سيف الحرية
24-04-2012, 05:45 AM
مدير عيادة مكافحة التدخين لصحيفة العرب
الدوحة - إسماعيل طلاي | 2012-04-24
حمّل الدكتور أحمد الملا، استشاري أول مكافحة الأمراض ومدير عيادة مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية، كلا من المجلس الأعلى للصحة والبلدية, مسؤولية انتشار تدخين الشيشة في قطر، لاسيما بين النساء، بسبب الترخيص بانتشار المقاهي التي تقدم الشيشة، بعد قرار منعها إلى عام 2005، مقلّلا في الوقت ذاته من جدوى الحملة التي شنها في وقت سابق المجلس الأعلى للصحة لمكافحة التدخين في المجمعات التجارية.
وفي لقاء مع «العرب»، قال الدكتور أحمد الملا إن نسبة التدخين في قطر بلغت %37 لمن هم في سن 15 عاما فما فوق، و10-%15 بين طلبة المدارس، وحوالي %%5 بين الأطباء والعاملين في المجال الصحي، وقد ارتفعت نسب التدخين لدى الطلاب في قطر في السنوات الأخيرة.
وأكد الدكتور الملا أنه منذ افتتاح العيادة عام 1999، فإن حوالي %35 من المرضى الذين يقصدون عيادة الإقلاع عن التدخين ينجحون فعلا في الإقلاع عن التدخين، بينما تعالج العيادة حوالي ألف مريض سنويا، منهم من يحالون من أطباء لأسباب مرضية تضطرهم لوقف التدخين، أو من يأتون طواعية. في حين تمتد فترة العلاج إلى 3 أشهر على الأقل، مع متابعة مستمرة للمريض لاحقا.
وعن ضحايا التدخين، قال الملا إن الإحصاءات تشير إلى وفاة 30 ألف شخص سنويا، بسبب التدخين في دول الخليج عموما، بينما يعد الرجال أكثر تدخينا من النساء.
بالمقابل، حذر المتحدث من الارتفاع الملحوظ في تدخين الشيشة في قطر ودول الخليج، لاسيَّما بين شريحة النساء، ملقيا بالمسؤولية على عاتق المجلس الأعلى للصحة ومصالح البلدية, لأنها منحت الترخيص لفتح مقاه تقدم الشيشة للزبائن، والسماح ببيعها، بينما يفترض -حسبه- أن يراقب المجلس الأعلى للصحة منح التراخيص لمقاهي الشيشة التي انتشرت بكثرة في قطر، في وقت كانت وزارة الصحة العامة سابقا (المجلس الأعلى للصحة حاليا) تمنع تقديم تراخيص لفتح مقاهي الشيشة أو تقديمها إلى عام 2005، قبل أن تفتح المجال مجددا.
وبينما يسود الاعتقاد لدى البعض أن الشيشة أقل ضررا من السجائر، قال الدكتور الملا إن نسبة النيكوتين وأكسيد الكربون والقطران في الشيشة تعادل عشرات المرات ما هو موجود في السجائر، ما يجعل الشيشة أشد خطورة من السيجارة.
وعلى الجانب الآخر، وردا على سؤال حول تقييمه لحملة المجلس الأعلى للصحة حول منع التدخين في المجمعات التجارية قال: «تطبيق القانون بيد إدارة مكافحة التدخين بالمجلس الأعلى للصحة، وصراحة هناك قصور في تطبيق القانون في المجمعات التجارية، وتحتاج القضية جهدا أكبر من القائمين على تطبيق القانون في المجلس الأعلى للصحة، فهي حملة جيدة لكنها تحتاج جهودا أكبر، وعددا أكثر من المفتشين في المجمعات التجارية لفرض تطبيق القانون».
ومعلوم أن عيادة الإقلاع عن التدخين أنشئت عام 1999، وتوفر نوعين من العلاجات التي توصف للمدخن: فقد يصف له الطبيب بدائل النيكوتين، وهي لصقات تحتوي على النيكوتين من غير المواد الضارة الأخرى، فتعوض المدخن عن النيكوتين، ثم يحصل إحلال تدريجي من دم المدمن حتى لا يعود يشعر بالحاجة والرغبة الملحة للتدخين، وقد يصف له الطبيب أدوية كيماوية عبارة عن حبوب تساعد المدخن على التوقف عن التدخين، وهذه الحبوب خالية من النيكوتين, ولكنها تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين؛ حيث يتناول المريض حبتين في اليوم لمدة 8 أسابيع، وإذا توفرت الإرادة والقناعة في ترك التدخين فإن أية طريقة يمكن أن تنجح. وتطمح حمد الطبية لأن تدخل عيادة الإقلاع عن التدخين بالليزر في علاج المدخنين قريباً، وعلاج المدخنين بالليزر يعمل على نظرية الإبر الصينية في علاج التدخين، حيث تتم الاستفادة من الليزر ذي المستوى المنخفض لتحفيز نقاط خاصة في الجسم من خلال ثلاث جلسات وبدون ألم أو مضاعفات، وبنتائج نجاح عالية، ويتم العلاج بتسليط الليزر على نقاط واقعة على الأذنين وحول الأنف والفم واليدين، وفي أجواء مريحة مع موسيقى هادئة بعيداً عن الضوضاء.
