المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرباح البنوك.. هل تعود لإيرادات التشغيل أم إلى الاستثمارات؟



ROSE
15-06-2006, 02:30 AM
الطلب على الخدمات يرفع الأرباح التشغيلية ...أرباح البنوك.. هل تعود لإيرادات التشغيل أم إلى الاستثمارات؟


جمال الجمال: البنوك يجب أن تركز على الخدمات المصرفية وتطويرها
مسؤول مصرفي كبير: أرباح 2005 قياسية ولن تتحقق العام الحالي
عبد الرحمن المير: البنوك الجديدة تساهم في زيادة المنافسة في السوق


تحقيق - محمد طلبة :
كان عام 2005 مميزا لكافة البنوك العاملة في قطر، حيث ارتفعت أرباحها لمستويات قياسية لم تحققها منذ بداية نشاطها في العمل المصرفي.. وارتفعت أرباحها بنسب لم تتحقق من قبل، حيث وصلت الزيادة في أرباح بعض البنوك إلى حوالي 90% مما ساهم في زيادة رؤوس اموال البنوك وزيادة الموجودات لديها حيث وصلت إلى 112.5 مليار ريال في حين كانت 88.8 مليار اول العام اي ان الموجودات زادت حوالي 23.7مليار ريال خلال عام واحد هو 2005، وتوسعت البنوك في منح القروض والتسهيلات الائتمانية حيث وصلت قيمتها إلى حوالي 60 مليار ريال من نهاية اكتوبر الماضي بزيادة 10 مليارات عن يناير الماضي بلغت القروض الشخصية للافراد منها اكثر من 22 مليار ريال بزيادة تعدت 5 مليارات عن يناير الماضي اي ان الافراد حصلوا على قروض اضافية من البنوك خلال 9 شهور تجاوزت 5 مليارات ريال بخلاف التسهيلات التي منحتها البنوك لقطاعات الصناعة والتجارة والاراضي والخدمات وغيرها من القطاعات الاخرى.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال.. هل أرباح البنوك القياسية تحققت من العمليات التشغيلية الخاصة بالمصارف؟ ام انها تحققت من استثمارات البنوك في السوق المالي والمحافظ الاستثمارية والدخول في الاكتتابات الجديدة التي تحقق أرباحا عالية في حالة بيعها ؟ الواقع يقول: ان معظم الأرباح تحققت من الاستثمارات الخارجية وليس العمليات التشغيلية.. بل ان هذه النسبة وصلت إلى مايقارب 70% في بعض البنوك مما يشير بوضوح إلى ان هذه البنوك تعتمد بدرجة كبيرة على الاستثمارات الاخرى في تحقيق الأرباح القياسية.. وقد يتساءل البعض: وما الضرر من قيام البنوك بالاستثمار في قطاعات اخرى على رأسها البورصة.. الاجابة على لسان الخبراء والاقتصاديين تؤكد ان الأرباح الناتجة من العمليات التشغيلية هي الأرباح الحقيقية للبنوك لان بقية الاستثمارات ترتبط بأوضاع السوق وما قد يشهده من هزات كما يحدث حاليا في معظم بورصات الخليج.. وعلى هذا يجب ان تكون هناك ضمانات واحتياطيات لمنع اية مخاطر قد تؤدي إلى اهتزاز الثقة في البنوك .

تأثير البورصة:

جمال الجمال مساعد المدير العام للخدمات المصرفية للافراد ببنك قطر الدولي الاسلامي يؤكد ان جميع البنوك العاملة في الجهاز المصرفي حققت أرباحا ونتائج جيدة خلال الربع الاول من عام 2006 ووصلت في بعض البنوك إلى 100% مقارنة بنفس المدة من العام الماضي 2005 مما يعني مؤشرا جيدا لاستمرار البنوك في تحقيق الأرباح التي تحققت العام الماضي وتجاوزها.. ويضيف الجمال ان البنوك ستستمر في النمو الكبير خلال العام الحالي وسيتضح ذلك بصورة كبيرة مع الاعلان عن النتائج المالية للربع الثاني من العام الذي يمثل نصف العام.

