المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مابالك تبتعد عنه وهو منك قريب



امـ حمد
13-05-2012, 12:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما بالك تبتعد عنه وهو منك قريب،

قال تعالى(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)سورة،ق،انظر إلى عظيم إحسانه،



فمن تقرب إليه خطوة تقرب إليه ضعفها،انظر لعظيم صفة ربك،وأنه حيي يستحي أن يرد يد الطالبين من فضله صفراّ،وقد



يكون منهم مذنب والمقصر،فهو أهل الجود والفضل والإنعام والإكرام،يراك تعصاه وتفعل المنكرات، فيسترك ولا يفضحك،



فإنه ستير يحب الستر،وربك شكور،يشكرك أنت على طاعتك له،بل يضاعف الجزاء وإن قل العمل، يعطي على الحسنة عشر



أمثالها وربما بلا عدد، يأخذ منك التمرة فيجعلها كالجبل، وينقذك من النار بشق تمرة،أما تحرك قلبك له،أما دمعت عيناك وأنت




تقرأ جميل صفاته،و بديع صنعه،وأنت تقابل الإحسان بالإساءة، وإقباله عليك بالإعراض عنه،إن كل خير أنت فيه فمنه، هو الذي



أرسله إليك صحتك، مالك، عملك،زوجتك،أولادك،كل هذا فضله عليك،وقد اختصك منه بما يصلح لك،وادخر لك عنده يوم



القيامة،إن أطعته ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا يخطر على قلوب البشر،إن أعطاك الله المشقات والمصاعب والمشاكل،فاعلم



أن الله يحبك ويريد سماع صوتك في الدعاء،وإن أعطاك الله القليل فاعلم أن الله يحبك وأنه سيعطيك الأكثر في الآخرة،وإن



أعطاك الله الرضا والصبر،فاعلم أن الله يحبك وأنه أعطاك أجمل نعمة،وإنك من الفائزين،وإن أعطاك الله الهم والحزن،فاعلم أن



الله يحبك وينتظر منك الحمد والشكر،وإنه يختبر إيمانك،وإن أعطاك الله لسان وقلب،فاعلم أن الله يحبك فاستخدمهم في الخير




والإخلاص،وقد أعطاك الله الإسلام والصلاة والصوم والقراّن،فاعلم أن الله يحبك فكن له شاكراّ،تدري ماذا سيكون



حالك لو أحبك الله،والله الذي لا إله غيره لو كنت صادقاّ مع الله،لما طاب لك عيش حتى تصل إلى هذه المرتبة العظمى التي




لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم،ولا فاز بها إلا المصطفون الأخيار،الذين صدقوا الله فصدقهم، وأخلصوا له دينهم فشكر لهم



فأعطاهم أعظم المنح، فرزقهم حبه،يقول ابن القيم،وإذا أحب الله عبداّ انشأ في قلبه محبته،فإذا أحبهم جعلهم من خاصته،فدفع




عنهم كل شر،وأحاطهم برحماته،وأسدى لهم الخيرات،وشرح قلوبهم، وسلَّم لهم قلوبهم،واطمأنت نفوسهم،ولو ندرك تلك




المراتب،فوالله لا نريد بعدها حياة،قال تعالى(قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن



كنتم صادقين)سورة،الجمعة،ووهبك الإيمان فأعلى درجتك عنده،ولو صار اسمك عند الله(مؤمناّ) فأبشر بكل نعيم،فالله معهم



يختصهم بفضل منه ورضوان،وينجيهم من المحن، بل أوجب الله على نفسه نصرتهم(وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاّ



كبيراّ)الأحزاب،قال الحارث المحاسبي،إن علامة محبة الله للعبد يدبر لك أمرك، فلا تمر بك مشكلة إلا بعث لك حلها، يحفظ سمعك



فلا تسمع إلا ما يرضيه، يحفظ بصرك فلا ترى إلا ما يحب،يحفظ عليك جوارحك فلا تصرفها إلا في طاعته،يا له من فضل أن



تعيش محفوفاّ بحفظ الله تعالى،وفي قول الله تعالى(قل فلم يعذبكم بذنوبكم)سورة المائدة،فإن الحبيب لا يعذب حبيبه،وحفظك من



شرور الدنيا،قال ابن مسعود،إذا أحب الله عبداّ اقتناه لنفسه ولم يشغله بزوجة ولا ولد،فيجعله بالدنيا مغموماّ،فلا يكون في قلبه



تعلق بحطام الدنيا الفاني، ليس مشغولاً بولد ولا زوجة،ولا مال ولا تجارة، بل هو مشغول بالله تعالى،هو أنيسه،هو حبيبه،هو



قرة عينه،أن العبد يكون موفقاّ لفعل الطاعات،بعيداّ عن الوقوع في المحظورات والمنكرات، فالله إذا أحب عبداّ فتح له من العمل



الصالح ما يقربه إليه، ودفع عنه كل شر وسوء،قال ابن القيم،إذا أحب الله عبداّ اصطنعه لنفسه، واجتباه لمحبته، واستخلصه




لعبادته، فشغل همه به، ولسانه بذكره، وجوارحه بخدمته،فما أعظمها من منزلة، أن تكون خادماّ عند الله تعالى، يستعملك في



إيصال الخير إلى الناس، فيثقل ميزانك بأعظم أعمال البر، فيجعل الناس لك في حاجة، ويكفيك حاجتك، فيقضيها عنك، فمن




استعمله الله واستخدمه، جعل الناس له خدماّ،واصطفاه لنفسه، نسأل الله أن نكون منهم،فإن الله إذا أحب عبداّ جعل في قلبه


الرأفة والشفقة لسائر المخلوقات،وعود كفه السخاء، وقلبه الرأفة، ونفسه السماحة، ورزقك رزقًا حلالاً،قال الفضيل،وإذا



أحب الله عبدا طيب له مطعمه،وهذه نعمة عظيمة، فقلّ من يتحري الحلال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(ليأتين على



الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام)رواه البخاري،والبلية أن النبي أخبرنا(أنه لا يربو لحم




نبت من سحت إلا كانت النار أولى به)رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني،في صحيح الترمذي،وهذا من عظيم رحمة الله



بعبده،فإن في ذلك تمحيصاّ لهم من الذنوب،وتفريغاّ لقلوبهم من الشغل بالدنيا غيرة،وجميع ما يبتليهم به من ضنك



المعيشة،وكدر الدنيا وتسليط أهلها،ليشهد صدقهم معه وصبرهم في المجاهدة،قال تعالى(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)محمد،






فاللهم نسألك فعل الخيرات،وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وتتوب علينا، وإن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

ارين
15-05-2012, 02:47 PM
بارك الله فيج يالغالية وجزاج الفردوس الأعلى

امـ حمد
15-05-2012, 04:56 PM
بارك الله فيج يالغالية وجزاج الفردوس الأعلى



بارك الله فيج حبيبتي

ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري