المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله



امـ حمد
31-05-2012, 04:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال النبي صلى الله عليه وسلم(لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً)قيل،يا رسول الله صفهم لنا، جلّهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم،قال(أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم





ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها)قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه إذا خلا بنفسه، وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف




السيئات، وارتكب المنكرات،قال عز وجل( وكفى بربك بذنوب عباده خبيراّ بصيراّ)وقال(وما الله بغافل عما تعملون)ويحك،إن كانت جراءتك على معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراك، فما أعظم كفرك، وإن كان علمك باطلاعه عليك، فما




أشد وقاحتك، وأقل حياءك،قال تعالى(يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم،إذيبيتون مالا يرضى من القول،وكان الله بما يعملون محيطاّ)من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصيه، وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له،




وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه، وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولا تطلب الأنس بطاعته،قال قتادة( ابن آدم، والله إن عليك لشهوداً غير متهمة في بدنك، فراقبهم، واتق الله في سرك وعلانيتك، فإنه لا





يخفى عليه خافية، الظلمة عنده ضوء، والسر عنده علانية، فمن استطاع أن يموت وهو يحسن الظن بالله فليفعل، ولا قوة إلا بالله )قال تعالى(وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم




كثيراّ مما تعملون)قال ابن الأعرابي( آخر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد )قال تعالى(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)إن تقوى الله




في الغيب، وخشيته في السر، دليل كمال الإيمان،وسبب حصول الغفران، ودخول الجنان،قال عز وجل(إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير)وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(أسألك خشيتك في الغيب




والشهادة )والمعنى،أن العبد يخشى الله سراً وعلانية، ظاهراً وباطناً، فإن أكثر الناس قد يخشى الله في العلانية وفي الشهادة، ولكن الشأن خشية الله في الغيب إذا غاب عن أعين الناس،وكان بكر المزني يدعو لإخوانه( ليس الخائف من




بكى فعصر عينيه، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام إذا قدر عليه )ومن الأمور الموجبة لخشية الله عز وجل أولاّ،قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي،ثانياّ،النظر في شدة بطشه وانتقامه وسطوته وقهره، وذلك يوجب للعبد




ترك التعرض لمخالفته، كما قال الحسن( ابن آدم،هل لك طاقة بمحاربة الله، فإن من عصاه فقد حاربه )وقال بعضهم( عجبت من ضعيف يعص قوياً )ثالثاّ،قوة المراقبة لله، والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه مع




عباده حيث كانوا فإن من علم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته، أوجب له ذلك ترك الماصي في السر،قال وهب بن الورد( اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك )رابعاّ،




استحضار معاني صفات الله تعالى، ومن صفاته ( السمع، والبصر، والعلم )، فكيف تعصي من يسمعك، ويبصرك ويعلم حالك،فإذا استحضر العبد معاني هذه الصفات، قوي عنده الحياء، فيستحي من ربه أن يسمع منه ما يكره، أو يراه على




ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه، قتبقى أقواله وحركاته وخواطره موزونة بميزان الشرع،قال ابن رجب( فتقوى الله في السر، هي علامة كمال الإيمان، ولها تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبها الثناء في قلوب المؤمنين،وقال




سليمان التيمي( إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته )وقال غيره( إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك الذنب عليه )وجود الله الحق، المجازي بذرات الأعمال في الدنيا قبل



الآخرة، ولا يضيع عنده عمل عامل، ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار،فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الخلق، ومن التمس محامد الناس بسخط الله عاد حامده من الناس




ذاماً له،قال سفيان الثوري(إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً )وودّع ابن عون رجلاً فقال(عليك بتقوى الله، فإن المتقي ليست عليه وحشة )







أسأل الله عز وجل أن يرزقني وإياكم خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية.

الامل القديم
31-05-2012, 05:00 PM
أسأل الله عز وجل أن يرزقني وإياكم خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية.


جزاك الله خيرا

امـ حمد
01-06-2012, 12:50 AM
أسأل الله عز وجل أن يرزقني وإياكم خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية.


جزاك الله خيرا



وجزاك ربي جنة الفردوس