المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم



امـ حمد
06-05-2012, 12:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال الله تعالى(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)قال المؤلف رحمه الله تعالى،تغليظ



عقوبة من أمر بمعروف ولم يفعله، أو نهى عن منكر وفعله، والعياذ بالله،وذلك أن من هذه حالة،لا يكون صادقاً في أمره



ونهيه، لأنه لو كان صادقاً في أمره، معتقداً أن ما أمر به من معروف، وأنه نافع، لكان هو أول من يفعله لو كان




عاقلاً،وكذلك لو نهى عن منكر وهو يعتقد أنه ضار، وأن فعله إثم، لكان أول من يتركه لو كان عاقلاً، ولهذا أنكر الله على فعل



ذلك،يعني،كيف تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم فلا تفعلونه، وأنتم تتلون الكتاب وتعرفون البر من غير البر (أفلا



تعقلون)يقول لهم،كيف يقع منكم هذا الشيء،أين عقولكم لو كنتم صادقين،مثال ذلك،رجل يأمر الناس بترك الربا، ولكنه




يتعامل به أو يفعل ما هو أعظم منه فهو يقول للناس،لا تأخذوا الربا في معاملات البنوك، ثم يذهب هو فيأخذ الربا بالحيلة




والمكر والخداع، ولم يعلم أن ما وقع هو فيه من الحيلة والمكر والخداع أكبر ذنباً ، وأعظم إثماً،كذلك أيضاً رجل



يأمر الناس بالصلاة، ولكنه هو نفسه لا يصلي،فيكيف يكون هذا،كيف تأمر بالصلاة، وترى أنها معروف ، ثم لا



تصلي،ليس من العقل فضلاً أن يكون من الدين ، فهو مخالف للعقل،وسفه في الدين نسأل الله العافية(يا أيها الذين اّمنوا لم



تقولوا ما لا تفعلون،كبر مقتاّ عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)خاطبهم بالإيمان،لأن مقتضى الإيمان ألا يفعل الإنسان هذا،




وألا يقول ما لا يفعل،ثم بين أن هذا الفعل مكروه عند الله،فالله تعالى يبغض الرجل الذي هذه حاله، يقول ما لا يفعل، ويبين



الله عز وجل لعباده أن ذلك مما يبغضه،من أجل أن يبتعدوا عنه،لأن المؤمن حقاً يبتعد عما نهى الله عنه،




لأن الرسل عليهم السلام هم أنصح الخلق للخلق ، وهم أشد الناس تعظيماً لله، وامتثالاً لأمره واجتناباً لنهيه، فلا يمكن أن



يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه فيفعله،وفي هذا دليل على أن الإنسان الذي يفعل ما ينهى عنه، أو يترك ما أمر به مخالف



لطريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام،لأنهم لا يمكن أن يخالفوا الناس إلى ما ينهونهم عنه،وعن أبي زيد أسامة بن



زيد بن حارثة،رضي الله عنهما،قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول،يؤتى بالرجل يوم القيامة فليقي في



النار،فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك،ألم تك




تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر،فيقول،بلى كنت أمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه،متفق



عليه،أخرجه البخاري،ومسلم،قوله، تندلق،ومعناه تخرج،والأقتاب،ومعناه،الأمعاء،هذا الحديث فيه التحذير



الشديد من الرجل الذي يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهى عن المنكر ويأتيه، والعياذ بالله،فهذا الرجل الذي يلقى في النار



يدور على أمعائه، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون له،ما لك،أي شيء جاء بك إلى هنا ، وأنت تأمر بالمعروف وتنهى




عن المنكر،فيقول مقراً على نفسه،كنت آمر بالمعروف ولا آتيه،يقول للناس،صلوا ولا يصلي،ويقول لهم،زكوا أموالكم ولا



يزكى،ويقول،بروا الوالدين ، ولا يبر والديه، وهكذا يأمر بالمعروف ولكنه لا يأتيه،وأنهى عن المنكر وآتيه،يقول




للناس،لا تغتابوا الناس،لا تأكلوا الربا، لا تغشوا في البيع، لا تسيئوا العشرة، لا تسيئوا الجيرة، وما أشبه ذلك من الأشياء



المحرمة التي ينهى عنها ، ولكنه يأتيها والعياذ بالله ، يبيع بالربا، ويغش، ويسيء العشرة، ويسئ إلى الجيران وغير



هذا، فهو بذلك يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه،فيعذب هذا العذاب ويخزى هذا الخزي،فالواجب على



المرء أن يبدأ بنفسه فيأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر،لأن أعظم الناس حقاً عليك بعد رسول الله صلى الله



عليه وسلم،ابدأ بنفسك ثم حاول نصح إخوانك،وأمرهم بالمعروف،وانههم عن المنكر،لتكون صالحاً مصلحاً،



أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين المصلحين، إنه جواد كريم.

الأغر
06-05-2012, 05:40 AM
جزاك الله خير .. وهذا ما حدث مع بني اسرائيل عندما وصفهم الله في سورة البقره .. وهذا ينطبق على الجميع ايضا ..

امـ حمد
06-05-2012, 06:19 AM
جزاك الله خير .. وهذا ما حدث مع بني اسرائيل عندما وصفهم الله في سورة البقره .. وهذا ينطبق على الجميع ايضا ..

وجزاك ربي جنة الفردوس