غرِيبهـ
05-06-2012, 05:50 PM
بسم الله الرجمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
فقدنا منتدانا العزيز مما دعاني اجول في منتديات لم ازرها منذ زمن
قلوب متحجرة
بقلم اماراتي قاص يمنع وضع اسماء منتديات اخرى..
قلوب متحجره
...هاهيه الليله تمر .. وها هو جسدي الصغير يُضم بقوه الى جسدها الحنون ..الدافئ ...الجسد الذي ضمني لسنوات طويله منذ نعومه اظافري ....نامت في حضنها وانا لا اعلم مدى العذاب الذي تعانيه (امي) في داخلها .. فالحياه في هذا البيت الضخم لا تطاق .....الكل يتهجم على امي الغاليه .. الكل يضربها ...الكل يحاول اجبارها على عمل ما لا يقوى عليه الرجال .. ما بالك بالأنثى ...تقوم من الصباح .. لتعمل طول اليوم في اعمال البيت ...الى ان تغيب الشمس .. فتخلد للنوم وانا بجنبها ..فأنا لا استطيع ان اصنع اي شي سوى البكاء كلما اراها تبكي وهيه تكتب همومها في صفحات الورق....اسأل دائما نفسي .. .. كيف لا ابكي!!! .. انها امي .. انها حياتي ومماتي ...انها كل شي لي في هذه الدنيا التي لا تفهمني كما هيه تفهمني ...
ذات يوم دخلت علينا سيده القصر الغرفه التي رمتنا بها...وبدأت بضرب امي .. ضربا مبرحا لدرجه انها بدأت بالصراخ والبكاء محاوله ان تتفادى الضرب و الدفاع عن نفسها بصد الضربات.. لحظتها لا شعوريا بدأت بجسدي الصغير ادفع تلك الطاغيه عن امي لاحميها والتي بكل قسوه بدأت تنهش جسد امي بالضربات والكمات والكلام العنيف .. مما جعلها تدفع بي بعيدا عن امي لكي لا احميها ...او حتى ادافع عنها ...كنت صغيرا لا اعي ما يدور حولي ..وبكل برائه وبقله حيله لم يسع لي سوى ان استخرج سلاحي الوحيد ...الا وهو البكاء بكل برائه على حالي انا وامي ..فأنا لا زلت طفلا صغيرا لم يتجاوز الثالثه من عمره .. ولا يعي للدنيا شعورا ..
بدأت اتسائل بكل برائه وصدى طفولي الجريحه يصرخ في داخلي بأسئله الحيره ... .. لما كل هذه القسوه على امي !!!.....ما الذي فعلته لتنال كل هذا العذاب !!!..فهيه تعمل بذمه وضمير ..لما كل هذه القسوه على امي التي ما ان تشرق الشمس تبداء بالعمل من اطعام الكل اهل هذا البيت الكريه ...والباس اولادهم .. وطهي لكل الوجبات الثلاث ..مع غسل الملابس وتنظيف قمامتهم ...وفي الاخير الاهتمام بأبنها الوحيد ...
خرجت تلك الطاغيه بعد ان اضافت لامي بلاسم السم في قلبها الكسير من كلماتٍ جارحه ... ومن حجاره ثقيله من الكلمات التي قذفت بها على امي لتكسر ما بقي من زجاج الامل في قلب امي الكسير .....ولكن كالعاده ..تحملت امي كل هذا العذاب لاجل اهلي ..لاجل ناسي الذين حرمت من معرفتهم بسبب لقمه العيش ....بسبب الفقر .. بسبب الرزق ..
مرت الايام .. ونحن على هذا الحال ...
نظل طول اليوم مع بعض .. اما في الغرف وإما في المطبخ ..نتكلم .. نضحك .. ولا يكدر صفو حياتنا السعيده سوى تلك الغيمه السوداء التي تكمن في قلب سيده القصر ...
كبرت .. واصبح عمري الان خمس سنوات ونصف .. ولكوني اصبحت طفلا كبيرا .. قرر صاحب القصر اجباري على الانفصال عن امي .. والالتحاق بروضه الاطفال ..بحجه انه يريد ان يبني مستقبلي .. ولكن هيهات ان يفرقني عن امي الحبيبه .. كنت لا اذهب الى المدرسه الا اذا ذهبت مع امي ....ولا ادرس الا بعد ان تقوم هيه بتدريسي .. وافهامي ..رغم انها لجهلها تلك الرموز الغريبه التي لم تدرسها قط ولعدم التحاقها بالمدارس الا انها كانت تبذل جهدها في عمل ما تستطيعه لاجل اسعادي .. ورفع معنوياتي .. اما بالتصفيق ..او حتى بمكافئتي بشيءٍ من الكعك ..
كنت اجد صعوبه كبيره في استنتاج من كان الصحيح في الاجابات ..فأجوبه امي لا تنطبق على اجوبه المدرسه .. لان مدرسيتي تقول لي كل الاجوبه ليست صحيحه .. رغم انني في الفصل الدارسي نشيط .. واشارك بحماس لكي اسعد امي .. الا انني في البيت لا استطيع ان اجاوب على اي سؤال بصحه او بفهم ..قد يكون هذا بسبب عدم انتباهي ...
كنت سعيدا بامي القويه .. الصلبه .. البشوش كلما اتيتها ..الا ان اتى ذاك اليوم المشؤوم ..
اليوم الذي ضمتني امي بكل قوه الى صدرها وبدأت لاول مره تنحب حظها وتبكي ببكاء لاول مره اسمعه .. كانت معزوفه الحزن تعزف لاول مره لحنا حزينا في قلبها .. وكانت التنهيدات تكتسح ضربات القلب لتجعله يخفق بقوه كبيره ...لم اعلم منها سوى انها كانت مملوئه بالحزن ..بدأت استرجع ذكرياتي ..لصبيحه هذا اليوم ..فشجار امي مع صاحبه القصر كان اشد هذا الصباح ..مما جعل سيده القصر تلطم امي بقوه .. فبدأت امي تقول كلاما لم اعد افهمه ...او حتى اعييه ..ولكن كنت اقول سوف يمر الموقف بسلام مثل كل مره .. الا ان رد امي لصاحبه البيت كان طويلا هذه المره .. لولا ابن العائله قام بالفصل بين امي وامه ...لينتهي النقاش كالعاده ببكاء امي بكائا شديدا امام الجميع .. والتفاضها بعبارات مملوئه الاسى ...
اشرقت شمس الصباح .. وخرجت لمدرستي .. ولكن هذه المره لقسوه صاحبه القصر ولكي تحطم امي اكثر منعت امي من مرافقتي الى المدرسه ..في البدايه رفضت .. ولكن تم اجباري ...بكونهم يريدون مصلحتي في المستقبل .. واجبرت عنوه الى الذهاب ..
كنت شارد الذهن في المدرسه .. لا اشارك كعادتي .. ولا يوجد بجسدي المفعهم حيويه اي نور من النشاط .. مما جذب انتباه المدرسه ..رغم محاولتها لتشجيعي ..الا انني لم اشعر بالحماس كالعاده .. فألتزمت الصمت وبدأت ملامح الانزعاج الطفوليه ترتسم في تقاسيم وجهي بسبب ما رأيته الليله الماضيه...
مر اليوم .. ويا لسعادتي .. اخيرا سوف اعود لأرى امي تستقبلني بأبتسامه وتحمل الحقيبه عن ظهري .. وتطعمني من يدها الحنونه تلك اللقمات التي ترجع لجسدي الصغير نشاطه وحيويته ...
رجعت .. ويا ليتني ما رجعت .. دخلت البيت .. ولم اجد امي ...بدات بالبحث وانا خائف ..انها ليست بغرفتها .. وليست بالحمام تنظفه كعادتها .. ولا حتى بالمطبخ ..اين امي !؟ .. اين هيه .. !!!.. بدأت بالبكاء والصراخ لعلها تسحب فكرتها عن لعبه الاستغمايه معي وتخرج لي وتضمني الى صدرها الحنون كعربون عن الاعتذار عن مزحتها .. ولكن لم يخرجي لي سوى ذاك الشيطان القاسي الذي يتمثل في جسد سيده القصر لتأخذني عنوه الى طاوله العائله حيث يأكل الكل ..
لم تنفتح شهيتي .. فانا لست معتادا على هذه الطاوله الكبيره.. بل معتاد ان اكل طعامي في حضن امي ..بدات بالخوف من نظرات الكل نحوي .. لا اعلم هل هيه شفقه ..استغراب وجودي بينهم وانا الغريب ... ام هيه شيءُ اخر ..ليندفع صرخ من بين ضلوعي مناديا على امي انه انتهى وقت العذاب ... واريد ان ارجع الى حظنك .. بدأت ابكي .. وصراخي يزيد مناديا بأسمها ..فانا لا اريد ان اكون وسط هذه العائله الغريبه علي ....ليأتي صوت لأحدى بنات تلك الشمطاء متسائلا بغرابه ...
صوت الانسه بغرابه ..: أمي !!..لما يبكي اخي الصغير على الخادمه بهذا الشكل بعد ان طردتها الى بلادها !؟؟؟
النهايه
:(
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
فقدنا منتدانا العزيز مما دعاني اجول في منتديات لم ازرها منذ زمن
قلوب متحجرة
بقلم اماراتي قاص يمنع وضع اسماء منتديات اخرى..
قلوب متحجره
...هاهيه الليله تمر .. وها هو جسدي الصغير يُضم بقوه الى جسدها الحنون ..الدافئ ...الجسد الذي ضمني لسنوات طويله منذ نعومه اظافري ....نامت في حضنها وانا لا اعلم مدى العذاب الذي تعانيه (امي) في داخلها .. فالحياه في هذا البيت الضخم لا تطاق .....الكل يتهجم على امي الغاليه .. الكل يضربها ...الكل يحاول اجبارها على عمل ما لا يقوى عليه الرجال .. ما بالك بالأنثى ...تقوم من الصباح .. لتعمل طول اليوم في اعمال البيت ...الى ان تغيب الشمس .. فتخلد للنوم وانا بجنبها ..فأنا لا استطيع ان اصنع اي شي سوى البكاء كلما اراها تبكي وهيه تكتب همومها في صفحات الورق....اسأل دائما نفسي .. .. كيف لا ابكي!!! .. انها امي .. انها حياتي ومماتي ...انها كل شي لي في هذه الدنيا التي لا تفهمني كما هيه تفهمني ...
ذات يوم دخلت علينا سيده القصر الغرفه التي رمتنا بها...وبدأت بضرب امي .. ضربا مبرحا لدرجه انها بدأت بالصراخ والبكاء محاوله ان تتفادى الضرب و الدفاع عن نفسها بصد الضربات.. لحظتها لا شعوريا بدأت بجسدي الصغير ادفع تلك الطاغيه عن امي لاحميها والتي بكل قسوه بدأت تنهش جسد امي بالضربات والكمات والكلام العنيف .. مما جعلها تدفع بي بعيدا عن امي لكي لا احميها ...او حتى ادافع عنها ...كنت صغيرا لا اعي ما يدور حولي ..وبكل برائه وبقله حيله لم يسع لي سوى ان استخرج سلاحي الوحيد ...الا وهو البكاء بكل برائه على حالي انا وامي ..فأنا لا زلت طفلا صغيرا لم يتجاوز الثالثه من عمره .. ولا يعي للدنيا شعورا ..
بدأت اتسائل بكل برائه وصدى طفولي الجريحه يصرخ في داخلي بأسئله الحيره ... .. لما كل هذه القسوه على امي !!!.....ما الذي فعلته لتنال كل هذا العذاب !!!..فهيه تعمل بذمه وضمير ..لما كل هذه القسوه على امي التي ما ان تشرق الشمس تبداء بالعمل من اطعام الكل اهل هذا البيت الكريه ...والباس اولادهم .. وطهي لكل الوجبات الثلاث ..مع غسل الملابس وتنظيف قمامتهم ...وفي الاخير الاهتمام بأبنها الوحيد ...
خرجت تلك الطاغيه بعد ان اضافت لامي بلاسم السم في قلبها الكسير من كلماتٍ جارحه ... ومن حجاره ثقيله من الكلمات التي قذفت بها على امي لتكسر ما بقي من زجاج الامل في قلب امي الكسير .....ولكن كالعاده ..تحملت امي كل هذا العذاب لاجل اهلي ..لاجل ناسي الذين حرمت من معرفتهم بسبب لقمه العيش ....بسبب الفقر .. بسبب الرزق ..
مرت الايام .. ونحن على هذا الحال ...
نظل طول اليوم مع بعض .. اما في الغرف وإما في المطبخ ..نتكلم .. نضحك .. ولا يكدر صفو حياتنا السعيده سوى تلك الغيمه السوداء التي تكمن في قلب سيده القصر ...
كبرت .. واصبح عمري الان خمس سنوات ونصف .. ولكوني اصبحت طفلا كبيرا .. قرر صاحب القصر اجباري على الانفصال عن امي .. والالتحاق بروضه الاطفال ..بحجه انه يريد ان يبني مستقبلي .. ولكن هيهات ان يفرقني عن امي الحبيبه .. كنت لا اذهب الى المدرسه الا اذا ذهبت مع امي ....ولا ادرس الا بعد ان تقوم هيه بتدريسي .. وافهامي ..رغم انها لجهلها تلك الرموز الغريبه التي لم تدرسها قط ولعدم التحاقها بالمدارس الا انها كانت تبذل جهدها في عمل ما تستطيعه لاجل اسعادي .. ورفع معنوياتي .. اما بالتصفيق ..او حتى بمكافئتي بشيءٍ من الكعك ..
كنت اجد صعوبه كبيره في استنتاج من كان الصحيح في الاجابات ..فأجوبه امي لا تنطبق على اجوبه المدرسه .. لان مدرسيتي تقول لي كل الاجوبه ليست صحيحه .. رغم انني في الفصل الدارسي نشيط .. واشارك بحماس لكي اسعد امي .. الا انني في البيت لا استطيع ان اجاوب على اي سؤال بصحه او بفهم ..قد يكون هذا بسبب عدم انتباهي ...
كنت سعيدا بامي القويه .. الصلبه .. البشوش كلما اتيتها ..الا ان اتى ذاك اليوم المشؤوم ..
اليوم الذي ضمتني امي بكل قوه الى صدرها وبدأت لاول مره تنحب حظها وتبكي ببكاء لاول مره اسمعه .. كانت معزوفه الحزن تعزف لاول مره لحنا حزينا في قلبها .. وكانت التنهيدات تكتسح ضربات القلب لتجعله يخفق بقوه كبيره ...لم اعلم منها سوى انها كانت مملوئه بالحزن ..بدأت استرجع ذكرياتي ..لصبيحه هذا اليوم ..فشجار امي مع صاحبه القصر كان اشد هذا الصباح ..مما جعل سيده القصر تلطم امي بقوه .. فبدأت امي تقول كلاما لم اعد افهمه ...او حتى اعييه ..ولكن كنت اقول سوف يمر الموقف بسلام مثل كل مره .. الا ان رد امي لصاحبه البيت كان طويلا هذه المره .. لولا ابن العائله قام بالفصل بين امي وامه ...لينتهي النقاش كالعاده ببكاء امي بكائا شديدا امام الجميع .. والتفاضها بعبارات مملوئه الاسى ...
اشرقت شمس الصباح .. وخرجت لمدرستي .. ولكن هذه المره لقسوه صاحبه القصر ولكي تحطم امي اكثر منعت امي من مرافقتي الى المدرسه ..في البدايه رفضت .. ولكن تم اجباري ...بكونهم يريدون مصلحتي في المستقبل .. واجبرت عنوه الى الذهاب ..
كنت شارد الذهن في المدرسه .. لا اشارك كعادتي .. ولا يوجد بجسدي المفعهم حيويه اي نور من النشاط .. مما جذب انتباه المدرسه ..رغم محاولتها لتشجيعي ..الا انني لم اشعر بالحماس كالعاده .. فألتزمت الصمت وبدأت ملامح الانزعاج الطفوليه ترتسم في تقاسيم وجهي بسبب ما رأيته الليله الماضيه...
مر اليوم .. ويا لسعادتي .. اخيرا سوف اعود لأرى امي تستقبلني بأبتسامه وتحمل الحقيبه عن ظهري .. وتطعمني من يدها الحنونه تلك اللقمات التي ترجع لجسدي الصغير نشاطه وحيويته ...
رجعت .. ويا ليتني ما رجعت .. دخلت البيت .. ولم اجد امي ...بدات بالبحث وانا خائف ..انها ليست بغرفتها .. وليست بالحمام تنظفه كعادتها .. ولا حتى بالمطبخ ..اين امي !؟ .. اين هيه .. !!!.. بدأت بالبكاء والصراخ لعلها تسحب فكرتها عن لعبه الاستغمايه معي وتخرج لي وتضمني الى صدرها الحنون كعربون عن الاعتذار عن مزحتها .. ولكن لم يخرجي لي سوى ذاك الشيطان القاسي الذي يتمثل في جسد سيده القصر لتأخذني عنوه الى طاوله العائله حيث يأكل الكل ..
لم تنفتح شهيتي .. فانا لست معتادا على هذه الطاوله الكبيره.. بل معتاد ان اكل طعامي في حضن امي ..بدات بالخوف من نظرات الكل نحوي .. لا اعلم هل هيه شفقه ..استغراب وجودي بينهم وانا الغريب ... ام هيه شيءُ اخر ..ليندفع صرخ من بين ضلوعي مناديا على امي انه انتهى وقت العذاب ... واريد ان ارجع الى حظنك .. بدأت ابكي .. وصراخي يزيد مناديا بأسمها ..فانا لا اريد ان اكون وسط هذه العائله الغريبه علي ....ليأتي صوت لأحدى بنات تلك الشمطاء متسائلا بغرابه ...
صوت الانسه بغرابه ..: أمي !!..لما يبكي اخي الصغير على الخادمه بهذا الشكل بعد ان طردتها الى بلادها !؟؟؟
النهايه
:(