ناقد
26-05-2012, 11:10 AM
زملائي الأفاضل، أعزائي الطلبة،
تسعى جامعة قطر، شأنها في ذلك شأن جميع المؤسسات الناجحة، للتطور بشكل دائم. وعمليتا التخطيط والتطوير ليستا مرتبطتين بظروف وأزمنة محددة، بل هما عمليتان مستمرتان ومتطورتان متكيفتان مع تغير المعطيات. وتحرص الجامعة على أن يكون منتسبوها وشركاؤها في المجتمع جزءاً فعالا فيهما. وعلى هذا فإن التخطيط والتطوير في الجامعة يأخذ في الاعتبار آراء جميع المشاركين والمستفيدين من العملية التعليمية.
الاختلاف في وجهات النظر سنة طبيعية من سنن الحياة وركيزة أساسية من ركائز العملية الأكاديمية القائمة على الرأي والرأي الآخر. كما أنها مؤشر صحي على أن المجتمع يتفاعل مع مؤسساته الحيوية التي يقع عليها العبئ الأكبر في نقل المجتمع إلى آفاق التقدم. وقد تابعنا خلال الاسبوع المنصرم بعض المقالات في الصحافة تناقش الشأن الجامعي بعضها أثار قضايا هامة، بينما لجأ البعض الآخر للأسف إلى التجريح والتشهير وإعطاء صورة غير صحيحة للرأي العام.
ومع أن الجامعة لن تنخرط في الرد على هذه الاتهامات أولا لما تفتقده من موضوعية ومصداقية، وثانيا احتراما للمعايير والأخلاقيات الأكاديمية العالمية بتناول القضايا والآراء المختلفة المتعلقة بالمؤسسة داخليا من خلال القنوات المتنوعة التي وفرتها الجامعة كمجلس أعضاء هيئة التدريس، والمجلس الأكاديمي، واللقاءات المختلفة مع مسؤولي الجامعة وغيرها، إلا أن هناك بعض الثوابت التي لا بد من إعادة تأكيدها.
جامعة قطر مؤسسة تعليمية وطنية ذات رؤية واضحة نتجت عن عملية تخطيط استراتيجي انبثقت من قاعدة الهرم الجامعي إلى أعلاه قبل أن يقرها مجلس الأمناء لما تضمه من أهداف واضحة، متسقة مع رؤية الدولة وطموحاتها وفي نفس الوقت يمكن تحقيقها وقياسها.
تشكل خدمة المجتمع القطري ومصالحه عناصر ثابتة ليس فقط في النواحي الأكاديمية كالمقررات الدراسية بل في كل ما تقوم به المؤسسة من أنشطة تتجاوز التعليم إلى البحث العلمي والتطوير المهني وبناء وتنمية العنصر البشري الفعال، والحفاظ على البيئة، وغيرها. وتعمل الجامعة بكل ثقة واقتدار مع شراكائها في القطاع الصناعي بالدولة، والقطاعين العام والخاص، على تلبية احتياجات المجتمع التعليمية والبحثية والخدمية، ما تؤكد عليه شهادات سوق العمل القطري من خلال دراسات ميدانية تم إجراءها، وتحقيقات دقيقة تعكس نتائجها ثقة كبيرة بمخرجات الجامعة وترحيباً شديداً بها. كما أن فوز طلبتنا الملفت في المسابقات البحثية والأكاديمية في قطر وخارجها لهو خير دليل على الجودة التي وصلت إليها العملية التعليمية في الجامعة.
يؤسفنا أن بعض كتاب الأعمدة شككوا بشفافية الجامعة ونزاهتها المالية والإدارية. وهذه اتهامات خطيرة لا ينبغي أن تطلق جزافاً هكذا دون أدلة ومن خلال إشراك القنوات القضائية المختصة. فمن الأمور التي حرصت عليها الجامعة في بداية خطتها التطويرية أن تسير أمورها المالية والإدارية بمنتهى الشفافية حيث جمعت بين ماتطبقه الدولة من نظم محاسبية يشرف عليها ديوان المحاسبة، والاستعانة بخبرات شركة دولية في مجال التدقيق المالي والإداري لأعمالها المختلفة تعرض تقاريرها المفصلة على مجلس الأمناء لإقرارها. كما حرصت الجامعة على أن تساير أنظمتها الإدارية أفضل مايتم تطبيقه عالميا في مجالات التقنية والشفافية وهو أمر نال استحسان الجهات التي تمنح الاعتماد وهي جهات دولية معروفة تتسم بالدقة في تقييمها لهذه الأمور. إضافة إلى ذلك فإن الجامعة مؤسسة حكومية تخضع للجهات الرقابية الحكومية ولدى هذه الجهات خبراء مؤهلون لممارسة الرقابة المطلوبة والموثوقة.
