تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اللهم هل بلَّغت اللهم فاشهد !



سهم نيشان
25-05-2012, 01:24 PM
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أمَّا بعد؛

قال الله عز وجل: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
هكذا يتبرأ الذين اتُّبِعوا من الذين اتَّبَعوا وتتقطَّع بينهم الأسباب، ويكفر بعضهم ببعضٍ ويلعن بعضهم بعضًا، ويقول الأتباع يوم تُقلَّب وجوههم في النار: (يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا).
ويتحاجُّون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا: (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ)؟ فيجيبونهم: (إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ).
وهكذا سنَّة الله تبارك وتعالى في خلقه تابعٌ ومتبوع، وقد أخبر الله عزَّ وجلَّ في غير موضعٍ من القرآن أنَّ الأتباع مع متبوعيهم، وأنَّهم يتحاجّون ويتخاصمون ويشتركون في العذاب ولا يغني بعضهم عن بعضٍ شيئًا (هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ * قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ).
يا أَيُّهَا الصحوات، يا أَيُّهَا الشُرط، يا أَيُّهَا الجنود في الجيش، يا أَيُّهَا المخبرون في السرِّ والعلن، يا أَيُّهَا البرلمانيون المحسوبون على أهل السنة والزعماء، يا من زلَّت أقدامهم من الشيوخ والوجهاء، يا أَيُّهَا المحاربون لدولة الإسلام: تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم (إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)، قفوا وقفةً خالصةً لله وتفكَّروا، اجتمعوا وتباحثوا وتناظروا، انفردوا وتأمَّلوا وتدبَّروا فإنَّما أعظكم بواحدةٍ يتبيَّن لكم بها الحق من الباطل، ألا فلينظر كلُّ امرئٍ منكم من يتبع، بمن يقتدي، بمن يأتمر وينتهي.
يا من تحارب دولة الإسلام ممن ينتسب إلى أهل السنة: قف وتفكَّر خلف من سوف تسير يوم القيامة ومع من سوف تُحشر، خلف الحكومة الرافضية الصفوية ومن يترأسها؟ خلف وزارة الداخلية ومن يقودها؟ خلف الأحزاب السياسية ومن يتزعَّمها؟ خلف العشيرة الجاهلية ومن يتصدَّرها؟ أتتبع البرلماني الذي انتخبته فنهب وسلب مالَك وحالف أعداءك؟ أتأتمر بالدستور الذي كتبه؟ أتخضع للقانون الذي وضعه؟! لبئس التابع والمتبوع.
من غرَّر بك لتترك كتاب ربِّك؟ من أفتى لك فتخالف نهج نبيِّك؟ كيف نصرت الصليبيين وقاتلت المجاهدين؟ كيف اتَّبعت أمريكا وحكومتها العميلة؟ بأيِّ عينٍ رأيت الحقَّ معهم؟ وأُقسم أنَّك في قرارة نفسك لتعلم أنَّ أمريكا وأنصارها على باطل وأنَّ المجاهدين على الحقِّ، فكيف طاوعتك نفسك؟ أين كان ضميرك؟ ألم يأتك نبأ الدعاة على أبواب جهنَّم؟
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشرِّ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهليةٍ وشرٍّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرٍّ؟ قال: "نعم"، قلت: وهل بعد ذلك الشرِّ من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن"، قلت: وما دخنه؟ قال: "قومٌ يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر"، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرٍّ؟ قال: "نعم، دعاةٌ على أبواب جهنَّم من أجابهم إليها قذفوه فيها"، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا"، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلَّها ولو أن تعضَّ بأصل شجرةٍ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك". رواه الشيخان.

