المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشكر لله هو راس العبادة وأصل الخير



امـ حمد
13-05-2012, 11:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عـن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسـول الله صلى الله علـيه و سلم(انظــروا إلى من هو أسفل منكم،ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ،رواه مسلم،يا لها مـن وصية نافعة ،وكلمة شافية وافية فهذا




يدل عـلى الحث على شكر الله بالاعتراف بنعمه ،والتحدث والاستعانة بها عـلى طاعة المنعم،قال الإمام النووي في،شرح صحيح مسلم،معنى ( أَجدر ) أَحق ،و تزدروا ) تحَقروا، قال ابن جرير وغيره،هذا حديث جامع لأنواع من



الخير،لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك،واستصغر ماعنده من نعمة الله تعالى،وحرص على الإزدياد ليلحق بذلك أو يقاربه،هذا هو الموجود في غالب الناس،وأما إذا نظر في أمور الدنيا




إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه،فشكرها وتواضع ،فإن الشكر لله هو رأس العبادة وأصـل الخير،وأوجبه على العباد، فإنه ما بالعـباد من نعمة ظاهرة




ولا باطنة خاصة أو عـامة إلا من الله،وهو الذي يأتي بالخير والحسنات ويدفــع الســوء والسيئات،فيستحق أن يبذل له العباد من الشكر ما تصل إليه قواهم ، وعلى العبد أن يسعى بكل وسيلة توصله وتعينه على الشكر،وقد أرشد صلى الله




عـليه وسلم إلى هذا الدواء العجيب والسبب القوي لشكر نعم الله وهو أن يلحظ العـبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب ،والمال وأصناف النعم فمتى استدام هذا النظر اضطره إلـى كثرة شكر ربه والثناء عليه،فإنه لا يزال يرى خلقاً




كثيراً دونه بدرجات في هذه الأوصاف ويتمنى كثير منهم أن يصل إلى قريب مما أوتيه من عافية ومال ورزق وخَلق وخُلق فيحمد الله على ذلك حمداً كثيراً ويقول،الحمد لله الذي أنـعم عـليَّ و فضلني عـلى كثير ممن خلــق تفضـيلاً ،ينظر




إلى خلق كثير ممن سلبوا عقولهم فيحمد ربه عـلى كمال العقل و يشاهد عالـماً كثيراً ليس لهـم قوت مدخر ولا مساكن يأوون إليها وهـو مطمئن في مسكنه موسع عـليه رزقه ويرى خلقاً كثيراً قـد ابتُلوا بأنواع الأمراض وأصناف الأسقام




وهو مُعافــى من ذلك ،ويشاهد خلقاً كثيراً قد ابتُلوا ببلاء أفظع من ذلك بانحراف الدين ،والوقوع في قاذورات المعاصـي،والله قد حفظه منها ،و يتأمل أناساً كثيرين قـد استـولى عليهم الهم وملكهم الحزن والوساوس ،وضيـق الصدر




ثم ينظر إلى عافيته من هذا الداء،ومنة الله عليه براحة القلب حتى ربما كان فقيراً يفوق بهذه النعمة ،نعمة القناعة وراحة القلب،من الأغنياء،ثم مـن ابتلي بشيء مـن هـذه الأمور يجد عالماً كثيراً أعظم منه وأشد مصيبة فيحمد الله على وجود




العافية وعـلى تخفيف البلاء فإنه ما من مكروه إلا ويوجد مكروه أعظم منه،من وفق للاهتداء بهذا الهدي الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم،لم تزل نعـم الله عليه تترى وتتوالى،ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر إلى من هـو




فوقه فـي العافية والمال والرزق وتوابع ذلك ، فإنه لا بد أن يزدري نعمة الله ويفقد شكره،ومتى فقد الشكر
ترحلت عنه النعم و تسابقـت إليه النقم وامتحن بالغم والحزن الدائم والتسخـط لما هو فيه من الخير وعدم الرضى بالله




رباً ومدبراً وذلك ضرر في الدين والدنيا وخسران مبين،واعلم أن من تفكر في كثرة نعم الله ،الظاهرة والباطنة،وأن من نعم الله لا يقـدر العبد على إحصائه وتعداده،إلى الاعتراف التام بالنعم وكثرة الثناء على الله ،ويستحي من ربه أن يستعين



بشيء من نعمه على ما لا يحبه ويرضاه وأوجب له الحياء،الذي هو من أفضل شعب الإيمان فاستحيى من ربه أن يراه حيث نهاه ، أو يفقده حيث أمره،ولما كان على الشكر مدار الخير وعنوانه قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل(إني




أحبك فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة(اللهـم أعني على ذكرك و شكرك وحسـن عبادتك) أخرجه أحمد، و صحّحه



الألباني )وقد اعترف أعظم الشاكرين بالعجز عن شكر نعم الله فقال صلّى الله عليه وسلم( لا أحصي ثناء عليك،أنت كما أثنيت على نفسك )رواه مسلم .

ارين
15-05-2012, 02:42 PM
شـــــــــكرا لك يالغالية على الدرر وبارك الله فيك وجزاك كل خير

امـ حمد
15-05-2012, 05:02 PM
شـــــــــكرا لك يالغالية على الدرر وبارك الله فيك وجزاك كل خير



بارك الله فيج حبيبتي

ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري