(الفيصل)
12-05-2012, 01:16 AM
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبعد،،
يُقال أن داء الأنــا او النرجسية داء نفسي يصاب به الإنسان فيصبح لا يرى إلا نفسه ولا يقتنع برأي أي شخص اخر غيره فهو الكامل والصحيح ومادونه هو الناقــص والخطأ .
ويقال أن النرجسية سميت بذلك نسبةالى نارسيس الفتى اليوناني الذي ورد ذكره في الاساطير اليونانية وهو فتى رائع الجمال ، نظر الى صورته ذات مرة في ماء البحيرة ، فراعه جماله وشغله عن العالم فعكف على الصورة يتأملها واطلق اسمه بعد ذلك على كل من يركز اهتمامه على ذاته او يجعل نفسه بقيمها ومشاعرها مركز العالم.
اعتقد ان النرجسية تختلف نوعاً ما عن الانا وأن كان هناك ترابط بينهما بالفعل ، فصاحب داء النرجسية قد يكون منزوي ومشغول بنرجسيته (كصاحبنا اليوناني الجميل) ، في حين أن صاحب داء الأنا ليس معزول بل يعمل معنا ويشغلنا معه ولكن لاينسب النجاح إذا تحقق الا لنفسه في حين ينسب الفشل لو حدث للجماعة التي عملت معه وهو خارج(نطاق التغطية) وخارج الحسبة !!
سبحان الله
هو ضد فكرة (نجاح العمل الجماعي) فهو يعمل مع الجماعة ولكن يرى ان الجماعة بدونه لاتساوي شيئا!!
يعني ( أنا فقط ومن بعدي الطوفان )
تلك المقولة التي رددتها زوجة الملك لويس الخامس عشر فاأين هي الآن هي وزوجها؟؟!! وهل جاء الطوفان الذي حذرت منه؟ أم ان الدنيا سارت بهما وبدونهما ؟؟!!.
لقد فند المستشار باتريك لينسيوني في كتابه " الخلل في العمل الجماعي " وأرجعه إلى خمسة اختلالات وهم غياب الثقة ، والخوف من النزاع - تصنع الانسجام وموافقة الرأي لتجنب المناقشات ، وعدم الالتزام ، وتجنب المسائلة - التمصل من المسؤولية وتحميلها زملاء العمل ، وإهمال النتائج - التركيز على النجاحات الشخصية، تقديم النجاح الشخصي على نجاح الفريق.
أعتقد أنه ينبغي أن نفهم أن حقيقة العمل الجماعي تتلخص في هذه الصورة
http://www4.0zz0.com/2012/05/11/21/123200675.jpg (http://www.0zz0.com)
فتخيلوا لوتفرقت الأحرف في الصورة، هل كان هناك معنى للجملة ؟؟
بالتأكيد لا
وكذلك الحال مع العمل الجماعي فالكل يعمل لبلوغ هدف النجاح فإن تحقق ذلك لابد أن ينسب للجماعة لالفرد بعينه من الجماعه وكذلك الحال إذا فشل العمل(الجماعي).
دعوني أذكر لكم قصة الفيل والجمل والحصان والخروف والقط والكتكوت
الذين خرجوا جميعا ذات يوم في رحلة إلى بركة ماء بعيدة . كانت الشمس ساطعة وأشعتها حامية، وكانوا يسيرون بلا نظام أو ترتيب، ولايتبادلون الحديث إلا قليل وذلك من شدة الحر وطول الطريق. بالطبع كان لكل واحد منهم ظله على الطريق .
ولا حظ الجمل أن ظله أصغر من ظل الفيل، فخطر بباله أن يسير إلى جانبه ويحتمي بظله من حرارة الشمس .
فهمس إليه : هل يضايقك أن أمشى في ظلك؟
قال له الفيل أهلا بك ومرحبا .
فأسرع الجمل وسار في ظل الفيل
وهنا لاحظ الحصان ما فعله الجمل وتقدم إلى الفيل
وقال له هل تسمح لي بأن أمشي في ظلك؟
رد الفيل تفضل فأسرع الحصان وسار بجوار الجمل.