فأين أنتم من هذا الحديث، هل اعتزلتم الفِرق أم اتَّبعتم الدعاة على أبواب جهنَّم؟
هل لزمتم جماعة المسلمين؟ وهل جماعة المسلمين تتبع أمريكا؟ هل تتوافق معها؟ بل هل تسالمها؟
فحذارِ حذارِ أَيُّهَا المسكين، إنَّ الذي أفتى لك بنصرة الصليبيين وقتال المجاهدين ما هو إلا من الدعاة على أبواب جهنَّم، سحرةٌ يسحرون أعين الناس ويسترهبونهم يصوِّرون أمريكا وحلفاءها وأنصارها بأنَّهم على حقٍّ، وأنَّهم أهل البرِّ والتقى والصلاح والخير، وأنَّهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحاربون الظلم والفساد والشرَّ، أنَّهم يدعون إلى الخير والسلام والمحبة، ويأمرون بالقسط ويحكمون بالعدل، وصوَّروا المجاهدين بأنَّهم أهل الكفر والضلال والفجور وأنَّهم قَتَلَةٌ ظَلَمَةٌ مجرمون مفسدون في الأرض، يدعون إلى الشرِّ والظلم والفحشاء والمنكر والبغي.
فتَدَارَك نفسك أَيُّهَا المفتون، وانظر أسيادك وكبراءك لمن هم يتبعون؛ لأيِّ حزب، لأيِّ كتلة، لأيِّ حكومة، لأيِّ دولة.
تدارك نفسك، فوالله إنَّ أمريكا لراضيةٌ عن كلِّ من يفتي أو يشارك بقتال المجاهدين عامَّةً والدولة الإسلامية خاصَّة (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).
فانهض يا من تحارب الدولة الإسلامية، وَقِفْ مع الله وقفةً وتفكَّر في هذه الواحدة، وانظر إلى أولئك الدعاة لمن يتبعون؟ أولئك السحرة الذين جعلهم الطواغيت لهم أبواقًا تنعق بما تعلم وبما لا تعلم، يزوِّرون الحقائق ويطمسونها ويشوِّهونها، يحرِّفون الكلم عن مواضعه، ويغيِّرون شرع الله نصرةً للطواغيت واسترضاءً لهم، لا يستحون ولا يخجلون، ولم يكتفوا إذ جعلوا كلمة لا إله إلا الله كلمةً للفجور بدلاً أن تكون كلمة التقوى والعروة الوثقى، إذ أباحوا لقائلها فعل أيِّ شيءٍ وعصموا دمه، حتى ولو كان منافقًا في الدرك الأسفل من النار، بل حتى ولو كان بلعام بن باعوراء أو مسيلمة الكذَّاب، لم يكتفوا بعصمة دماء المرتدين إذ قالوا: كيف تقتلون من قال لا إله إلا الله، بل ازدادوا في طغيانهم وازدادوا كذبًا وافتراءً على الله فقالوا بحرمة الدم العراقي، ووقَّعوا بذلك الاتفاقيات وعقدوا المواثيق وجعلوا عصمة الدم بالجنسية العراقية، فعصموا دم اليزيدي الذي يعبد الشيطان، والصابئي الذي يعبد الأوثان، وعصموا دم النصراني عابد الصلبان، وعصموا دم العلماني الكافر والشيوعي الملحد، عصموا دم الرافضي النجس القذر، عصموا دماء من يقاتلون في سبيل الطاغوت من الجيش والشُّرَط والصحوات، عصموا وحرَّموا دماء هؤلاء المجرمين، واستحلُّوا وأباحوا من العراقيين فقط دماء المجاهدين الموحِّدين (قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، يقتلون الموحِّدين الذين يأمرون بالقسط من الناس، ويعصمون دماء الكفَّار الذين يعتدون على الأمة ويحاربون شريعة الله، فتبًّا لهم تبًّا وسحقًا سحقًا، بأيِّ شريعةٍ عصموا وحرَّموا دماء العراقيين واستثنوا منهم المجاهدين؟! (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).




وكذلك الإرجاء حين تقرُّ بالـ * معبود تصبح كامل الإيمانِ


فارمِ المصاحف في الحشوش وخرب الـ * بيت العتيق وجُدَّ بالعصيانِ


واقتل إذا ما اسطعت كلَّ موحدٍ * وتمسَّحن بالقس والصلبانِ


واشتم جميع المرسلين ومن أتوا * من عنده جهرًا بلا كتمانِ


وأَقِرَّ أنَّ رسوله حقًّا أتى * من عنده بالوحي والقرآنِ


وتكون حقًّا مؤمنًا وجميع ذا * وزرٌ عليك وليس بالكفرانِ



أما قولكم: إنَّ الدولة تكفِّر من يقول لا إله إلا الله وتستبيح دماء المعصومين، فقد كذبتم والله، فإنَّ الدولة لا تكفِّر إلا من كفَّره الله ورسوله، وليس كل من قال لا إله إلا الله معصوم الدم حتى وإن صام وصلَّى وزعم أنَّه مسلم، ألم تعلموا أنَّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار مع أنَّهم يقولون لا إله إلا الله؟ بل يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون ويحجُّون ويتصدَّقون بل ويجاهدون، وهم مع ذلك كلِّه تحت آل فرعون في الدرك الأسفل من النار، ألم تسمعوا ما قصَّه الله تبارك وتعالى علينا من نبأ بلعام، وضرب له مثلاً بالكلب مع ما معه من العلم فضلاً عن اسم الله الأعظم، وكم من بلعام في زماننا!
أما بلغكم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جهَّز بعثًا وأراد أن يغزو بني المصطلق لما قيل له أنَّهم منعوا الزكاة؟
أما علمتم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بردة إلى رجلٍ يقول لا إله إلا الله تزوَّج امرأة أبيه وأمر أبا بردة أن يأتيه برأسه؟
أما علمتم أنَّ الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا الخوارج في العراق بأمر نبيِّهم صلى الله عليه وسلم؟
مع أنَّه صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّ الصحابة يحقرون صلاتهم مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم وقراءتهم مع قراءتهم، وقال: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم".
أما علمتم أنَّ الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا مانعي الزكاة وهم يشهدون أنَّ لا إله إلا الله وأنَّ محمَّدًا رسول الله ويؤذِّنون ويصلُّون ويصومون، ولمَّا أرادوا التوبة قال لهم أبو بكر: لا نقبل توبتكم حتى تشهدوا أنَّ قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
بل إنَّ الصحابة قاتلوا بني يربوع لمَّا منعوا الزكاة مع أنَّهم مقرُّون بوجوبها، وكانوا قد جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثوها إلى أبي بكر فمنعهم مالك بن نويرة.
ألم تعلموا أنَّ عليًّا رضي الله عنه حرَّق أصحاب عبد الله بن سبأ لمَّا غلوا فيه مع أنَّهم كانوا يقولون لا إله إلا الله؟
فما تقولون بهذه الأصناف كلِّها الذين كانوا من أهل القبلة يصلُّون صلاتنا ويأكلون ذبيحتنا، وقد قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وغنموا أموالهم وسبوا نساءهم وأشهدوهم على أنفسهم بالكفر؟
أفتنكرون أنَّ الأسود العنسي ومسيلمة الكذَّاب وسجاح وأتباعهم كلَّهم كانوا يقولون لا إله إلا الله؟ أفتحكمون لهم بالإسلام؟ أفتعصمون دماءهم؟ أفتعتقدون أنَّ كل من أَمَّ القبلة ونطق بالشهادتين يُعصم دمه ولا يكفر مهما فعل؟ كلا؛ إمَّا أنَّهم قد كفروا بعد إيمانهم كحال الكثير من الناس اليوم الذين تحكمون لهم بالإسلام وعصمة الدم، وإمَّا أنَّ أبا بكرٍ وأصحابه رضي الله عنهم تكفيريُّون جاهلون لا يفقهون وأنتم وفقهاؤكم الرسميُّون وحكَّامكم تفقهون!

قال الله عزَّ وجلَّ: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) قال ابن بطَّال: فقام الدليل الواضح من هذه الآية على أنَّه من ترك الفرائض أو واحدةً منها فلا يُخلَّى سبيله، وليس بأخٍ في الدين، ولا يُعصم دمه وماله، ويشهد لذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "فإذا فعلوا ذلك عصموا منِّي دماءهم وأموالهم إلا بحقِّها". انتهى كلامه رحمه الله.

