عابر سبيل
19-04-2012, 10:46 PM
"
[ ص: 515 ] ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ( 42 ) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 ) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ )
يَقُولُ [ تَعَالَى شَأْنُهُ ] ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ ) يَا مُحَمَّدُ ( غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) أَيْ : لَا تَحْسَبُهُ إِذْ أَنْظَرَهُمْ وَأَجَّلَهُمْ أَنَّهُ غَافِلٌ عَنْهُمْ مُهْمِلٌ لَهُمْ ، لَا يُعَاقِبُهُمْ عَلَى صُنْعِهِمْ بَلْ هُوَ يُحْصِي ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَيَعُدُّهُ عَدًّا أَيْ : ( إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) أَيْ : مِنْ شِدَّةِ الْأَهْوَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى كَيْفِيَّةَ قِيَامِهِمْ مِنْ قُبُورِهِمْ وَمَجِيئِهِمْ إِلَى قِيَامِ الْمَحْشَرِ فَقَالَ : ( مُهْطِعِينَ ) أَيْ : مُسْرِعِينَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ [ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ] ) [ الْقَمَرِ : 8 ] وَقَالَ تَعَالَى : ( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ) إِلَى قَوْلِهِ : ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ) [ طَهَ : 198 - 111 ] وَقَالَ تَعَالَى : ( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ) [ الْمَعَارِجِ : 43 ] .
وَقَوْلُهُ : ( مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ : رَافِعِي رُءُوسِهِمْ .
( لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ) أَيْ : [ بَلْ ] أَبْصَارُهُمْ طَائِرَةٌ شَاخِصَةٌ ، يُدِيمُونَ النَّظَرَ لَا يَطْرِفُونَ لَحْظَةً لِكَثْرَةِ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْهَوْلِ وَالْفِكْرَةِ وَالْمَخَافَةِ لِمَا يَحِلُّ بِهِمْ ، عِيَاذًا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ ذَلِكَ ; وَلِهَذَا قَالَ : ( وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ) أَيْ : وَقُلُوبُهُمْ خَاوِيَةٌ خَالِيَةٌ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ لِكَثْرَةِ [ الْفَزَعِ وَ ] الْوَجِلِ وَالْخَوْفِ . وَلِهَذَا قَالَ قَتَادَةُ وَجَمَاعَةٌ : إِنَّ أَمْكِنَةَ أَفْئِدَتِهِمْ خَالِيَةٌ لِأَنَّ الْقُلُوبَ لَدَى الْحَنَاجِرِ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ أَمَاكِنِهَا مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : ( هَوَاءٌ ) خَرَابٌ لَا تَعِي شَيْئًا .
"
المصدر
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=907&idto=907&bk_no=49&ID=923
[ ص: 515 ] ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ( 42 ) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 ) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ )
يَقُولُ [ تَعَالَى شَأْنُهُ ] ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ ) يَا مُحَمَّدُ ( غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) أَيْ : لَا تَحْسَبُهُ إِذْ أَنْظَرَهُمْ وَأَجَّلَهُمْ أَنَّهُ غَافِلٌ عَنْهُمْ مُهْمِلٌ لَهُمْ ، لَا يُعَاقِبُهُمْ عَلَى صُنْعِهِمْ بَلْ هُوَ يُحْصِي ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَيَعُدُّهُ عَدًّا أَيْ : ( إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) أَيْ : مِنْ شِدَّةِ الْأَهْوَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى كَيْفِيَّةَ قِيَامِهِمْ مِنْ قُبُورِهِمْ وَمَجِيئِهِمْ إِلَى قِيَامِ الْمَحْشَرِ فَقَالَ : ( مُهْطِعِينَ ) أَيْ : مُسْرِعِينَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ [ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ] ) [ الْقَمَرِ : 8 ] وَقَالَ تَعَالَى : ( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ) إِلَى قَوْلِهِ : ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ) [ طَهَ : 198 - 111 ] وَقَالَ تَعَالَى : ( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ) [ الْمَعَارِجِ : 43 ] .
وَقَوْلُهُ : ( مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ : رَافِعِي رُءُوسِهِمْ .
( لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ) أَيْ : [ بَلْ ] أَبْصَارُهُمْ طَائِرَةٌ شَاخِصَةٌ ، يُدِيمُونَ النَّظَرَ لَا يَطْرِفُونَ لَحْظَةً لِكَثْرَةِ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْهَوْلِ وَالْفِكْرَةِ وَالْمَخَافَةِ لِمَا يَحِلُّ بِهِمْ ، عِيَاذًا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ ذَلِكَ ; وَلِهَذَا قَالَ : ( وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ) أَيْ : وَقُلُوبُهُمْ خَاوِيَةٌ خَالِيَةٌ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ لِكَثْرَةِ [ الْفَزَعِ وَ ] الْوَجِلِ وَالْخَوْفِ . وَلِهَذَا قَالَ قَتَادَةُ وَجَمَاعَةٌ : إِنَّ أَمْكِنَةَ أَفْئِدَتِهِمْ خَالِيَةٌ لِأَنَّ الْقُلُوبَ لَدَى الْحَنَاجِرِ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ أَمَاكِنِهَا مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : ( هَوَاءٌ ) خَرَابٌ لَا تَعِي شَيْئًا .
"
المصدر
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=907&idto=907&bk_no=49&ID=923