أدار الجمل رأسه إلى الحصان وقال له
الحقيقة أنك تسير في ظلي أنا !!
رد الحصان هذا غير صحيح فأنك لو تركت مكانك لما تأثر موقفي، ولظللت أسير في ظل الفيل
قال الفيل بضيق للجمل من الواضح أن الحصان يسير في ظلي أنا
فسكت الجمل خوفا من أن يغضب الفيل ويمنعهما من السير في ظله
وبعد قليل هز الحمار ذيله وسأل الفيل هل أستطيع أن أمشي في ظلك؟
قال الفيل لا مانع أبدا ، وكذلك طلب الخروف والقط ووافق الفيل.
ولم يبقى الا الكتكوت وحده يمشي في الشمس !!
فعطف عليه القط
وقال له : تعال أمشي في الظلال إلى جواري
سمع الفيل ذلك فثار قائلا : من الذي يتبرع بظلي دون أذني ؟ اذا أراد الكتكوت أن يمشي في الظل فعليه أن يأخذ الأذن مني أنا
قال الكتكوت:المشكلة أنني لا أدري ممن آخذ الأذن ؟ فلو أني مشيت في الظل
ترى من يكون صاحب الظل ؟
قال الفيل أنا صاحب الظل بالتأكيد .
فقال له الكتكوت : لو أنك أبتعدت عنا فسأبقى أنا في الظل..فمن صاحب الظل في هذه الحالة ؟
قال الجمل سأكون أنا صاحب الظل
قال الكتكوت ولوأبتعدت أنت أيضا من يكون صاحب الظل ؟
قال الحصان أنا طبعا
ضحك الكتكوت وقال ولو أبتعدت أنت أيضا وأبتعد الحمار والخروف فسأبقى أنا بالظل أيضا ، ترى من يكون صاحب الظل ؟
قال القط أنا طبعا
قال الكتكوت هذا صحيح
فلو ترك القط مكانه فلن أجد ظلا أمشى فيه .
قال القط أذن المفروض أن تأخذ أذني أنا
هتف الخروف لأ أذنى أنا
ونهق الحمار لأ أذنى أنا
وصهل الحصان لأ أنا
وصاح الجمل لأ أنا
فقاطعهم الفيل بغضب : الواجب عليكم أن تستأذنوا مني أنا، لأني صاحب الظل الأكبر .
مضى الفيل إلى الجانب الآخر من الطريق آخذا ظله معه
وبقيت الحيوانات كلها تسير في الظل ماعدا الجمل الذي قال :
لن أسير وحدي في الشمس بينما كلكم تتمتعون بظلي وأخذ ظله وأنتقل للمكان الآخر
فقال الحصان أنا أيضا لن يستمتع بظلي الآخرين بينما أنا أسير بالشمس وحدي
وهكذا فعل الحمار والخروف والقط .
وهكذا تفرق الجميع وساروا كلهم في الشمس المحرقة
بعد فترة ظهرت سحابة كبيرة ، فغطت وجه الشمس وظللت الأرض كلها
ولم تسأل أحدا منهم ثمنا لهذا العطاء كما لم تطلب من أحدا منهم أن يستأذنها قبل أن تمنحه ظلها
بعد قليل أنهمر المطر غزيرا فروى الأرض كلها وملأها خضرة وزهورا رائعة
ركضت الحيوانات هنا وهناك بلا ظل ، ولجأت للأشجار الكبيرة تحتمي بها وهى تميل نحوها وكأنها تحتضنها في حنو وكرم بالغين
وفي اليوم التالي
أشرقت الشمس في السماء وظهرت ظلال الحيوانات مرة أخرى
وباليوم هذا فقط تعلموا أنهم يكملوا بعض وان أجتماعهم وعطائهم وكرمهم لبعضهم البعض خيراً من العكس .