إلى ذلك، سجل اجتماع وزراء الصحة الخليجيين في اجتماعهم الأخير بالدوحة قلقهم من انتشار الظاهرة، وحثوا في بيانهم الختامي على «تطبيق قانون حظر استيراد أو استخدام التبغ (الممضوغ) في كل من السعودية، والبحرين، وعمان، وقطر. إلى جانب تكثيف جهود التوعية للحد من ظاهرة التدخين لدى النساء، خاصة الشيشة، حيث لاحظت الدول زيادة في معدلات التدخين بين النساء والفتيات في بعض دول مجلس التعاون وفي إقليم شرق المتوسط عموما». كما أكدوا على «ضرورة الحظر الكلي لتداول السيجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون، تماشيا مع توجيهات منظمة الصحة العالمية والدراسات الحديثة بشأن هذا المنتج».
بالمقابل، أحصت لجان التفتيش التابعة للمجلس الأعلى للصحة خلال خمسة أشهر فقط من السنة الماضية 829 زيارة، تم خلالها رصد 650 مخالفة، فرضت على أصحابها غرامات مالية معتبرة. وأثارت حملات التفتيش تلك اعتراض وتحفظ البعض، لكن مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، رد بحزم وقتها، قائلا: «إن الحملة لا تهدف بأية حال من الأحوال للتضييق على الجمهور كما زعم البعض ولكنها تأتي للحفاظ على صحتهم من مخاطر التبغ, التي تسبب الكثير من الأمراض الحادة المسببة للوفاة مثل أمراض السرطان وأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية».
الدوحة - إسماعيل طلاي | 2012-04-24
حمّل الدكتور أحمد الملا، استشاري أول مكافحة الأمراض ومدير عيادة مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية، كلا من المجلس الأعلى للصحة والبلدية, مسؤولية انتشار تدخين الشيشة في قطر، لاسيما بين النساء، بسبب الترخيص بانتشار المقاهي التي تقدم الشيشة، بعد قرار منعها إلى عام 2005، مقلّلا في الوقت ذاته من جدوى الحملة التي شنها في وقت سابق المجلس الأعلى للصحة لمكافحة التدخين في المجمعات التجارية.
وفي لقاء مع «العرب»، قال الدكتور أحمد الملا إن نسبة التدخين في قطر بلغت %37 لمن هم في سن 15 عاما فما فوق، و10-%15 بين طلبة المدارس، وحوالي %%5 بين الأطباء والعاملين في المجال الصحي، وقد ارتفعت نسب التدخين لدى الطلاب في قطر في السنوات الأخيرة.
وأكد الدكتور الملا أنه منذ افتتاح العيادة عام 1999، فإن حوالي %35 من المرضى الذين يقصدون عيادة الإقلاع عن التدخين ينجحون فعلا في الإقلاع عن التدخين، بينما تعالج العيادة حوالي ألف مريض سنويا، منهم من يحالون من أطباء لأسباب مرضية تضطرهم لوقف التدخين، أو من يأتون طواعية. في حين تمتد فترة العلاج إلى 3 أشهر على الأقل، مع متابعة مستمرة للمريض لاحقا.
وعن ضحايا التدخين، قال الملا إن الإحصاءات تشير إلى وفاة 30 ألف شخص سنويا، بسبب التدخين في دول الخليج عموما، بينما يعد الرجال أكثر تدخينا من النساء.
