المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نبحر عبر الأديان أم نبحر في رحاب الإيمان اسماعيل العدوي



أعمار
14-06-2012, 01:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، اما بعد


إن الناظر في أحوال الناس اليوم يدرك يقيناً أنهم بحاجة ماسة إلى التعرف على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة هديه وسنته ، هديه في حياته الاجتماعية، هديه في معاملة الأطفال، في معاملة زوجاته، في معاملة أصحابه، في تعامله معهم كقائد وأمير، وتعامله معهم كصاحب وأخ، في تعامله مع أعدائه كمحارب يدعوهم إلى الإسلام، وكداعية يتألفهم على الإيمان.
بل عموم المسلمين وطلاب العلم في حاجة ماسة لمعرفة ما صح من سنته وهديه في المأكل والمشرب والملبس والذهاب والمجيء ومعرفة أحكام الشريعة التي تحفظ الحقوق وتبين الواجبات.

فهذا الطالب وذاك العامي يجهلان كثيرًا من الأخلاق والآداب والشرائع والأحكام.
فهل نحن بحاجة إلى رحلة في رحاب هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وسنته؟

أم نحن بحاجة إلى رحلة في أديان العالم التي عفت عليها رياح القرون المتطاولة وامتزجت بالخرافة؟

هل نحن بحاجة إلى رحلة مع هدي الإسلام وأحكامه العادلة السمحة وأنوار معارفه المتلألئة؟
أم نحن بحاجة إلى رحلة في طيات الأديان البشرية العفنة المنطوية على الظلم والجهل نجترها من ظلمات التاريخ وأحقابه السحيقة؟

هل هذا ما نريده لأنفسنا حقا! أم هو ما يُراد بنا!
لا أدري أين ذهبت عقول طالبات الشريعة والدكاترة المشرفين على تلك الرحلة عبر الأديان «الزرادشتية، الكنفوشوستية»



ولنا أن نتسائل ما هي الفائدة المرجوة من هذه المناشط وما هي أهدافها؟

ولن نتعب في الجواب فإن ذلك مذكور مسطور في التغطية الصحفية التي أجرتها جريدة الوطن بتاريخ 27/5/2012م حيث يتحدث الدكتور رئيس اللجنة المنظمة مبيناً أن من الأهداف نقل الحوار من حوار بين الكبار إلى أن نربي أبناءنا وبناتنا على الحوار الحقيقي "
إذا من أهداف هذه الرحلة أن نزج فلذات أكبادنا بين أيدي كل مشرك وملحد، لعل أحد هؤلاء الملحدين أو المشركين ينجح في تشكيكه في دينه وإقناعه بكفره وإلحاده فإذا لم يقبل الابن أو البنت كلام اليهود فليحاور النصارى لعله يقتنع وإذا لم يعجبه التثليث فلعله يعجب بزهد البوذية وتعذيب أنفسهم أو لعله يرتاح لانحلال الزرادشتبة وهكذا.
لا أريد أن أسمع مغالطاً يقول أريد من ابني أو بنتي أن تحاورهم لتفند فلسفاتهم المعقدة وتدعوهم إلى الإسلام

أخي القارئ لا أريد أن آخذك بالتكهنات والظنون حول الآثار السيئة لهذه الحوارات
هذا هو الدكتور رئيس اللجنة المنظمة يبين الآثار الناجمة عن هذا الحوار الذي يريدها هذا المؤتمر الأكاديمي وهذه الرحلة في الأديان.

يقول هذا الدكتور " نحن كأكاديميين وأساتذة نقر في الحقيقة أن المستقبل باهر ومفرح لطلبتنا، فالشباب في الجيل الحديث متفهم للحوار بشكل جيد ويجل احترام الآخر وتقدير الآراء الأخرى...."
إذا الغاية المقصودة والهدف المنشود هو تعديل -بل تبديل- الموقف من الآخر، يعني الكافر، وتقدير الآراء الأخرى، يعني الكفر.
هل هذا مقصد ديني وأمر يريده الله سبحانه، أم هو مخالف للدين موافق لمراد الشيطان وأوليائه.