وصلى الله على من لانبي بعده
والصلاة والسلام على رسول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبعد،،
يُقال أن داء الأنــا او النرجسية داء نفسي يصاب به الإنسان فيصبح لا يرى إلا نفسه ولا يقتنع برأي أي شخص اخر غيره فهو الكامل والصحيح ومادونه هو الناقــص والخطأ .
ويقال أن النرجسية سميت بذلك نسبةالى نارسيس الفتى اليوناني الذي ورد ذكره في الاساطير اليونانية وهو فتى رائع الجمال ، نظر الى صورته ذات مرة في ماء البحيرة ، فراعه جماله وشغله عن العالم فعكف على الصورة يتأملها واطلق اسمه بعد ذلك على كل من يركز اهتمامه على ذاته او يجعل نفسه بقيمها ومشاعرها مركز العالم.
اعتقد ان النرجسية تختلف نوعاً ما عن الانا وأن كان هناك ترابط بينهما بالفعل ، فصاحب داء النرجسية قد يكون منزوي ومشغول بنرجسيته (كصاحبنا اليوناني الجميل) ، في حين أن صاحب داء الأنا ليس معزول بل يعمل معنا ويشغلنا معه ولكن لاينسب النجاح إذا تحقق الا لنفسه في حين ينسب الفشل لو حدث للجماعة التي عملت معه وهو خارج(نطاق التغطية) وخارج الحسبة !!
سبحان الله
هو ضد فكرة (نجاح العمل الجماعي) فهو يعمل مع الجماعة ولكن يرى ان الجماعة بدونه لاتساوي شيئا!!
يعني ( أنا فقط ومن بعدي الطوفان )
تلك المقولة التي رددتها زوجة الملك لويس الخامس عشر فاأين هي الآن هي وزوجها؟؟!! وهل جاء الطوفان الذي حذرت منه؟ أم ان الدنيا سارت بهما وبدونهما ؟؟!!.
لقد فند المستشار باتريك لينسيوني في كتابه " الخلل في العمل الجماعي " وأرجعه إلى خمسة اختلالات وهم غياب الثقة ، والخوف من النزاع - تصنع الانسجام وموافقة الرأي لتجنب المناقشات ، وعدم الالتزام ، وتجنب المسائلة - التمصل من المسؤولية وتحميلها زملاء العمل ، وإهمال النتائج - التركيز على النجاحات الشخصية، تقديم النجاح الشخصي على نجاح الفريق.
أعتقد أنه ينبغي أن نفهم أن حقيقة العمل الجماعي تتلخص في هذه الصورة
http://www4.0zz0.com/2012/05/11/21/123200675.jpg (http://www.0zz0.com)
فتخيلوا لوتفرقت الأحرف في الصورة، هل كان هناك معنى للجملة ؟؟
بالتأكيد لا
وكذلك الحال مع العمل الجماعي فالكل يعمل لبلوغ هدف النجاح فإن تحقق ذلك لابد أن ينسب للجماعة لالفرد بعينه من الجماعه وكذلك الحال إذا فشل العمل(الجماعي).
دعوني أذكر لكم قصة الفيل والجمل والحصان والخروف والقط والكتكوت
الذين خرجوا جميعا ذات يوم في رحلة إلى بركة ماء بعيدة . كانت الشمس ساطعة وأشعتها حامية، وكانوا يسيرون بلا نظام أو ترتيب، ولايتبادلون الحديث إلا قليل وذلك من شدة الحر وطول الطريق. بالطبع كان لكل واحد منهم ظله على الطريق .
ولا حظ الجمل أن ظله أصغر من ظل الفيل، فخطر بباله أن يسير إلى جانبه ويحتمي بظله من حرارة الشمس .
فهمس إليه : هل يضايقك أن أمشى في ظلك؟
قال له الفيل أهلا بك ومرحبا .
فأسرع الجمل وسار في ظل الفيل
وهنا لاحظ الحصان ما فعله الجمل وتقدم إلى الفيل
وقال له هل تسمح لي بأن أمشي في ظلك؟
رد الفيل تفضل فأسرع الحصان وسار بجوار الجمل.