ولو تتبَّعنا الآيات والأحاديث والآثار وكلام أهل العلم في قتال من يقول لا إله إلا الله إذا ترك بعض حقوقها واستباحة دمه إذا أتى بناقضٍ لها لطال الكلام جدًّا، وفيما ذكرناه كفايةٌ لمن طلب الإنصاف.
فمن تأمَّل هذا عَلِم أنَّ عصمة دم من قال لا إله إلا الله ليست على إطلاقها، وإلا فمن قال لا إله إلا الله مسيلمة رسول الله عُصِم دمه وماله ودخل الجنة! ومن تأمَّل هذا علِم أنَّ تحريم الدم العراقي ما هو إلا فريةٌ عظيمةٌ على الله ما أُنزِل بها من سلطان، ولا تعبِّر إلا عن عِظَم طغيان قائلها وشدَّة استخفافه بدين الله وأحكام شريعته المطهَّرة، واستخفافه بعقول الناس (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)، فلم يكتفوا بأن عصموا دماء المرتدين فعصموا دماء الزنادقة والكفار والمشركين، وإنَّما دم أحدهم لا يساوي دم كلب.
جاء في السنن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه لما ردَّ النبي صلى الله عليه وسلم أبا جندل رضي الله عنه يوم صلح الحديبية جعل عمر يمشي بجنبه وهو يقول: اصبر يا أبا جندل، فإنَّما هم المشركون وإنَّما دم أحدهم دم كلب ويدني قائم السيف منه.
وفي رواية: يا أبا جندل إنَّ الرجل يقتل أباه في الله، وإنَّ دم الكافر لا يساوي دم كلب.

يا أَيُّهَا الصحوات، يا أَيُّهَا الشرطي، يا أَيُّهَا الجندي، يا من دخلت في العملية السياسية، يا من واليت الحكومة الصفوية: لا يغرَّنَّك الدعاة على أبواب جهنَّم وتب أَيُّهَا المسكين، فوالله لن تنفعك لا إله إلا الله ما لم تأتِ بحقِّها من التوحيد والكفر بالطاغوت؛ من الاحتكام لشرع الله ونبذ الدساتير الوضعية، من الولاية للمسلمين ومحبَّتهم وعداوة الكافرين وبغضهم، وإلا فما دمك إلا دم كلب، أعجميٌّ كنت أم عربيّ.
إنَّ الدولة الإسلامية لا تستحلُّ دم امرئٍ بغير حقٍّ، بل إنَّا لا نقتل أو نستهدف إلا الكفار المحاربين وإنَّ كلَّ واحدٍ منكم يعلم هذا جيِّدًا في قرارة نفسه رغم كل ما يُفترى علينا ويُلصق بنا عبر وسائل الإعلام، ولو أردنا استهداف العوامّ أو المدنيين فإنَّ الشوارع مزدحمة والأسواق مكتظَّة، ولكنَّنا والله أحرص الناس على حقن الدماء، فمن أراد أن نكفَّ عنه أيدينا فليكفَّ عن نصرة الصليبيين والصفويين ويكفَّ عنَّا سوء يديه ولسانه، فمن كفَّ عنَّا سوء يديه ولسانه كففنا عنه ولا يسمع أو يرى منَّا إلا خيرًا، أمَّا أن تبسطوا إلينا أيديكم وألسنتكم بالسوء وتقفون في خندق عدوِّنا فماذا تنتظرون منَّا؟!

