكة والمدينة وأدخل إصلاحات على ديوان القبائل في مصر... ليس هذا فحسب بل لقد حاول أن يعالج المظالم الناتجة عن إصلاحات عمر الثاني المالية... واصطنع في سياسة النصارى اتجاهاً غير اتجاه عمر القائم على أساس الاحترام والود، فلم يكتف بالاستيلاء على عدد من كنائسهم بل أمر إلى ذلك بتحطيم تماثيلهم الدينية» [73]، فكيف لسياسي مثل هذا أن يعيش مبهوراً بجارية ويطير عند غنائها؟

أما الخليفة الوليد بن يزيد (125-126 ﻫ) فقد نال القدر الأكبر من الاتهامات حيث اتفقت كل المصادر التي اطلعنا عليها على وصفه بالماجن والخليع والزنديق [74]، ومنها نأخذ وصف ابن طباطبا له ذلك لأنه، وحسب ما يبدو، كان ألين وصف حيث يقول: «كان الوليد من فتيان بني أمية وظرفائهم، وشجعانهم وأجوادهم وأشدائهم، منهمكاً في اللهو والشرب وسماع الغناء، وكان شاعراً حسناً له أشعار حسنة في العتاب والغزل ووصف الخمر».

نرد على هذه الاتهامات بما قاله الفقيه ابن علاثة للمهدي العباسي (158-169 ﻫ) حين سأله عن الوليد «يا أمير المؤمنين الله أعظم وأجل من أن يولي خلافة النبوة وأمر الأمة من لا يؤمن...» [75]، ويظهر أن المهدي اقتنع بهذه المقولة حيث يذكر أنه كان يرددها كما ذكر أن الوليد كان خليفة فاسقاً [76]، واقتنع بذلك أيضاً ابنه الرشيد (170-193 ﻫ) الذي يُذكر أنه كان يهوى كثيراً الحديث عن الوليد [77].

ضميرهم
12-04-2012, 03:39 PM
في الواقع، لقد تعرض التاريخ الأموي وخلفاؤه إلى تشويش وتشويه وطمس الحقائق، من أعدائه الْكُثر الذين تمثل بعضهم في الشيعة والزبيريين والعباسيين والخوارج، والشعوبيين والمستشرقين وخاصة منهم الألمان الذين دافعوا عن قوميتهم بالإساءة إلى الأمويين، الذين عدوهم حاملي لواء التوسع والاستعمار في القارة الأوربية، هذا فضلاً عن الكثير من المحدثين الذين نقلوا عن قصد ودون قصد من كتب المستشرقين معتبرين الحقائق التي توصلوا إليها نظريات [78].

ولا نشك أبداً في أمر التشويه إذا ما عرفنا أن التاريخ الأموي كتب في العصر العباسي اعتماداً على ما حملته الذاكرة الإنسانية من أخبار خاضعة للأهواء الشخصية والسياسية ويجب أن نذكر أن المؤرخين عملوا على التقرب إلى السلطة بالإساءة إلى الأمويين بعدما أدركوا ذلك التشجيع على تشويه تاريخ آل أمية من الخلفاء العباسيين أنفسهم، فالخليفة المأمون (198-218 ﻫ) طلب في سنة (211 ﻫ) من مناديه أن ينادي «برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير أو فضله على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم »، وهذا بعدما لاحظ ميلاً كبيراً من رعيته لمعاوية [79].

ثم أنّ العباسيين لم يقفوا عند هذا الحد بل عمدوا إلى تزوير الحقائق التاريخية المعروفة وصاروا ينسبون لأنفسهم مآثر أعدائهم وينحلون ما قيل فيهم من طيب الشعر والمديح [80]. كما أنهم لم يتركوا حسنة لبني أمية إلا أتوا عليها وأخذوا يضطهدون مَن وَالاَهُم أو ساعدهم أو انتسب إليهم، فقد أمر الخليفة المأمون بإبعاد آل زياد بن عبيد الذين قرّبهم معاوية عن نسبهم القريشي، كما أن الخليفة المستعين (248-252 ﻫ) أمر بإسقاط مِن مراتب مَن كانت له مرتبة في دار العامة من بني أمية كأبي الشوارب والعثمانيين [81].

هذا وقد كتب مؤرخو الشيعة التاريخ الأموي مندفعين من عواطفهم الهائجة التي أملت عليهم ما يسيء كثيراً إلى الخلفاء الأمويين، وأعطى المقريزي دليلاً خرافياً عن العداوة بين بني هاشم وبني عبد شمس فقد ذكر «أن هشاماً وعبد شمس ولدا توأمين، خرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم، وقد لصقت إصبع أحدهما بجبهة الآخر فلما نزعت دمى المكان فقيل سيكون بينهما أو بين بنيهما دم، فكان كذلك» [82]مع أننا نفهم من الواقدي أن بني عبد شمس كانوا من جملة المعتدلين في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم بل أنّهم في الكثير من الأحيان كانوا كارهين للمسير لقتال المسلمين «حتى أصبحت قريش تعرف ذلك منهم» [83]، ثم إن أبا سفيان كان صديقاً للعباس بن المطلب ونديماً له، ولم تبدأ الكراهية التي لم تكن بين آل أمية وكل آل هاشم، بل فيما بينهم وبين علي - رضي الله عنه - إلا ابتداء من معركة بدر في السنة الهجرية الثانية، ذلك لأنه قتل وحده أربعة من بني شمس [84]، كما أن الشعوبيين سلكوا طريقاً في كتابتهم عن التاريخ الأموي جمعوا فيه بين التاريخ والخيال الأدبي، وجعلوا خلفاء آل أمية أبطالها، وصبوا عليهم كامل أحقادهم، ويعد كتاب "الأغاني" للأصفهاني - الذي يزعم أنه أموي النّسب حتى يُصدَّق [85]- من أخطر المصادر التي كتبت، وأصبحت من الركائز التي يعتمد عليها المستشرقون للإطاحة بالتاريخ الأموي بل وبالحضارة الإسلامية كلها.

وتأكيداً على مدى تشويه التاريخ الأموي نقول: إن العصر العباسي عرف في بدايته انتفاضات كثيرة قامت تطالب بعودة الأمويين وخصوصاً في سوريا وفلسطين والجزيرة والتي نذكر منها انتفاضة حبيب بن مُرّة المريّ أحد قادة الخليفة مروان بن محمد وانتفاضة أبي الورد وانتفاضة أهل البوثانية وحوران وقنسورين وحمص وتدمر ودمشق [86]، في الشام وأهل قرقيسيا والرّقّة وحوران في الجزيرة. وعلى الرغم من أن العباسيين تمكنوا من التغلب على كل هذه الانتفاضات فإنهم لم يتمكنوا من استئصالها نهائياً فقد عادت شديدة في عهد المأمون عندما لاحظ العرب سيطرة آل الفضل الفرس على الخليفة ونفهم من الطبري أن الشام شهد في هذا العهد الكثير من الانتفاضات قام بها الثائر بن السريج وابن أبي الجمل وابن أبي الصقر. وإن هؤلاء تمكنوا من التغلب على الإقليم حيناً [87]، كما تذكر المصادر أيضاً أن القيسية في دمشق خرجت في سنة (277 ﻫ/ 841 م) عن طاعة العباسيين مطالبين بحكم آل أمية، وأنهم عاثوا كثيراً وأفسدوا وحاصروا أميرهم قبل أن يهزموا [88]. ويجب أن نذكر هنا أن هؤلاء الثائرين لَمَّا أدركوا استحالة عودة الأمويين للخلافة نشروا اعتقاداً فيما بينهم يقول عودة السفيان مهديهم المنتظر ليخلصهم من نير ظالميهم [89]. والمؤكد أن هذا الاعتقاد انتشر أيضاً بين الأعاجم ولا يزال إلى اليوم في شنغان في بلاد الهند [90].

هذا وقد عبّر بعض الشعراء العباسيين على حنينهم إلى حكم آل أمية ومن بينهم بشار بن برد الذي قال:

بني أمية هبّوا طال نومكم* إن الخليفة يعقوب بن داود[91]

والشاعر أبو عطاء الذي قال:

يا ليت جور بني مروان عاد لنا * وأن عدل بني العباس في النار[92]

وأيضاً الشاعر دعبل بن علي الذي هجا الرشيد قائلاً:

أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر[93]

بل لقد عرف بعض الحنين إلى خلفاء آل أمية من الخلفاء العباسيين أنفسهم، فكان الخليفة المنصور يهوى أخبار هشام والحديث عن سيرته [94]، لأنه كان يراه رجل القوم [95]. ويذكر أنه تأثر بها كثيراً حتى صار يسير سيرته في سياسته وتدبير أموره [96].

كما يذكر أن الخليفة الرشيد كان مقتنعاً أن خلفاء آل أمية كانوا أنفع للناس من خلفاء العباسيين [97]، كما عرف عن الخليفة المتوكل أيضاً أنه كان محباً لآل أمية حتى أنه كان لا يجالس إلا منهم أو من يعرف بحبهم [98].

إذن، لقد شوه الأعداء تاريخ خلفاء بني أمية، وأسقطوا عنهم كل المزايا، بل وجعلوهم وصمة عار في تاريخ الحضارة الإسلامية.


عن موقع التاريخ العربي

الهوامش:

[1] أبو الحسن علي المسعودي، توفي 346 ﻫ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، 1987، ج 2، ص. 411 وما بعدها.

[2] أبو العباس تقي الدين ابن تيمية، توفي سنة 758 ﻫ، منهاج السنة النبوية، المكتبة العلمية، بيروت، د.ت، ج 2 ص. 224.

[3] أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ، توفي 255 ﻫ، رسالة الجاحظ في بني أمية، دار المعارف، القاهرة،د. ت، ص. 124.

[4] أبو حامد عز الدين ابن أبي حديد، توفي 656 ﻫ، شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد أبو الفضل، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1963، ج 5، ص. 130.

[5] تقي الدين المقريزي، توفي 845 ﻫ، النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم، حققه وعلق عليه حسين مؤنس، دار المعارف، القاهرة، د.ت، ص. 25.

[6] ابن أبي حديد، شرح نهج البلاغة، المصدر السابق، ج 5، ص. 130.

[7] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 199.

