saddawi4ever
21-05-2012, 12:23 PM
ما بين السطور .. من يعطيني وطنا..؟؟
بقلم: حصة العوضي ..أبناؤنا.. وأبناء الآخرين.. كل يحمل وطنه فوق قمة مشاعره وهو يتحرك معه بكل حماسة ووطنية وولاء.. وفي الختام.. يحمل معه ذلك الرابط الذي يربط اسمه واسم أبيه وجده بانتسابهم لهذا الوطن..
لكن ذلك الطفل الذي فتح عينيه على الدنيا فوق هذه الأرض.. ولعب فوق رمالها.. ولم يتنفس سوى هوائها.. ولم يعرف من بحور الكون سوى بحرها.. يدخل إلى المدرسة ليدفع رسوما دراسية تشعره بالغربة والاختلاف عن أبناء جيله الآخرين.. يدفع رسوم الكتب التي تمنح للآخرين في طول البلاد وعرضها دون مقابل.. يدفع مقابل استخراج بطاقة صحية تقول له وبكل استبداد وقمع: أنت لست ولدي.. ولست أنا وطنك أو ملاذك الأخير.. فأنت بالنهاية أجنبي.. كل ذلك.. لأنك تنتمي إلى أب لا يحمل جنسية هذا الوطن.. فهل هذا واقع حقيقي.. أم أنه محض خيال فقط..؟ في دول أخرى قريبة من وطننا.. خرج الآلاف من المواطنين الذين يحملون فوق جبينهم علامة مطبوعة منذ الميلاد.. مختومة باللون الأسود.. تقول لهم (بدون).. بدون ماذا..؟؟ حب..؟؟ حنان..؟؟ والدين..؟؟ بيت..؟؟ وطن..؟؟
إنهم بدون وطن.. حتى هذه الأرض التي حملتهم منذ خروجهم من بطون أمهاتهم.. لم تعترف بانتمائهم لها.. حتى ذلك الهواء الذي تشاركوه مع الآخرين.. لم يتحول في دمائهم إلى دم وطني خالص.. إنه دم بدون.. بدون انتماء لهذا الوطن ورمله وهوائه ومائه.. فكيف يولد الإنسان من رحم أرض تنكره وتنكر انتمائه لها..؟؟ إنهم أبناء القطريات الذين شاءت لهم أقدارهم أن يكونوا لآباء لا ينتمون لهذا الوطن.. فنبذهم الوطن.. ونبذتهم كل المنافع والخدمات المجانية المتوفرة لكل مواطن على هذه الأرض.. في البداية اعتقدوا أن هذه المشكلة لن تشكل لهم أي عائق في البلاد.. فأرض الله الواسعة والحميمة.. تحتضن كل الزائرين وكل المقيمين وكل الجنسيات الأخرى.. وهي لا تبخل على أي إنسان بمنحه كل الحقوق التي يستحقها الآدمي على وجه هذه الأرض.. فكانت خدمة التجنيس.. التي تم العمل بها في معظم دول العالم.. لكل طفل يولد على أرض تلك البلاد.. من حقه أن يحمل جنسيتها من اليوم الأول للميلاد.. بعض الدول شرعت بعض القوانين لحماية مواطنيها واستقرارهم.. فمنحت الحق بالجنسية لمن يبلغ عمرا معينا من الأبناء المولودين على أرضها.. بغض النظر عن جنسياتهم الأصلية.. أو لغتهم الأم.. أو ديانتهم.. أو ثقافتهم..
في دول قريبة جدا منا.. ومن أرضنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا.. صدرت قوانين بمنح أبناء المواطنات جنسية الأم.. والتي تنتمي لتلك الدولة بمجرد بلوغهم سن الثامنة عشرة.. مما سمح لهؤلاء الأبناء بالانضمام إلى زمرة المواطنين الحقيقيين بمجرد انتمائهم لأم مواطنة.. ترى لماذا لا يطبق مثل هذا القرار هنا.. ؟؟ وبلادنا هي السباقة دائما لمثل هذه القرارات المصيرية..؟ فكما تحل قضايا الوطن العربي الكبير بكل أبعاده على طاولة المؤتمرات في هذه البلاد.. فالأولى حل مشاكل وقضايا المواطن المقيم.. والمولود على هذه الأرض.. نحن بحاجة إلى رفع نسبة المواطنين في التعداد السكاني.. وتجنيس أبناء القطريات أقل تكلفة من استيراد البشر الآخرين من كل شعوب الأرض قاطبة وتحميلهم بهذا الرمز الوطني الكبير.. الذي لا يجيدون استخدامه لا لغة.. ولا عادات.. ولا وطنية.. ولا حتى انتماء.. فقط من أجل إثارة الآخرين حينما يخرجون ذلك الجواز الأحمر من جيوبهم في كل مكان.. وهم يقولون (أنا كتري..).. فمن هو الأحق بهذا الوطن..؟ أبناؤه الأقربون.. أم الدخلاء..؟
hissaalawadi@yahoo.com
الراية
بقلم: حصة العوضي ..أبناؤنا.. وأبناء الآخرين.. كل يحمل وطنه فوق قمة مشاعره وهو يتحرك معه بكل حماسة ووطنية وولاء.. وفي الختام.. يحمل معه ذلك الرابط الذي يربط اسمه واسم أبيه وجده بانتسابهم لهذا الوطن..
لكن ذلك الطفل الذي فتح عينيه على الدنيا فوق هذه الأرض.. ولعب فوق رمالها.. ولم يتنفس سوى هوائها.. ولم يعرف من بحور الكون سوى بحرها.. يدخل إلى المدرسة ليدفع رسوما دراسية تشعره بالغربة والاختلاف عن أبناء جيله الآخرين.. يدفع رسوم الكتب التي تمنح للآخرين في طول البلاد وعرضها دون مقابل.. يدفع مقابل استخراج بطاقة صحية تقول له وبكل استبداد وقمع: أنت لست ولدي.. ولست أنا وطنك أو ملاذك الأخير.. فأنت بالنهاية أجنبي.. كل ذلك.. لأنك تنتمي إلى أب لا يحمل جنسية هذا الوطن.. فهل هذا واقع حقيقي.. أم أنه محض خيال فقط..؟ في دول أخرى قريبة من وطننا.. خرج الآلاف من المواطنين الذين يحملون فوق جبينهم علامة مطبوعة منذ الميلاد.. مختومة باللون الأسود.. تقول لهم (بدون).. بدون ماذا..؟؟ حب..؟؟ حنان..؟؟ والدين..؟؟ بيت..؟؟ وطن..؟؟
إنهم بدون وطن.. حتى هذه الأرض التي حملتهم منذ خروجهم من بطون أمهاتهم.. لم تعترف بانتمائهم لها.. حتى ذلك الهواء الذي تشاركوه مع الآخرين.. لم يتحول في دمائهم إلى دم وطني خالص.. إنه دم بدون.. بدون انتماء لهذا الوطن ورمله وهوائه ومائه.. فكيف يولد الإنسان من رحم أرض تنكره وتنكر انتمائه لها..؟؟ إنهم أبناء القطريات الذين شاءت لهم أقدارهم أن يكونوا لآباء لا ينتمون لهذا الوطن.. فنبذهم الوطن.. ونبذتهم كل المنافع والخدمات المجانية المتوفرة لكل مواطن على هذه الأرض.. في البداية اعتقدوا أن هذه المشكلة لن تشكل لهم أي عائق في البلاد.. فأرض الله الواسعة والحميمة.. تحتضن كل الزائرين وكل المقيمين وكل الجنسيات الأخرى.. وهي لا تبخل على أي إنسان بمنحه كل الحقوق التي يستحقها الآدمي على وجه هذه الأرض.. فكانت خدمة التجنيس.. التي تم العمل بها في معظم دول العالم.. لكل طفل يولد على أرض تلك البلاد.. من حقه أن يحمل جنسيتها من اليوم الأول للميلاد.. بعض الدول شرعت بعض القوانين لحماية مواطنيها واستقرارهم.. فمنحت الحق بالجنسية لمن يبلغ عمرا معينا من الأبناء المولودين على أرضها.. بغض النظر عن جنسياتهم الأصلية.. أو لغتهم الأم.. أو ديانتهم.. أو ثقافتهم..
في دول قريبة جدا منا.. ومن أرضنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا.. صدرت قوانين بمنح أبناء المواطنات جنسية الأم.. والتي تنتمي لتلك الدولة بمجرد بلوغهم سن الثامنة عشرة.. مما سمح لهؤلاء الأبناء بالانضمام إلى زمرة المواطنين الحقيقيين بمجرد انتمائهم لأم مواطنة.. ترى لماذا لا يطبق مثل هذا القرار هنا.. ؟؟ وبلادنا هي السباقة دائما لمثل هذه القرارات المصيرية..؟ فكما تحل قضايا الوطن العربي الكبير بكل أبعاده على طاولة المؤتمرات في هذه البلاد.. فالأولى حل مشاكل وقضايا المواطن المقيم.. والمولود على هذه الأرض.. نحن بحاجة إلى رفع نسبة المواطنين في التعداد السكاني.. وتجنيس أبناء القطريات أقل تكلفة من استيراد البشر الآخرين من كل شعوب الأرض قاطبة وتحميلهم بهذا الرمز الوطني الكبير.. الذي لا يجيدون استخدامه لا لغة.. ولا عادات.. ولا وطنية.. ولا حتى انتماء.. فقط من أجل إثارة الآخرين حينما يخرجون ذلك الجواز الأحمر من جيوبهم في كل مكان.. وهم يقولون (أنا كتري..).. فمن هو الأحق بهذا الوطن..؟ أبناؤه الأقربون.. أم الدخلاء..؟
hissaalawadi@yahoo.com
الراية