ويوضح الجمال ان البنوك تفاوتت في أرباحها بين التشغيلية والاستثمارية وان كان هناك بعض البنوك قد حقق أرباحا استثمارية كبيرة الا ان الوضع يختلف في العام الحالي بسبب انخفاض البورصة والتأثير الكبير لها على أرباح مجمل النشاط الاقتصادي في قطر وليس البنوك وحدها.. لذلك فإن التوقعات تشير إلى ارتفاع الأرباح التشغيلية على حساب الأرباح الاستثمارية.. فهناك توسعا كبيرا في المشاريع المرتبطة بالبنى التحتية ومشاريع النفط والغاز اضافة إلى النشاط العقاري الذي يشهد نهضة كبيرة لم تتحقق من قبل.. ويضيف الجمال انه في الوقت ذاته فإن الأرباح الاستثمارية ستتراجع خاصة المتعلقة بالبورصة نتيجة للتراجع الواضح في الاسهم سواء في قطر او بقية الدول الخليجية والعربي.. ويؤكد ان ارتفاع الأرباح الاستثمارية مرهون بتكوين محافظ استثمارية جيدة تكون في استطاعتها التغلب على انخفاض الاسعار وتكوين أرباح جيدة ومناسبة خاصة اذا احسنت عملية دخول السوق في الوقت المناسب .

ويطالب الجمال البنوك العاملة في قطر بالتركيز على الايرادات الناتجة من النشاط الاساسي للبنك وهو الخدمات المصرفية من خلال تطوير هذه الخدمات والمنتجات التي تقدمها للعملاء مع الاهتمام بشكل كبير بالخدمات في السوق المحلي وليس الخارجي.. حيث تساهم هذه الخدمات بفاعلية في نمو البنك وتحقيق أرباح قياسية تساعد البنك في المساهمة في النمو الاقتصادي وتحقيق الاهداف الخاصة والعامة، ويؤكد الجمال ان الخدمات المصرفية تطورت بصورة كبيرة في البنوك القطرية واصبحت لاتقل عن مستويات البنوك العالمية لذلك فهناك طلب كبير على هذه الخدمات في السوق المحلي من المتوقع ان يتضاعف خلال العام الحالي لذلك فإن الأرباح المتوقعة ستفوق المحققة خلال العام الماضي.

أرباح قياسية:

وفقا للبيانات المالية التي حققتها البنوك فإن غالبيتها ارتفعت أرباحها وعملياتها في السوق المحلي خلال عام 2005 بصورة لم يشهدها من قبل.. ففي مصرف قطر الاسلامي تم توزيع ارباح نقدية بنسبة 25% واصدار اسهم مجانية بواقع 50% من رأس المال، كما تمت المصادقة على زيادة رأس المال من 663 مليوناً الى 994 مليون ريال، وهناك زيادة اضافية لرأس المال من خلال اصدار اسهم جديدة بنسبة 20% وفقاً للاكتتاب العام لحاملي الأسهم بسعر 120 ريالاً للسهم، اما البنك الوطني فقد تم توزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 75% (تعادل 7،5 ريال للسهم الواحد) وتوزيع أسهم مجانية بنسبة 25% من رأس المال، وتوضح المؤشرات المالية ان صافي الأرباح لعام 2005 ارتفع بنسبة (85،7%) عن أرباح عام 2004 البالغة .

وفي بنك قطر الدولي الإسلامي تمت زيادة رأسمال البنك ليصبح 406.3 مليون ريال بتوزيع أسهم مجانية بواقع سهم لكل سهم مملوك.. بجانب زيادة اضافية في رأسمال البنك بنسبة 15% وذلك بطرح 6.093.750 سهماً اضافيا للاكتتاب بواقع سهم لكل 6.67 سهماً مملوكاً وارتفع صافي أرباح البنك من 88.2 مليون ريال عام 2004م إلى 465.6 مليون ريال عام 2005م بنسبة نمو 428%.

