امـ حمد
27-05-2012, 02:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى(ولقد ذرأنا لجهنم كثيراّ من الجن والإنس،لهم قلوب لا يفقهون بها ،ولهم أعين لا يبصرون بها،ولهم أذان لا
يسمعون بها،أولئك كالأنعام بل هم أضل،أولئك هم الغافلون)الأعراف،إنها آية عظيمة،آية تخشع القلوب لسماعها، وتقشعر
الجلود لدى تلاوتها،هي الآية التي توعد الله فيها أولئك الملحدين والمشككين والمستهزئين،إنها بالفعل آية يقف المؤمن
أمامها خاشعاً متأملاً،
قال أبو جعفر،يعني جل ثناؤه بقوله (أولئك كالأنعام )هؤلاء الذين ذرأهم لجهنم ،وهي البهائم التي لا تفقه ما يقال لها ، ولا تفهم ما أبصرته لما يصلح وما لا يصلح ، ولا تعقل بقلوبها الخير من الشر ،فشبههم الله بها ، إذ كانوا لا
يتذكرون ما يرون بأبصارهم من حججه ، ولا يتفكرون فيما يسمعون، يقول ،هؤلاء الكفرة الذين ذرأهم لجهنم ، أشد ذهابا عن الحق ، وألزم لطريق الباطل من البهائم ، لأن البهائم لا اختيار لها ولا تمييز،والذين وصف الله صفتهم في هذه الآية ،
مع ما أعطوا من الأفهام والعقول المميزة بين المصالح والمضار،تترك ما فيه صلاح دنياها وآخرتها
وتطلب ما فيه مضارها ، فالبهائم من أضل ،وقوله (أولئك هم الغافلون )هؤلاء القوم الذين غفلوا يعني،سهوا عن آياتي وحججي ، وتركوا تدبرها والاعتبار بها والاستدلال على ما دلت عليه من توحيد
فكيف يمكن أن يكون للإنسان عين لا يبصر بها، وكيف يمكن أن يكون له أذن لا يسمع بها، والأعجب من ذلك ما هي علاقة القلب بالفهم والتفقه،فالعين هي وسيلة الإبصار، ولكن الإنسان لا يرى بعينيه، بل هي
مجرد وسيلة تنتقل المعلومات خلالها إلى الدماغ، ومثلها الأذن،ثم يقوم الدماغ بمعالجة وتخزين المعلومات وترجمتها
والتفاعل معها،وهؤلاء الملحدين يمتلكون حاسة البصر وهي العين، ولكنهم لا يبصرون الحق، بل ينظرون إلى الكون
على أنه جاء بالمصادفة، وكل ما في الكون من إعجاز وروعة ومخلوقات وعمليات حيوية، وكل هذه المجرات والنجوم،والظواهر الكونية،كلها مجرد مصادفات بالنسبة لهم، فهم بالفعل لا يبصرون الحقيقة،كذلك فإن هؤلاء
المشككين لهم آذان ويمتلكون حاسة السمع، ولكنهم عندما يقرأون القرآن يقولون إنه كلام عادي،وتارة يقولون إنه مليء بالأخطاء،وتارة يقولون إن محمداً،هو من كتب القرآن،فهم يستمعون إلى القرآن ولكنهم حقيقة لا يسمعون صوت
الحق،القلوب هي محور هذا البحث، فالملحد يمتلك قلباً سليماً كما تظهره الأجهزة الطبية، ولكنه حقيقة لا يفقه شيئاً من كلام خالقه ورازقه، ولذلك فإن نهايته ستكون في جهنم، مع سادته من الشياطين الذين اتخذهم أولياء من دون
الله،وانظروا إلى قوله تعالى كيف رتب العمليات الثلاثة(لهم قلوب لا يفقهون بها)إذاً القلب وسيلة التفقه والفهم(ولهم أعين لا يبصرون بها)والعين وسيلة الإبصار(ولهم أذان لا يسمعون بها)والأذن وسيلة السمع، هذه قصة تثبت أن القلب
هو مركز الإلحاد أو الإيمان والمشاعر والإدراك أيضاً،فقد تزوجت امرأة من شاب وبعد سنوات من زواجه وبسبب إلحاده أراد أن يتخلص من حياته فانتحر بمسدس في رأسه فمات،ولكن قلبه بقي يعمل
فقام الأطباء باستئصاله وهو بحالة جيدة وتمت زراعته لمريض مؤمن يحب فعل الخير جداً، هذا المريض لديه فشل
