المؤشر
06-05-2005, 12:44 AM
أسفرت موجة التصحيح التي شهدتها سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال اليومين الماضيين عن هروب اعداد كبيرة من صغار المستثمرين بعد انخفاض غالبية أسعار أسهم الشركات المتداولة. والتي فاقت توقعات الجميع بنسبها رغم الحديث عنها والتحذير منها مسبقا من مختلف المحللين الماليين. والخاسر الاكبر من موجة تصحيح الأسعار كانت فئة المستثمرين الذين يقومون بالتداول على المكشوف حيث جاءت الأسعار وبالنسب المسجلة بعكس توقعاتهم مما اضطرهم للبيع بخسارة تجاوزت وفقاً لمكاتب الوساطة العاملة في السوق مليار درهم. ولوحظ خلال تعاملات الأمس ان عمليات هروب صغار المستثمرين بدأت مع بداية التعاملات، حيث اتضح من خلال شاشات العرض ان غالبية الأسهم فتحت على انخفاض مما زاد من قلق المستثمرين خاصة الذين يقومون باتباع مبدأ المضاربة على الأسهم القيادية التي كانت الخاسر الأكبر خلال اليومين الماضيين. وللمرة الأولى منذ بداية العام الجاري تراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة تجاوزت 3,5% فاقدا اكثر من 200 نقطة في يوم واحد، وانخفضت أسعار أسهم 34 شركة وفي مقدمتها سهما اتصالات والدار العقارية وهما السهمان اللذان باتا يقودان حركة السوق. وقال عبد الله الحوسني من مكتب الإمارات الدولي للوساطة ان المكاتب تنصح دائما صغار المستثمرين خوفا من الهبوط المفاجيء في أسعار الأسهم على النحو الذي سجل خلال اليومين الماضيين، مشيرا إلى ضرورة وجود شركة مقاصة تمنع التداول على المكشوف وذلك حماية لحقوق صغار المستثمرين الذين يشكلون وقود السوق. وأضاف انه من الطبيعي ان تلحق خسائر بالمستثمرين بهذا الحجم خاصة في ظل عدم وجود رقابة بالمستوى المطلوب على تعاملات السوق خاصة من قبل المحافظ الاستثمارية سواء من قبل هيئة الأوراق المالية والسلع او السوق نفسه. ويرى سعيد البيطار احد المستثمرين في السوق ان الحركة التصحيحية التي شهدها السوق جاءت متوافقة مع توقعات غالبية المحليين الماليين رغم ارتفاع نسبة الانخفاض في الأسعار، مشيرا إلى ان الامر بات يستلزم من قبل جميع المستثمرين اخذ الحيطة والحذر عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية خلال الايام المقبلة، والتي من المتوقع ان تستمر فيها الحركة التصحيحية للأسعار وان كان ذلك سيكون بنسب متفاوته. وأكد ان الخاسر الاكبر في السوق نتيجة التراجع الحاد للأسعار هم صغار المستثمرين وعلى وجه الخصوص الذين يقومون بالتداول على المكشوف. وقال ان عددا كبيرا من المستثمرين قرروا الهروب من السوق بعد بداية التعاملات وذلك للتخفيف قدر الامكان من خسائرهم، مؤكدا ان التراجع في الأسعار دفع الكثير منهم لمراجعة حساباتهم قبل تنفيذ أي طلبات شراء على الأسهم المدرجة في السوق.
عـــن جريــدة البيــان الامــارتيـــة
عـــن جريــدة البيــان الامــارتيـــة