وحقق بنك الدوحة صافي أرباح بلغت 789.9 مليون ريال قطري لعام 2005 بالمقارنة مع 368.4 مليون ريال قطري في عام 2004 بزيادة بلغت 421.5 مليون ريال قطري وبنسبة قدرها 114.4 وحقق البنك التجاري صافي أرباح قدره 749.5 مليون ريال عن عملياته لعام 2005 بارتفاع نسبته 117% عن أرباح العام السابق. كما زادت نسبة صافي دخل العمليات عن العام السابق بنسبة 91% لتصل إلى 1.014 مليون ريال.

إيرادات التشغيل

مسؤول مصرفي كبير بقطاع الاستثمار بأحد البنوك الكبري يؤكد ان جزءا كبيرا من أرباح البنوك خلال العام الماضي تحققت بالفعل من الأرباح الاستثمارية وليس التشغيلية الا ان هذه الأرباح تختلف من بنك إلى اخر وقد تراوحت بين 15% و70% مما يعني ان جميع البنوك حققت أرباحا استثمارية بصورة متفاوتة.. ويشير المسؤول إلى ان النتائج ربع الفصلية التي اعلنتها البنوك اكدت ان الأرباح الاستثمارية التي تحققت اقل من نفس المدة خلال العام الماضي مما يؤكد التأثير الواضح للبورصة على هذه الأرباح التي انقسمت إلى جزئين الأول بسبب توزيعات الأرباح والثاني بسبب عملياتها الاستثمارية.. ويستبعد المسؤول تحقيق البنوك نفس أرباح العام الماضي.. فهناك نزول مستمر في السوق المالي (البورصة) ومن المستحيل ان تصل إلى الارقام القياسية التي حققتها خلال العام الماضي خاصة في بدايتة وعلى افضل تقدير فإن البورصة ستستقر وفقا للمستويات الحالية ان لم تكن ستقل، لذلك فهناك صعوبة كبيرة في تحقيق أرباح العام الماضي لان هذا النزول يقلص المحافظ الاستثمارية ويجعل البيع صعباً لذلك فإن هذه المحافظ تعمل على المحافظة على استثماراتها وليس بيعها حتى لاتتحمل خسائر تصيب ادارتها وعملاءها خاصة أن بعض الصناديق حققت خسائر خلال الفترة الماضية.. ويضيف المسؤول ان البنوك يجب ان تعتمد على ايرادات عمليات التشغيل وليس الاستثمار الذي يخضع لعوامل السوق.. ويتوقع ان ترتفع أرباح التشغيل خلال العام الحالي بعد ان اظهرت النتائج ربع السنوية هذا الارتفاع بالفعل وبالتالي استمراره بقية العام، فهناك نمو كبير في الطلب على الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك المحلية خاصة الاقراض والودائع وهي الخدمات الاساسية لأي بنك التي يعتمد عليها بجانب عدد من الخدمات الاخرى مثل بطاقات الاعتماد وغيرها التي تحقق عائدا جيدا في ظل الطلب المتنامي على الخدمات المصرفية واهمها القروض سواء لرجال الاعمال لتمويل المشروعات التي ينفذها القطاع الخاص او القروض التي يحصل عليها الافراد لتمويل احتياجاتهم المختلفة من شراء العقارات او السيارات او السفر للخارج.. ويوضح المسؤول ان البنوك العاملة في قطر بالفعل تركز على هذه العمليات لاقتناعها بالتوسع والنمو الكبير في السوق المحلي وقدرته على استيعاب العديد من الخدمات والمنتجات المصرفية.