أما فيما يخص التقطير والاهتمام بالكادر الوطني فنحن كأكاديميين ندرك أن التنوع الثقافي في التعليم العالي قوة تسعى لها جامعات العالم كلها بشتى الوسائل. وجامعة قطر مع التزامها بتأهيل الكوادر القطرية الأكاديمية والحفاظ عليها تدرك أن دورها في تحقيق التقطير هو دور محوري لا ينحصر في الحفاظ على نسبة القطريين بالجامعة نفسها، ولكن كذلك بدورها في مد سوق العمل القطري بالخريجين المؤهلين تأهيلا ممتازا ليأخذوا أماكنهم في دورة سوق العمل القطري. وهي إذ تقوم بذلك تسعى لنقل خبرات أفضل الكوادر في التخصصات المختلفة إلى الطلاب القطريين حتى لو كان ذلك يتطلب الاستعانة بكوادر غير قطرية وهو أمر لايمكن تجاهله في عالم يقوم على المنافسة ويستدعي في كثير من الأحيان نقل الخبرات الأجنبية إلى الوطن المتعطش لها في تخصصات حيوية. إن دورنا في التقطير هو تمكين مؤسسات المجتمع من التقطير وليس تقطير الجامعة على حساب احتياجات سوق العمل. طبعاً هذا لا يعني التفريط بالخبرات القطرية فالكوادر الوطنية والأجنبية لا بد أن تكمل بعضها في مناخ ثقافي راقٍ ومنفتح. وهنا يأتي دور البعثات الجامعية التي تشهد ازديادا ملحوظا بشكل سنوي حيث تقوم الجامعة بابتعاث الطلبة القطريين القادرين والراغبين في اختيار المهنة الأكاديمية للدراسة في بعض من أفضل جامعات العالم ليعودوا ويرفدوا جامعتهم الأم ومجتمعهم ويشكلوا نواة جديدة لجيل من الكوادر التدريسية القطرية المتميزة. ويبلغ عدد الطلبة المبتعثين حاليا 39 طالبا قطرياً يستعدون لبدء مهنتهم الأكاديمية في جامعة قطر.
تعتبر جامعة قطر في كل برامجها وخططها الطلاب محورا رئيسيا ونقطة ارتكاز يقوم عليها عمل الجامعة، فهم الهدف الأول من وجودها. ولذلك تقوم جامعة قطر بتوفير مجموعة كبيرة من التسهيلات من أجل أن تتم الدراسة في جو يتيح التميز لطلابها، وقد تميزوا بالفعل بل وتألقوا كما تشهد له نجاحاتهم على كافة الأصعدة. كما تقدم الجامعة لهم الدعم والمساندة والتشجيع والخدمات المتنوعة والرعاية الطلابية وفرص التدريب، وتتيح للراغبين منهم العمل في الإدارات المختلفة بالجامعة وأن يتدربوا على مدار سنوات الدراسة ليحسنوا دخلهم ويكتسبوا الخبرة وهي خطة اثبتت نجاحا كبيراً حيث بلغ عدد الطلبة الموظفين بالجامعة خلال العام الأكاديمي الحالي أكثر من 700 طالباً يعملون بنظام العمل الجزئي الطلابي في مكتبة الجامعة وإداراتها وأقسامها المختلفة. لا ندعي بأن الخدمات المقدمة للطلاب هي على وجه من الكمال لا يسعنا معه تطويرها، بل نحن نتابع باستمرار مطالب طلبتنا ونسعى لتوفير ما يمكن منها آخذين بعين الاعتبار ضرورة الموازنة بين تلبية رغباتهم، والمحافظة على قيم الجامعة ومبادئها التربوية.
تسعى الجامعة ومنذ إقرار خطتها التطويرية في العام 2003 إلى وضع استراتيجيات محددة وأهداف قابلة للتحقيق بشكل سنوي، ويتم بالتنسيق مع هيئات الاعتماد الدولية التأكد بكل دقة وشفافية من تحقيق الأهداف المرسومة أولا بأول وهو ما ساهم بشكل فعال في تحقيق عدد كبير من برامج الجامعة ومراكزها وكلياتها للاعتماد من هيئات دولية مرموقة، وهو ماينفي عن الجامعة تهمة الارتجال أو عدم التخطيط. ولعل حصول معظم كليات الجامعة على الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات عالمية مستقلة، تطبق معايير علمية واضحة، يعد خطوة رائدة، ويفصح عن سعي الجامعة الدؤوب لتطوير برامجها ومخرجاتها، كما يعزز الثقة بأن طلبتنا يدرسون وفق معايير تتوافق مع معايير أفضل الجامعات العالمية.
