حناذ الدنيا
21-05-2012, 12:48 PM
http://im17.gulfup.com/2012-05-21/1337594426531.bmpطالب وطالبة على الأقل على قوائم الانتظار في كلية الآداب والعلوم في تخصص الآداب وحده في جامعة قطر، وغيرهم من الأعداد في كليات اخرى بين تخصصات ألغيت واخرى جمدت واخرى محددة السقف، هذا وعدد القطريين — فيما نطلق عليها دولة قطر — محدود جدا في عهد المليونية السكانية الوظيفية والعمالية المتصاعدة حلزونيا عاما بعد عام.
حال ابنائنا — نحن الهنود الحمر الـ 300 الف نسمة او اقل — مع جامعة قطر يذكرنا بحال طوابير الخبز.. وليتها خبز اشتراكي قد يجني فيه الكل خبزة خبزة على الأقل بالتساوي.. هذا في الوقت الذي يتمتع فيه أقوام آخرون في مدينة أخرى انجلوسكسونية أو "عربيزية" -هي التعليمية كيو اف- بالبسكويت أو الكرواسون المحشو بالزبدة الفرنسية والشاي الإنجليزي المعتق.
بخ ٍ.. بخٍ... دولة قطر، لا مكان لأبناء الشعب؛ أعني الذين حققوا معاييركم من التوفل والآيلز وقطعوا شوط التأسيسي أو الجسر الأكاديمي بنجاح..لا مكان لهم لا هنا ولا هناك..
بل أصبح التخصص في جامعة قطر "أعز من بيض الأنوق" في قوائم ربما تصبح يانصيب لمن سيقع عليه اللوتري في اختياره لقوائم 2012 / 2013، خصوصا بعد دخول جامعة قطر عهدا جديدا فجأة في مسيرة "تعليم لمرحلة جديدة" في نسختها الثانية التي عادت بالأصل الجميل والهوية واللغة والثقافة التي تمنيناها وبحت أصواتنا — كأكاديميين وكتاب ومدرسين واولياء أمور — نداء لها في كل محفل للمحافظة عليها تزامنا مع احتفائنا بالحداثة والمعايير العالمية آنفا، ولكنها جاءت في قرار مفاجئ منتصف هذا العام تساوي فيه بين جيل مكث في التأسيسي وقتا غير بسيط — في ظل شح مقاعد المجموعات واغلاقها امام الطلاب — وذلك ليقدم تأشيرة الدخول للجامعة الأم "العربون المقدس"، وجيل آخر جاء هذا العام مباشرة ليتخصص دون تأسيسي وهذا حقه أيضا.
ولكنها اليوم حرب ضروس اشتعلت بين ابنائنا على مقاعد معدودة كل يريد ان يعرف مصيره فيها، ومعهم ايضا أبناء المليونيين الذين يسبق تخصصهم تخصصنا ومقاعدهم مقاعدنا — وهم يدفعون ثمن التعليم الحكومي الرمزي الرسوم — فجامعة قطر تقدمهم لأنها ستجني منهم عائدا، فضلا عن ان آباءهم باتوا أسيادنا وأعلام مؤسسات ومهن قطر في عهد "عقدة الخواجات" ولأن لجان المقابلات "المغتصة بهم دون القطريين" هي المحك الاول والأخير دون حكاية لا توفل ولا غيره من معايير التفوق والقبول، هذا اذا سلمنا بان امتحانات القبول ومستوياتها والمقابلات واحدة، اذ لا تخلو اي جامعة غربية او قطرية في قطر من الوساطات والمحسوبيات.
ضاع جيل بين عام 2005 وما بعده في النسخة الأولى من "تعليم لمرحلة جديدة" التي نسفت العربان والعربية عن بكرة ابيهم ما بين توفل وآيلز وتأسيسي مدته عامان، التي تم التركيز فيها على "التغريب" ليس في العلوم والآداب والبرامج والدرجات ولغة التعليم فحسب، بل حتى في الكادر التعليمي والفني والإداري، تغريبا طال الأخضر واليابس في الجامعة ليحل أخضر العينين محل المواطن في كل شيء وبسعر أعلى دون ان يكون للجهات المعنية في الدولة من وزارة العمل أو امن الدولة اي تمحيص أو تدقيق على تطابق مهام ووظائف السلكين التعليمي والاداري على المستقدمين من الخارج، فتجد عربيا او اجنبيا مستقدما بمسمى وظيفي آخر غير الذي يعمل عليه وقتها، حتى ضجت منتديات قطر بفضيحة احدى الموظفات العربيات المستقدمات لمكتبة الجامعة وهي تبيع أحذية... نعم "بياعة جواتي أو جزم لمن يريد الترجمة العامية وسط المكتبة"!! ولست ادري ما الاسماء الوظيفية لهؤلاء في اوراق دولة قطر الرسمية؟ هذا إذا وجد في أمن دولة قطر ودواوين محاسبتها ورقابتها ووزارة عملها من يدقق ويمحص؟؟ ولسنا نعني هنا اساتذة غير قطريين من أجانب وعرب اجلاء في علمهم وتخصصهم وحقهم واستحقاقهم نكن لهم كل التقدير والاحترام، فالتعميم ابدا غير وارد.