في القلب وبحاجة لقلب جديد وتم له ذلك، وفرح وشكر أهل الشاب المنتحر صاحب القلب الأصلي وبدأ حياة
جديدة،وجاءت المصادفة ليلتقي بزوجة الشاب المنتحر ،أرملته،فأحس على الفور أنه يعرفها منذ زمن، بل لم يخف
مشاعره تجاهها، وأخبرها بحبه لها، وأنه لا يستطيع العيش بدونها،وهنا بدأ القلب يمارس نشاطه، فالشيء الذي أحس به
هذا الرجل تجاه زوجة صاحب القلب الأصلي، يؤكد أن القلب لا يزال يحتفظ بمشاعره وأحاسيسه وذكرياته مع هذه
المرأة،ولم يعد مؤمناً كما كان من قبل، بدأت ملامح الإلحاد تظهر ولكنه يحاول إخفاءها ما استطاع، وبدأ هذا القلب
يعذبه، فلم يعد يحتمل الحياة فانتحر بالطريقة ذاتها التي انتحر بها الشاب صاحب القلب الأصلي، وذلك أنه أطلق رصاصة
على رأسه فمات على الفور،وهذا ما أذهل الناس من حوله، فكيف يمكن لإنسان مؤمن يحب فعل الخير، كان سعيداً
ومسروراً بأنه يساعد الناس والجميع يحبه، كيف انقلب إلى اليأس والإلحاد ولم يجد أمامه سوى الانتحار،أن مركز
التفكير والإدراك في القلب وليس في الدماغ. ولو كان القلب مجرد مضخة، لم يحدث مع هذا الرجل ما حدث، فقد أحب
المرأة ذاتها، وانتحر بالطريقة ذاتها،وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما أنار العقول فأبقى الأشياء الصحيحة وصحح الأشياء
الخاطئة، وهذا ليس باستطاعة أحد من البشر،ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم ،لم يأت بكلمة واحدة من عنده، بل هو
رسول أمين بلَّغ الرسالة بأمانه وصدق، ونحن نشهد على ذلك مهما حاول الملحدون والمشككون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى(ولقد ذرأنا لجهنم كثيراّ من الجن والإنس،لهم قلوب لا يفقهون بها ،ولهم أعين لا يبصرون بها،ولهم أذان لا
يسمعون بها،أولئك كالأنعام بل هم أضل،أولئك هم الغافلون)الأعراف،إنها آية عظيمة،آية تخشع القلوب لسماعها، وتقشعر
الجلود لدى تلاوتها،هي الآية التي توعد الله فيها أولئك الملحدين والمشككين والمستهزئين،إنها بالفعل آية يقف المؤمن
أمامها خاشعاً متأملاً،
قال أبو جعفر،يعني جل ثناؤه بقوله (أولئك كالأنعام )هؤلاء الذين ذرأهم لجهنم ،وهي البهائم التي لا تفقه ما يقال لها ، ولا تفهم ما أبصرته لما يصلح وما لا يصلح ، ولا تعقل بقلوبها الخير من الشر ،فشبههم الله بها ، إذ كانوا لا
يتذكرون ما يرون بأبصارهم من حججه ، ولا يتفكرون فيما يسمعون، يقول ،هؤلاء الكفرة الذين ذرأهم لجهنم ، أشد ذهابا عن الحق ، وألزم لطريق الباطل من البهائم ، لأن البهائم لا اختيار لها ولا تمييز،والذين وصف الله صفتهم في هذه الآية ،
مع ما أعطوا من الأفهام والعقول المميزة بين المصالح والمضار،تترك ما فيه صلاح دنياها وآخرتها
وتطلب ما فيه مضارها ، فالبهائم من أضل ،وقوله (أولئك هم الغافلون )هؤلاء القوم الذين غفلوا يعني،سهوا عن آياتي وحججي ، وتركوا تدبرها والاعتبار بها والاستدلال على ما دلت عليه من توحيد
فكيف يمكن أن يكون للإنسان عين لا يبصر بها، وكيف يمكن أن يكون له أذن لا يسمع بها، والأعجب من ذلك ما هي علاقة القلب بالفهم والتفقه،فالعين هي وسيلة الإبصار، ولكن الإنسان لا يرى بعينيه، بل هي
