شمعة الحب
15-06-2006, 11:38 PM
إعلانات الشركات.. ما الحل؟
فهد بن عبد الله القاسم - - - 19/05/1427هـ
falkassim@fincorpgroup.com
قناعتي قوية ومتأصلة بأهمية الترويج والتسويق في عالم الأعمال، وحق التاجر فرداً كان أو شركة في ترويج سلعته أو خدمته بجميع الوسائل المتاحة المشروعة، ولا شك في أن معايير القبول والرفض تختلف باختلاف الزمان والمكان، فما يصلح في بريطانيا مثلاً قد لا يصلح في الرياض وما يصلح في الرياض قد لا يصلح في غيرها، وبعض ما ينشر اليوم ويسوغ كان مستنكراً قبل سنوات، ومع هذا الاختلاف هناك اتفاق على المعايير العامة المقبولة في عصر معين وفي زمان معين، وأهم هذه الاعتبارات مدى انسجام آليات الترويج ووسائله مع المعايير الشرعية والأخلاقية المتناغمة مع المجتمع، وغني عن الذكر عدم قبول الإعلان عن بعض المنتجات أو الخدمات بغض النظر عن الزمان والمكان وقد يكون ذلك لأسباب تتعلق بالسوق مثل النفط والغاز، أو لأسباب تتعلق بالأنظمة مثل الخدمات المهنية أو الاستشارية وقد يكون لأسباب فنية مثل المنتجات الطبية حيث يتم تسويقها على الأطباء والمستشفيات مباشرة، خاصة أن متخذ القرار فيها هو الطبيب وليس المريض، ويكون المنع والرفض أولى وأوجه عندما يتعرض المنتج للدين أو للأخلاق، وغني عن القول إن الإعلان لأي منتج سيكون مرفوضا عندما يتعرض للدين أو الأخلاق أو يخدش الحياء العام.
مع فورة موضة المنشطات الجنسية قبل سنوات بدأت تتكسر بعض الحواجز، حيث ظهرت علينا إعلانات غريبة.. عجيبة.. مضحكة إلى حد البكاء.. تجمع بين الإبداع والسخرية، فلا أعتقد أننا نسينا إعلان الخيمة والمصاصة والمسمار.. إلخ، وأخيراً إعلان أداء الواجب!!!
الإعلان لمن لم يطلع عليه يصور تلفزيونياً رجلاً يدخل بيته وتستقبله زوجته بابتسامة عريضة ليست بريئة للأسف فيسألها كيف الأولاد، فتقول له الأولاد حلوا الواجب.. لكن المهم أنت يا أبو فلان ما تنسى الواجب!!! طبعاً من الذي سيساعد الأب في واجبه؟ إنه هذا المنتج كما يظهر في الإعلان!!!
تخيل أنك في لحظة صفاء وانسجام اجتماعي مع أبنائك من الأطفال والشباب المراهقين من الجنسين، تطالع التلفزيون.. وفجأة وفي فترة الإعلان يأتيك الإعلان الذي يبدد براءة الأسرة وتبدأ تساؤلات الأبناء واستفساراتهم حول "السنافي" وعلاقته بحل الواجب! وللأسف يبدأ معه كذب الآباء حول المقصود، الأدهى والأمر عندما تأتي الابنة التي لا يتجاوز عمرها الثالثة عشرة وتسأل والدتها بكل براءة "يا ماما.. وشو السنافي" ؟ فتجاوبها الأم "السنافي هو الرجال السنع راعي الفزعات اللي يجمد كلامه على الشارب ويمشي التيس على زنده.. مثل أبوك"، فتسألها البنت بكل براءة مرة أخرى "طيب وشو الواجب"؟ فتسأل الأم ابنتها مستفسرة "إيش القصة"؟ فتجيبها البنت "جايتني رسالة جوال تقول هل أديت الواجب.. مع تحيات سنافي"!!! لك أن تتخيل إجابة الأم بعد ذلك!!!
حسب علمي هناك تحذير وتهديد ووعيد شديد من وزارة الصحة بناء على توصيات طبية بأن المنشطات الجنسية لا تباع إلا بوصفة طبية، وبالتالي فإن مخاطبة العموم والجمهور مباشرة وسيلة دعاية متجاوزة لقانون الوزارة وأخلاقيات المهنة، كما أن تسويق الأدوية كما هو معتاد يتم عن طريق استهداف الأطباء بالاتصال المباشر وإقناعهم أن العقار مناسب لحاجة المرضى وبالتالي فإن التلفزيون ورسائل الجوال ليست الوسيلة المناسبة.
شركة سعودية مساهمة.. ملاكها سعوديون.. أعضاء مجلس إدارتها سعوديون.. إدارتها سعودية!! هل معيار الشركة هو حب المادة والربح السريع؟ هل طغى ذلك على المعايير الأخلاقية؟ بالله عليكم هل يرضى أحد منكم أن يكون محل ذلك الوالد أو تلك الوالدة، حتى في الغرب، ومع البون الشاسع في المعايير الأخلاقية فإن هذه الإعلانات لا تعرض على التلفزيونات العامة الحكومية، وعندما تعرض على أي تلفزيون آخر فإنها تعرض أكثر أدباً وفي أوقات متأخرة من الليل حتى لا تفسد الصغار ولا تحرج الوالدين، أما الإعلان عن طريق رسائل الجوال فبدعة تسويقية مستحدثه استخدمت للسلعة غير المناسبة، حتى لو قيل أنها استهدفت الذكور فمن المعروف أن هواتف العائلة باسم الأب، ورجائي من الشركة ومساهميها ومن الجهات المختصة إيقاف مثل هذه الإعلانات التي تخدش الحياء والخلق
فهد بن عبد الله القاسم - - - 19/05/1427هـ
falkassim@fincorpgroup.com
قناعتي قوية ومتأصلة بأهمية الترويج والتسويق في عالم الأعمال، وحق التاجر فرداً كان أو شركة في ترويج سلعته أو خدمته بجميع الوسائل المتاحة المشروعة، ولا شك في أن معايير القبول والرفض تختلف باختلاف الزمان والمكان، فما يصلح في بريطانيا مثلاً قد لا يصلح في الرياض وما يصلح في الرياض قد لا يصلح في غيرها، وبعض ما ينشر اليوم ويسوغ كان مستنكراً قبل سنوات، ومع هذا الاختلاف هناك اتفاق على المعايير العامة المقبولة في عصر معين وفي زمان معين، وأهم هذه الاعتبارات مدى انسجام آليات الترويج ووسائله مع المعايير الشرعية والأخلاقية المتناغمة مع المجتمع، وغني عن الذكر عدم قبول الإعلان عن بعض المنتجات أو الخدمات بغض النظر عن الزمان والمكان وقد يكون ذلك لأسباب تتعلق بالسوق مثل النفط والغاز، أو لأسباب تتعلق بالأنظمة مثل الخدمات المهنية أو الاستشارية وقد يكون لأسباب فنية مثل المنتجات الطبية حيث يتم تسويقها على الأطباء والمستشفيات مباشرة، خاصة أن متخذ القرار فيها هو الطبيب وليس المريض، ويكون المنع والرفض أولى وأوجه عندما يتعرض المنتج للدين أو للأخلاق، وغني عن القول إن الإعلان لأي منتج سيكون مرفوضا عندما يتعرض للدين أو الأخلاق أو يخدش الحياء العام.
مع فورة موضة المنشطات الجنسية قبل سنوات بدأت تتكسر بعض الحواجز، حيث ظهرت علينا إعلانات غريبة.. عجيبة.. مضحكة إلى حد البكاء.. تجمع بين الإبداع والسخرية، فلا أعتقد أننا نسينا إعلان الخيمة والمصاصة والمسمار.. إلخ، وأخيراً إعلان أداء الواجب!!!
الإعلان لمن لم يطلع عليه يصور تلفزيونياً رجلاً يدخل بيته وتستقبله زوجته بابتسامة عريضة ليست بريئة للأسف فيسألها كيف الأولاد، فتقول له الأولاد حلوا الواجب.. لكن المهم أنت يا أبو فلان ما تنسى الواجب!!! طبعاً من الذي سيساعد الأب في واجبه؟ إنه هذا المنتج كما يظهر في الإعلان!!!
تخيل أنك في لحظة صفاء وانسجام اجتماعي مع أبنائك من الأطفال والشباب المراهقين من الجنسين، تطالع التلفزيون.. وفجأة وفي فترة الإعلان يأتيك الإعلان الذي يبدد براءة الأسرة وتبدأ تساؤلات الأبناء واستفساراتهم حول "السنافي" وعلاقته بحل الواجب! وللأسف يبدأ معه كذب الآباء حول المقصود، الأدهى والأمر عندما تأتي الابنة التي لا يتجاوز عمرها الثالثة عشرة وتسأل والدتها بكل براءة "يا ماما.. وشو السنافي" ؟ فتجاوبها الأم "السنافي هو الرجال السنع راعي الفزعات اللي يجمد كلامه على الشارب ويمشي التيس على زنده.. مثل أبوك"، فتسألها البنت بكل براءة مرة أخرى "طيب وشو الواجب"؟ فتسأل الأم ابنتها مستفسرة "إيش القصة"؟ فتجيبها البنت "جايتني رسالة جوال تقول هل أديت الواجب.. مع تحيات سنافي"!!! لك أن تتخيل إجابة الأم بعد ذلك!!!
حسب علمي هناك تحذير وتهديد ووعيد شديد من وزارة الصحة بناء على توصيات طبية بأن المنشطات الجنسية لا تباع إلا بوصفة طبية، وبالتالي فإن مخاطبة العموم والجمهور مباشرة وسيلة دعاية متجاوزة لقانون الوزارة وأخلاقيات المهنة، كما أن تسويق الأدوية كما هو معتاد يتم عن طريق استهداف الأطباء بالاتصال المباشر وإقناعهم أن العقار مناسب لحاجة المرضى وبالتالي فإن التلفزيون ورسائل الجوال ليست الوسيلة المناسبة.
شركة سعودية مساهمة.. ملاكها سعوديون.. أعضاء مجلس إدارتها سعوديون.. إدارتها سعودية!! هل معيار الشركة هو حب المادة والربح السريع؟ هل طغى ذلك على المعايير الأخلاقية؟ بالله عليكم هل يرضى أحد منكم أن يكون محل ذلك الوالد أو تلك الوالدة، حتى في الغرب، ومع البون الشاسع في المعايير الأخلاقية فإن هذه الإعلانات لا تعرض على التلفزيونات العامة الحكومية، وعندما تعرض على أي تلفزيون آخر فإنها تعرض أكثر أدباً وفي أوقات متأخرة من الليل حتى لا تفسد الصغار ولا تحرج الوالدين، أما الإعلان عن طريق رسائل الجوال فبدعة تسويقية مستحدثه استخدمت للسلعة غير المناسبة، حتى لو قيل أنها استهدفت الذكور فمن المعروف أن هواتف العائلة باسم الأب، ورجائي من الشركة ومساهميها ومن الجهات المختصة إيقاف مثل هذه الإعلانات التي تخدش الحياء والخلق