بالمقابل، حذر المتحدث من الارتفاع الملحوظ في تدخين الشيشة في قطر ودول الخليج، لاسيَّما بين شريحة النساء، ملقيا بالمسؤولية على عاتق المجلس الأعلى للصحة ومصالح البلدية, لأنها منحت الترخيص لفتح مقاه تقدم الشيشة للزبائن، والسماح ببيعها، بينما يفترض -حسبه- أن يراقب المجلس الأعلى للصحة منح التراخيص لمقاهي الشيشة التي انتشرت بكثرة في قطر، في وقت كانت وزارة الصحة العامة سابقا (المجلس الأعلى للصحة حاليا) تمنع تقديم تراخيص لفتح مقاهي الشيشة أو تقديمها إلى عام 2005، قبل أن تفتح المجال مجددا.
وبينما يسود الاعتقاد لدى البعض أن الشيشة أقل ضررا من السجائر، قال الدكتور الملا إن نسبة النيكوتين وأكسيد الكربون والقطران في الشيشة تعادل عشرات المرات ما هو موجود في السجائر، ما يجعل الشيشة أشد خطورة من السيجارة.
وعلى الجانب الآخر، وردا على سؤال حول تقييمه لحملة المجلس الأعلى للصحة حول منع التدخين في المجمعات التجارية قال: «تطبيق القانون بيد إدارة مكافحة التدخين بالمجلس الأعلى للصحة، وصراحة هناك قصور في تطبيق القانون في المجمعات التجارية، وتحتاج القضية جهدا أكبر من القائمين على تطبيق القانون في المجلس الأعلى للصحة، فهي حملة جيدة لكنها تحتاج جهودا أكبر، وعددا أكثر من المفتشين في المجمعات التجارية لفرض تطبيق القانون».
ومعلوم أن عيادة الإقلاع عن التدخين أنشئت عام 1999، وتوفر نوعين من العلاجات التي توصف للمدخن: فقد يصف له الطبيب بدائل النيكوتين، وهي لصقات تحتوي على النيكوتين من غير المواد الضارة الأخرى، فتعوض المدخن عن النيكوتين، ثم يحصل إحلال تدريجي من دم المدمن حتى لا يعود يشعر بالحاجة والرغبة الملحة للتدخين، وقد يصف له الطبيب أدوية كيماوية عبارة عن حبوب تساعد المدخن على التوقف عن التدخين، وهذه الحبوب خالية من النيكوتين, ولكنها تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين؛ حيث يتناول المريض حبتين في اليوم لمدة 8 أسابيع، وإذا توفرت الإرادة والقناعة في ترك التدخين فإن أية طريقة يمكن أن تنجح. وتطمح حمد الطبية لأن تدخل عيادة الإقلاع عن التدخين بالليزر في علاج المدخنين قريباً، وعلاج المدخنين بالليزر يعمل على نظرية الإبر الصينية في علاج التدخين، حيث تتم الاستفادة من الليزر ذي المستوى المنخفض لتحفيز نقاط خاصة في الجسم من خلال ثلاث جلسات وبدون ألم أو مضاعفات، وبنتائج نجاح عالية، ويتم العلاج بتسليط الليزر على نقاط واقعة على الأذنين وحول الأنف والفم واليدين، وفي أجواء مريحة مع موسيقى هادئة بعيداً عن الضوضاء.
إلى ذلك، سجل اجتماع وزراء الصحة الخليجيين في اجتماعهم الأخير بالدوحة قلقهم من انتشار الظاهرة، وحثوا في بيانهم الختامي على «تطبيق قانون حظر استيراد أو استخدام التبغ (الممضوغ) في كل من السعودية، والبحرين، وعمان، وقطر. إلى جانب تكثيف جهود التوعية للحد من ظاهرة التدخين لدى النساء، خاصة الشيشة، حيث لاحظت الدول زيادة في معدلات التدخين بين النساء والفتيات في بعض دول مجلس التعاون وفي إقليم شرق المتوسط عموما». كما أكدوا على «ضرورة الحظر الكلي لتداول السيجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون، تماشيا مع توجيهات منظمة الصحة العالمية والدراسات الحديثة بشأن هذا المنتج».
بالمقابل، أحصت لجان التفتيش التابعة للمجلس الأعلى للصحة خلال خمسة أشهر فقط من السنة الماضية 829 زيارة، تم خلالها رصد 650 مخالفة، فرضت على أصحابها غرامات مالية معتبرة. وأثارت حملات التفتيش تلك اعتراض وتحفظ البعض، لكن مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، رد بحزم وقتها، قائلا: «إن الحملة لا تهدف بأية حال من الأحوال للتضييق على الجمهور كما زعم البعض ولكنها تأتي للحفاظ على صحتهم من مخاطر التبغ, التي تسبب الكثير من الأمراض الحادة المسببة للوفاة مثل أمراض السرطان وأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية».