المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تغفل عن شكر الله



امـ حمد
07-05-2012, 01:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيف نغفل عن شكر الله




إن الشكر عبادة عظيمة وخلق كريم، الشكر نصف الإيمان، والصبر نِصفه الثاني،الشكر من شعب الإيمان الجامعة، بل




إن الصبر والشكر يتقاسمان الشعب كلها،قال تعالى( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)إبراهيم،لقد أمر الله بالشكر




ونهى عن ضده(واشكروا لي ولا تكفرون)البقرة،وأثنى علَى أهل الشكر،وجعله غاية خلقه وأمره، ووعد أهلَه بأحسن




جزائه، وجعله سبباّ للمزيد من فضله وحافظاّ لنعمته، واشتق له اسماّ مِن أسمائه فسمى نفسه شاكراّ وشكوراّ،وحقيقة
الشكر،الاعتراف بالإحسان والفضل والنعم وذكرها والتحدث بها،وشكر العبد لربه بظهور أثر نعمته عليه، فتظهر في القلب




إيماناّ واعترافاّ وإقراراّ،وفي اللسان حمداّ وثناء وتمجيداّ وتحدثاّ، وفي الجوارح عبادة وطاعة،إذا ما امتلأ القلب شكراّ




واعتِرافاّ للنعم ظهر ذلك نطقاّ ولهجاّ بذكر المحامِد، وعليكم أن تتأملوا كم جاءَ في السنة من أذكار الشكر والحمد والثناء




على الله رب العالمين،في أحوال العبد كلها،تعرف النعم بدوامها، وبزوالها،ولكن الغفلة عن هذه النعم بل عن المنعم




بها سمة أكثر البشر(وقليل من عباد الله الشاكرون)إن نعم الله تحيط بالعباد من كل جانب ومن كل جهة،وأهل هذا الزمان




أحدث الله لهم من النعم وزاد لهم في الفضل وكاثر عليهم من الخيرات ما لم يكن في السابقين من أسلافهم،في المأكلِ




والمشرب والملبَس والمسكَن والمركَب،ومع كل هذا لا تجِد أكثرهم شاكرين، فَرِحين بما عِندهم، يجدر بالعبد أن ينظر




ويتفكر في أسباب التقصير في الشكر والدخول في دائرةِ كفران النعم والغفلةِ عنها وعدَم الإحساس بها،فكثير مِن النعم




لا يعرِفها الإنسان إلا حين يفقِدها كالمصباح لا تعرِف فَضلَه إلا حين ينطفِئ،ومن أجل هذا فإن رصد النعم وبذل الجهد في




تعدادها،مما يبعد عن الغفلة والنكران،قال تعالى(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)إبراهيم،علينا أن نبذل ما نستطيع نعمة




علينا،لعلنا نقوم بشكر الله والبعد عن الغفلة والنكران،وانظروا إلى نعمةِ الإيمان والأمنِ والسكينة والبركَةِ والراحة ونعمةِ




الصحة،من سلامة الجوارح والعقلِ والقوَى والحركة والمشي والعمل والأكل والشرب والنوم والتعلم،



ومن أسباب الغفلة عن الشكر، نسبة النعمة إلى غير المنعم بها، فتراه ينسبها إلى نفسه،بسبب جدي واجتهادِي وكفاءتي وصبري وكفاحِي، أو




ينسبها إلى أسبابها وينسى مسببها(وما بكم من نعمة فمن الله)النحل،غَفَلوا وما يملكون ضراّ ولا نفعاّ، وموتًا ولا حياة ولا




نشوراّ،ومما يضعف الشكر ويورث القسوة والغفلة والجفاءَ أن يبتلَى العبد بالنظر إلى ما عند غَيره وينسَى ما عندَه(ولا




تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)النساء،ومن اّثار الشكر،امتلاء القلب بالإيمان والرضا بالله سبحانه والثقة فيما




عنده والشعور بالحياة الطيبة وسلامة القلب من الغل والحسد وضيق الصدر،والبعد عن الاشتغال بعيوب الناس والتطلع إلى




ما عندهم وما في أيديهم، ناهيكم بالشعور بالعزة والقناعة والكفاية والسلامة من الطمع،بل يترقى الحال بالعبد الشكور




إلى بلوغ اليقين بالله والرضا بأقداره في رزقه وحكمه وحكمته وتفاوت الناس في أعمالهم وأرزاقهم، بل تتجلى حكمة




الله في أنه لم يجعل مكاسب الناس وأعمالهم خاضعة لمقاييس البشر في ذكائهم وعلومهم وسعيهم،




اللهم رضني واحبتنا بما قسمت لنا حتى لا نسأل أحدا شيئاّ، وارحمنا رحمة لا تعذبنا بعدها أبداّ في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقاّ حلالاّ طيباّ،ولا تفقرنا إلى أحد سواك ياأرحم الراحمين.