المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراّ



امـ حمد
09-05-2012, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إذا ضاق الأمر اتسع،وإذا اشتد الحبل انقطع،وإذا اشتدا الظلام بدأ الفجر وسطع،سنة ماضية،يامن بكى من ألمه ومرضه وكده،يامن بالغت الشدائد في رده وصده،عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده،سهل أمرك وأرح فكرك،أما قرأت(ألم




نشرح لك صدرك)يا من داهمته الأحزان،وبات وهو سهران،وأصبح وهو حيران،ألم تعلم أنه في كل يوم له شأن،يا من هده الهم وأضناه،وأقلقه الكرب وأشقاه،وزلزله الخطب وأبكاه،أنسيت(أمن يجيب المضطر إذا دعاه)وأن الفرج قريب



(لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراّ)هل رأيت فقيراّ في الفقر أبداّ،هل أبصرت محبوساّ في القيد سرمداّ،لن يدوم الضر ممتداّ لأن هنالك أحداّ فرداّ صمداّ،



أيها اليائس مت قبل الممات،،،وإذا شئت حياة فالرجا

لايضق ذرعك عند الأزمات،،،إن هي اشتدت فأمل فرجا


من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاّ،ومن كل هم فرجاّ، بلا حول ولا قوة إلا بالله تحمل الأثقال وتسهل الأهوال وتصلح الأحوال ويشرح البال،ويرضى ذو الجلال والإكرام،بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس



الجبال،وبشر القحط بماء زلال يلاحقه في أعماق الرمال،والفقير بمال يزيل عنه الإملاق،فارحل بقلبك إذا الهم برك،واشرح صدرك عند ضيق المعترك،ولا تأسف على ما مضى ومن هلك ،واعلم أنه لا يدوم شيئ مع دوران




الفلك،وعسى أن تكون الشدة أرفق بك،والمصيبة خير لك،ولا تعجلن فربما العجل يضر،ولربما كرهت أمراّ عواقبه تسر،وفي آخر النفق مصباح،ولباب الهموم مفتاح،وبعد الليل صباح،وكم هبت للقانط من الفرج رياح،أيها المتشائم أمسك





حبل الرجاء،كن كالنملة في صعود وهبوط،ولا تعرف اليأس ولا القنوط،ارفع يديك ولاتساعد الهم عليك،ولا تدع اليأس إليك،وعد من أصدق القائلين، وهي بشرى لعباده المؤمنين، أن سنته وحكمته القاضية، أن العسر بعده يسر، فلا يضيق




الأمر ويشتد الكرب إلا ويتبعه يسر، فبشّر كل مكروب بفجر صادق من الفرج،لمن أقعده المرض، وأضناه البلاء، أنه موعود بشفاء عاجل، وعافية قادمة، فبعد الجوع شبع، وإثر التعب راحة، وعقب السقم شفاء، وخاتمة الشدة رخاء،




ونهاية الفقر غنى،النهار يخلف الليل، والنور يطوي الظلام،وإذا امتدت الصحراء فوراءها رياض خضراء، وكبد الحياة إلى راحة،لو أن الخوف دائم لتقطعت النفوس حسرة، ولكن بعده أمن وسكينة،ولو أن اليأس مقيم لاسودت الحياة في




العيون، لكن خلفه أمل،فلا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله،بل انظر من بوابة الرجاء،والسعادة القادمة، ولترى العناية الربانية تغمرك واللطف الإلهي يحوطك،فاغسل همومك بنهر التوكل(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)واحذر من




تصديق وعد الأفاك الأثيم والشيطان الرجيم،لأنه يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، ولكن صدق موعد أصدق القائلين(والله يعدكم مغفرة منه وفضلاّ والله واسع عليم)فبشر آمالك بمستقبل زاهٍ وغد مشرق وفجر جديد،لأنه سبحانه ما ابتلاك




ليهلكك، ولا ليخزيك،بل أراد أن يوقظك من غفلتك بوخزة من ندم، وينبهك من رقدتك بجرعة من سقم، لتتذكر بالمصيبة النعمة،وبالبلاء العافية، وبالمرض الصحة،وبالسجن الحرية، فهو الطيف،ولا تدري بالأحسن، بل هو الأعلم الأحكم




الأرحم،جل في علاه، فاختياره لك خير من اختيارك لنفسك، وعلمه بمصالحك أجل وأعظم من علمك؛ لأنك عبد جاهل فقير ضعيف، وهو عليم غني قوي ملك رحمن رحيم.