تطوير الخدمات

يؤكد عبد الرحمن المير المدير التنفيذي للخدمات المصرفية للافراد ببنك الدوحة ان البنك سيواصل مسيرته الناجحة، حيث ابتكر العديد من الخدمات والمنتجات التي طرحت لأول مرة في السوق المحلي والخليجي واستقطبت اعدادا كبيرة من العملاء.. وعلى سبيل المثال فقد طرح بنك الدوحة عدة منتجات اهمها برنامج الدانة للتوفير الذي يقدم جوائز مالية كبيرة وصلت إلى مليون ريال وتم رفعها إلى مليونين في العام الجديد اضافة إلى الجوائز العينية كما سيطرح البنك العديد من البرامج مثل قروض الزواج والتعليم والحاسب الآلي وبرنامج التأمين على الحياة واضافة مميزات جديدة للبرامج التي يقدمها البنك حاليا.. ويضيف المير: ان هذه الخدمات جاءت لتلبية احتياجات العملاء التي تزايدت مع ارتفاع الدخول والايرادات.. كما ساهمت في ارتفاع أرباح البنوك لارقام قياسية لم تشهدها خلال السنوات الماضية مما حدا بالبنوك إلى زيادة رؤوس اموالها بنسب كبيرة . ويوضح المير ان البنوك استمرت في سياسة استخدام احدث تكنولوجيا عالمية وطورتها بإضافة عنصر الامان خلال التعاملات الإلكترونية.

وحول المنافسة مع بقية البنوك يقول انها تصب لصالح العميل وابتكار المزيد من المنتجات والخدمات ومن المنتظر ان تتصاعد المنافسة خلال العام الجديد لان كل بنك يعمل على زيادة حصته في السوق واستقطاب اموال جديدة خاصة ان هناك بنوكاً جديدة ستطرح في السوق وبالطبع ستعمل على خلق منتجات وخدمات مميزة ولكن البنوك مستعدة للمنافسة فيما بينها بهدف رفع الأداء وتجويد العمل، ويضيف المير: ان النهضة الاقتصادية الحالية والتنمية العمرانية ساهمت في قوة أداء البنوك وانعكس ذلك على خدماتها وأرباحها التي من المتوقع ان تشهد مستويات قياسية في عام 2006.

مغروور قطر
15-06-2006, 04:47 AM
جمال الجمال: البنوك يجب أن تركز على الخدمات المصرفية وتطويرها
مسؤول مصرفي كبير: أرباح 2005 قياسية ولن تتحقق العام الحالي
عبد الرحمن المير: البنوك الجديدة تساهم في زيادة المنافسة في السوق
تحقيق - محمد طلبة :
كان عام 2005 مميزا لكافة البنوك العاملة في قطر، حيث ارتفعت أرباحها لمستويات قياسية لم تحققها منذ بداية نشاطها في العمل المصرفي.. وارتفعت أرباحها بنسب لم تتحقق من قبل، حيث وصلت الزيادة في أرباح بعض البنوك إلى حوالي 90% مما ساهم في زيادة رؤوس اموال البنوك وزيادة الموجودات لديها حيث وصلت إلى 112.5 مليار ريال في حين كانت 88.8 مليار اول العام اي ان الموجودات زادت حوالي 23.7مليار ريال خلال عام واحد هو 2005، وتوسعت البنوك في منح القروض والتسهيلات الائتمانية حيث وصلت قيمتها إلى حوالي 60 مليار ريال من نهاية اكتوبر الماضي بزيادة 10 مليارات عن يناير الماضي بلغت القروض الشخصية للافراد منها اكثر من 22 مليار ريال بزيادة تعدت 5 مليارات عن يناير الماضي اي ان الافراد حصلوا على قروض اضافية من البنوك خلال 9 شهور تجاوزت 5 مليارات ريال بخلاف التسهيلات التي منحتها البنوك لقطاعات الصناعة والتجارة والاراضي والخدمات وغيرها من القطاعات الاخرى.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال.. هل أرباح البنوك القياسية تحققت من العمليات التشغيلية الخاصة بالمصارف؟ ام انها تحققت من استثمارات البنوك في السوق المالي والمحافظ الاستثمارية والدخول في الاكتتابات الجديدة التي تحقق أرباحا عالية في حالة بيعها ؟ الواقع يقول: ان معظم الأرباح تحققت من الاستثمارات الخارجية وليس العمليات التشغيلية.. بل ان هذه النسبة وصلت إلى مايقارب 70% في بعض البنوك مما يشير بوضوح إلى ان هذه البنوك تعتمد بدرجة كبيرة على الاستثمارات الاخرى في تحقيق الأرباح القياسية.. وقد يتساءل البعض: وما الضرر من قيام البنوك بالاستثمار في قطاعات اخرى على رأسها البورصة.. الاجابة على لسان الخبراء والاقتصاديين تؤكد ان الأرباح الناتجة من العمليات التشغيلية هي الأرباح الحقيقية للبنوك لان بقية الاستثمارات ترتبط بأوضاع السوق وما قد يشهده من هزات كما يحدث حاليا في معظم بورصات الخليج.. وعلى هذا يجب ان تكون هناك ضمانات واحتياطيات لمنع اية مخاطر قد تؤدي إلى اهتزاز الثقة في البنوك .

