جرح الزمان
22-04-2012, 05:41 AM
يا هؤلاء... اسمعوها مني
« من المحن تأتي المنح »
بقلم : درع معجب الدوسري
قال الله تعالى في كتابه الكريم "لتبلون في أموالكم
وأنفسكم" وقال سبحانه "ولنبلونكم حتى نعلم
المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم". قد يعتقد
البعض من ناقصي الإيمان أن الأرزاق بأيديهم وأن
القلوب معلقة بهم وما عرفوا أن من يرزق النملة السوداء
على الصخرة الصماء قادر أن يرزق عبده بشرط الصبر
على البلاء والرضا بالقضاء والتعلق برب السماء.
أسرى المصائب الراهنة، وعبيد لحظتهم الحالية
العصيبة الذين لاينظرون أبعد منها ولاينتظرون
بعدها فرجا، هم أتعس الناس حياة وأكثرهم شقاء،
هؤلاء يجزعون كلما جرت السفن بغير ما يشتهون،
ويهرعون كلما ألمت بهم مصيبة وكأنها ستكون النهاية،
وينسون أن مع العسر يسرا، وأن الفرج يأتي بعد الشدة،
وأن دوم الحال من المحال، وأن الدنيا دول والأيام حبلى،
وأنه لاييأس من روح الله ورحمته إلا القوم الفاسقون.
وهم لا يمتثلون قول الشاعر:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا ........وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ........فرجت وكنت أظنها لا تفرج
ها هو رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وفي
بداية دعوته يموت عنه أشد المنافحين المدافعين عنه وتموت
عنه خديجة زوجته، ويترك محبوبته مكة مهاجرا بدينه
فيكون الفتح العظيم وانتشارالدعوة المحمدية. وهاهو الخليل
إبراهيم عليه السلام يلقى في النار فيقول الله لها "يا نار كوني بردا وسلاما
على إبراهيم" كيف لا وهو الذي قال "كلا إن معي ربي
سيهدين". وهاهو يوسف عليه السلام يتآمر عليه إخوته
ويسجن فيصبر فتكون العاقبة ملك مصر. وهاهو
أيوب عليه السلام يبتليه الله بالمرض فيلجأ إليه سبحانه
لا غيره فقابل الابتلاء بالصبر والأمل بالله وحده لا
غيره فأنجاه الله وأعاضه خيرا. نعم سيجعل الله بعد
عسر يسرا وبعد البلاء عافية وبعد الشدة رخاء وبعد
المحنة منحة وبعد الحزن فرحا وسرورا. فلا تظن أن
الحزن يدوم، وأن الضيق يبقى، وأن المصيبة تدوم، فكما
أن السرور لا يدوم فكذا الحزن لا يدوم. والعرب كانت
تقول "إذا اشتد الحبل انقطع" فإن زادت المحن وظننت ألا
مخرج أتاك الفرج من صاحب الفرج ولو اجتمع الأعداء
كلهم عليك وظنوا أنهم قدروا عليك فتمسك بالأمل برب
الأرباب ومسبب الأسباب سبحانه وكن معه يكن معك.
فإذا أرهقتك هموم الحياة ومسك منها عظيم الضرر..
وذقت الأمرين حتى بكيت وضج فؤادك حتى انفجر..
وسدت بوجهك كل الدروب وأوشكت أن تسقط بين
الحفر... فيمم إلى الله في لهفة وبث الشكاة لرب البشر.
وأخيرا: ◄
الذيب يبكي لا فقد خوة الذيب ولا الرخوم تموت محدن
فقدها
« من المحن تأتي المنح »
بقلم : درع معجب الدوسري
قال الله تعالى في كتابه الكريم "لتبلون في أموالكم
وأنفسكم" وقال سبحانه "ولنبلونكم حتى نعلم
المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم". قد يعتقد
البعض من ناقصي الإيمان أن الأرزاق بأيديهم وأن
القلوب معلقة بهم وما عرفوا أن من يرزق النملة السوداء
على الصخرة الصماء قادر أن يرزق عبده بشرط الصبر
على البلاء والرضا بالقضاء والتعلق برب السماء.
أسرى المصائب الراهنة، وعبيد لحظتهم الحالية
العصيبة الذين لاينظرون أبعد منها ولاينتظرون
بعدها فرجا، هم أتعس الناس حياة وأكثرهم شقاء،
هؤلاء يجزعون كلما جرت السفن بغير ما يشتهون،
ويهرعون كلما ألمت بهم مصيبة وكأنها ستكون النهاية،
وينسون أن مع العسر يسرا، وأن الفرج يأتي بعد الشدة،
وأن دوم الحال من المحال، وأن الدنيا دول والأيام حبلى،
وأنه لاييأس من روح الله ورحمته إلا القوم الفاسقون.
وهم لا يمتثلون قول الشاعر:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا ........وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ........فرجت وكنت أظنها لا تفرج
ها هو رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وفي
بداية دعوته يموت عنه أشد المنافحين المدافعين عنه وتموت
عنه خديجة زوجته، ويترك محبوبته مكة مهاجرا بدينه
فيكون الفتح العظيم وانتشارالدعوة المحمدية. وهاهو الخليل
إبراهيم عليه السلام يلقى في النار فيقول الله لها "يا نار كوني بردا وسلاما
على إبراهيم" كيف لا وهو الذي قال "كلا إن معي ربي
سيهدين". وهاهو يوسف عليه السلام يتآمر عليه إخوته
ويسجن فيصبر فتكون العاقبة ملك مصر. وهاهو
أيوب عليه السلام يبتليه الله بالمرض فيلجأ إليه سبحانه
لا غيره فقابل الابتلاء بالصبر والأمل بالله وحده لا
غيره فأنجاه الله وأعاضه خيرا. نعم سيجعل الله بعد
عسر يسرا وبعد البلاء عافية وبعد الشدة رخاء وبعد
المحنة منحة وبعد الحزن فرحا وسرورا. فلا تظن أن
الحزن يدوم، وأن الضيق يبقى، وأن المصيبة تدوم، فكما
أن السرور لا يدوم فكذا الحزن لا يدوم. والعرب كانت
تقول "إذا اشتد الحبل انقطع" فإن زادت المحن وظننت ألا
مخرج أتاك الفرج من صاحب الفرج ولو اجتمع الأعداء
كلهم عليك وظنوا أنهم قدروا عليك فتمسك بالأمل برب
الأرباب ومسبب الأسباب سبحانه وكن معه يكن معك.
فإذا أرهقتك هموم الحياة ومسك منها عظيم الضرر..
وذقت الأمرين حتى بكيت وضج فؤادك حتى انفجر..
وسدت بوجهك كل الدروب وأوشكت أن تسقط بين
الحفر... فيمم إلى الله في لهفة وبث الشكاة لرب البشر.
وأخيرا: ◄
الذيب يبكي لا فقد خوة الذيب ولا الرخوم تموت محدن
فقدها