[8] أبو بكر العربي المالكي، توفي 543 ﻫ، العواصم والقواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حققه وعلق على حواشيه العلامة الشيخ محب الدين الخطيب، دار الجيل، بيروت، د. ت، ص. 217.

[9] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 198، 203.

[10] المصدر نفسه، ج 2، ص. 198، 206.

[11] أبو عمر يوسف القرطبي، توفي 463 ﻫ، الاستيعاب وأسماء الأصحاب، دار الكتاب العربي، بيروت، د. ت، ج 3، ص. 375.

[12] جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، توفي 911 ﻫ، تاريخ الخلفاء، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، 1988، ص. 232.

[13] المصدر نفسه، ص. 233.

[14] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 216.

[15] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 233.

[16] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 201.

[17]) السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 233.

[18] علي بن محمد بن مسعود الخزاعي، تخريج الدلالات السمعية، تحقيق إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1985، ص. 172.

[19] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 234.

[20] القرطبي، الاستيعاب وأسماء الأصحاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 377.

[21] المصدر نفسه والصفحة.

[22] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 202.

[23] الخزاعي، تخريج الدلالات السمعية، المصدر السابق، ص. 267.

[24] المصدر نفسه، ص. 173.

[25] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 227.

[26] القرطبي، الاستيعاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 278.

[27] تعقيبات محب الدين الخطيب في العواصم والقواصم، ص. 216.

[28] المصدر نفسه، ص. 217.

[29] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 222.

[30] المصدر نفسه، ج 2، ص. 208؛ ومجموع فتاوى ابن تيمية، ج 35، صص. 72-73؛ تعليقات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 168.

[31] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 210.

[32] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 209؛ ومجموع فتاوى ابن تيمية، ج 35، ص. 73؛ تعليقات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 168 و169.

[33] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 222.

[34] الترمذي، عارضة الأحوذي لشرح الترمذي، ج 13، ص. 230.

[35] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 209؛ ومجموع فتاوى ابن تيمية، ج 35، ص. 73؛ تعليقات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 168.

[36] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، توفي 310 ﻫ، تاريخ الأمم والملوك، دار القاموس الحديث، بيروت، د. ت، ج 6، ص. 37؛ عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم بن عبد الواحد الشيباني ابن الأثير، توفي 630 ﻫ، الكامل في التاريخ، دار بيروت للطباعة والنشر، 1402/ 1982، ج 3، ص. 329 وما بعدها؛ عبد الله بن مسلم ابن قتيبة، الإمامة السياسية، تقديم عبد الرحمان بوزيد، موفم للنشر، الجزائر، 1989، ج 1، ص. 210 وما بعدها؛ المسعودي مروج الذهب، المصدر السابق،

ج 2، ص. 409؛ أبو بكر العربي المالكي، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 177؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 207.

[37] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 177.

[38] المصدر نفسه، ص. 177.

[39] المصدر نفسه، ص. 177 و178.

[40] المصدر نفسه، ص. 177.

[41] الحافظ الدمشقي ابن كثير، توفي 774 ﻫ، البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت، ط. 6، 1409/ 1988، ج 7، ص. 385.

[42] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 224.

حجر بن عدي الكندي يلقب بحجر الخير، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه هانئ بن عدي، وشهد القادسية وكان من أمراء جيش علي في يوم الجمل وصفين سكن الكوفة بعد ذلك في إمارة زياد قتله معاوية "بمرج عذراء" مع أصحاب له عام 51 ﻫ/ 671 م. (انظر أحمد عطية الله، القاموس الإسلامي، المصدر السابق، ج 2، ص. 44).

[43] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، صص. 119-120.

[44] المصدر نفسه، ص. 119.

[45] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، صص. 220.

[46] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 228؛ المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، ص. 5.

[47] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 225؛ أبو بكر بن عربي المالكي، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 221؛ محمود شلابي، حياة الإمام الحسين، دار الجيل، بيروت،

ط. 1، 1985، ص. 38.

[48] العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 221.

[49] منهاج السنة النبوية، المصدر السابق، ج 2، ص. 225.

[50] مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، صص. 40-41.

[51] منهاج السنة ، المصدر السابق، ج 3، ص. 185.

[52] الحافظ شهاب الدين العسقلاني، توفي 852 ﻫ، الإصابة في تمييز الصحابة، دار الكتاب العربي، بيروت، د. ت، ص. 413.

[53] القرطبي، الاستيعاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 382.

[54] المصدر نفسه، ص. 381.

[55] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 212.

[56] القرطبي، الاستيعاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 283.

[57] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 282.

[58] القرطبي، الاستيعاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 283.

[59] ابن تيمية، الفتاوى، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن القاسم العاصمي وساعده ابنه محمد، طبع بأمر صاحب السمو فهد بن عبد العزيز، ط. 1، 1398 ﻫ، ج 35، ص. 72.

[60] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 219.

[61] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 6، ص. 93؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 3، ص. 404.

[62] ابن تيمية، الفتاوى، المصدر السابق، ج 35، ص. 19.

[63] عبد الرحمن ولي الدين ابن خلدون، المقدمة، الدار التونسية للنشر، تونس، 1984، ج 1، ص. 265.

[64] محمد بن علي الطقطقي ابن طباطبا، توفي 709 ﻫ، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده، القاهرة، د.ت، ص. 91.

[65] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 222.

[66] المصدر نفسه، ص. 229.

[67] المصدر نفسه، ص. 233.

[68] المصدر نفسه، ص. 234.

[69] المصدر نفسه، ص. 216.

[70] أضواء على التاريخ الإسلامي، دار الجهاد، القاهرة، د. ت، ص. 211.

[71] أبو القاسم حسين بن محمد الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، 1961، ج 1، ص. 163.

[72] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 232.

[73] تاريخ الشعوب الإسلامية، نقله إلى العربية نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي، دار الملايين، بيروت،

ط. 9، 1981، ص. 152.

[74] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 8، ص. 288؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 5، ص. 264؛ المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، ص. 225؛ ابن طباطبا، الفخري في الآداب السلطانية...، المصدر السابق، ص. 105.

[75] الأصفهاني، الأغاني، المصدر السابق، ج 7، ص. 81.

[76] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 5، ص. 291؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 301.

[77] الأصفهاني، الأغاني، المصدر السابق، ج 7، ص. 19.

[78] فاروق عمر، الجذور التاريخية للوزارة العباسية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1986،

ص. 179.

[79] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 10، ص. 278؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 6، ص. 406؛ المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 4، ص. 40.

[80] الجوزي بندلي صليبا، دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب، جمع وتقديم جلال السيد ناجي علوش، دار الطليعة، بيروت، 1977، ص. 61.

[81] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 7، ص. 134.

[82] المقريزي، النزاع والتخاصم، المصدر السابق، صص. 37-38.

[83] محمد بن عمر الواقدي المتوفى 207 ﻫ، كتاب المغازي، تحقيق مارسدن جونس، عالم الكتب، بيروت، 1984، ج 1، ص. 37.

[84] المقريزي، النزاع والتخاصم، المصدر السابق، ص. 9.

[85] وليد الأعظمي، السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني، شركة الشهاب، الجزائر، ص. 60.

[86] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 9، صص. 139-140.

[87] المصدر نفسه، ج 10، ص. 278.

[88] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 6، ص. 523.

[89] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 10، ص. 155.

[90] الجوزي بندلي صليبا، دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب، المصدر السابق، ص. 68.

[91] جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، ج 1، ص. 366.

[92] ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ص. 522.

[93] جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، ج 1، ص. 378.

[94] المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، ص. 223.

[95] ابن خلدون، المقدمة، المصدر السابق، ج 1، ص. 261.

[96] المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، ص. 223

[97] ابن كثير، البداية والنهاية، المصدر السابق، ج 10، ص. 47.

[98] المصدر نفسه، ج 7، ص. 56

ضميرهم
12-04-2012, 03:55 PM
وننبه هذه الثعالب التعساء ان من تتغنون بهم صباحا مساء وتتقربون الى الله بتلميع صورهم لا يداني افضلهم اسوء بني امية من الخلفاء
فلم نسمع ان اسوء خلفائهم اشرك بحكم الله احدا بإسم الديمقراطية الكفرية ولم نسمع بأسوئهم حارب الله ورسوله ببنوك الربا بحجة المنفعة ولم نسمع بأسوئهم استحل المعازف وشرعن التعري بحجة الرياضة والفن ولم نسمع بأسوئهم شرعن الخمور والفسوق بحجة تشجيع السياحة ولم نسمع بأسوئهم تولى الكافر الصليبي بحجة المصلحة.

يا أشداء على الموحدين المؤمنين رحماء بالكفار والرافضة والزنادقة والصليبيين اقلوا عنهم فلستم سوى حاطبي ليالي ظلماء وابواق زور جوفاء لا تعدوا ان تكون من امثال هؤلاء:

http://im23.gulfup.com/2012-04-12/1334233274711.jpg (http://www.gulfup.com/show/X1bxlb4sxh5l)

http://im23.gulfup.com/2012-04-12/1334233275492.jpg (http://www.gulfup.com/show/X3p5eeesgtto4)

محمد الأول
12-04-2012, 07:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..بحث جيد فعلا التاريخ يحتاج الى تنقيح وتطبيق قواعد الجرح والتعديل عليه ؛الله الموفق.

يراعٌ فراتي
12-04-2012, 07:40 PM
معاوية
رضي الله عنه

داهية
معاوية

الموضوعي
12-04-2012, 07:41 PM
بني امية نشروا الإسلام من الصين إلى جنوب فرنسا ومئات الملايين من المسلمين حسناتهم في ميزان دولة بني امية

ضميرهم
12-04-2012, 11:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..بحث جيد فعلا التاريخ يحتاج الى تنقيح وتطبيق قواعد الجرح والتعديل عليه ؛الله الموفق.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اتفق معاك بس اذا اقتصر الامر على التاريخ ولم يتجاوزه الا ماجرح وعدل من قبل أئمة أعلام.

ضميرهم
12-04-2012, 11:56 PM
معاوية
رضي الله عنه

داهية
معاوية


رضي الله عنه وارضاه ولكن لفظ الدهاء قد يفهم على غير مقصدك. ليتك اخترت لفظا آخر.

