سيف الحرية
04-05-2012, 08:25 AM
عندما يتخلى المسؤول عن خدمة المواطن!
بقلم راشد العودة الفضلي صحيفة الشرق 2 - 5 - 2012م
يستيقظ احدنا مبكرا ويستقل مركبته متوجها إلى احدى دوائر القطاعين الحكومي أو الخاص بعد أن أعاد ترتيب أولوياته أو عطل جزءا من أعماله.. ويسير وسط الزحمة الخانقة والطقس المتقلب حتى يصل إلى الوجهه التي يقصدها، بعد بحث وعناء عن موقف يركن فيه سيارته بأمان، ويذهب إلى مكتب المسؤول المختص وينتظر السماح له بالدخول على سيادته ليأتي الرد: المسؤول في اجتماع أو مشغول أو أنه خرج في مهمة رسمية.. وحتى إذا قابل المراجعين فقلما يتجاوب معهم أوينجز معاملاتهم، وإن كان المطلوب مجرد توقيع يختمه في ذيل الطلب أو الكتاب المعروض عليه، وقد يتوارى خلف الأبواب الموصدة ويوعز للحاجب الأمين (السكرتير) بترديد الأعذار المستهلكة التي سئمنا من سماعها، وفي بعض الأحيان يخرج المدير متبخترا في مشيته ويغادر المكان دون أن يلتفت للجمهور!
اننا نستطيع أن نحتجب عن الناس في بيوتنا ونغلق الأبواب خلفنا، أما إذا كان أحدنا مسؤولا عن مصالح الناس فإن عليه استقبالهم وتلبية مطالبهم وتسهيل الإجراءات المتصلة بها، فإذا قصرعن القيام بواجبه أو امتنع عن لقاء المراجعين فمعنى هذا أنه ليس جديرا بمنصبه، لأنه ببساطه لم يؤد المطلوب ولم يقم بمهام وظيفته، بل وقف حجر عثرة في طريق أصحاب المعاملات والمطالب الذين لولاهم لما أصبح مديرا أو مسؤولا، حيث إن خدمتهم وقضاء مصالحهم سبب وجوده في هذا المنصب الرفيع على هذا المكتب البديع؛ وإذا أهمل واجباته فقد اعترف بانتهاء صلاحيته وتخليه عن أداء الأمانة الموكلة إليه من ولي الأمر، ونحن نستنكر استمرار هؤلاء ونتساءل: كيف وصلوا لهذه المواقع القيادية ومن الذي أوصلهم.. وتأتي حكمة الشاعر القائل: ان كنت لاتدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.. وما يزال الناس يشكون عبر القنوات الإعلامية من تجاهل بعض المسؤولين وسلبيتهم.. ولم يقتصر الأمر على المواطنين في الداخل بل تعدى إلى الخارج.. واسألوا المجلس الأعلى للتعليم والصحة والقضاء عن مواطنين ومواطنات يعانون من مشاكل جمة في استكمال الدراسة أو تلقي العلاج أو نفقات الإقامة خارج البلاد أو تسوية أوضاعهم المالية والقانونية، إلى آخره.. ومما يندى له الجبين أن يستغل بعض المسؤولين صلاحياتهم للأغراض الشخصية، وهذا يدفعنا مجددا لمطالبة هيئة الرقابة الإدارية والشفافية لممارسة دورها المسؤول وتشكيل اللجان الميدانية الخاصة بمراقبة أداء الموظفين من أعلى الدرجات إلى أدناها، كما أشار إلى ذلك الزميل الدكتور جاسم الخويطر في مقاله أمس بجريدة الشرق، مؤيدا ماتناولته سابقا حول هذا المطلب الوطني ومناشدة رئيس الهيئة بالتفرغ التام للقيام بهذه المسؤولية الكبيرة، وفك الارتباط بينها وبين مناصب أخرى تؤثر سلبا على تحقيق الشفافية المطلوبة. ولن أبالغ إذا قلت ان التجاوزات وصلت حدا خطيرا يبرر إصدار قرار أميري بإنشاء المحاكم الإدارية التي تعتبر ضرورة وطنية قانونية ازاء المخالفات الإدارية المتكررة مما يكفل التصدي لكل المتجاوزين وردعهم بصرف النظر عن اسمائهم ومناصبهم.
شريعة وقانون:
قال صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..."
ومن الدعاء النبوي الشريف "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشَق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرَفق بهم فارفق به".. وهل وضع كل مسؤول نصب عينيه الشعار الرقابي النبيل: أنى لك هذا؟!
بقلم راشد العودة الفضلي صحيفة الشرق 2 - 5 - 2012م
يستيقظ احدنا مبكرا ويستقل مركبته متوجها إلى احدى دوائر القطاعين الحكومي أو الخاص بعد أن أعاد ترتيب أولوياته أو عطل جزءا من أعماله.. ويسير وسط الزحمة الخانقة والطقس المتقلب حتى يصل إلى الوجهه التي يقصدها، بعد بحث وعناء عن موقف يركن فيه سيارته بأمان، ويذهب إلى مكتب المسؤول المختص وينتظر السماح له بالدخول على سيادته ليأتي الرد: المسؤول في اجتماع أو مشغول أو أنه خرج في مهمة رسمية.. وحتى إذا قابل المراجعين فقلما يتجاوب معهم أوينجز معاملاتهم، وإن كان المطلوب مجرد توقيع يختمه في ذيل الطلب أو الكتاب المعروض عليه، وقد يتوارى خلف الأبواب الموصدة ويوعز للحاجب الأمين (السكرتير) بترديد الأعذار المستهلكة التي سئمنا من سماعها، وفي بعض الأحيان يخرج المدير متبخترا في مشيته ويغادر المكان دون أن يلتفت للجمهور!
اننا نستطيع أن نحتجب عن الناس في بيوتنا ونغلق الأبواب خلفنا، أما إذا كان أحدنا مسؤولا عن مصالح الناس فإن عليه استقبالهم وتلبية مطالبهم وتسهيل الإجراءات المتصلة بها، فإذا قصرعن القيام بواجبه أو امتنع عن لقاء المراجعين فمعنى هذا أنه ليس جديرا بمنصبه، لأنه ببساطه لم يؤد المطلوب ولم يقم بمهام وظيفته، بل وقف حجر عثرة في طريق أصحاب المعاملات والمطالب الذين لولاهم لما أصبح مديرا أو مسؤولا، حيث إن خدمتهم وقضاء مصالحهم سبب وجوده في هذا المنصب الرفيع على هذا المكتب البديع؛ وإذا أهمل واجباته فقد اعترف بانتهاء صلاحيته وتخليه عن أداء الأمانة الموكلة إليه من ولي الأمر، ونحن نستنكر استمرار هؤلاء ونتساءل: كيف وصلوا لهذه المواقع القيادية ومن الذي أوصلهم.. وتأتي حكمة الشاعر القائل: ان كنت لاتدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.. وما يزال الناس يشكون عبر القنوات الإعلامية من تجاهل بعض المسؤولين وسلبيتهم.. ولم يقتصر الأمر على المواطنين في الداخل بل تعدى إلى الخارج.. واسألوا المجلس الأعلى للتعليم والصحة والقضاء عن مواطنين ومواطنات يعانون من مشاكل جمة في استكمال الدراسة أو تلقي العلاج أو نفقات الإقامة خارج البلاد أو تسوية أوضاعهم المالية والقانونية، إلى آخره.. ومما يندى له الجبين أن يستغل بعض المسؤولين صلاحياتهم للأغراض الشخصية، وهذا يدفعنا مجددا لمطالبة هيئة الرقابة الإدارية والشفافية لممارسة دورها المسؤول وتشكيل اللجان الميدانية الخاصة بمراقبة أداء الموظفين من أعلى الدرجات إلى أدناها، كما أشار إلى ذلك الزميل الدكتور جاسم الخويطر في مقاله أمس بجريدة الشرق، مؤيدا ماتناولته سابقا حول هذا المطلب الوطني ومناشدة رئيس الهيئة بالتفرغ التام للقيام بهذه المسؤولية الكبيرة، وفك الارتباط بينها وبين مناصب أخرى تؤثر سلبا على تحقيق الشفافية المطلوبة. ولن أبالغ إذا قلت ان التجاوزات وصلت حدا خطيرا يبرر إصدار قرار أميري بإنشاء المحاكم الإدارية التي تعتبر ضرورة وطنية قانونية ازاء المخالفات الإدارية المتكررة مما يكفل التصدي لكل المتجاوزين وردعهم بصرف النظر عن اسمائهم ومناصبهم.
شريعة وقانون:
قال صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..."
ومن الدعاء النبوي الشريف "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشَق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرَفق بهم فارفق به".. وهل وضع كل مسؤول نصب عينيه الشعار الرقابي النبيل: أنى لك هذا؟!