تأثير البورصة:

جمال الجمال مساعد المدير العام للخدمات المصرفية للافراد ببنك قطر الدولي الاسلامي يؤكد ان جميع البنوك العاملة في الجهاز المصرفي حققت أرباحا ونتائج جيدة خلال الربع الاول من عام 2006 ووصلت في بعض البنوك إلى 100% مقارنة بنفس المدة من العام الماضي 2005 مما يعني مؤشرا جيدا لاستمرار البنوك في تحقيق الأرباح التي تحققت العام الماضي وتجاوزها.. ويضيف الجمال ان البنوك ستستمر في النمو الكبير خلال العام الحالي وسيتضح ذلك بصورة كبيرة مع الاعلان عن النتائج المالية للربع الثاني من العام الذي يمثل نصف العام.

ويوضح الجمال ان البنوك تفاوتت في أرباحها بين التشغيلية والاستثمارية وان كان هناك بعض البنوك قد حقق أرباحا استثمارية كبيرة الا ان الوضع يختلف في العام الحالي بسبب انخفاض البورصة والتأثير الكبير لها على أرباح مجمل النشاط الاقتصادي في قطر وليس البنوك وحدها.. لذلك فإن التوقعات تشير إلى ارتفاع الأرباح التشغيلية على حساب الأرباح الاستثمارية.. فهناك توسعا كبيرا في المشاريع المرتبطة بالبنى التحتية ومشاريع النفط والغاز اضافة إلى النشاط العقاري الذي يشهد نهضة كبيرة لم تتحقق من قبل.. ويضيف الجمال انه في الوقت ذاته فإن الأرباح الاستثمارية ستتراجع خاصة المتعلقة بالبورصة نتيجة للتراجع الواضح في الاسهم سواء في قطر او بقية الدول الخليجية والعربي.. ويؤكد ان ارتفاع الأرباح الاستثمارية مرهون بتكوين محافظ استثمارية جيدة تكون في استطاعتها التغلب على انخفاض الاسعار وتكوين أرباح جيدة ومناسبة خاصة اذا احسنت عملية دخول السوق في الوقت المناسب .

ويطالب الجمال البنوك العاملة في قطر بالتركيز على الايرادات الناتجة من النشاط الاساسي للبنك وهو الخدمات المصرفية من خلال تطوير هذه الخدمات والمنتجات التي تقدمها للعملاء مع الاهتمام بشكل كبير بالخدمات في السوق المحلي وليس الخارجي.. حيث تساهم هذه الخدمات بفاعلية في نمو البنك وتحقيق أرباح قياسية تساعد البنك في المساهمة في النمو الاقتصادي وتحقيق الاهداف الخاصة والعامة، ويؤكد الجمال ان الخدمات المصرفية تطورت بصورة كبيرة في البنوك القطرية واصبحت لاتقل عن مستويات البنوك العالمية لذلك فهناك طلب كبير على هذه الخدمات في السوق المحلي من المتوقع ان يتضاعف خلال العام الحالي لذلك فإن الأرباح المتوقعة ستفوق المحققة خلال العام الماضي.

أرباح قياسية:

وفقا للبيانات المالية التي حققتها البنوك فإن غالبيتها ارتفعت أرباحها وعملياتها في السوق المحلي خلال عام 2005 بصورة لم يشهدها من قبل.. ففي مصرف قطر الاسلامي تم توزيع ارباح نقدية بنسبة 25% واصدار اسهم مجانية بواقع 50% من رأس المال، كما تمت المصادقة على زيادة رأس المال من 663 مليوناً الى 994 مليون ريال، وهناك زيادة اضافية لرأس المال من خلال اصدار اسهم جديدة بنسبة 20% وفقاً للاكتتاب العام لحاملي الأسهم بسعر 120 ريالاً للسهم، اما البنك الوطني فقد تم توزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 75% (تعادل 7،5 ريال للسهم الواحد) وتوزيع أسهم مجانية بنسبة 25% من رأس المال، وتوضح المؤشرات المالية ان صافي الأرباح لعام 2005 ارتفع بنسبة (85،7%) عن أرباح عام 2004 البالغة .

وفي بنك قطر الدولي الإسلامي تمت زيادة رأسمال البنك ليصبح 406.3 مليون ريال بتوزيع أسهم مجانية بواقع سهم لكل سهم مملوك.. بجانب زيادة اضافية في رأسمال البنك بنسبة 15% وذلك بطرح 6.093.750 سهماً اضافيا للاكتتاب بواقع سهم لكل 6.67 سهماً مملوكاً وارتفع صافي أرباح البنك من 88.2 مليون ريال عام 2004م إلى 465.6 مليون ريال عام 2005م بنسبة نمو 428%.

وحقق بنك الدوحة صافي أرباح بلغت 789.9 مليون ريال قطري لعام 2005 بالمقارنة مع 368.4 مليون ريال قطري في عام 2004 بزيادة بلغت 421.5 مليون ريال قطري وبنسبة قدرها 114.4 وحقق البنك التجاري صافي أرباح قدره 749.5 مليون ريال عن عملياته لعام 2005 بارتفاع نسبته 117% عن أرباح العام السابق. كما زادت نسبة صافي دخل العمليات عن العام السابق بنسبة 91% لتصل إلى 1.014 مليون ريال.

إيرادات التشغيل

مسؤول مصرفي كبير بقطاع الاستثمار بأحد البنوك الكبري يؤكد ان جزءا كبيرا من أرباح البنوك خلال العام الماضي تحققت بالفعل من الأرباح الاستثمارية وليس التشغيلية الا ان هذه الأرباح تختلف من بنك إلى اخر وقد تراوحت بين 15% و70% مما يعني ان جميع البنوك حققت أرباحا استثمارية بصورة متفاوتة.. ويشير المسؤول إلى ان النتائج ربع الفصلية التي اعلنتها البنوك اكدت ان الأرباح الاستثمارية التي تحققت اقل من نفس المدة خلال العام الماضي مما يؤكد التأثير الواضح للبورصة على هذه الأرباح التي انقسمت إلى جزئين الأول بسبب توزيعات الأرباح والثاني بسبب عملياتها الاستثمارية.. ويستبعد المسؤول تحقيق البنوك نفس أرباح العام الماضي.. فهناك نزول مستمر في السوق المالي (البورصة) ومن المستحيل ان تصل إلى الارقام القياسية التي حققتها خلال العام الماضي خاصة في بدايتة وعلى افضل تقدير فإن البورصة ستستقر وفقا للمستويات الحالية ان لم تكن ستقل، لذلك فهناك صعوبة كبيرة في تحقيق أرباح العام الماضي لان هذا النزول يقلص المحافظ الاستثمارية ويجعل البيع صعباً لذلك فإن هذه المحافظ تعمل على المحافظة على استثماراتها وليس بيعها حتى لاتتحمل خسائر تصيب ادارتها وعملاءها خاصة أن بعض الصناديق حققت خسائر خلال الفترة الماضية.. ويضيف المسؤول ان البنوك يجب ان تعتمد على ايرادات عمليات التشغيل وليس الاستثمار الذي يخضع لعوامل السوق.. ويتوقع ان ترتفع أرباح التشغيل خلال العام الحالي بعد ان اظهرت النتائج ربع السنوية هذا الارتفاع بالفعل وبالتالي استمراره بقية العام، فهناك نمو كبير في الطلب على الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك المحلية خاصة الاقراض والودائع وهي الخدمات الاساسية لأي بنك التي يعتمد عليها بجانب عدد من الخدمات الاخرى مثل بطاقات الاعتماد وغيرها التي تحقق عائدا جيدا في ظل الطلب المتنامي على الخدمات المصرفية واهمها القروض سواء لرجال الاعمال لتمويل المشروعات التي ينفذها القطاع الخاص او القروض التي يحصل عليها الافراد لتمويل احتياجاتهم المختلفة من شراء العقارات او السيارات او السفر للخارج.. ويوضح المسؤول ان البنوك العاملة في قطر بالفعل تركز على هذه العمليات لاقتناعها بالتوسع والنمو الكبير في السوق المحلي وقدرته على استيعاب العديد من الخدمات والمنتجات المصرفية.

تطوير الخدمات

يؤكد عبد الرحمن المير المدير التنفيذي للخدمات المصرفية للافراد ببنك الدوحة ان البنك سيواصل مسيرته الناجحة، حيث ابتكر العديد من الخدمات والمنتجات التي طرحت لأول مرة في السوق المحلي والخليجي واستقطبت اعدادا كبيرة من العملاء.. وعلى سبيل المثال فقد طرح بنك الدوحة عدة منتجات اهمها برنامج الدانة للتوفير الذي يقدم جوائز مالية كبيرة وصلت إلى مليون ريال وتم رفعها إلى مليونين في العام الجديد اضافة إلى الجوائز العينية كما سيطرح البنك العديد من البرامج مثل قروض الزواج والتعليم والحاسب الآلي وبرنامج التأمين على الحياة واضافة مميزات جديدة للبرامج التي يقدمها البنك حاليا.. ويضيف المير: ان هذه الخدمات جاءت لتلبية احتياجات العملاء التي تزايدت مع ارتفاع الدخول والايرادات.. كما ساهمت في ارتفاع أرباح البنوك لارقام قياسية لم تشهدها خلال السنوات الماضية مما حدا بالبنوك إلى زيادة رؤوس اموالها بنسب كبيرة . ويوضح المير ان البنوك استمرت في سياسة استخدام احدث تكنولوجيا عالمية وطورتها بإضافة عنصر الامان خلال التعاملات الإلكترونية.

وحول المنافسة مع بقية البنوك يقول انها تصب لصالح العميل وابتكار المزيد من المنتجات والخدمات ومن المنتظر ان تتصاعد المنافسة خلال العام الجديد لان كل بنك يعمل على زيادة حصته في السوق واستقطاب اموال جديدة خاصة ان هناك بنوكاً جديدة ستطرح في السوق وبالطبع ستعمل على خلق منتجات وخدمات مميزة ولكن البنوك مستعدة للمنافسة فيما بينها بهدف رفع الأداء وتجويد العمل، ويضيف المير: ان النهضة الاقتصادية الحالية والتنمية العمرانية ساهمت في قوة أداء البنوك وانعكس ذلك على خدماتها وأرباحها التي من المتوقع ان تشهد مستويات قياسية في عام 2006.