ضميرهم
13-04-2012, 12:01 AM
بني امية نشروا الإسلام من الصين إلى جنوب فرنسا ومئات الملايين من المسلمين حسناتهم في ميزان دولة بني امية


ولكن حاطبي الليل السفهاء اصحاب الاقلام المسمومة والقلوب المريضة يمدحون من لا يساوون نعال خلفاء بني امية في حين يذمونهم ويقدحون في دينهم وتاريخهم الذي لا يشك فيه الا منتكس الفطرة مرتكز العقيدة.

.خالد
13-04-2012, 02:38 AM
احلى شي ان معاوية لم يكن يريد الخلافة ولم يكن البادئ باي قتال ...
عموما ما قبل معاوية نعتبرهم خلفاء راشدين اما معاوية وما بعدهم يعتبرون حكام وملوك .. ولا اعتقد ان في حد يختلف في هذا الرأي .... وياليت نتأمل هذا الرأي ..

إعلامي قطر
13-04-2012, 03:24 AM
..

أشكرك أخوي على موضوعك وبالفعل للأسف الشديد فيه البعض عندهم خلل
وقلة نضج وقصر نظر خصوصاً بعد انتشار بعض المقاطع لبعض ناقصي العقل
أمثال عدنان إبراهيم وغيره من الضالين المفسدين الذين تطاولوا على بعض الصحابه
الكرام وعلى رأسهم معاويه رضي الله عنه وأفتروا عليه وبالغوا وهولوا وزيفوا أخباره..

والمتأمل لبعض استدلالاتهم يشفق عليهم من قلة عقل وحيله ممزوجه بمرض في قلوبهم
وسوء نيه وسبحان الله إنصدمت بالفتره الأخيره ببعض الأشخاص اللي أعرفهم وهذا تفكيرهم !!

مع إن الواحد فيهم لاهو متدين ولاهو قاعد يصلح حاله ولا حتى منضبط بصلواته الخمس
لكن فقط همهم إظهار أن معاويه رضي الله عنه خطأ في خطأ تحت حجة العقل والمنطق !!


عموماً حبيت أرفق الموضوع أدناه للفائده..



المآثرُ الحِسان لخير ملوك الأمة معاوية بن أبي سفيان

الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد

إن هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوءٍ ؛ ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين .
توقيع / إمام دار الهجرة مالك بن أنس
الصارم المسلول ص 580

تتسارع الأيام , وتتوالى الحوادث , فما نُفيق من صدمةٍ إلا وتتلوها أخرى ! حتى صار أهل السنة كالغنم الشاتية , في وادي سباعٍ ضارية ؛ قلّ دَلِيلُهم , وإن كَثُر المدّعون لذلك , ولم يُسمع لناصحهم , لكثرة المنادين للفتن والمهالك , فلا سيفٌ حاصدٌ تُؤمّن به سُبُل المؤمنين إلى ربهم , ولا إيمانٌ رادعٌ لمن يسوّق الضلالة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم , والله المستعان .

أيها المباركون
نَعَقَ قبل أيامٍ غرابُ بَيْنٍ , نبّاشٍ عن الجيف , قائلا لأصحابه : هلمّوا إلى الطعام المرذول , يا عديمي الدينِ العقول ! فترازحت حوله قطعانٌ أشبه ما تكون في جِرمها إلى البشر عند الناظر من بعيد , فإذا قَرُبَ الناظر خَشِي على نفسه التصديق بقول إمام الملحدين دارون في أصل خلقة الإنسان !

أيها المباركون
إن المدافع عن السنة المطهرة يضيق وقته بأن يُدافع عنها في كل قولٍ شاذٍ وفاذّ , شارد ووارد , لكثرة المتربصين الحاقدين من مثيري الفتن بين الناس , لكن الحمل ثقيل على أهل العلم وطلبته في تبيين الحقائق للناس " مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " , ومن أعظم سُبل الدفاع : الذب عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بل هذا من أوجب الواجبات وأعظم القربات , ولو قسّمنا خطوط الدفاع الأُول في ديننا الإسلامي إلى ثلاثة خطوط والتي يحاول الأعداء بجميع فصائلهم الوصول إليها لهدمها لما بعُد :
أولها : الله عز وجل
وثانيها : رسوله صلى الله عليه وسلم
وثالثها : الصحابة الكرام رضي الله عنهم .

ولو أخذنا بقاعدة الأصوليين في الإلزام المُطّرد , لقلنا بأن المُتنقّص للصحابة يلزمه التنقُّص للنبي صلى الله عليه وسلم ودليله العقلي قول الإمام مالك رحمه الله الذي صدرتُ به المقال , فإذا ساغ لهم تنقُّص الصحابة كان ذلك مدخلا للتنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم فإذا وُجِدَ المدخل -عقليا -على النبي صلى الله عليه وسلم لحِقَ الله تبارك وتعالى النقص ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
فانظر إلى عظيم خطرهم على أديان الناس وعقائدهم !

أيها المباركون
تكلّم الأفاك الأثيم , شيبة المميعين في هذا العصر , أحمد الكبيسي , فقال زورا , وأظهر منكرا , " ومن رأى منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وليس بعد ذلك حبة خردل من إيمان " , فشبّه هذا المخذول معاويةَ رضي الله عنه بإسماعيل الصفوي !
ونبز المدافعين عن معاوية رضي الله عنه بالناصبة !
وكذب عليه حين قال بأنه أمر بسبّ علي رضي الله عنه على المنبر !

ودلّس وخلط , وأفحش في الغلط ؛ حين قسَّم المحبة والولاء , والجنة والنار للمُتخيّر على عليّ أو معاوية رضي الله عنهما !

وفي دون هذا تُبرى الأقلام , ويُشرع الجهاد بالكلمة نصرة لله ورسوله وصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم , فإن لم يُحمل القلم دفاعا عن هؤلاء العُصبة فو الله إن كسره متعيّن , والهرب من ميدان المعركة متقرر ؛ وحينئذ فناء الأمة خيرٌ من بقاءها , وباطن الأرض أستر من ظاهرها , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

أيها المباركون
سأستعرض على عجل بعض مآثر هذا الصحابي الجليل , ليُعرف قدره , وتتبيّن منزلته , فهو السيد ابن السيد , عظيم النسب , رفيع الحسب , أحد دهاة العرب المعدودين , وملوكهم العادلين , رضي الله عنه وعن أبيه , وجمعنا بهم في الجنان مع المصطفى صلى الله عليه وسلم .
معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة القرشي , أول ملوك هذه الأمة , وقد جاء عند الدارمي من حديث أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه " أول دينكم نبوة ورحمة ، ثم ملك ورحمة ، ثم ملك أعفر ، ثم ملك وجبروت يُستحل فيها الخمر والحرير " .
(2/1334) وله شواهد وحديث الباب فيه انقطاع !
وقد جاء عنه رضي الله عنه قوله : " أنا أول الملوك " .
( مصنف ابن أبي شيبة 6/207 )

وقد أسلم رضي الله عنه قبل أبيه وقبل الفتح وقيل في وقت عمرة القضاء (السير 3/120) لذا فهو ليس من الطلقاء ولا من المؤلفة قلوبهم وإن زعم كثيرٌ ذلك , بل أصبح القول لشهرته كالمُسلّمة عند بعضهم !

فقد جاء عنه رضي الله عنه قوله : " أسلمتُ يوم القضيّة وكتمتُ إسلامي خوفا من أبي " أي يوم عمرة القضاء .
(ابن عساكر 5/19) .

وجاء عنه رضي الله عنه قوله : " لما كان عام الحديبية ، وصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ، وكتبوا بينهم القضيّة ، وقع الإسلام في قلبي ، فذكرتُ لأمي ، فقالت : إياك أن تخالف أباك ، فأخفيت إسلامي ، فو الله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدقٌ به ، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم . وعلم أبو سفيان بإسلامي ، فقال لي يوما : لكن أخوك خيرٌ منك وهو على ديني ، فقلت : لم آل نفسي خيرا ، وأظهرت إسلامي يوم الفتح ، فرحّب بي النبي صلى الله عليه وسلم وكتبت له "
(ابن سعد 7/406) .

قال الذهبي رحمه الله بعد أن ساق هذا الأثر : قال الواقدي : " وشهد معه حنينا , فأعطاه من الغنائم مائة من الإبل ، وأربعين أوقية ."

قلت " أي الذهبي " : الواقدي لا يعي ما يقول ، فإن كان معاوية كما نُقل قديمُ الإسلام ، فلماذا يتألّفه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ولو كان أعطاه ، لما قال عندما خَطَبَ فاطمة بنت قيس : أما معاوية فصعلوك لا مال له "
(السير 3/122)

وقد ثبَتَ أن معاوية رضي الله عنه كان كاتبا للوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , ففي صحيح مسلم أن أبا سفيان رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال ذكر منها " وأن تجعل معاوية كاتبا بين يديك , قال نعم " (4/1945)
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس رضي الله عنهما " أدع لي معاوية " وكان كاتبه . (5/217)

وأصله في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كنت ألعب مع الصبيان ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، قال فجاء فحطأني حطأة ، وقال : «اذهب وادع لي معاوية» قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثم قال لي : «اذهب فادع لي معاوية» قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : «لا أشبع الله بطنه». (4/2010)
وقد تمسّك بهذا الحديث بعض المفتونين للقدح في معاوية رضي الله عنه , ولا ممسك لهم في ذلك !

وتخريج هذا الحديث واضح كما بوّب عليه النووي رحمه الله بقوله " باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك , كان زكاة وأجرا ورحمة " !
وقال الذهبي رحمه الله : " أشبه منه _أي الحديث_ قوله عليه السلام اللهم من سببته أو شتمته من الأمة فاجعلها له رحمة "
( السير 3/124)

وقد جاء في فضائله كثير من الأحاديث لكن عامتها ضعيف الإسناد , والثابت قوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه : " اللهم أجعله هاديا مهديا وأهد به " كما عند ( الترمذي 5/687 ) , و( أحمد 29/426) وغيرهما من طرق كثيرة يدل مجموعها على ثبوت الخبر .
أما ثناء الصحابة عليه فكثير جدا يحتاج لكراريس وكراريس , منها :

قول عمر رضي الله عنه : " هذا كسرى العرب "
( أسد الغابة 4/145)

وقال علي رضي الله عنه : " لا تكرهوا إمارة معاوية , فو الذي نفسي بيده ما بينكم وبين أن تنظروا إلى جماجم الرجال تندر عن كواهلها كأنها الحنظل إلا أن يفارقكم معاوية " .
( مصنف ابن أبي شيبة 7/548 )

وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان ممن اعتزل الفتنة : " ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب . يعني معاوية " .
( تاريخ الإسلام 2/544)

وقال ابن عمر رضي الله عنهما : " ما رأيت أحدا بعد رسول الله أسود من معاوية» ، قيل : ولا أبو بكر ؟ قال : «ولا أبو بكر ، قد كان أبو بكر خيرا منه ، وكان أسود منه» قيل : ولا عمر ؟ قال : «والله لقد كان عمر خيرا منه ولكنه كان أسود منه» . قيل : ولا عثمان ؟ قال : «والله إن كان عثمان لسيدا ولكنه كان أسود منه "
( الآحاد والمثاني 1/379 )

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : " ليس أحدٌ منا أعلم من معاوية "
( مصنف عبد الرزاق 3/20 )

وقال كعب بن مالك رضي الله عنه : " لن يملك أحد هذه الأمة ما ملك معاوية " .
( الطبقات الكبرى 4/111 ) .

وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه : " احذروا قرم قريش وابن كريمها من يضحك عند الغضب ، ولا ينام إلا على الرضا ، ويتناول ما فوقه من تحته " .
( العقد الفريد 5/111 )

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه _وكان بينه وبين معاوية شيء_ : " ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا يعني معاوية "
( مسند الشاميين 1/168 )

وقد كان مُحسنا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , وقد سارت بهذا الركبان , وتواتر حتى كاد أن يستقيم بلا برهان ومن ذلك :
قال سعيد بن عبد العزيز : " قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار " .
( البداية والنهاية 8/136 )

وقال عروة رحمة الله : " بعث معاوية مرة إلى عائشة بمائة ألف فو الله ما أمست حتى فرقتها " .
( سير أعلام النبلاء 3/154 )

وقال قتادة رحمه الله : " قال معاوية لابن عباس رضي الله عنهم : " لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن . قال : أما ما أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوؤني الله , ولن يحزنني !
قال : فأعطاه ألف ألف من بين عروض وعين , وقال : أقسمه في أهلك .
( سير أعلام النبلاء 3/156 )

وأصل هذا البحث هو لدفع الشبه المثارة على معاوية رضي الله عنه , وإلا لو كان لتعديد مآثره لضاق بياض الورق بسواده , وسأستعرض بعض ما يذكره المخالفين عن معاوية رضي الله عنه لدفع شبه المدلسين على عوام المسلمين :

الشبهة الأولى : قالوا أنه كان يسبّ النبي صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه وأنه أسلم نفاقا !

وهذه الفرية يدندن حولها الرافضة وبعض المترفضين ممن تلبس لبوس أهل السنة زورا كحسن فرحان المالكي " قيّض الله له يدا من الحق حاصدة " .
والعجيب أن في هذه الفرية الدويّة لا يقدمون لها نقلا ولا عقلا ؛ سوى بعض القصص التي يدور قطب رحاها على وضّاع أو متهم بالكذب ؛ والرد عليها من وجوه :

أولا : كان إسلام معاوية رضي الله عنه في مكة قبل الفتح كما جاء مقررا في أول البحث .
ثانيا : لم يثبت عن معاوية سبٌ لعلي رضي الله عنهما فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم !

ويدل لذلك أنه مات رضي الله عنه وعمره 77 سنة , عام 60 للهجرة , ولو عملنا حسبة يسيرة لقلنا أنه ولد قبل البعثة بثلاث سنين وقد جاء أن أمه هند بنت عتبة رضي الله عنها كانت ترقصه وهو صغير أيام بعثته صلى الله عليه وسلم , فيصبح عمره حين أسلم بعد ذلك قبيل البلوغ أو بعده بيسير على ما تقرر من أن إسلامه كان قبل الفتح , وبهذا انتفت سُبته للنبي صلى الله عليه وسلم لصغر سنّه وعدم ورود الدليل على ذلك .

ثالثا : مسألة نفاقه وهي مسألة تنادي على نفسها وقائلها بالخذلان ومع ذلك وجدت من عديمي العقل والدين من يتشبّث بها وينتصر لها !
ولا يوجد أحد من السلف قال بهذا القول , حتى من أُتهم بالكذب في السيرة والتاريخ كالواقدي والكلبي وغيرهما !

وعليه فحقوق هذا القول موسومة للرافضة والمترفّضين كالسّابق ذكره نسأل الله العافية في الدين والدنيا !
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ومعاوية وعمرو بن العاص وأمثالهم من المؤمنين ؛ لم يتهمهم أحد من السلف بنفاق " .
( الفتاوى 3/449)

الشبهة الثانية : قتاله لعلي رضي الله عنه :

وقبل الشروع في جر ذيول هذه المسألة , يجب أن نعرف أن أنداد الهاشميين في الشرف والعز والسؤدد هم بنو أمية , ولذا لما سُئل المنصور العباسي عن أكفائهم من العرب فقال : أكفاؤنا أعداؤنا بنو أمية " .
( الطبري 5/554 )

ولأجل هذا التسابق على الرياسة والعز والشرف بين بني هاشم وبني أمية تكثر الحزازات بين النفوس وهذا أمر طبعي جبلي .
ولعلي أضرب مثالين في هذا الباب يبين بوضوح أثر هذا الأمر على المتنافسين على الزعامة القرشية :

المثال الأول :
فهذا أبو جهل بن هشام الأموي منعه من الدخول في الإسلام منافسته لبني هاشم على السؤدد والشرف , قال المغيرة بن شعبة : إن أول يوم عرفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أني كنت أمشي مع أبي جهل بمكة ، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا أبا الحكم ، هلم إلى الله وإلى رسوله وإلى كتابه أدعوك إلى الله ، فقال : يا محمد ، ما أنت بمنته عن سب آلهتنا ، هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت ، فنحن نشهد أن قد بلغت ، قال : فانصرف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل علي فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن بني قصي قالوا : فينا الحجابة ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا القِرى ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا الندوة ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا السقاية ، فقلنا نعم ، ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي ! والله لا أفعل .
( مصنف ابن أبي شيبة 7/255 )

المثال الثاني :
وهذا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه دخل في الإسلام حمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم , قال محمد بن كعب القرظي : كان إسلام حمزة بن عبد المطلب رحمه الله حمية، وكان رجلا راميا ، وكان يخرج من الحرم فيصطاد ، فإذا رجع مر بمجلس قريش ، وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة ، فيمر بهم فيقول : رميت كذا ، وصنعت كذا وكذا ، ثم ينطلق إلى منزله ، وأقبل من رميه ذات يوم ، فلقيته امرأة ، فقالت : يا أبا عمارة ، ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل بن هشام ؟ تناوله وفعل به وفعل . فقال : هل رآه أحد؟ قالت : إي والله لقد رآه ناس . فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة ، فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم ، فاتكأ على قوسه ، فقال : رميت كذا وفعلت كذا ، ثم جمع يده بالقوس ، فضرب بها بين أذني أبي جهل ، فدق سيتها ، ثم قال : خذها بالقوس ، وأخرى بالسيف , أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه جاء بالحق من عند الله " .
( المعجم الكبير 3/139 )

وبعد هذين المثالين يُعلم ما كان بين الحيين من المنافسة , وعلي رضي الله عنه من هاشم , ومعاوية رضي الله عنه من أمية كما هو معلوم , فلا يحق لأحد الكلام في هذه المسائل المفصلية إلا بعد أن يعلم واقعهم .

أما مسألة قتال معاوية لعلي رضي الله عنهما , فيُخطئ كثير من المؤرخين بإرجاع سببها إلى الملك والمنازعة عليه , وللأسف تجد كثيرا ممن يُنسب إلى العلم لم يحقق في هذه المسألة ؛ حتى أن الكبيسي لاكها بلسانه كالمقرر لها !

ومعاوية رضي الله عنه لا يقول بأنه أحق بالخلافة من علي رضي الله عنه ؛ بل كان يصرّح بأن عليّا رضي الله عنه أفضل منه , فقد جاء أبو موسى الخولاني وأناس معه إلى معاوية فقالوا له : أنت تنازع عليّاً أم أنت مثله؟ فقال معاوية : لا والله ! إني لأعلم أن علياً أفضل مني ، وإنه لأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه ؟ وإنما أطلب بدم عثمان ؛ فأتوه فقولوا له ، فليدفع إليّ قتلة عثمان ، وأُسلم له "
( ابن عساكر 4/223 )

فكان مطلب معاوية رضي الله عنه هو القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه وبعدها يُسلّم الأمر لعلي رضي الله عنه !
وقد جاء في مصنف أبن أبي شيبة عن أبي بردة قال : قال معاوية رضي الله عنه : " ما قاتلت عليا إلا في أمر عثمان " . (6/187) .

وهذا حق كفله الشارع له فهو ابن عمه وزعيم قومه من بني أمية , وقد فهم هذا الصحابة رضي الله عنهم فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : "لو أن الناس لم يطلبوا بدم عثمان لرجموا بالحجارة من السماء "
( المعجم الكبير 1/84)

ولذا كان في عسكر معاوية رضي الله عنه كثير من الصحابة يدعون بدعواه في طلب القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه , وكان عامة من حاصر عثمان وقتله قد دخل في معسكر علي رضي الله عنه ؛ قال معاوية رضي الله عنه : " إنه قد شهد معي صفين ثلاث مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ما بقي أحد من جميع من شهدها معي " .
( مسند الشاميين 3/268 )

يتبع,,


..

إعلامي قطر
13-04-2012, 03:25 AM
..

أيها المباركون
يجهل كثير من الناس ما دار من فتن عظام في تلك الحقبة , ويحسب أن الأمر سهل لدرجة أن بعضهم تبلُغ به السذاجة إلى القول مباشرة بأن معاوية رضي الله عنه ومن معه من الصحابة على خطأ لا لبس فيه ترديدا لما يسمع !

والأمر ليس بهذه السهولة فقد كانت الفتن تموج موجا , فأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه قُتل في داره وبين يدي زوجته قتلة بشعة , لو قُتلها أحد من أهل البيت لنسي الرافضة مناحتهم على الحسين رضي الله عنه وتعلّقوا بها لشناعتها !