خطة التطوير الآنفة نسفت العصر الزاهر لتعليم سابق في قطر وصل تعداد طلابه لما يقارب 11 الف طالب جامعي تناقص تدريجيا الى خمسة آلاف طالب، بسبب اغلاق برامج والغاء تخصصات وتحديد سقف مجموعات، وفرض التأسيسي وتمديده لعامين وسط اكتظاظ المجموعات وصعوبة التسجيل والأتاوات المفروضة على الحذف والإضافة والخراج الذي يقدم عربونا للجامعة حتى من طلاب قطر في جامعتهم الحكومية الوحيدة وكأنها جباية.
1800 طالب وطالبة قطري وقطرية تقريبا تم فصلهم من جامعة قطر خلال السنوات الأخيرة، أين هم الآن؟ وما ملاذهم وما مأواهم؟ ما سبب فصلهم وكثير منهم من المتفوقين أو الجادين على الأقل؟ هل سألهم أحد عن اخفاقات الجامعة في شروط تعليمهم واستحقاقاتهم؟ هل سألهم أحد عن تقصير الجامعة في إرشادهم؟
حاسبتهم حسابا عسيرا ودخلوا التنافس، ولكنها - جامعة قطر - ولعلكم يا أولياء الأمور لا تعلمون- لم تجتهد في وضع مرشدين أكاديميين لطلاب وطالبات التاسيسي بل تركتهم في غابة يسجل الطالب المستجد مواد من متطلبات الجامعة ويحسبها من ضمن مقررات التأسيسي كمادة نجاح ورسوب حتى إذا جاءته الدرجات ب درجة ضعيفة يكتشف ان المادة ليست بمقرر نجاح ورسوب، بل مقرر ضمن خطة جامعية لم يجد وهو قادم من الثانوية العامة من يخبره او يرشده أو يتابعه، حتى اذا ما حصل على انذار تحطمت آماله.. طالب آخر يركز على التوفل ظنا منه انه متى تحققت النسبة شفع له في عدم اكمال التأسيسي فيتوقف عنه، فإذا به يفاجأ انه مع بشائر تحقيقه التوفل العالي منذرا ومن ثم مطرودا.
لماذا لا تُحاسب ادارة الجامعة على الهدر الشبابي القطري الذي ربته الأسر لتفخر به فأردت كل خريج مدرسي لأبنه مكلوما محزونا واوجعت قلب كل أسرة في قطر وكسرتها في أوج فرحتها؟ لماذا لا تحاسب جامعة قطر على خلق الهزيمة في نفوس شباب قطر وأسرها؟ وإسلامهم إلى احباط أو قهر أو امراض نفسية او عبث شبابي اسلم الى مزيد من التشرد وحوادث الطرق أو الانحراف؟
آخرون بالثانوية العامة حولت قوائمهم على مجلس الوزراء الموقر ليستقبل هو الآخر اعدادا من شباب قطر بنية وضع حلول لهم وبحفاوة صدر بالغة، دون ان يحاسب الجهة المتسببة في فطامهم عن ضرع امهم قطر مبكرا، يوم ان تركت جامعة قطر بيضها في العراء للبطالة والتهميش وألبست بيض غيرها جنحا كما يقول المثل العربي..
خطة التطوير المباغتة سلفا هي المسؤولة عن الهبوط الحاد أيضا في عدد الكادر الأكاديمي القطري من 225 أستاذا الى 100 أستاذ، ومنذ عام 2006 زاد الهبوط التدريجي في عدد القطريين باستقالات واحدة تلو الأخرى، حتى وصل التأثير على أجيال الغد لخطة جامعة قطر الرسمية الوحيدة، فلم يعد من بيننا نحن القطريين اليوم الا 12 مبتعثا فقط لدراسة الدكتوراه على اكثر تقدير.
