المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزاء من جنس الـــــــــعمل



Stars
17-05-2012, 08:14 AM
اقتضت حكمة الله عز وجل أن يخلق الإنسان في كبد وتعب ونصب، وأن يجعل الدنيا دار عناء، تكفيرا لذنوب المؤمنين ورفعة لدرجاتهم، وعذابا للكافرين، وتنبيها للناس أجمعين كي لا يركنوا إلى الدنيا ويطمئنوا إليها، بل يتطلعوا ويتشوقوا إلى دار يحيا أهلها فلا يموتون أبداً، ويصحون فلا يسقمون أبداً، ويشبون فلا يهرمون أبداً، وينعمون فلا ييأسون أبداً.

ومن هذه الابتلاءات التي يصاب بها بعض الناس: السحر والعين، وهما ثابتان بالشرع والحس.
وفي الآونة الأخيرة تفشّى هذان الداءان وكثر المتشكون منهما.
والمسلم إذا تدبر كتاب الله عرف سبب الداء وسبيل الدواء.

أسباب الإصابة بالسحر والعين

يقول الله عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [يونس:44].
ويقول تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى:30].
فذنوبنا هي سبب ما أصابنا، فمنها:

1 - ضعف توحيد الله في القلوب:

والشرك لا يقتصر على صور معيّنة، وبعض الناس إذا رأى نفسه سالماً من بعض الأعمال الشركية ظنّ أنه قد كمل توحيده، وأنه سالم من الشرك كبيره وصغيره، فالشرك الأكبر صرف أي عبادة لغير الله، فكما أن دعاء الموتى شرك، والذبح لغير الله شرك، والنذر لغير الله شرك، فأيضاً التوكل على غير الله والاعتماد عليه كما يعتمد على الله شرك، واعتقاد الضر والنفع في غير الله شرك، وكذا من أحب شيئاً غير الله كما يحب الله فقد أشرك، قال الله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ [البقرة:165].

2 - ترك بعض الواجبات أو فعل بعض المحرمات:

كمن يتساهل بالصلاة، وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وإقامتها ليس مجرد فعلها على أي شكل. إنما هو أداؤها قائمة على أتم الوجوه وذلك بفعل شروطها وأركانها وواجباتها.

وهكذا من قصر في أي واجب أوجبه الله عليه، أو ارتكب نهياً نهاه الله عنه فقد تسبب على نفسه بالمصائب والعقوبات.

3 - الغفلة عن ذكر الله:

قال الله عز وجل: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36].
معنى يعش: يعرض، لما أعرض كثير من الناس عن ذكر الله عز وجل وهجروا كتابه، وامتلأت بيوتهم بآلات اللهو والغفلة، وعمروا أوقاتهم باللغو وما لا يفيد تسطلت عليهم الشياطين فتزينت لهم المعاصي، وأفسدت بين الأزواج المتحابين والأصحاب والمتصافين.
ولما خلت بيوتهم وقلوبهم من ذكر الله تسلل إليها الشيطان، فملأ القلوب بالوساوس والأوهام والشكوك، وملأ البيوت بالمشكلات والخصومات. فترى أحدهم حين يدخل بيته ينقبض صدره ويشمئز قلبه وتغيب ابتسامته، وبدل أن يقابل زوجته وأولاده بالتحية والابتسامة والحنان تراه يدخل بوجه عبوس متجهم ولسان سليط.
وبمثل هذا أو نحوه تقابله زوجته.
فيكثر الخصام وتثور المشكلات وتنقطعوالمودة والرحمة، ويحل محلها العتب والسخط والخصومة. روى الإمام مسلم في صحيحه عن النبي أنه قال: { إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء }.

الجزاء من جنس العمل

هذه قاعدة مطردة متكرره في الثواب والعقاب، فمن بر والديه برد أولاده ومن عق عق، ومن عف عن أعراض الناس عف الناس عن عرضه والعكس وكما تدين تدان، وفي الحديث { احفظ الله يحفظك }.

وهنا ـ في مسألة تفشي الشكوى من السحر والعين ـ نرى جريان هذه القاعدة: فلما ضعف توكل الناس على الله واعتمد بعضهم على الأسباب وكلوا إليها، ومن وكل الى غير الله خذل. وبذل الأسباب ـ كالذهاب الى الطبيب عند المرض ـ لا ينافي التوكل، ولكن لا يجوز أن تعتمد على الطبيب أو يتعلق قلبك به، بل اعتمد على الله وحده وعلق قلبك به وحده سبحانه.

ووجه آخر ترى فيه انطباق قاعدة ( الجزاء من جنس العمل): أن كثيرا من الناس طلبوا ما يمتع نفوسهم ولو كان بأمر محرم، كمشاهدة ما لا يجوز مشاهدته أو استماع ما يحرم استماعه أو السفر الى البلاد التي تفشو فيها المنكرات ويجاهر فيها بالمعاصي، كل ذلك ونحوه طلبا لتمتيع نفوسهم، فحينئذ عوقبوا بنقيض مقصودهم، وابتلوا بالهموم والأمراض النفسية والاكتئاب والقلق، جزاءً وفاقاً وما ربك بظلام للعبيد.

وكذلك لما توسع بعض الناس في أمر استخدام الخادمات والسائقين ولم يراعوا الضوابط الشرعية وتساهلوا فيما يترتب على ذلك من محظورات ومخالفات، منها سفر الخادمة من بلادها من غير محرم، ومنها ما هو قد يحصل أحياناً من خلوة الرجل بالخادمة، أو المرأة بالسائق، ونحو ذلك..
فحينئذ صار بعض هؤلاء الخدم والسائقين سبباً للإصابة بالسحر.

هذا والله اعلم ، كتبة فهد بن سليمان القاضي

Stars
18-05-2012, 01:08 PM
تنبيه مهم:

يجدر بالذكر هنا التنبيه على خطأ فاحش يقع فيه بعض الناس، خاصة النساء، وهو ظنهم أن العطف ( أي عطف قلب الرجل على امرأته، أو المرأة على زوجها بواسطة السحر ) أنه لا يشمله الوعيد السابق لأن القصد منه حسن. وهذا خطأ فاحش وجهل قبيح. فإنّ هذا من السحر الذي ورد فيه ما تقدم من التغليظ والوعيد الشديد. فهذا ( العطف) لا يحصل بأسباب مشروعة أو مباحة، وإنما بأعمال كفرية تغضب الله عز وجل وتسخطه، ثم إن هذا المعطوف قلبه ليس هو في حالة طبيعية، فلا يتصرف بإرادته ووعيه واختياره، وإنما قد غلب على عقله فأصبح في حالة مرضية. كما أنه لا يحصل المقصود الذي هو اجتماع القلوب والتواد والتحابّ الذي يثمر الطمأنينة والسكن بين الزوجين.

خليفـة
18-05-2012, 01:12 PM
جزاكم الله خير
وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله

الدوحه 2007
18-05-2012, 01:23 PM
جزاكم الله خير

Stars
18-05-2012, 01:41 PM
جزاكم الله خير
وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله
تسلم اخوي

Stars
18-05-2012, 07:22 PM
جزاكم الله خير:nice:

qatara
18-05-2012, 08:02 PM
جزاك الله خير
بالفعل وينطبق على ماتقول

(ان جاءكم خير فهو من عند الله وان جاءكم شر فهو ومن انفسكم )

Stars
19-05-2012, 04:09 PM
جزاك الله خير
بالفعل وينطبق على ماتقول

(ان جاءكم خير فهو من عند الله وان جاءكم شر فهو ومن انفسكم )
بارك الله فيك..