أدار الجمل رأسه إلى الحصان وقال له
الحقيقة أنك تسير في ظلي أنا !!
رد الحصان هذا غير صحيح فأنك لو تركت مكانك لما تأثر موقفي، ولظللت أسير في ظل الفيل
قال الفيل بضيق للجمل من الواضح أن الحصان يسير في ظلي أنا
فسكت الجمل خوفا من أن يغضب الفيل ويمنعهما من السير في ظله
وبعد قليل هز الحمار ذيله وسأل الفيل هل أستطيع أن أمشي في ظلك؟
قال الفيل لا مانع أبدا ، وكذلك طلب الخروف والقط ووافق الفيل.
ولم يبقى الا الكتكوت وحده يمشي في الشمس !!
فعطف عليه القط
وقال له : تعال أمشي في الظلال إلى جواري
سمع الفيل ذلك فثار قائلا : من الذي يتبرع بظلي دون أذني ؟ اذا أراد الكتكوت أن يمشي في الظل فعليه أن يأخذ الأذن مني أنا
قال الكتكوت:المشكلة أنني لا أدري ممن آخذ الأذن ؟ فلو أني مشيت في الظل
ترى من يكون صاحب الظل ؟
قال الفيل أنا صاحب الظل بالتأكيد .
فقال له الكتكوت : لو أنك أبتعدت عنا فسأبقى أنا في الظل..فمن صاحب الظل في هذه الحالة ؟
قال الجمل سأكون أنا صاحب الظل
قال الكتكوت ولوأبتعدت أنت أيضا من يكون صاحب الظل ؟
قال الحصان أنا طبعا
ضحك الكتكوت وقال ولو أبتعدت أنت أيضا وأبتعد الحمار والخروف فسأبقى أنا بالظل أيضا ، ترى من يكون صاحب الظل ؟
قال القط أنا طبعا
قال الكتكوت هذا صحيح
فلو ترك القط مكانه فلن أجد ظلا أمشى فيه .
قال القط أذن المفروض أن تأخذ أذني أنا
هتف الخروف لأ أذنى أنا
ونهق الحمار لأ أذنى أنا
وصهل الحصان لأ أنا
وصاح الجمل لأ أنا
فقاطعهم الفيل بغضب : الواجب عليكم أن تستأذنوا مني أنا، لأني صاحب الظل الأكبر .
مضى الفيل إلى الجانب الآخر من الطريق آخذا ظله معه
وبقيت الحيوانات كلها تسير في الظل ماعدا الجمل الذي قال :
لن أسير وحدي في الشمس بينما كلكم تتمتعون بظلي وأخذ ظله وأنتقل للمكان الآخر
فقال الحصان أنا أيضا لن يستمتع بظلي الآخرين بينما أنا أسير بالشمس وحدي
وهكذا فعل الحمار والخروف والقط .
وهكذا تفرق الجميع وساروا كلهم في الشمس المحرقة
بعد فترة ظهرت سحابة كبيرة ، فغطت وجه الشمس وظللت الأرض كلها
ولم تسأل أحدا منهم ثمنا لهذا العطاء كما لم تطلب من أحدا منهم أن يستأذنها قبل أن تمنحه ظلها
بعد قليل أنهمر المطر غزيرا فروى الأرض كلها وملأها خضرة وزهورا رائعة
ركضت الحيوانات هنا وهناك بلا ظل ، ولجأت للأشجار الكبيرة تحتمي بها وهى تميل نحوها وكأنها تحتضنها في حنو وكرم بالغين
وفي اليوم التالي
أشرقت الشمس في السماء وظهرت ظلال الحيوانات مرة أخرى
وباليوم هذا فقط تعلموا أنهم يكملوا بعض وان أجتماعهم وعطائهم وكرمهم لبعضهم البعض خيراً من العكس .
وصلى الله على من لانبي بعده