مجرد وسيلة تنتقل المعلومات خلالها إلى الدماغ، ومثلها الأذن،ثم يقوم الدماغ بمعالجة وتخزين المعلومات وترجمتها
والتفاعل معها،وهؤلاء الملحدين يمتلكون حاسة البصر وهي العين، ولكنهم لا يبصرون الحق، بل ينظرون إلى الكون
على أنه جاء بالمصادفة، وكل ما في الكون من إعجاز وروعة ومخلوقات وعمليات حيوية، وكل هذه المجرات والنجوم،والظواهر الكونية،كلها مجرد مصادفات بالنسبة لهم، فهم بالفعل لا يبصرون الحقيقة،كذلك فإن هؤلاء
المشككين لهم آذان ويمتلكون حاسة السمع، ولكنهم عندما يقرأون القرآن يقولون إنه كلام عادي،وتارة يقولون إنه مليء بالأخطاء،وتارة يقولون إن محمداً،هو من كتب القرآن،فهم يستمعون إلى القرآن ولكنهم حقيقة لا يسمعون صوت
الحق،القلوب هي محور هذا البحث، فالملحد يمتلك قلباً سليماً كما تظهره الأجهزة الطبية، ولكنه حقيقة لا يفقه شيئاً من كلام خالقه ورازقه، ولذلك فإن نهايته ستكون في جهنم، مع سادته من الشياطين الذين اتخذهم أولياء من دون
الله،وانظروا إلى قوله تعالى كيف رتب العمليات الثلاثة(لهم قلوب لا يفقهون بها)إذاً القلب وسيلة التفقه والفهم(ولهم أعين لا يبصرون بها)والعين وسيلة الإبصار(ولهم أذان لا يسمعون بها)والأذن وسيلة السمع، هذه قصة تثبت أن القلب
هو مركز الإلحاد أو الإيمان والمشاعر والإدراك أيضاً،فقد تزوجت امرأة من شاب وبعد سنوات من زواجه وبسبب إلحاده أراد أن يتخلص من حياته فانتحر بمسدس في رأسه فمات،ولكن قلبه بقي يعمل
فقام الأطباء باستئصاله وهو بحالة جيدة وتمت زراعته لمريض مؤمن يحب فعل الخير جداً، هذا المريض لديه فشل
في القلب وبحاجة لقلب جديد وتم له ذلك، وفرح وشكر أهل الشاب المنتحر صاحب القلب الأصلي وبدأ حياة
جديدة،وجاءت المصادفة ليلتقي بزوجة الشاب المنتحر ،أرملته،فأحس على الفور أنه يعرفها منذ زمن، بل لم يخف
مشاعره تجاهها، وأخبرها بحبه لها، وأنه لا يستطيع العيش بدونها،وهنا بدأ القلب يمارس نشاطه، فالشيء الذي أحس به
هذا الرجل تجاه زوجة صاحب القلب الأصلي، يؤكد أن القلب لا يزال يحتفظ بمشاعره وأحاسيسه وذكرياته مع هذه
المرأة،ولم يعد مؤمناً كما كان من قبل، بدأت ملامح الإلحاد تظهر ولكنه يحاول إخفاءها ما استطاع، وبدأ هذا القلب
يعذبه، فلم يعد يحتمل الحياة فانتحر بالطريقة ذاتها التي انتحر بها الشاب صاحب القلب الأصلي، وذلك أنه أطلق رصاصة
على رأسه فمات على الفور،وهذا ما أذهل الناس من حوله، فكيف يمكن لإنسان مؤمن يحب فعل الخير، كان سعيداً
ومسروراً بأنه يساعد الناس والجميع يحبه، كيف انقلب إلى اليأس والإلحاد ولم يجد أمامه سوى الانتحار،أن مركز
التفكير والإدراك في القلب وليس في الدماغ. ولو كان القلب مجرد مضخة، لم يحدث مع هذا الرجل ما حدث، فقد أحب
المرأة ذاتها، وانتحر بالطريقة ذاتها،وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما أنار العقول فأبقى الأشياء الصحيحة وصحح الأشياء
الخاطئة، وهذا ليس باستطاعة أحد من البشر،ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم ،لم يأت بكلمة واحدة من عنده، بل هو
رسول أمين بلَّغ الرسالة بأمانه وصدق، ونحن نشهد على ذلك مهما حاول الملحدون والمشككون.