ثم لجئ القتلة لصفوف أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وهو لا يستطيع القصاص منهم لأنهم أبناء قبائل شرسة بل بعضهم زعماء في أقوامهم , فنسِئ عليٌّ رضوان الله عليه أمرهم حتى يستتب له الحكم , لكن معاوية رضي الله عنه طالب بدم ابن عمّه الذي لم يجف بعد , وفي صف هذا وهذا من يُضرم النار بينهما خصوصا قتلة عثمان خوفا على مصيرهم إذا تم الأمر !
وعلي رضي الله عنه ومن معه يستدلون بحديث " عمّار تقتله الفئة الباغية "
( البخاري 1/97 , ومسلم 4/223 )

ومعاوية رضي الله عنه ومن معه يستدلون بحديث كعب بن مُرّة الذي قاله أمَامَ الجيش حيث قال رضي الله عنه : " لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت , ذكر _ النبي صلى الله عليه وسلم_ الفتن فقرّبها ، فمر رجل مقنع في ثوب فقال : «هذا يومئذ على الهدى» ، فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان قال : فأقبلت عليه بوجهه ، فقلت : هذا؟ قال : «نعم» .
( سنن الترمذي 5/628 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح .

وفي زيادة عند ابن أبي شيبة : " هذا وأصحابه يومئذ على الحق " يعني عثمان رضي الله عنه . ( 6/360 ) .

ولما عُرض على معاوية رضي الله عنه حديث " عمار تقتله الفئة الباغية " قال متأولا : " إنما قتله الذين جاءوا به " .
( المسند 11/42 )

وهنا لفتة لطيفة : لو كان معاوية رضي الله عنه خرج بطرا وحبا في الملك لما أتم الله له أمر الخلافة , هذا إذا علمنا أن عليّا رضي الله عنه أفضل وأولى من معاوية ومن أبيه رضوان الله عليهم باتفاق السادة العلماء , ولكن لما كان أمره للقصاص من قتلة ابن عمّه مكّن الله له ؛ قال الله تعالى : " وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا " .

والعجيب أن الكبيسي ومن دار في فلكه يأخذون حديث عمار رضي الله عنه للتشنيع وربما لتكفير من قاتل عليّا رضي الله عنه ! ويتركون الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق " ( 2/745 ) وفي لفظ آخر : " تكون في أمتي فرقتان ، فتخرج من بينهما مارقة ، يلي قتلهم أولاهم بالحق " !

وهذا فيه دليل على أن الطائفتين مُريدتين للحق أو على الأقل قادتهما , ولكن عليّا رضي الله عنه ومن معه أقرب وأولى وأعدل من معاوية رضي الله عنه ومن معه , وأنظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " أولى الطائفتين بالحق " , وفي بعض الألفاظ : " أقرب الطائفتين للحق " ! فلم يقل أن الحق معها كله !

ولذا قال بعض سادتنا من العلماء أن الحق كل الحق في هذه المسألة مع من قعد من الصحابة كسعد بن أبي وقاص , وعبد الله بن عمر , ومحمد بن مسلمة , وأسامة بن زيد وغيرهم رضي الله عنهم , واستدلوا بحديث محمد بن مسلمة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه ستكون فتنة ، وفرقة ، واختلاف ، فإذا كان ذلك فأتِ بسيفك أحدا ، فاضرب به عرضه ، واكسر نبلك ، واقطع وترك ، واجلس في بيتك "
( المسند 25/413 , وابن أبي شيبة 7/457 ) وسنده ليّن .

وله شاهد من حديث أهبان بن صيفي الغفاري رضي الله عنه عند ( الترمذي 4/490 , وابن ماجه 2/1309 , والمسند 34/270 ) .

فلم يُشر له صلى الله عليه وسلم بأحد الفريقين بل دلّ على اعتزال الفتنة .
قال شيخ الإسلام : " إن أكثر الأكابر من الصحابة كانوا على هذا الرأي " _ أي الاعتزال –( الفتاوى 35/77 ) .

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعواهما واحدة " ( البخاري 4/200 , ومسلم 4/2214 ) .
وصدق بنفسي وأهلي صلى الله عليه وسلم , نعم دعواهما واحدة فعليٌّ يقول : بايع بالخلافة , ومعاوية يقول : لا أبايع حتى تسلم لي قتلة عثمان رضي الله عنهم أجمعين , فالدعوى واحدة : الخلافة لعلي وحق ولاية الدم لمعاوية لكن الفتنة إذا أطلت بقرنها حار فيها الناس والله المستعان .

الشبهة الثالثة : سب معاوية لعلي رضي الله عنهما .
ويتمسكون بما أخرجه مسلم في صحيحه أن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما : " ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم " الحديث (4/1871 ) .
وهو ما تمسّك به الكبيسي وقبله من فُتن بالتنقص من معاوية رضي الله عنه واعتبروه حجة ودليلا على أن معاوية كان يأمر بسب علي رضي الله عنهما !

وفي هذا الحديث كلام لأهل العلم مطوّل سأختصره في ثلاث نقاط :
1-أن معاوية لم يأمر سعدا بسبّ علي رضي الله عنهم بل أستفسره عن ذلك ولم يشنّع عليه عدم سبّه , ولو أراد ذلك لصرّح بأمر سعد بالسبّ فهو أمير المؤمنين ولن يحاسبه أحد إلا الله .
2-أن السبّ وقع من جماعة عند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كما في المطالب العالية لابن حجر رحمه الله وسأسوق الأثر ليعلم القادح أن الصحابة رضي الله عنهم يقع منهم ما يقع من عامة الناس لأنهم ليسوا بمعصومين قال خيثمة : كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في نفر، فذكروا عليا رضي الله عنه فشتموه ، فقال سعد رضي الله عنه : مهلا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا أصبنا ذنبا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل : {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} وأرجو أن تكون رحمة من الله تعالى سبقت لنا ، فقال بعضهم : إن كان والله يبغضك ويسميك الأخينس ، فضحك سعد رضي الله عنه حتى استعلاه الضحك ، ثم قال : أو ليس الرجل قد يجد على أخيه في الأمر ، يكون بينه وبينه ، ثم لا يبلغ ذلك أمانته ، وذكر كلمة أخرى .
قال ابن حجر : هذا إسناد صحيح ( 17/94 ) .

قال النووي رحمه الله : " قول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبّه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب ومحسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر "
( شرح صحيح مسلم 15/175 )

3-ولو قيل تنزلا أن معاوية سب عليّا رضي الله عنهما فهذه معصية لا تصل لدرجة البراءة منه أو توجب لعنه وتكفيره والحكم بنفاقه ؛ قال شيخ الإسلام : " وحديث عمار تقتله الفئة الباغية " لا يبيح لعن أحد من الصحابة ولا يوجب فسقه " ( الفتاوى 35/79 )
وقد أقتتلوا فيما بينهم ولم يثبت أن أحدا من السلف أتهمه بذلك فتأمل !
وكيف يصحّ عقلا أن يسب معاوية عليّا رضي الله عنه وهو عندما جاءه نعي علي رضي الله عنه بكى واسترجع على ما فيه من ألم الطعنة ؛ فقالت له امرأته تبكي عليه وقد كنت تقاتله ! فقال لها : ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم "
( البداية والنهاية 11/429 )

ولكن أهل الزيغ لا يحبون مثل هذه الآثار التي تأتي على باطلهم فتُدكدكه ! وهذا الأمر قد سُبقوا إليه فقد قيل لمعاوية رضي الله عنه : " أسرع إليك الشيب ؟ قال : كيف لا يسرع إلي الشيب ولا أعدم رجلا من العرب قائما على رأسي يكلمني كلاما يلزمني جوابه ، فإن أنا أصبت لم أُحمد ، وإن أخطأتُ سارت به البُرْد ؟
( المجالسة وجواهر العلم 5/367 )

أيها المباركون
وبعد هذه الجولة في سيرة هذا الرجل العظيم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم نختم بآخر أعماله رضي الله عنه , فعن عطية بن قيس قال : " خطبنا معاوية فقال : " إن في بيت مالكم فضلا عن أعطياتكم ، وأنا قاسم بينكم ذلك ، فإن كان فيه في قابل فضل ، قسمناه بينكم ، وإلا فلا عتيبة علينا فيه ، فإنه ليس بمالنا ، إنما هو فيء الله الذي أفاءه عليكم " .
( الأموال لابن زنجويه 2/565 ) .

ولما جاء المدينة في آخر عهده رضي الله عنه قال : " إني لست بخيركم ، وإن فيكم من هو خير مني : ابن عمر ، وعبد الله بن عمرو وغيرهما . ولكني عسيت أن أكون أنكأكم في عدوكم ، وأنعمكم لكم ولاية ، وأحسنكم خلقا "
( سير أعلام النبلاء 3/150 )

وخطب في أخريات أيامه رضي الله عنه فقال : " إني من زرع قد استُحصد , وقد طالت إمرتي عليكم حتى مللتكم ومللتموني , وتمنيتُ فراقكم وتمنيتم فراقي , ولا يأتيكم بعدي خير مني , كما أن من كان قبلي خير مني , وقد قيل من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه , اللهم إني قد أحببت لقاءك فأحبب لقائي "
( الطبقات الكبرى 4/81 )

ولما أحتضر قال رضي الله عنه : " إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا ، وإني دعوت بمشقص ، فأخذت من شعره ، وهو في موضع كذا وكذا ، فإذا أنا مت ، فخذوا ذلك الشعر ، فاحشوا به فمي ومنخري "
( سير أعلام النبلاء 3/159 )

ولمّا نازعه الموت قيل له رضوان ربي عليه : " ألا توصي ؟ فقال : اللهم أقل العثرة ، واعف عن الزلة ، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرجُ غيرك ، فما وراءك مذهب " .
( سير أعلام النبلاء 3/160 )

وبهذا يُعرف كذب الأفاك الأثيم المدعو أحمد الكبيسي عندما زعم أن معاوية قال لابن عمر رضي الله عنهم يا عبد الله هل لي من توبة : فقال هيهات هيهات ! ثم قال معاوية : اللهم إن عبدك هذا يؤيسني من رحمتك فارحمني !
وهذه القصة لا تحتاج لنظرٍ في ثبوتها لمن شم رائحة علم الحديث والأثر !
ومع هذا فقد بحثتُ عن هذه الجائحة العلمية المكذوبة فلم أجد لها سندا لا صحيحا ولا ضعيفا بل ولا مختلق موضوع !