ومن كذب وافتراء أبواق الطواغيت: أنَّ الدولة الإسلامية أو المجاهدين عامَّة يشنُّون حرب إبادةٍ على كل كافرٍ ومشرك بل على كل من خالفها، وقد كذبوا، فإنَّما حرب المجاهدين هي حرب هدايةٍ كلَّما أمكن ذلك، قال الله عزَّ وجلَّ -بعد آية السيف-: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) فالمشركون الأفراد الذين لا يجمعهم تجمُّعٌ معادٍ ومحارب للإسلام يكفل لهم الإسلام الأمن في دار الإسلام، وقد أمرنا الله عز وجل أن نجيرهم حتى يسمعوا كلام الله ثم نبلغهم مأمنهم دون تعرُّضٍ بأيِّ أذى؛ لأنَّ الإسلام حريصٌ على كلِّ قلبٍ بشريٍّ أن يهتدي وأن يثوب, نعم؛ لأنَّه منهج الرحمة والهداية لا منهج العداء والإبادة، ولكنه إنَّما يجاهد بالسيف ليحطِّم القوى المادية الغاشمة الظالمة التي تحول بين الأفراد وسماع كلام الله، وتحول بينهم وبين العلم بما أنزل الله، فتحول بينهم وبين الهدى، وكما تحول بينهم وبين التحرُّر من عبادة العبيد وتلجئهم إلى عبادة غير الله، فمن وعى هذا جيِّدًا عَلِم أنَّ المجاهدين إنَّما يقتلون الكافر الغاشم الظالم المحارب الميؤوس من هدايته، والذي دمه عند الله لا يساوي دم كلب لينقذوا به آخرين، ويجرُّونهم إلى الجنة بالسلاسل، ولم تتمكَّن الدولة الإسلامية على مرِّ العصور في شبرٍ من الأرض إلا وحقنت الدماء وعفت وصفحت عمَّن حاربها وسفك دماء أبنائها، لذا لم يعرف التاريخ فاتحًا أرحم من المسلمين، وسيظلُّ دائمًا قول الدولة الإسلامية لأعدائها بعد التمكين "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وهذه هي الحقيقة التي يواظب الطغاة على إخفائها، حقيقة أنَّ المجاهدين لا يريدون قتل أحد، وإنَّما يضطرون لذلك اضطرارًا، بعد استنفاذ كل وسائل وسبل الرفق واللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة التي أُمِروا بها، نعم؛ هذه حقيقةُ دأب الطغاة وأنصارهم على تزييفها وتزويرها وتصوير المجاهدين للناس على أنَّهم قَتَلَة يسفكون الدماء لأجل الإبادة، وأنَّ عودة الدولة الإسلامية يعني القتل والذبح والتشريد والتنكيل والتمثيل والانتقام، وقد كذبوا، فإنَّ الدولة لم تقطع يومًا خط الرجعة لمخالفٍ حاقدٍ أو مشاققٍ معاند، ولن تغلق أبدًا جسر التوبة لمخطئٍ أو محادد، بل إنَّها لتعفو وتصفح عند المقدرة.
يا من تحاربون الدولة الإسلامية من المنتسبين لأهل السنة، لقد أخطأتم، فإنَّ الدولة لم ولن تكون لكم يومًا عدوًّا، بل إنَّ الدولة لتدافع عنكم بكلِّ ما أوتيت من قوَّة، إنَّ عدوكم الأول هم الرافضة ومِنْ بعدهم اليهود والصليبيون، ووالله وتالله ما يمنع الروافض من الإسفار عن كامل وجه حقدهم وعدائهم لكم إلا وجود الدولة الإسلامية.
فيا من تحاربون الدولة من المنتسبين لأهل السنَّة، كفُّوا عن قتالها والتفتوا إلى عدوِّكم الحقيقي، فإنَّ المشروع الصفوي خطرٌ عظيمٌ يهدِّد كيان أهل السنَّة، واعلموا أنَّ الروافض لا يفرقون بين امرئٍ أبوه سنيًّا، ولا يفرقون في الحكم بين سنيٍّ موحدٍ وآخر مرتدٍ محسوبٍ على أهل السنَّة حتى ولو كان مواليًا مناصرًا لهم معاديًا محاربًا لأهل السنَّة.

