المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتدرون ما هو الرجاء



امـ حمد
15-05-2012, 12:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيف بفؤادك وقلبك إذا تذكرت عظمة الله تعالى وعظيم كبريائه،وملكه المحيط وجبروته وعزته التي لا توصف،أين




ذهب قلبك وفكرك وأنت تقرأ كتابه العزيز،فتقف عند وعيده،وشديد عقابه،ما يتفطر له أكباد الخائفين،وتوجل منه



قلوب المتقين،قال تعالى(إن بطش ربك لشديد)البروج،وقال(ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير)آل عمران،وخوف الله





تعالى ملأ قلوب العارفين،وملك أفئدة المتقين،ففارقوا اللذات،وهجروا الشهوات،وعكفوا على الصالحات،فأناروا




نهارهم بالذكر والحسرات،وليلهم بالتهجد والآهات،ولا ينال مرتبة الخوف من الله تعالى والخشية منه إلا




الصادقون،المخلصون،وكلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه،وقد وصف الله تعالى الملائكة بقوله



(يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون مايؤمرون)النحل،والأنبياء بقوله(الذين يبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداّ إلأ




الله)الأحزاب،أولئك هم أعلى الخلق في الخوف من الله تعالى،وهذا الخوف،تحسه في نفسك،وتلمسه بين جوانحك إن




صدق إيمانك،وعظم يقينك،فالعبد إن كان مستقيماً فخوفه من سوء العقاب لقوله تعالى(يحول بين المرء وقلبه)الأنفال،وإن




كان مائلاً فخوفه من سوء فعله، وينفعه ذلك مع الندم والإقلاع، أو لا يكون ممن شاء الله أن يغفر له، فهو مشفق من



ذنبه طالب من ربه أن يدخله فيمن يغفر له،ومن أعجب أحوال الخائفين،عن عائشة رضي الله عنها قالت،سألت




رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية(والذين يؤتون ما اّتوا وقلوبهم وجلة)قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر



ويسرقون،قال(لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم،أولئك




الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) رواه الترمذي وأحمد والحاكم،إملأ قلبك من الخوف منه تعالى،يؤمنك مما




تخاف،ويختم لك بالحسنى،فلا تكن أخي من اللاهين،قال أبو سليمان الدارني،ما فارق الخوف قلباً إلا خرب،وقال إبراهيم



بن سفيان،ذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها،وقال ابن المبارك،من أعظم المصائب



للرجل أن يعلم من نفسه تقصير ثم لا يبالي ولا يحزن عليه،والخوف من الله تعالى،يتبين في سبعة أشياء،أولها، في




اللسان، فيمتنع اللسان عن الكذب والغيبة وكلام الفضول ويشتغل بذكر الله، وتلاوة القرآن،ثانيها،في البطن، فلا يدخل



البطن إلا طيب حلال،ثالثها،في البصر،فلا ينظر إلى الحرام،
رابعها،في اليد، فلا تمتد اليد إلى الحرام،إنما تمتد إلا إلى ما




فيه طاعة الله عز وجل،خامسها،في الرجل،فلا تمشي في معصية الله تعالى،سادسها،في القلب،فتخرج منه العداوة




والبغضاء وحسد الإخوان،سابعها،في الطاعة،أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، ويخاف عليها الرياء والنفاق،فإذا ف



عل ذلك فهو من الذين قال الله فيهم(إن المتقين في جنات ونعيم)إن الخوف،من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب،قال




الله تعالى(أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)قال أبو حفص،الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير



والشر،وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل فإنك إذا خفته هربت إليه،الإمام ابن القيم،وهذا أبو هريرة رضي الله



عنه بكى في مرضه فقيل له، ما يبكيك،فقال،أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أ



مسيت في صعود على جنة أو نار لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي،أما رأيت كيف مدح الله تعالى زكريا عليه الصلاة والسلام



وأهل بيته فقال(إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباّ ورهباّ وكانوا لنا خاشعين)الأنبياء،أتدري ما هو



الرجاء،الرجاء هو،حسن الظن بالله تعالى، وليس الرجاء بالأماني والظن الحسن بدون عمل صالح،



جعلني الله وإياك من الخائفين،الخاشعين،

وهداني الله وإياك إلى التمسك بهدي الصالحين.

khaldoon
15-05-2012, 09:46 AM
جزاكي الله خير الجزاء على هذا الموضوع الطيب و التذكير الحسن

امـ حمد
15-05-2012, 05:01 PM
جزاكي الله خير الجزاء على هذا الموضوع الطيب و التذكير الحسن

بارك الله فيك اخوي خلدون

وجزاك ربي جنة الفردوس

ابوعدي
17-05-2012, 12:08 AM
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
اللهم امين

احسن الله اليك

محمد الجفيري
17-05-2012, 12:17 AM
في ميزان حسناتك اختي

امـ حمد
17-05-2012, 04:15 AM
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
اللهم امين

احسن الله اليك

بارك الله فيك اخوي

وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
17-05-2012, 04:16 AM
في ميزان حسناتك اختي

بارك الله فيك اخوي

وجزاك ربي جنة الفردوس