هناك من يعتقد بأن توقعات الجامعة من طلبتها أعلى مما ينبغي وهذه نظرة لها مبرراتها التاريخية، ولكننا نعلم يقينا بان هذه التوقعات هي ما يتطلبه تحقيق رؤية قطر وطموحاتها كما نعلم أن الغالبية العظمى من الطلبة قادرون على تحقيق هذه التوقعات بل وان الكثير منهم تجاوزها. ووجود البدائل التعليمية في قطر اليوم يؤكد أن الجامعة الوطنية يجب أن لا تحيد عن التزامها بمعايير الجودة. فتحقيق رؤية قطر يحتاج إلى كوادر متخصصة على مستوى عالي من الكفاءة والجدية في العمل. والجامعة إذ أخذت على عاتقها هذه المهمة لا بد أن تلتزم بتخريج من هو كفء لتلك المرحلة. واسمحوا لي هنا أن استشهد بقول سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله: “إن مستقبل قطر مرتبط باعتبار أخلاق العمل والإنتاج والاتقان جزءاً من قيمناً، وهذا لا يتم بالوعظ والنصيحة الحسنة فقط، وإنما أيضاً بالمراقبة والمحاسبة وتقديم التقارير الحقيقية التي لا تجمل الواقع، بل تطرحه بدقة وأمانة لكي نتمكن من مـعـالـجـتـه، ولنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حين قال “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
في النهاية أذكّر بأن جامعة قطر هي الجامعة الوطنية التي ستخرّج أجيالا تحمل على عاتقها تحقيق رؤية قطر: كوادر لا يعترف بها في قطر فحسب بل في كل مكان. لقد بدأ العالم بالاعتراف بمعايير الجودة لجامعة قطر وخريجيها من خلال الاعتماد الأكاديمي الذي حصلت عليه معظم كليات الجامعة والعديد من أقسامها العلمية من أفضل جهات الاعتماد الأكاديمي في العالم. وهذا ما كان ليكون إلا بجهد مشترك جدير بكل الاحترام قام به أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة، وطلبتها وإداريوها. وبدعم لا محدود من مجلس أمناء الجامعة والمجتمع والقيادة القطرية.
تسعى جامعة قطر، شأنها في ذلك شأن جميع المؤسسات الناجحة، للتطور بشكل دائم. وعمليتا التخطيط والتطوير ليستا مرتبطتين بظروف وأزمنة محددة، بل هما عمليتان مستمرتان ومتطورتان متكيفتان مع تغير المعطيات. وتحرص الجامعة على أن يكون منتسبوها وشركاؤها في المجتمع جزءاً فعالا فيهما. وعلى هذا فإن التخطيط والتطوير في الجامعة يأخذ في الاعتبار آراء جميع المشاركين والمستفيدين من العملية التعليمية.
الاختلاف في وجهات النظر سنة طبيعية من سنن الحياة وركيزة أساسية من ركائز العملية الأكاديمية القائمة على الرأي والرأي الآخر. كما أنها مؤشر صحي على أن المجتمع يتفاعل مع مؤسساته الحيوية التي يقع عليها العبئ الأكبر في نقل المجتمع إلى آفاق التقدم. وقد تابعنا خلال الاسبوع المنصرم بعض المقالات في الصحافة تناقش الشأن الجامعي بعضها أثار قضايا هامة، بينما لجأ البعض الآخر للأسف إلى التجريح والتشهير وإعطاء صورة غير صحيحة للرأي العام.
ومع أن الجامعة لن تنخرط في الرد على هذه الاتهامات أولا لما تفتقده من موضوعية ومصداقية، وثانيا احتراما للمعايير والأخلاقيات الأكاديمية العالمية بتناول القضايا والآراء المختلفة المتعلقة بالمؤسسة داخليا من خلال القنوات المتنوعة التي وفرتها الجامعة كمجلس أعضاء هيئة التدريس، والمجلس الأكاديمي، واللقاءات المختلفة مع مسؤولي الجامعة وغيرها، إلا أن هناك بعض الثوابت التي لا بد من إعادة تأكيدها.
جامعة قطر مؤسسة تعليمية وطنية ذات رؤية واضحة نتجت عن عملية تخطيط استراتيجي انبثقت من قاعدة الهرم الجامعي إلى أعلاه قبل أن يقرها مجلس الأمناء لما تضمه من أهداف واضحة، متسقة مع رؤية الدولة وطموحاتها وفي نفس الوقت يمكن تحقيقها وقياسها.
تشكل خدمة المجتمع القطري ومصالحه عناصر ثابتة ليس فقط في النواحي الأكاديمية كالمقررات الدراسية بل في كل ما تقوم به المؤسسة من أنشطة تتجاوز التعليم إلى البحث العلمي والتطوير المهني وبناء وتنمية العنصر البشري الفعال، والحفاظ على البيئة، وغيرها. وتعمل الجامعة بكل ثقة واقتدار مع شراكائها في القطاع الصناعي بالدولة، والقطاعين العام والخاص، على تلبية احتياجات المجتمع التعليمية والبحثية والخدمية، ما تؤكد عليه شهادات سوق العمل القطري من خلال دراسات ميدانية تم إجراءها، وتحقيقات دقيقة تعكس نتائجها ثقة كبيرة بمخرجات الجامعة وترحيباً شديداً بها. كما أن فوز طلبتنا الملفت في المسابقات البحثية والأكاديمية في قطر وخارجها لهو خير دليل على الجودة التي وصلت إليها العملية التعليمية في الجامعة.
يؤسفنا أن بعض كتاب الأعمدة شككوا بشفافية الجامعة ونزاهتها المالية والإدارية. وهذه اتهامات خطيرة لا ينبغي أن تطلق جزافاً هكذا دون أدلة ومن خلال إشراك القنوات القضائية المختصة. فمن الأمور التي حرصت عليها الجامعة في بداية خطتها التطويرية أن تسير أمورها المالية والإدارية بمنتهى الشفافية حيث جمعت بين ماتطبقه الدولة من نظم محاسبية يشرف عليها ديوان المحاسبة، والاستعانة بخبرات شركة دولية في مجال التدقيق المالي والإداري لأعمالها المختلفة تعرض تقاريرها المفصلة على مجلس الأمناء لإقرارها. كما حرصت الجامعة على أن تساير أنظمتها الإدارية أفضل مايتم تطبيقه عالميا في مجالات التقنية والشفافية وهو أمر نال استحسان الجهات التي تمنح الاعتماد وهي جهات دولية معروفة تتسم بالدقة في تقييمها لهذه الأمور. إضافة إلى ذلك فإن الجامعة مؤسسة حكومية تخضع للجهات الرقابية الحكومية ولدى هذه الجهات خبراء مؤهلون لممارسة الرقابة المطلوبة والموثوقة.
أما فيما يخص التقطير والاهتمام بالكادر الوطني فنحن كأكاديميين ندرك أن التنوع الثقافي في التعليم العالي قوة تسعى لها جامعات العالم كلها بشتى الوسائل. وجامعة قطر مع التزامها بتأهيل الكوادر القطرية الأكاديمية والحفاظ عليها تدرك أن دورها في تحقيق التقطير هو دور محوري لا ينحصر في الحفاظ على نسبة القطريين بالجامعة نفسها، ولكن كذلك بدورها في مد سوق العمل القطري بالخريجين المؤهلين تأهيلا ممتازا ليأخذوا أماكنهم في دورة سوق العمل القطري. وهي إذ تقوم بذلك تسعى لنقل خبرات أفضل الكوادر في التخصصات المختلفة إلى الطلاب القطريين حتى لو كان ذلك يتطلب الاستعانة بكوادر غير قطرية وهو أمر لايمكن تجاهله في عالم يقوم على المنافسة ويستدعي في كثير من الأحيان نقل الخبرات الأجنبية إلى الوطن المتعطش لها في تخصصات حيوية. إن دورنا في التقطير هو تمكين مؤسسات المجتمع من التقطير وليس تقطير الجامعة على حساب احتياجات سوق العمل. طبعاً هذا لا يعني التفريط بالخبرات القطرية فالكوادر الوطنية والأجنبية لا بد أن تكمل بعضها في مناخ ثقافي راقٍ ومنفتح. وهنا يأتي دور البعثات الجامعية التي تشهد ازديادا ملحوظا بشكل سنوي حيث تقوم الجامعة بابتعاث الطلبة القطريين القادرين والراغبين في اختيار المهنة الأكاديمية للدراسة في بعض من أفضل جامعات العالم ليعودوا ويرفدوا جامعتهم الأم ومجتمعهم ويشكلوا نواة جديدة لجيل من الكوادر التدريسية القطرية المتميزة. ويبلغ عدد الطلبة المبتعثين حاليا 39 طالبا قطرياً يستعدون لبدء مهنتهم الأكاديمية في جامعة قطر.
