المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخاف بعد التوبة



امـ حمد
08-05-2012, 12:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخاف بعد التوبة

حب الطاعة والرغبة في الاستقامة هي أمنية كل مسلم،وما تلقى إنساناّ وتحدثه عن فضائل الطاعات،وأهمية التوبة والإستقامة إلا قال لك ادع لي



بالهداية،وربما فكر كثير في الإستقامة على شرع الله،ولكنه جعل أمامه عوائق وعقبات تحول بينه وبينها،ومن أعظم الأمور التي تجعل المرء



يخاف من الإقبال على التوبة،الخوف من الرجوع إلى الذنب،والعودة إلى الخطيئة،وكم صد هذا الشعور من راغب بالتوبة،خصوصاً وأن الكثير رأى




صوراً لمن انحرف بعد استقامته،وضل بعد هدايته،فجاءه الخوف من أن يصبح مثلهم،فنقول لمثل هذا،لو أن هذا الشعور استقر في نفس كل راغب



بالهداية لما استقام أحد،لأن الشيطان يدخل أول ما يدخل على الراغبين في التوبة من هذا الباب،ولكن كثير ممن استقاموا ولم يرجعوا ولم




يضلوا،ثم عليك إحسان الظن بالله،فالله رحيم رحمن يعين عبده إذا صدق،ويثبته إذا أتى الأسباب المعينة على الثبات وان تبت وعدت للذنب




فجدده مرات ومرات فكونك تخطئ وتتوب خيراّ لك من ان لاتخطر التوبة منك على بال،وكن على يقين بتوفيق الله لك إن كنت كذلك،وسيأتي اليوم



الذي تحب الطاعة وتنفر من المعصية،يقول أحد المهتدين،استهزئ بي أصحابي أول استقامتي وسخروا بي،بل تواعدوا فيما بينهم على ردي إلى




الغواية،ولكني استعنت بالله وثبت، فكانوا بعد ذلك من أشد الناس احتراماً لي وتقديراً،أن الطاعة تحتاج إلى صبر على أدائها،وأن المعصية تحتاج




إلى صبر على البعد عنها،والمؤمن أن تعب هنا في الدنيا،أدركته الراحة بإذن الله في الاّخره،فأيهما تُؤثر،وقد جعل الله لك مكان كل لذة محرمة




مثلها من الحلال،وإن تأخرت عليك في الدنيا فسترى عوضها قريباً بإذن الله،والله مع الصابرين،والآخرة خير وأبقى،فكم من مسرف على نفسه




بالذنب خارت قوته وضعفة عزيمته عن التوبة ،وظن أن ذنبه لا يُغفر،وإن هذا الشعور أعظم ذنباّ من الذنب ذاته،فأي ذنب يتعاظم على العظيم،وأي




كبيرة لا يغفرها الغفور،إن الله غفور تواب،كريم ستير،يغفر الذنب،ويمحوا الخطيئة،متى ما تاب العبد بصدق،وأقبل عليه بإنابة،ومن ترك شيئا لله



عوضه الله خيراً منه،وكم من وجيه ومشهور،تركوا كل هذا لله فأبدلهم الله في دنياهم ذكراً حسناً ونشاطاً مباركاً في الدعوة وخدمة الناس،ثم إن هذه



الشهرة عرض زائل سرعان ما يذهب أو يذهب بصاحبها ،فماذا تنفعه هذه الشهرة إذا قدم على الله صِفر اليدين خاوياً من الحسنات وصدق الله تعالى



(وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من اّمن وعمل صالحاّ فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات اّمنون)فكم



من صديق صده صديقه عن المسيرة في ركب الصالجين،أن نفسك أغلى ما تملك،وستموت وحدك،وتدخل قبرك وحدك،وتحاسب وحدك،وتأمل في


قول الله تعالى(الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)وكن على يقين أن لو كان أصدقائك محبين لك لأعانوك على ذلك،وإن كانوا كاذبين



في صداقتهم لك فأنت أكبر من أن تصاحب أُناس لايريدون لك الخير.