المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تذكر قبل إرتكاب المعصية أن الله يراك



امـ حمد
18-05-2012, 05:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلنا ذوو ذنب وكلنا ذوو خطيئة،وكلنا ذوو معصية، والإنسان بطبعه ضعيف الإرادة،وقد تغلبه نفسه،ويضعف



أمام الشهوات والمغريات،ويميل إلى المعصية فتذكر قبل ارتكاب المعصية أن الله يراك ومطلع عليك،فهو العليم




الخبير،وهو السميع البصير قال تعالى(يعلم ما يسرون وما يعلنون)البقرة،ويسمع كلامك،ويرى مكانك،ويعلم سرك




ونجواك،فهو سبحانه،معك بعلمه وإطلاعه،فاحذر كل الحذر أن تجعل الله أهون الناظرين إليك،واحذر أيضاً أن تكون




ممن يراقبون العـباد، وينسون رب العباد،يخشون الناس،وينسون رب الناس قال عالى(يستخفون من



الناس،ولا يستخفون من الله وهو معهم)النساء،يستعظمون نظر المخلوق على هوانه، ويستخفون بنظر الخالق مع علو




شأنه،يا من تعصي الله،أي مكان يحميك من أن يراك الله ويطلع عليك وينظر إليك فـهو تعالى يراك،فاجعل له في



قـلبك وقاراً، وإذا حدثتك نفسك بالمعصية أيا كانت المعصية فقل لها(ألم يعلم بأن الله يرى)العلق،من أنت أيها المسكين




حتى تعصي إله الأولين والآخرين ورب العالمين،وأنت أيها الضعيف الذي لا تملك لنفسك نفعاً،ولا ضراً،حتى تعصي




القوي العـزيز الذي خـضع لـه كل شيء،وملأت كل شيء عظمته،وأنت فقير محتاج إليه،خلقك من عدم،وشفاك من



سقم،وأسبغ عليك وافر النعم، أطعمك من جوع وكساك من عري،وأرواك من ظمأ،فكيف تبدل نعمة كفراً،وفضله جحوداً




ونكراً،وتقابل الإحسان بالنكران،وأنت تتقلب في نعمه،فبأي وجه تلقى الله وقد أعطاك ومنحك وأكرمك ووهبك هذه النعم




ثم تأتي وتعصيه بها،أما تخاف من عقابه،وتجزع من عذابه وهو القادر على أن يسلبها منك كيفما شاء ومتى شاء،




أنك تعصي الله في ملكه، وفوق أرضه،وتحت سمائه،أما تخاف أن يطردك الله من رحمته ويحرمك من مغفرته،أنه




شديد العقاب،وعزيز ذو انتقام، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، وأنه يغار إذا انتهكت محارمه،وما من مصيبة




تلم بالعبد ولا عقوبة تقع عليه إلا بسبب بعض ذنوبه ومعاصيه،ولو يؤاخذ الله العبد بكل سيئاته(ماترك عليها من




دابة)النحل،ولكنه سبحانه،أهل التقوى وأهل المغفرة،وما أكثر أولئك الذين اعتمدوا على رحمة الله تعالى،وعفوه




وكرمه وجوده فضيعوا أوامره،وارتكبوا نواهيه،ونسوا أنه شديد العقاب،يوم تفضحك فيه الجوارح والجلود،تعصي الله




بها ،ثم تأتي يوم القيامة تشهد عليك،والمكان والزمان الذي عصيت الله فيه،يأتي يوم القيامة شاهداً عليك،أن الله




أرصد لك ملائكة كراماً يرونك من حيث لا تراهم، ويعلمون ما تقول وما تفعل(يعلمون ما تفعلون)الانفطار،فأين المهرب




من كل هؤلاء الشهود،عندما تنشر صحفك المطوية بأعمالك المخزية، أنت نسيتها،قال تعالى(أحصاه الله ونسوه)




المجادلة،سترى هذه الأعمال حين تأتي ساعة الندم،حينما تذهب اللذات والشهوات وتبقى الحسرات،وستراها مسجلة




عليك يوم القيمة أمام ناظريك،وأنه سبحانه،يمهل ولا يهمل،فاحذر أن تكون من أولئك الذين أمدهم الله بالصحة




والنعم وهم مقيمون على المعاصي والزلل ويحسبون أن لهم كرامة ومنزلة عنده،فلا يغررك من الله طول حلمه



عليك،وستره إياك،تذكر الموت وسكرته،والقبر وظلمته، والميزان ودقته،والصراط وزلته، والحشر وأهواله، تذكر



يوم القيامة يوم الحسرة والندامة،في تلك اللحظات الرهيبة التي تأتي فيها تحمل وزرك الذي بارزت الله به ليلاً ونهاراً،




سراً وجهاراّ، إنه موقف الذل والخزي، فبأي وجه تلقى الله، وأنت قد خالفت أوامره،وانتهكت حدوده،أن الله خلقك لغاية




عظيمة،ولم يخلقك عبثاً،قال تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)الذريات،وقد منحك الله الوقت، وأمهلك؛ حتى




تتزود فيها من الطاعات، فإذا بك ويا للأسف تنقلب على وجهك، وتنكص على عقبيك، فتبارزه بالذنوب والمعاصي،



وكلما طالت أيامك زادت آثامك، وعظمت ذنوبك،فاحذر من أن تستمر في غيك ولهوك وإعراضك إلى أن ينقضي زمن



المهلة،عندما يهجم عليك الموت فينكشف عنك الغطاء، وتقبل على الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة و ترجو



الرجوع ولا رجوع قال تعالى(حتى إذا جاء أحدهم الموت،قال رب ارجعون)المؤمنون،إن طريق الجنة محفوف



بالمكاره،وطريق النار محفوف بالشهوات،فهل تريد الجنة وما فيها من النعيم وأنت على المعاصي مقيم،وتريد سعادة




الدنيا والآخرة وأنت متنقل من معصية إلى معصية،لقد آن لك أن تقلع وتتوب من كل الذنوب،وأن تلتزم بالطاعة التي



يعزك الله بها والتي فيها سعادتك في الدنيا والآخرة(ألم يأن للذين اّمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله،وما نزل من الحق)الحديد.