واليوم تنطلق الجامعة في سباق محموم الى المرحلة الثانية وهي التي سيتم التركيز فيها على "التعريب" مجددا..
ففرحنا بأسى بالغ حتى من كلمة "تعريب" وسط العربان وابناء يعرب، فرحنا بعودة مجد اللغة وازدهارها والاعتراف بها لغة للعلم اسوة بالمعمول به في مختلف الاقطار المتقدمة وبلغاتهم الوطنية، ولكننا واجهنا معضلة قبل ان نستشعر نتائجها في المجتمع شعر فيها كل واحد منا على حدة في بيته وسمعت بإذني عددا من طالبات الثانوية يقلن:
"ارفض الالتحاق بجامعة قطر لانني ارفض الدراسة بالعربية بعد ان طوع تعليم قطر لساني وتفكيري المباشر للغة الانجليزية".. "ارفض الدراسة في قطر.. ابعثوني لكليات المدينة التعليمية او خارج قطر".. "سأرسب لو تعلمت العلوم بالعربية" من منكم لم يسمع هذه الكلمات؟؟
هذه ارهاصات مبكرة نطرحها لأنها مرة اخرى ستكون سقطة من سقطات التحول المفاجئ دون تقدير حلول متوازية لاجيال المراحل الانتقالية أو دون خلق تواز في البرنامجين الى ان ينتهي الجيل الحالي من خطته، أو دون تواز في التعليم على طريقتين في كل تخصص مطروق سلفا بالأجنبية والعربية.
خسر ابناء قطر قبل اليوم فرص التعليم الجامعي لعدم عجمة لسانهم ومعايير تفكيرهم "التوفلي والايلزي".. "الساتي والآي سي تي" "ويعود اليوم عُرب اللسان اعجميي اللحن الى ذات القضية ولكن بهرم مقلوب..
ضحايا جيل العقد الماضي لم يستطيعوا اللحاق بركب النقلة المفاجاة "لتغريب" العلوم فجأة في التعليم الجامعي دون مقدمات..
جيل العقد الجاري سيتضرر من اللحاق بركب النقلة المفاجأة له "لتعريب" العلوم فجأة بعد نقش عقله بلسان أعجمي مبين في مستقلات قطر وخاصاتها.
وتبقى القضية ذاتها وسبب الألم او الانحدار نقطة "اتمنى ألا تنساها الجريدة في الطباعة...
هي نقطة صراع بين الأجيال حولت العين الى غين وسط ألمنا وحسرتنا وعادت بالنقطة فجأة لتحول الغين الى عين هذا حين نضج كلنا ونؤمن باننا "أمة وسطا".
:)
حال ابنائنا — نحن الهنود الحمر الـ 300 الف نسمة او اقل — مع جامعة قطر يذكرنا بحال طوابير الخبز.. وليتها خبز اشتراكي قد يجني فيه الكل خبزة خبزة على الأقل بالتساوي.. هذا في الوقت الذي يتمتع فيه أقوام آخرون في مدينة أخرى انجلوسكسونية أو "عربيزية" -هي التعليمية كيو اف- بالبسكويت أو الكرواسون المحشو بالزبدة الفرنسية والشاي الإنجليزي المعتق.
بخ ٍ.. بخٍ... دولة قطر، لا مكان لأبناء الشعب؛ أعني الذين حققوا معاييركم من التوفل والآيلز وقطعوا شوط التأسيسي أو الجسر الأكاديمي بنجاح..لا مكان لهم لا هنا ولا هناك..
بل أصبح التخصص في جامعة قطر "أعز من بيض الأنوق" في قوائم ربما تصبح يانصيب لمن سيقع عليه اللوتري في اختياره لقوائم 2012 / 2013، خصوصا بعد دخول جامعة قطر عهدا جديدا فجأة في مسيرة "تعليم لمرحلة جديدة" في نسختها الثانية التي عادت بالأصل الجميل والهوية واللغة والثقافة التي تمنيناها وبحت أصواتنا — كأكاديميين وكتاب ومدرسين واولياء أمور — نداء لها في كل محفل للمحافظة عليها تزامنا مع احتفائنا بالحداثة والمعايير العالمية آنفا، ولكنها جاءت في قرار مفاجئ منتصف هذا العام تساوي فيه بين جيل مكث في التأسيسي وقتا غير بسيط — في ظل شح مقاعد المجموعات واغلاقها امام الطلاب — وذلك ليقدم تأشيرة الدخول للجامعة الأم "العربون المقدس"، وجيل آخر جاء هذا العام مباشرة ليتخصص دون تأسيسي وهذا حقه أيضا.