تعتبر جامعة قطر في كل برامجها وخططها الطلاب محورا رئيسيا ونقطة ارتكاز يقوم عليها عمل الجامعة، فهم الهدف الأول من وجودها. ولذلك تقوم جامعة قطر بتوفير مجموعة كبيرة من التسهيلات من أجل أن تتم الدراسة في جو يتيح التميز لطلابها، وقد تميزوا بالفعل بل وتألقوا كما تشهد له نجاحاتهم على كافة الأصعدة. كما تقدم الجامعة لهم الدعم والمساندة والتشجيع والخدمات المتنوعة والرعاية الطلابية وفرص التدريب، وتتيح للراغبين منهم العمل في الإدارات المختلفة بالجامعة وأن يتدربوا على مدار سنوات الدراسة ليحسنوا دخلهم ويكتسبوا الخبرة وهي خطة اثبتت نجاحا كبيراً حيث بلغ عدد الطلبة الموظفين بالجامعة خلال العام الأكاديمي الحالي أكثر من 700 طالباً يعملون بنظام العمل الجزئي الطلابي في مكتبة الجامعة وإداراتها وأقسامها المختلفة. لا ندعي بأن الخدمات المقدمة للطلاب هي على وجه من الكمال لا يسعنا معه تطويرها، بل نحن نتابع باستمرار مطالب طلبتنا ونسعى لتوفير ما يمكن منها آخذين بعين الاعتبار ضرورة الموازنة بين تلبية رغباتهم، والمحافظة على قيم الجامعة ومبادئها التربوية.
تسعى الجامعة ومنذ إقرار خطتها التطويرية في العام 2003 إلى وضع استراتيجيات محددة وأهداف قابلة للتحقيق بشكل سنوي، ويتم بالتنسيق مع هيئات الاعتماد الدولية التأكد بكل دقة وشفافية من تحقيق الأهداف المرسومة أولا بأول وهو ما ساهم بشكل فعال في تحقيق عدد كبير من برامج الجامعة ومراكزها وكلياتها للاعتماد من هيئات دولية مرموقة، وهو ماينفي عن الجامعة تهمة الارتجال أو عدم التخطيط. ولعل حصول معظم كليات الجامعة على الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات عالمية مستقلة، تطبق معايير علمية واضحة، يعد خطوة رائدة، ويفصح عن سعي الجامعة الدؤوب لتطوير برامجها ومخرجاتها، كما يعزز الثقة بأن طلبتنا يدرسون وفق معايير تتوافق مع معايير أفضل الجامعات العالمية.
هناك من يعتقد بأن توقعات الجامعة من طلبتها أعلى مما ينبغي وهذه نظرة لها مبرراتها التاريخية، ولكننا نعلم يقينا بان هذه التوقعات هي ما يتطلبه تحقيق رؤية قطر وطموحاتها كما نعلم أن الغالبية العظمى من الطلبة قادرون على تحقيق هذه التوقعات بل وان الكثير منهم تجاوزها. ووجود البدائل التعليمية في قطر اليوم يؤكد أن الجامعة الوطنية يجب أن لا تحيد عن التزامها بمعايير الجودة. فتحقيق رؤية قطر يحتاج إلى كوادر متخصصة على مستوى عالي من الكفاءة والجدية في العمل. والجامعة إذ أخذت على عاتقها هذه المهمة لا بد أن تلتزم بتخريج من هو كفء لتلك المرحلة. واسمحوا لي هنا أن استشهد بقول سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله: “إن مستقبل قطر مرتبط باعتبار أخلاق العمل والإنتاج والاتقان جزءاً من قيمناً، وهذا لا يتم بالوعظ والنصيحة الحسنة فقط، وإنما أيضاً بالمراقبة والمحاسبة وتقديم التقارير الحقيقية التي لا تجمل الواقع، بل تطرحه بدقة وأمانة لكي نتمكن من مـعـالـجـتـه، ولنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حين قال “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
في النهاية أذكّر بأن جامعة قطر هي الجامعة الوطنية التي ستخرّج أجيالا تحمل على عاتقها تحقيق رؤية قطر: كوادر لا يعترف بها في قطر فحسب بل في كل مكان. لقد بدأ العالم بالاعتراف بمعايير الجودة لجامعة قطر وخريجيها من خلال الاعتماد الأكاديمي الذي حصلت عليه معظم كليات الجامعة والعديد من أقسامها العلمية من أفضل جهات الاعتماد الأكاديمي في العالم. وهذا ما كان ليكون إلا بجهد مشترك جدير بكل الاحترام قام به أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة، وطلبتها وإداريوها. وبدعم لا محدود من مجلس أمناء الجامعة والمجتمع والقيادة القطرية.