المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع اعجبني ,,,عن العدل بين الابناء...



بوحمد2
16-04-2012, 11:32 AM
العدل صفة مطلوبة في كثير من العلاقات، فالعدل
خُلق المؤمن، والمؤمن الحق بعيد كل البعد عن الظلم
سواء كان في الأحكام التي يصدرها أو في تعاملاته مع
الآخرين، فالعدل مطلوب منه في كل الأحوال، قال تعالى:
(إن الله يأمر بالعدل والإحسان) فقد أمرنا الله عز وجل
بالعدل وأوجبه علينا الإسلام وأوصانا به رسولنا
الكريم، ولكن أحق الناس بالعدل هم الأبناء، فقد قال
رسولنا صلى الله عليه وسلم : (فاتقوا الله واعدلوا
بين أولادكم)، فهل أنت حقاً عادل بينهم؟
أنا لا أقصد الأمور الكبيرة الواضحة، فهذه الأمور
يحاول الوالدان بشتى الطرق أن يكونا عادلين فيها، أما
بالنسبة للأمور التافهة الصغيرة، التي لا يراها الآباء
ولكن يشعر بها الأبناء، فهل أنت عادل بها؟
أيها الأب العزيز لا تظن أنك إذا أعطيت أحد أولاد لعبة
أو حلوى أو غيره، ولم تعط الآخر أن ذلك لن يؤثر في
نفسيته، ولا تظن أيضاً أنك عند إظهار محبتك لأحد
أولادك دون الآخر أن ذلك لن يؤثر في نفسيته.
قد لا تكون قاصداً، ولكن تقربك لأحد دون الآخر، وميلك
لأحد دون الآخر، سوف يؤثر بشكل سلبي على الأبناء
جميعاً، سواء الذي تم تفضيله أو الآخر الذي هُمش
ولم يفضل.
فعدم المساواة بين الأبناء يزرع في نفس الطفل المظلوم
إحساسا بالغيرة والحقد تجاه الأخ المدلل، تلك الغيرة
التي تترجم بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ
المدلل، وقد جاء لنا ديننا العظيم بأكبر مثل وهو
يوسف عليه السلام وإخوته، فقد أحس إخوة يوسف
بميل قلب أبيهم إلى يوسف وأخيه أكثر منهم (إذا قالوا
ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة، إن
أبانا لفي ضلال مبين) وكانت نتيجة ذلك أنهم أقدموا
على عمل مشين ودبروا مؤامرة للتخلص من الطفل
الصغير الذي لا ذنب له إلا إظهار والده حبه له أكثر
من إخوته، فكان الكيد والحسد هما المنتصرين (اقتلوا
يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا
من بعده قوماً صالحين، قال قائل منهم لاتقتلوا يوسف
وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنت
فاعلين).
فالمساواة الدقيقة والعدل في الأشياء الصغيرة هي
التي ينظر إليها الأبناء ويستشعرونها وتؤثر فيهم،
فالمساواة والعدل في توزيع الكلام وفي الإنصات،
والمساواة في توزيع الانتباه والاهتمام، والعدل في
توزيع النظرات والضحك والمداعبات هو ما يطلبه
أبناؤنا، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
: (إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في
القُبل).
ولكن كثيرا من الآباء من يعلل ويبرر تصرفه الخاطئ
هذا بأن ذلك الابن المفضل يطيعه أكثر، أو أنه بار به
أكثر، أو أنه متفوق دراسياً ولم يتعبه، أو أنه أول فرحته،
أو أنه آخر العنقود...... وغيرها من الحجج والمبررات
التي لا معنى لها، أيها الأب العزيز ألم يخطر ببالك أن
بتصرفك هذه أنك سوف تكون سبباً في التفريق بينهم
وسبباً في الكراهية التي تولد بينهم، ألم يخطر ببالك
أنك سوف تكون سبباً في عقوقهم لك ومعصيتهم وعدم
رأفتهم بك، فهل سيستطيع هؤلاء الأبناء الذين حُرموا
وجفوا في صغرهم أن يبروا ويرأفوا ويطيعوا غداً!!
فأيها أعزائي الآباء لا تظلموا أولادكم فالظلم ظلمات
يوم القيامة، وحاولوا جاهدين أن تساووا بينهم في
الأمور الصغيرة قبل الكبيرة، ولا تنسوا أنهم جميعهم
فلذة كبدكم، هبة من الله ونعمة من الخالق عز وجل.

intesar
16-04-2012, 12:53 PM
أعتقد أن لكل ابن في البيت مركزه الخاص.. أو حب خاص له.. هذا الحنون.. هذا العاقل.. هذا الظريف.. هذا البلسم الشافي.. هناك أنواع من الأبناء.. الابن الذي يعرف كيف يتقرب ويتودد.. والآخر الذي ربما يكون خجولا.. أو لا يعرف كيف يقول لوالديه أحبكم.. فيكون الحب الأكبر من نصيب الأول.. وهذا خطأ يقع فيه الوالدين.. وفي هذه الحالة يجب التقرب أكثر من هذا الإبن.. وحالات أخرى تجعل الإبن يشعر بعدم أهميته عند والديه.. إذا كان هو البلسم الشافي لوالديه.. يعني تكمن حاجته عند وقوع المشاكل في العائلة.. لكن بالأيام العادية يكون أقلهم دلالا.. أعتقد هذه النوعية من الأبناء عليه أن يكون فخورا بنفسه.. وليعلم أن والديه يحبانه.. وكيف لا وهو البلسم الشافي وهو الحكيم.. ألا تكفيه تلك الثقة..
أخيرا على الوالدين أن يخصص لكل ابن حبا مميزا.. ولا بأس من تقبيلهم وأخذهم في الأحضان.. حتى لو وصل الابن من العمر عتيا.. الإبن يشعر بانه طفل حتى لو كان جدا..

على الوالدين أن يدركوا أن هناك من يحاول أن يلفت الانتباه.. لأنه يحب أن يكون محبا ومدللا.. وهناك من يخجل من ذلك.. فما عليك إلا أن تقربه لك..
بالفعل التفرقة تسبب الكثير من المشاكل والأحقاد بين الدم الواحد.. الله يبعدنا عنها..

دمتم بحفظ الرحمن..