يتبع

سهم نيشان
25-05-2012, 01:25 PM
يا رجال الصحوات، يا أَيُّهَا الشرطي، يا أَيُّهَا الجندي، يا أَيُّهَا الحزبي، يا من تنصرون الحكومة الصفوية: إنَّما تسمِّنون كلبًا سيأكلكم، أما آن لكم أن تعوا؟ أما ترون الذلَّ والخزي الذي يصيب ساستكم وزعماءكم على أيدي الروافض؟ أما فيكم نخوةٌ تتحرك والروافض يعتقلون أبناء السنَّة كلَّ يومٍ بالمئات ويذلُّونهم ويستنزفون أموالهم؟ أما فيكم غيرةٌ والروافض يقتحمون بيوتكم ليل نهار ويدخلون على نسائكم وبناتكم في غرف نومكم وينتهكون حرمات بيوتكم، والقادم أدهى وأمرّ.
فأفيقوا أَيُّهَا المساكين، والله إنَّا لنتفطَّر عليكم ألمًا وحزنًا وحسرة، فلقد نصرتم أمريكا حامية الصليب ووقفتم في وجه الدولة الإسلامية وأضعفتموها وأخَّرتموها سنين، ومنعتم إقامة حكم الله، وها أنتم اليوم تبذلون دماءكم وأموالكم دفاعًا عن الحكومة الصفوية، وتثبيتًا لأركان دولة أعدائكم الروافض، فما أعظم ذنبكم! وما أقبح جرمكم! وما يكفِّر عنكم إلا أن تتوبوا وتجاهدوا في سبيل الله، وتعلوا راية لا إله إلا الله، وتنصروا دين الله كما حاربتموه، وتقيموا حكم الله في الأرض كما منعتموه.
أفيقوا أَيُّهَا المساكين فلقد أصبحتم أُلعوبةً بأيدي الروافض، ودُمًى يحركونكم لقتال المجاهدين، ويتفرَّجون عليكم ضاحكين مستمتعين مشتفين وأنتم تُشرَّدون دونهم وتُهدَّم بيوتكم وتُقتَّلون، فأفيقوا واصحوا وتوبوا أما آن لكم أن تتوبوا (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ).
ولا تأخذكم العزَّة بالإثم فتصلون جهنَّم وبئس المصير، توبوا فإنَّ الله غفورٌ رحيم.
وإن خوَّفكم المرجفون والدعاة على أبواب جهنَّم وزعموا أنَّ الدولة لن ترضى إلا بقتل كل من حاربها فاعلموا أنَّهم دجَّالون كذَّابون؛ فإنَّ الدولة لا تريد من المسيء شيئًا إن كفَّ عن إساءته وأعلن توبته مهما كانت إساءته، فالدولة لا تريد من المسيء سوى أن يلقي سلاحه من وجهها ويكفَّ أذاه عنها، ويوقف دعمه ومناصرته لأعدائها من الروافض والصليبيين وأعوانهم، ويوصل صوته لأقرب ممثِّلٍ لها، واعلموا أنَّه ليس هناك أي مانعٍ يحول بين توبتكم أو أمنكم وسلامتكم من قِبل الدولة الإسلامية إن أنتم أردتم ذلك، متى ما أردتم، ومن أراد أن يعرف منهج الدولة وسياستها وفتاويها فليرجع إلى قادتها وبياناتها وخطاباتها ومصادرها، لا أن يأخذ ذلك من وسائل الإعلام المحاربة للدولة، أو أفواه أعدائها ومحاربيها ومخالفيها الذين لم يتركوا عارًا إلا لصقوه بها، ولا جرمًا إلا نسبوه لها، ولا نقيصةً إلا وألحقوها بها، ثمَّ يصدِّق ذلك ويعتقد به بل ويزيد من عنده ويلقي التُّهَم جزافًا.
وإنَّ الدولة تفتح أبوابها لكل سائلٍ أو مستفسرٍ، أو مناظرٍ أو عائبٍ أو منكرٍ لأيِّ مسألةٍ في منهج وسياسة الدولة أو أيِّ عملٍ قامت به، وتدعو كل هؤلاء للمحاورة والمناقشة لبيان أيِّ شبهةٍ أو تهمة، وكشف زيف الدعايات الموجَّهة والملصقة بالدولة؛ وذلك بالحجة والبرهان عبر الدليل الشرعي والتأصيل العلمي لكل طالبٍ للحقِّ باحثٍ عن الحقيقة، وأمَّا أن تنظروا بعين العداوة وتسمعوا بأذن الحقد ثمَّ تحكمون على منهج الدولة من خلال وسائل إعلام أعدائنا وأبواق الطواغيت فماذا تنتظرون منَّا؟!
واعلموا أنَّ الدولة لا تقتل أحدًا منكم إلا وتشفق عليه لخسارته الدنيا والآخرة، ولا يمرُّ يومٌ أو ليلةٌ إلا وتحسُّ بخوفكم وتشعر بعذابكم ومرارة عيشكم، إذ تدخلون وتخرجون من بيوتكم خلسةً وتحرسون الليل والنهار، وإنَّ الدولة لتتمنَّى أن ترفع عنكم خوفكم وضنككم هذا الذي جلبتموه لأنفسكم، ولا يرفعه عنكم إلا توبتكم (إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ).



اللهم هل بلَّغت اللهم فاشهد


اللهم هل بلَّغت اللهم فاشهد




أبو محمَّدٍ العدناني


المتحدث الرسمي باسم دولة العراق الإسلامية

امـ حمد
25-05-2012, 02:29 PM
الله يعطيك العافيه

وجزاك ربي جنة الفردوس على النقل