المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه الدنيا التي نتكالب عليها



امـ حمد
03-05-2012, 12:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عجباّ لمن يعرف أن الموت حق يفرح،ومن يعرف أن النار حق يضحك،ومن رأى تقلب الدنيا بأهلها، كيف يطمئن إليها،


رأيت الدهر مختلفًا يدور،،،فلا حزن يدوم ولا سرور


وقد بنت الملوك به قصورًا،،،فلم تبق الملوك ولا القصور





ونحن في هذه الدنيا لاهون ساهون،وبلال بن سعد يقول،يا أهل التقى إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما تنقلون من دار إلى



دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا،ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن




الموقف إلى الخلود في جنة أو نار،مراحل متتابعة،وأزمنة متتالية، قطعنا منها مراحل عدة،من الأصلاب إلى الأرحام




ومن الأرحام إلى الدنيا،وها نحن نسير عليها، ننتظر النقلة التالية إلى القبور،ونحن في غفلة،وإلا كيف تحلو الحياة،




ويطيب العيش، ووراءنا القبور والموقف،ثم الخلود،أهوال وأهوال،قال أبو بكر المروذي،دخلت على أحمد بن حنبل




يوماّ فقلت،كيف أصبحت، فقال،كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض، ونبيه يطالبه بأداء السنة، والملكان يطالبانه




بتصحيح العمل، ونفسه تطالبه بهواها، وإبليس يطالبه بالفحشاء، وملك الموت يطالبه بقبض روحه، وعياله




يطالبونه بالنفقة،هذه الدنيا التي نحن نتكالب عليها،يقولون الزمان زمان سوء،وهم فسدوا وما فسد




الزمان،قال بعض السلف،من ادعى بغض الدنيا فهو عندي كذاب إلى أن يثبت صدقه، فإذا ثبت صدقه، فهو مجنون،لأن




هذه الدنيا مزرعة الآخرة،يتزود فيها بالطاعات والصالحات،وهو أحد رجلين طالب دنيا، فكيف يبغضها




وهو يسير في ركبها، ورجل آخر يطلب الآخرة، فأنى له أن يبغض زمن الزرع ووقت العمل،قال بعض الحكماء،كيف





يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله،




وتقوده حياته إلى موته، وقال الفضيل بن عياض،العجب كل العجب لمن عرف الله ثم عصاه بعد المعرفة،قيل لحاتم




الأصم،على ما بنيت أمرك في التوكل،قال،على خصال أربع،علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فأطمأنت به نفسي،




وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتي بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله فأنا مستحي منه،هذه هي الدنيا الزائلة الرخيصة التي نتكالب عليها ونجري وراء أذيالها النتنة و يبدو أن سحرها قد تغلغل فينا فلم نعد نطيق حتى التفكر في ما يجري لنا،


يا باكيا على الدنيا لأنك لست خالداّ فيها،،،ونسيت بأنك ما أنت إلاّ ليلة وتنطفئ

ولو أمضيتها عمراّ ترثوها أو تغنيها،،،تمهل ولا تدع الحياة تخدعك


وهي تهديك أوسمة الجاه والنفوذ والجبروت،ولا تحزن عليها ،فوالله لو كنت تعرف ما هي الدنيا حقاّ لبكيتَ لأنك كنت فيها،





جعل الله طريقنا في هذه الدنيا نهايته في جنات عدن،وجعلنا ممن تزود في هذه الدار الفانية لدار فيها النعيم المقيم،والظل الظليل وآباءنا وأمهاتنا وأقاربنا في مستقر رحمته وجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،




اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا، يا رب العالمين،


أسأل الله لي ولكم السعاده في الدارين.

في سبيل الله
04-05-2012, 04:44 PM
اللهمــ آميــــــن ..

جزااج الله خير الجزاء وفي ميزان حسناتج ان شاء الله ..

امـ حمد
04-05-2012, 11:13 PM
اللهمــ آميــــــن ..

جزااج الله خير الجزاء وفي ميزان حسناتج ان شاء الله ..

وجزاك ربي جنة الفردوس