ولكنها اليوم حرب ضروس اشتعلت بين ابنائنا على مقاعد معدودة كل يريد ان يعرف مصيره فيها، ومعهم ايضا أبناء المليونيين الذين يسبق تخصصهم تخصصنا ومقاعدهم مقاعدنا — وهم يدفعون ثمن التعليم الحكومي الرمزي الرسوم — فجامعة قطر تقدمهم لأنها ستجني منهم عائدا، فضلا عن ان آباءهم باتوا أسيادنا وأعلام مؤسسات ومهن قطر في عهد "عقدة الخواجات" ولأن لجان المقابلات "المغتصة بهم دون القطريين" هي المحك الاول والأخير دون حكاية لا توفل ولا غيره من معايير التفوق والقبول، هذا اذا سلمنا بان امتحانات القبول ومستوياتها والمقابلات واحدة، اذ لا تخلو اي جامعة غربية او قطرية في قطر من الوساطات والمحسوبيات.
ضاع جيل بين عام 2005 وما بعده في النسخة الأولى من "تعليم لمرحلة جديدة" التي نسفت العربان والعربية عن بكرة ابيهم ما بين توفل وآيلز وتأسيسي مدته عامان، التي تم التركيز فيها على "التغريب" ليس في العلوم والآداب والبرامج والدرجات ولغة التعليم فحسب، بل حتى في الكادر التعليمي والفني والإداري، تغريبا طال الأخضر واليابس في الجامعة ليحل أخضر العينين محل المواطن في كل شيء وبسعر أعلى دون ان يكون للجهات المعنية في الدولة من وزارة العمل أو امن الدولة اي تمحيص أو تدقيق على تطابق مهام ووظائف السلكين التعليمي والاداري على المستقدمين من الخارج، فتجد عربيا او اجنبيا مستقدما بمسمى وظيفي آخر غير الذي يعمل عليه وقتها، حتى ضجت منتديات قطر بفضيحة احدى الموظفات العربيات المستقدمات لمكتبة الجامعة وهي تبيع أحذية... نعم "بياعة جواتي أو جزم لمن يريد الترجمة العامية وسط المكتبة"!! ولست ادري ما الاسماء الوظيفية لهؤلاء في اوراق دولة قطر الرسمية؟ هذا إذا وجد في أمن دولة قطر ودواوين محاسبتها ورقابتها ووزارة عملها من يدقق ويمحص؟؟ ولسنا نعني هنا اساتذة غير قطريين من أجانب وعرب اجلاء في علمهم وتخصصهم وحقهم واستحقاقهم نكن لهم كل التقدير والاحترام، فالتعميم ابدا غير وارد.
خطة التطوير الآنفة نسفت العصر الزاهر لتعليم سابق في قطر وصل تعداد طلابه لما يقارب 11 الف طالب جامعي تناقص تدريجيا الى خمسة آلاف طالب، بسبب اغلاق برامج والغاء تخصصات وتحديد سقف مجموعات، وفرض التأسيسي وتمديده لعامين وسط اكتظاظ المجموعات وصعوبة التسجيل والأتاوات المفروضة على الحذف والإضافة والخراج الذي يقدم عربونا للجامعة حتى من طلاب قطر في جامعتهم الحكومية الوحيدة وكأنها جباية.
1800 طالب وطالبة قطري وقطرية تقريبا تم فصلهم من جامعة قطر خلال السنوات الأخيرة، أين هم الآن؟ وما ملاذهم وما مأواهم؟ ما سبب فصلهم وكثير منهم من المتفوقين أو الجادين على الأقل؟ هل سألهم أحد عن اخفاقات الجامعة في شروط تعليمهم واستحقاقاتهم؟ هل سألهم أحد عن تقصير الجامعة في إرشادهم؟
حاسبتهم حسابا عسيرا ودخلوا التنافس، ولكنها - جامعة قطر - ولعلكم يا أولياء الأمور لا تعلمون- لم تجتهد في وضع مرشدين أكاديميين لطلاب وطالبات التاسيسي بل تركتهم في غابة يسجل الطالب المستجد مواد من متطلبات الجامعة ويحسبها من ضمن مقررات التأسيسي كمادة نجاح ورسوب حتى إذا جاءته الدرجات ب درجة ضعيفة يكتشف ان المادة ليست بمقرر نجاح ورسوب، بل مقرر ضمن خطة جامعية لم يجد وهو قادم من الثانوية العامة من يخبره او يرشده أو يتابعه، حتى اذا ما حصل على انذار تحطمت آماله.. طالب آخر يركز على التوفل ظنا منه انه متى تحققت النسبة شفع له في عدم اكمال التأسيسي فيتوقف عنه، فإذا به يفاجأ انه مع بشائر تحقيقه التوفل العالي منذرا ومن ثم مطرودا.