وأظنها من تخريفاته العلمية التي أُصيب بها بأخرة !
أضف لذلك أن معاوية رضي الله عنه مات بالشام وكان ابن عمر رضي الله عنهما في المدينة ؛ حتى إنه رفض بيعة يزيد حتى يبايعه الناس جميعا .
نسأل الله أن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا .
فائدة :
لمعاوية رضي الله عنه مئة وثلاثة وستون حديثا , في الصحيحين منها ثلاثة عشر حديثا .

منقول للفائده..

حشرنا الله مع معاويه وعلي رضي الله عنهم أجمعين..

..

مضاد
14-04-2012, 12:48 AM
موضوع يستحق السهر .


ضميرهم , إعلامي قطر .. سهرتوني :yawn:

جزاكم الله خير .

إعلامي قطر
14-04-2012, 01:43 AM
موضوع يستحق السهر .


ضميرهم , إعلامي قطر .. سهرتوني :yawn:

جزاكم الله خير .


خذ هذي عيل.. :victory:

قصيدة في الصحابي
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

يا شانيءَ الصحبِ الكرامِ علانِيَهْ
أَتَسُـبُّ خـالَ المؤمنينَ معـاويهْ ،،

أَتَسُـبُّ منْ كَتَبَ القُـرَاْنَ بِخَـطِّهِ
أَوَمَا نَـهَـتْكَ مِنْ الزَواجِرِ نَاهِــيهْ ،،

خـيرُ الـمُلوكِ إذا ذكـرتَ مُلُوكَـنَا
صِـهْرُ النبيِّ له فضـائلُ وافِـيهْ ،،

يا قُـبــحَ قوْلـتـكَ الشَّـنيعـةِ إنّـها
تُلقِيْ بِصـاحِبـها يَقـيناً هَـاوِيهْ ،،

أَوَمَا تخـافُ اللهَ يـومَ قـيـامةٍ
والعـرشُ يَحْمِــلُهُ لَـدَيْهِ ثَـمَـانِيَهْ ،،

فَلْـتَـعْتَبِرْ قَـولَ الظَّـلـومِ لنفْــسِهِ
لا مَـالِـيَـهْ يُغْـنِي و لا سُـلطَانِـيَهْ ،،

أَتقــولُ أنّــكَ عَـالمٌ يا جَـاهِـلاً
قَـدْرَ الصَـحابةِ والأمـيرَ مُـعاويه ،،

وتقولُ سُنيٌ و تشْـتُمُ صَــحْبَهُ ؟!
بلْ أنتَ والبِدْعِيْ لَدَيَّ سَوَاسِيَهْ ،،

قُلْ لِيْ بِربّكَ مَا تُريدُ صَـــراحةً
يَا أُيُّهَا الـمُنْـدَسُّ فِي أَوْطـانِـيَهْ ،،

أُتُرِيدُهَا فِـتَـنَاً تَـعِــيـثُ بِأَرْضِنا
أُتُرِيدُهَا حـرْباً ضَرُوْسَاً قاضِـيَـه ،،

يا منْ أَبحتَ الأمسَ ضَرْبَ مَعَازفٍ
يا مَـنْ تُهَـوِّنُ فِـعـلها للِزَانِيَهْ ،،

بانَتْ حَقـيْـقَـتُـكُمْ و بانَ عَـوَارُكُمْ
يا منَ مدحتَ الرَّافِـضِـيَّ و نَادِيَـهْ ،،

أَلَـكُـمْ عَلِـيّ والـصِـحابُ لِغيركمْ
ذِيْ قِسمـةٌ ضِـيزَى وربَّي بَـالِـيَهْ ،،

بل ْكُـلّهُمْ صَـحبٌ كِرامٌ فضلُهُم
قدْ شَاعَ بينَ العَـالمـينَ عَـلانِيَهْ ،،

واللهُ زَكّـاهُمْ وأعَلى ذِكْـرَهُمْ
مِثلَ الجِبالِ الشامخاتِ العـاليهْ،،

اُذْكُرْ قِيـاماً عِنـدَ ربّـكَ خـاضِعاً
وتـقـولُ يَا رَبّـاهُ أيـن كِـتابِيَهْ ،،

إنْ كنتَ تحسَبُ أنْ ستـدعوْ نادياً
فاللهُ رَبّي سَـوفَ يَدْعُ زَبَـانِـيَـهْ ،،

يَا ربِّ عجّـلْ طَـرْدَهُ مِنْ أَرْضِنَا
و اُنْصُـرْ أَميرَ المؤمنينَ مُـعَاوِيَهْ ،،

هَذيْ الإمَـٌاراتُ الحَـبِـيْـبَةُ كُـلُّها
هَـــبّت لـنُصُرَتِهِ .. لَـه ُمُـتَـفَـانِيَهْ ،،

شَــعبٌ له حُــبُّ الصحابةِ مذهبٌ
ولَهُمْ لِنصُرتِهمْ مَواقِـفُ سامِـيَهْ ،،

والحمـدُ للهِ العَـظيمِ أَعـانَـنِـي
سخَّرْتُ شِعري نُـصْرةً ولِسانِيَهْ ،،

فَاْحَفظْ إِلهي شَـعبنا و شُـيُوخَنا
و بِلادنا، و أَدِمْ عَـلينا العَـافِيَهْ ،،

شعر/عبدالله بن محمد الشامسي

..

Scout Sniper
14-04-2012, 07:52 PM
احلى شي ان معاوية لم يكن يريد الخلافة ولم يكن البادئ باي قتال ...
عموما ما قبل معاوية نعتبرهم خلفاء راشدين اما معاوية وما بعدهم يعتبرون حكام وملوك .. ولا اعتقد ان في حد يختلف في هذا الرأي .... وياليت نتأمل هذا الرأي ..

بالضبط ..

لا احد يسلم من الانتقاد الا النبي عليه الصلاة والسلام


الله يرحمهم

بوسلمان 2010
15-04-2012, 09:03 AM
الله المستعان

كاروهات
15-04-2012, 09:05 AM
كفيت ووفيت ما قصرت الله يرضى عليك

طبيب قطري
18-04-2012, 06:42 PM
خذ هذي عيل.. :victory:

قصيدة في الصحابي
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

يا شانيءَ الصحبِ الكرامِ علانِيَهْ
أَتَسُـبُّ خـالَ المؤمنينَ معـاويهْ ،،

أَتَسُـبُّ منْ كَتَبَ القُـرَاْنَ بِخَـطِّهِ
أَوَمَا نَـهَـتْكَ مِنْ الزَواجِرِ نَاهِــيهْ ،،

خـيرُ الـمُلوكِ إذا ذكـرتَ مُلُوكَـنَا
صِـهْرُ النبيِّ له فضـائلُ وافِـيهْ ،،

يا قُـبــحَ قوْلـتـكَ الشَّـنيعـةِ إنّـها
تُلقِيْ بِصـاحِبـها يَقـيناً هَـاوِيهْ ،،

أَوَمَا تخـافُ اللهَ يـومَ قـيـامةٍ
والعـرشُ يَحْمِــلُهُ لَـدَيْهِ ثَـمَـانِيَهْ ،،

فَلْـتَـعْتَبِرْ قَـولَ الظَّـلـومِ لنفْــسِهِ
لا مَـالِـيَـهْ يُغْـنِي و لا سُـلطَانِـيَهْ ،،

أَتقــولُ أنّــكَ عَـالمٌ يا جَـاهِـلاً
قَـدْرَ الصَـحابةِ والأمـيرَ مُـعاويه ،،

وتقولُ سُنيٌ و تشْـتُمُ صَــحْبَهُ ؟!
بلْ أنتَ والبِدْعِيْ لَدَيَّ سَوَاسِيَهْ ،،

قُلْ لِيْ بِربّكَ مَا تُريدُ صَـــراحةً
يَا أُيُّهَا الـمُنْـدَسُّ فِي أَوْطـانِـيَهْ ،،

أُتُرِيدُهَا فِـتَـنَاً تَـعِــيـثُ بِأَرْضِنا
أُتُرِيدُهَا حـرْباً ضَرُوْسَاً قاضِـيَـه ،،

يا منْ أَبحتَ الأمسَ ضَرْبَ مَعَازفٍ
يا مَـنْ تُهَـوِّنُ فِـعـلها للِزَانِيَهْ ،،

بانَتْ حَقـيْـقَـتُـكُمْ و بانَ عَـوَارُكُمْ
يا منَ مدحتَ الرَّافِـضِـيَّ و نَادِيَـهْ ،،

أَلَـكُـمْ عَلِـيّ والـصِـحابُ لِغيركمْ
ذِيْ قِسمـةٌ ضِـيزَى وربَّي بَـالِـيَهْ ،،

بل ْكُـلّهُمْ صَـحبٌ كِرامٌ فضلُهُم
قدْ شَاعَ بينَ العَـالمـينَ عَـلانِيَهْ ،،

واللهُ زَكّـاهُمْ وأعَلى ذِكْـرَهُمْ
مِثلَ الجِبالِ الشامخاتِ العـاليهْ،،

اُذْكُرْ قِيـاماً عِنـدَ ربّـكَ خـاضِعاً
وتـقـولُ يَا رَبّـاهُ أيـن كِـتابِيَهْ ،،

إنْ كنتَ تحسَبُ أنْ ستـدعوْ نادياً
فاللهُ رَبّي سَـوفَ يَدْعُ زَبَـانِـيَـهْ ،،

يَا ربِّ عجّـلْ طَـرْدَهُ مِنْ أَرْضِنَا
و اُنْصُـرْ أَميرَ المؤمنينَ مُـعَاوِيَهْ ،،

هَذيْ الإمَـٌاراتُ الحَـبِـيْـبَةُ كُـلُّها
هَـــبّت لـنُصُرَتِهِ .. لَـه ُمُـتَـفَـانِيَهْ ،،

شَــعبٌ له حُــبُّ الصحابةِ مذهبٌ
ولَهُمْ لِنصُرتِهمْ مَواقِـفُ سامِـيَهْ ،،

والحمـدُ للهِ العَـظيمِ أَعـانَـنِـي
سخَّرْتُ شِعري نُـصْرةً ولِسانِيَهْ ،،

فَاْحَفظْ إِلهي شَـعبنا و شُـيُوخَنا
و بِلادنا، و أَدِمْ عَـلينا العَـافِيَهْ ،،

شعر/عبدالله بن محمد الشامسي

..


[عجبني الموضوع.. شكرا :victory:

ضميرهم
18-04-2012, 09:15 PM
..

أشكرك أخوي على موضوعك وبالفعل للأسف الشديد فيه البعض عندهم خلل
وقلة نضج وقصر نظر خصوصاً بعد انتشار بعض المقاطع لبعض ناقصي العقل
أمثال عدنان إبراهيم وغيره من الضالين المفسدين الذين تطاولوا على بعض الصحابه
الكرام وعلى رأسهم معاويه رضي الله عنه وأفتروا عليه وبالغوا وهولوا وزيفوا أخباره..

والمتأمل لبعض استدلالاتهم يشفق عليهم من قلة عقل وحيله ممزوجه بمرض في قلوبهم
وسوء نيه وسبحان الله إنصدمت بالفتره الأخيره ببعض الأشخاص اللي أعرفهم وهذا تفكيرهم !!

مع إن الواحد فيهم لاهو متدين ولاهو قاعد يصلح حاله ولا حتى منضبط بصلواته الخمس
لكن فقط همهم إظهار أن معاويه رضي الله عنه خطأ في خطأ تحت حجة العقل والمنطق !!


عموماً حبيت أرفق الموضوع أدناه للفائده..



المآثرُ الحِسان لخير ملوك الأمة معاوية بن أبي سفيان

الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد

إن هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوءٍ ؛ ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين .
توقيع / إمام دار الهجرة مالك بن أنس
الصارم المسلول ص 580

تتسارع الأيام , وتتوالى الحوادث , فما نُفيق من صدمةٍ إلا وتتلوها أخرى ! حتى صار أهل السنة كالغنم الشاتية , في وادي سباعٍ ضارية ؛ قلّ دَلِيلُهم , وإن كَثُر المدّعون لذلك , ولم يُسمع لناصحهم , لكثرة المنادين للفتن والمهالك , فلا سيفٌ حاصدٌ تُؤمّن به سُبُل المؤمنين إلى ربهم , ولا إيمانٌ رادعٌ لمن يسوّق الضلالة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم , والله المستعان .

أيها المباركون
نَعَقَ قبل أيامٍ غرابُ بَيْنٍ , نبّاشٍ عن الجيف , قائلا لأصحابه : هلمّوا إلى الطعام المرذول , يا عديمي الدينِ العقول ! فترازحت حوله قطعانٌ أشبه ما تكون في جِرمها إلى البشر عند الناظر من بعيد , فإذا قَرُبَ الناظر خَشِي على نفسه التصديق بقول إمام الملحدين دارون في أصل خلقة الإنسان !

أيها المباركون
إن المدافع عن السنة المطهرة يضيق وقته بأن يُدافع عنها في كل قولٍ شاذٍ وفاذّ , شارد ووارد , لكثرة المتربصين الحاقدين من مثيري الفتن بين الناس , لكن الحمل ثقيل على أهل العلم وطلبته في تبيين الحقائق للناس " مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " , ومن أعظم سُبل الدفاع : الذب عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بل هذا من أوجب الواجبات وأعظم القربات , ولو قسّمنا خطوط الدفاع الأُول في ديننا الإسلامي إلى ثلاثة خطوط والتي يحاول الأعداء بجميع فصائلهم الوصول إليها لهدمها لما بعُد :
أولها : الله عز وجل
وثانيها : رسوله صلى الله عليه وسلم
وثالثها : الصحابة الكرام رضي الله عنهم .

ولو أخذنا بقاعدة الأصوليين في الإلزام المُطّرد , لقلنا بأن المُتنقّص للصحابة يلزمه التنقُّص للنبي صلى الله عليه وسلم ودليله العقلي قول الإمام مالك رحمه الله الذي صدرتُ به المقال , فإذا ساغ لهم تنقُّص الصحابة كان ذلك مدخلا للتنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم فإذا وُجِدَ المدخل -عقليا -على النبي صلى الله عليه وسلم لحِقَ الله تبارك وتعالى النقص ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
فانظر إلى عظيم خطرهم على أديان الناس وعقائدهم !

أيها المباركون
تكلّم الأفاك الأثيم , شيبة المميعين في هذا العصر , أحمد الكبيسي , فقال زورا , وأظهر منكرا , " ومن رأى منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وليس بعد ذلك حبة خردل من إيمان " , فشبّه هذا المخذول معاويةَ رضي الله عنه بإسماعيل الصفوي !
ونبز المدافعين عن معاوية رضي الله عنه بالناصبة !
وكذب عليه حين قال بأنه أمر بسبّ علي رضي الله عنه على المنبر !

ودلّس وخلط , وأفحش في الغلط ؛ حين قسَّم المحبة والولاء , والجنة والنار للمُتخيّر على عليّ أو معاوية رضي الله عنهما !

وفي دون هذا تُبرى الأقلام , ويُشرع الجهاد بالكلمة نصرة لله ورسوله وصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم , فإن لم يُحمل القلم دفاعا عن هؤلاء العُصبة فو الله إن كسره متعيّن , والهرب من ميدان المعركة متقرر ؛ وحينئذ فناء الأمة خيرٌ من بقاءها , وباطن الأرض أستر من ظاهرها , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

أيها المباركون
سأستعرض على عجل بعض مآثر هذا الصحابي الجليل , ليُعرف قدره , وتتبيّن منزلته , فهو السيد ابن السيد , عظيم النسب , رفيع الحسب , أحد دهاة العرب المعدودين , وملوكهم العادلين , رضي الله عنه وعن أبيه , وجمعنا بهم في الجنان مع المصطفى صلى الله عليه وسلم .
معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة القرشي , أول ملوك هذه الأمة , وقد جاء عند الدارمي من حديث أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه " أول دينكم نبوة ورحمة ، ثم ملك ورحمة ، ثم ملك أعفر ، ثم ملك وجبروت يُستحل فيها الخمر والحرير " .
(2/1334) وله شواهد وحديث الباب فيه انقطاع !
وقد جاء عنه رضي الله عنه قوله : " أنا أول الملوك " .
( مصنف ابن أبي شيبة 6/207 )

وقد أسلم رضي الله عنه قبل أبيه وقبل الفتح وقيل في وقت عمرة القضاء (السير 3/120) لذا فهو ليس من الطلقاء ولا من المؤلفة قلوبهم وإن زعم كثيرٌ ذلك , بل أصبح القول لشهرته كالمُسلّمة عند بعضهم !

فقد جاء عنه رضي الله عنه قوله : " أسلمتُ يوم القضيّة وكتمتُ إسلامي خوفا من أبي " أي يوم عمرة القضاء .
(ابن عساكر 5/19) .

وجاء عنه رضي الله عنه قوله : " لما كان عام الحديبية ، وصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ، وكتبوا بينهم القضيّة ، وقع الإسلام في قلبي ، فذكرتُ لأمي ، فقالت : إياك أن تخالف أباك ، فأخفيت إسلامي ، فو الله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدقٌ به ، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم . وعلم أبو سفيان بإسلامي ، فقال لي يوما : لكن أخوك خيرٌ منك وهو على ديني ، فقلت : لم آل نفسي خيرا ، وأظهرت إسلامي يوم الفتح ، فرحّب بي النبي صلى الله عليه وسلم وكتبت له "
(ابن سعد 7/406) .

قال الذهبي رحمه الله بعد أن ساق هذا الأثر : قال الواقدي : " وشهد معه حنينا , فأعطاه من الغنائم مائة من الإبل ، وأربعين أوقية ."

قلت " أي الذهبي " : الواقدي لا يعي ما يقول ، فإن كان معاوية كما نُقل قديمُ الإسلام ، فلماذا يتألّفه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ولو كان أعطاه ، لما قال عندما خَطَبَ فاطمة بنت قيس : أما معاوية فصعلوك لا مال له "
(السير 3/122)

وقد ثبَتَ أن معاوية رضي الله عنه كان كاتبا للوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , ففي صحيح مسلم أن أبا سفيان رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال ذكر منها " وأن تجعل معاوية كاتبا بين يديك , قال نعم " (4/1945)
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس رضي الله عنهما " أدع لي معاوية " وكان كاتبه . (5/217)

وأصله في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كنت ألعب مع الصبيان ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، قال فجاء فحطأني حطأة ، وقال : «اذهب وادع لي معاوية» قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثم قال لي : «اذهب فادع لي معاوية» قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : «لا أشبع الله بطنه». (4/2010)
وقد تمسّك بهذا الحديث بعض المفتونين للقدح في معاوية رضي الله عنه , ولا ممسك لهم في ذلك !

وتخريج هذا الحديث واضح كما بوّب عليه النووي رحمه الله بقوله " باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك , كان زكاة وأجرا ورحمة " !
وقال الذهبي رحمه الله : " أشبه منه _أي الحديث_ قوله عليه السلام اللهم من سببته أو شتمته من الأمة فاجعلها له رحمة "
( السير 3/124)

وقد جاء في فضائله كثير من الأحاديث لكن عامتها ضعيف الإسناد , والثابت قوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه : " اللهم أجعله هاديا مهديا وأهد به " كما عند ( الترمذي 5/687 ) , و( أحمد 29/426) وغيرهما من طرق كثيرة يدل مجموعها على ثبوت الخبر .
أما ثناء الصحابة عليه فكثير جدا يحتاج لكراريس وكراريس , منها :

قول عمر رضي الله عنه : " هذا كسرى العرب "
( أسد الغابة 4/145)

وقال علي رضي الله عنه : " لا تكرهوا إمارة معاوية , فو الذي نفسي بيده ما بينكم وبين أن تنظروا إلى جماجم الرجال تندر عن كواهلها كأنها الحنظل إلا أن يفارقكم معاوية " .
( مصنف ابن أبي شيبة 7/548 )

وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان ممن اعتزل الفتنة : " ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب . يعني معاوية " .
( تاريخ الإسلام 2/544)

وقال ابن عمر رضي الله عنهما : " ما رأيت أحدا بعد رسول الله أسود من معاوية» ، قيل : ولا أبو بكر ؟ قال : «ولا أبو بكر ، قد كان أبو بكر خيرا منه ، وكان أسود منه» قيل : ولا عمر ؟ قال : «والله لقد كان عمر خيرا منه ولكنه كان أسود منه» . قيل : ولا عثمان ؟ قال : «والله إن كان عثمان لسيدا ولكنه كان أسود منه "
( الآحاد والمثاني 1/379 )

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : " ليس أحدٌ منا أعلم من معاوية "
( مصنف عبد الرزاق 3/20 )

وقال كعب بن مالك رضي الله عنه : " لن يملك أحد هذه الأمة ما ملك معاوية " .
( الطبقات الكبرى 4/111 ) .

وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه : " احذروا قرم قريش وابن كريمها من يضحك عند الغضب ، ولا ينام إلا على الرضا ، ويتناول ما فوقه من تحته " .
( العقد الفريد 5/111 )

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه _وكان بينه وبين معاوية شيء_ : " ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا يعني معاوية "
( مسند الشاميين 1/168 )

وقد كان مُحسنا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , وقد سارت بهذا الركبان , وتواتر حتى كاد أن يستقيم بلا برهان ومن ذلك :
قال سعيد بن عبد العزيز : " قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار " .
( البداية والنهاية 8/136 )

وقال عروة رحمة الله : " بعث معاوية مرة إلى عائشة بمائة ألف فو الله ما أمست حتى فرقتها " .
( سير أعلام النبلاء 3/154 )

وقال قتادة رحمه الله : " قال معاوية لابن عباس رضي الله عنهم : " لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن . قال : أما ما أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوؤني الله , ولن يحزنني !
قال : فأعطاه ألف ألف من بين عروض وعين , وقال : أقسمه في أهلك .
( سير أعلام النبلاء 3/156 )

وأصل هذا البحث هو لدفع الشبه المثارة على معاوية رضي الله عنه , وإلا لو كان لتعديد مآثره لضاق بياض الورق بسواده , وسأستعرض بعض ما يذكره المخالفين عن معاوية رضي الله عنه لدفع شبه المدلسين على عوام المسلمين :

الشبهة الأولى : قالوا أنه كان يسبّ النبي صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه وأنه أسلم نفاقا !

وهذه الفرية يدندن حولها الرافضة وبعض المترفضين ممن تلبس لبوس أهل السنة زورا كحسن فرحان المالكي " قيّض الله له يدا من الحق حاصدة " .
والعجيب أن في هذه الفرية الدويّة لا يقدمون لها نقلا ولا عقلا ؛ سوى بعض القصص التي يدور قطب رحاها على وضّاع أو متهم بالكذب ؛ والرد عليها من وجوه :

أولا : كان إسلام معاوية رضي الله عنه في مكة قبل الفتح كما جاء مقررا في أول البحث .
ثانيا : لم يثبت عن معاوية سبٌ لعلي رضي الله عنهما فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم !

ويدل لذلك أنه مات رضي الله عنه وعمره 77 سنة , عام 60 للهجرة , ولو عملنا حسبة يسيرة لقلنا أنه ولد قبل البعثة بثلاث سنين وقد جاء أن أمه هند بنت عتبة رضي الله عنها كانت ترقصه وهو صغير أيام بعثته صلى الله عليه وسلم , فيصبح عمره حين أسلم بعد ذلك قبيل البلوغ أو بعده بيسير على ما تقرر من أن إسلامه كان قبل الفتح , وبهذا انتفت سُبته للنبي صلى الله عليه وسلم لصغر سنّه وعدم ورود الدليل على ذلك .

ثالثا : مسألة نفاقه وهي مسألة تنادي على نفسها وقائلها بالخذلان ومع ذلك وجدت من عديمي العقل والدين من يتشبّث بها وينتصر لها !
ولا يوجد أحد من السلف قال بهذا القول , حتى من أُتهم بالكذب في السيرة والتاريخ كالواقدي والكلبي وغيرهما !

وعليه فحقوق هذا القول موسومة للرافضة والمترفّضين كالسّابق ذكره نسأل الله العافية في الدين والدنيا !
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ومعاوية وعمرو بن العاص وأمثالهم من المؤمنين ؛ لم يتهمهم أحد من السلف بنفاق " .
( الفتاوى 3/449)

الشبهة الثانية : قتاله لعلي رضي الله عنه :

وقبل الشروع في جر ذيول هذه المسألة , يجب أن نعرف أن أنداد الهاشميين في الشرف والعز والسؤدد هم بنو أمية , ولذا لما سُئل المنصور العباسي عن أكفائهم من العرب فقال : أكفاؤنا أعداؤنا بنو أمية " .
( الطبري 5/554 )

ولأجل هذا التسابق على الرياسة والعز والشرف بين بني هاشم وبني أمية تكثر الحزازات بين النفوس وهذا أمر طبعي جبلي .
ولعلي أضرب مثالين في هذا الباب يبين بوضوح أثر هذا الأمر على المتنافسين على الزعامة القرشية :

المثال الأول :
فهذا أبو جهل بن هشام الأموي منعه من الدخول في الإسلام منافسته لبني هاشم على السؤدد والشرف , قال المغيرة بن شعبة : إن أول يوم عرفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أني كنت أمشي مع أبي جهل بمكة ، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا أبا الحكم ، هلم إلى الله وإلى رسوله وإلى كتابه أدعوك إلى الله ، فقال : يا محمد ، ما أنت بمنته عن سب آلهتنا ، هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت ، فنحن نشهد أن قد بلغت ، قال : فانصرف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل علي فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن بني قصي قالوا : فينا الحجابة ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا القِرى ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا الندوة ، فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا السقاية ، فقلنا نعم ، ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي ! والله لا أفعل .
( مصنف ابن أبي شيبة 7/255 )

المثال الثاني :
وهذا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه دخل في الإسلام حمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم , قال محمد بن كعب القرظي : كان إسلام حمزة بن عبد المطلب رحمه الله حمية، وكان رجلا راميا ، وكان يخرج من الحرم فيصطاد ، فإذا رجع مر بمجلس قريش ، وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة ، فيمر بهم فيقول : رميت كذا ، وصنعت كذا وكذا ، ثم ينطلق إلى منزله ، وأقبل من رميه ذات يوم ، فلقيته امرأة ، فقالت : يا أبا عمارة ، ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل بن هشام ؟ تناوله وفعل به وفعل . فقال : هل رآه أحد؟ قالت : إي والله لقد رآه ناس . فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة ، فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم ، فاتكأ على قوسه ، فقال : رميت كذا وفعلت كذا ، ثم جمع يده بالقوس ، فضرب بها بين أذني أبي جهل ، فدق سيتها ، ثم قال : خذها بالقوس ، وأخرى بالسيف , أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه جاء بالحق من عند الله " .
( المعجم الكبير 3/139 )

وبعد هذين المثالين يُعلم ما كان بين الحيين من المنافسة , وعلي رضي الله عنه من هاشم , ومعاوية رضي الله عنه من أمية كما هو معلوم , فلا يحق لأحد الكلام في هذه المسائل المفصلية إلا بعد أن يعلم واقعهم .

أما مسألة قتال معاوية لعلي رضي الله عنهما , فيُخطئ كثير من المؤرخين بإرجاع سببها إلى الملك والمنازعة عليه , وللأسف تجد كثيرا ممن يُنسب إلى العلم لم يحقق في هذه المسألة ؛ حتى أن الكبيسي لاكها بلسانه كالمقرر لها !

ومعاوية رضي الله عنه لا يقول بأنه أحق بالخلافة من علي رضي الله عنه ؛ بل كان يصرّح بأن عليّا رضي الله عنه أفضل منه , فقد جاء أبو موسى الخولاني وأناس معه إلى معاوية فقالوا له : أنت تنازع عليّاً أم أنت مثله؟ فقال معاوية : لا والله ! إني لأعلم أن علياً أفضل مني ، وإنه لأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه ؟ وإنما أطلب بدم عثمان ؛ فأتوه فقولوا له ، فليدفع إليّ قتلة عثمان ، وأُسلم له "
( ابن عساكر 4/223 )

فكان مطلب معاوية رضي الله عنه هو القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه وبعدها يُسلّم الأمر لعلي رضي الله عنه !
وقد جاء في مصنف أبن أبي شيبة عن أبي بردة قال : قال معاوية رضي الله عنه : " ما قاتلت عليا إلا في أمر عثمان " . (6/187) .

وهذا حق كفله الشارع له فهو ابن عمه وزعيم قومه من بني أمية , وقد فهم هذا الصحابة رضي الله عنهم فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : "لو أن الناس لم يطلبوا بدم عثمان لرجموا بالحجارة من السماء "
( المعجم الكبير 1/84)

ولذا كان في عسكر معاوية رضي الله عنه كثير من الصحابة يدعون بدعواه في طلب القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه , وكان عامة من حاصر عثمان وقتله قد دخل في معسكر علي رضي الله عنه ؛ قال معاوية رضي الله عنه : " إنه قد شهد معي صفين ثلاث مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ما بقي أحد من جميع من شهدها معي " .
( مسند الشاميين 3/268 )

يتبع,,


..



السلام عليكم

جزاك الله خير ورحم الله والديك

ضميرهم
18-04-2012, 09:20 PM
احلى شي ان معاوية لم يكن يريد الخلافة ولم يكن البادئ باي قتال ...
عموما ما قبل معاوية نعتبرهم خلفاء راشدين اما معاوية وما بعدهم يعتبرون حكام وملوك .. ولا اعتقد ان في حد يختلف في هذا الرأي .... وياليت نتأمل هذا الرأي ..


بالضبط ..

لا احد يسلم من الانتقاد الا النبي عليه الصلاة والسلام


الله يرحمهم


وافق شن طبقة

سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ

ضميرهم
18-04-2012, 09:22 PM
موضوع يستحق السهر .


ضميرهم , إعلامي قطر .. سهرتوني :yawn:

جزاكم الله خير .


وجزاك الله صحبة الانبياء والصديقين والشهداء

ضميرهم
20-04-2012, 07:24 AM
الله المستعان


جزاك الله خير

ضميرهم
20-04-2012, 07:26 AM
كفيت ووفيت ما قصرت الله يرضى عليك


آمين وجزاك الله خير