لماذا لا تُحاسب ادارة الجامعة على الهدر الشبابي القطري الذي ربته الأسر لتفخر به فأردت كل خريج مدرسي لأبنه مكلوما محزونا واوجعت قلب كل أسرة في قطر وكسرتها في أوج فرحتها؟ لماذا لا تحاسب جامعة قطر على خلق الهزيمة في نفوس شباب قطر وأسرها؟ وإسلامهم إلى احباط أو قهر أو امراض نفسية او عبث شبابي اسلم الى مزيد من التشرد وحوادث الطرق أو الانحراف؟
آخرون بالثانوية العامة حولت قوائمهم على مجلس الوزراء الموقر ليستقبل هو الآخر اعدادا من شباب قطر بنية وضع حلول لهم وبحفاوة صدر بالغة، دون ان يحاسب الجهة المتسببة في فطامهم عن ضرع امهم قطر مبكرا، يوم ان تركت جامعة قطر بيضها في العراء للبطالة والتهميش وألبست بيض غيرها جنحا كما يقول المثل العربي..
خطة التطوير المباغتة سلفا هي المسؤولة عن الهبوط الحاد أيضا في عدد الكادر الأكاديمي القطري من 225 أستاذا الى 100 أستاذ، ومنذ عام 2006 زاد الهبوط التدريجي في عدد القطريين باستقالات واحدة تلو الأخرى، حتى وصل التأثير على أجيال الغد لخطة جامعة قطر الرسمية الوحيدة، فلم يعد من بيننا نحن القطريين اليوم الا 12 مبتعثا فقط لدراسة الدكتوراه على اكثر تقدير.
واليوم تنطلق الجامعة في سباق محموم الى المرحلة الثانية وهي التي سيتم التركيز فيها على "التعريب" مجددا..
ففرحنا بأسى بالغ حتى من كلمة "تعريب" وسط العربان وابناء يعرب، فرحنا بعودة مجد اللغة وازدهارها والاعتراف بها لغة للعلم اسوة بالمعمول به في مختلف الاقطار المتقدمة وبلغاتهم الوطنية، ولكننا واجهنا معضلة قبل ان نستشعر نتائجها في المجتمع شعر فيها كل واحد منا على حدة في بيته وسمعت بإذني عددا من طالبات الثانوية يقلن:
"ارفض الالتحاق بجامعة قطر لانني ارفض الدراسة بالعربية بعد ان طوع تعليم قطر لساني وتفكيري المباشر للغة الانجليزية".. "ارفض الدراسة في قطر.. ابعثوني لكليات المدينة التعليمية او خارج قطر".. "سأرسب لو تعلمت العلوم بالعربية" من منكم لم يسمع هذه الكلمات؟؟
هذه ارهاصات مبكرة نطرحها لأنها مرة اخرى ستكون سقطة من سقطات التحول المفاجئ دون تقدير حلول متوازية لاجيال المراحل الانتقالية أو دون خلق تواز في البرنامجين الى ان ينتهي الجيل الحالي من خطته، أو دون تواز في التعليم على طريقتين في كل تخصص مطروق سلفا بالأجنبية والعربية.
خسر ابناء قطر قبل اليوم فرص التعليم الجامعي لعدم عجمة لسانهم ومعايير تفكيرهم "التوفلي والايلزي".. "الساتي والآي سي تي" "ويعود اليوم عُرب اللسان اعجميي اللحن الى ذات القضية ولكن بهرم مقلوب..
ضحايا جيل العقد الماضي لم يستطيعوا اللحاق بركب النقلة المفاجاة "لتغريب" العلوم فجأة في التعليم الجامعي دون مقدمات..
جيل العقد الجاري سيتضرر من اللحاق بركب النقلة المفاجأة له "لتعريب" العلوم فجأة بعد نقش عقله بلسان أعجمي مبين في مستقلات قطر وخاصاتها.
وتبقى القضية ذاتها وسبب الألم او الانحدار نقطة "اتمنى ألا تنساها الجريدة في الطباعة...
هي نقطة صراع بين الأجيال حولت العين الى غين وسط ألمنا وحسرتنا وعادت بالنقطة فجأة لتحول الغين الى عين هذا حين نضج كلنا ونؤمن باننا "أمة وسطا".
:)