إن احترام الكفار وأصحاب الديانات الأخرى بمعنى حسن المعاملة معهم أمر يقره الشرع ما لم يكونو محاربين.


ولكن بمعنى إعزازهم فهذا مصادمة لكلام الله تعالى حيث يقول صاحب العزة ((ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)) فالعزة لله تعالى وحده ولا تكون إلا لمن اتصل به حقاً واعتصم به صدقاً، وهم الرسل ومن آمن بهم إيماناً صحيحاً، ومن ظن أن العزة تكون لغير هؤلاء فقد أصابه العمى الذي يصيب القلب بالنفاق قال تعالى ((ولكن المنافقين لا يعلمون))
وليت الدكتور توقف عند احترام الآخر، بل تعداه إلى احترام وتقدير الآراء الأخرى، والله تعالى يقول " فماذا بعد الحق إلا الضلال " فهل يجوز أن نقدر الضلال ونحترم الغي! أم أننا نجهل أن الحق والهدى هما فقط في الإسلام!.


هل يجوز لنا أن نحترم الزنا والسرقة والكذب أو نقدر الغش والخيانة الجواب: طبعاً لا فكذلك بل من باب أولى أنه لا يجوز ولا يصح في عقل مؤمن أن يقدر الشرك والكفر والإلحاد وتنقص الرب تعالى ومساواة المخلوق بالخالق.


ولكن للأسف ففي غفلة من طلابنا تسللت إليهم هذه الأفكار الضالة وبخلسة من أولياء أمورهم يؤخذون، فهذه إحدى الطالبات تسللت إليها هذه الأفكار فهي تتمنى أن يكون المؤتمر قدم الأفضل وأن يستمر في عطائه مستقبلاً وقالت " إن هذا النوع من المؤتمرات تمثل فرصة للتعايش بين مختلف الأديان والأشخاص


بالإضافة إلى العمل على بث فكرة احترام الأديان الأخرى مهما كانت معتقداتها..."
هكذا يموه على أبناءنا ويرسخ في عقولهم ومعتقداتهم الإقرار بالباطل والرضا به واحترامه تحت ستار التعايش السلمي.


وأنا أقول لهذه الطالبة ولجميع المنخدعين بهذه الشعارات إنه لم يعرف أصحاب الديانات الأخرى طعم الأمن والسلام إلا تحت راية الإسلام.

حتى في ظل أديانهم فإنهم في خوف وظلم ولم يعرفوا الأمن ولا العدل إلا تحت راية الإسلام، وليس خبر النظام الطبقي في الهند بخفي، ولاما دون في التاريخ عن ظلم الكنيسة ووحشيتها بمنسي.


لم يضمن التعايش السلمي لأهله ولغير أهله إلا الإسلام.

وليس من لوازم التعايش السلمي احترام الأديان الأخرى لأن هذا معناه احترام الشرك والإلحاد، وهذا أكبر إساءة إلى دين الإسلام وإلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإلى أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم مخطئا؟ لما لم يحترم دين المشركين في مكة ولما لم يقدر عبادتهم للأصنام؟ بل لقد تبرأ منهم ومن عبادتهم، تماماً كما كان موقف أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى له " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذا قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده "
وتأمل أيها القارئ كيف وصف الله موقف إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو من آمن معه بما يلي:
1- البراءة من الآخر
2- البراءة من عبادته يعني أعماله ودينه
3- الكفر بالآخر
4- إظهار العداوة مع الآخر
5- إظهار البغضاء للآخر
6- تعليق كل ذلك بالاستمرار على الكفر
7- قطعه بمجرد الدخول في الإيمان
فياأيتها الطالبة : قولك ودعوتك إلى بث فكرة احترام الأديان الأخرى مهما كانت معتقداتها هل يتمشى مع موقف نبي الله إبراهيم الخليل الذي أُمر نبينا وأمرنا بالاقتداء به.
وأكرر مرة أخرى هذا لا يعني أن يظلم أصحاب الملل الأخرى أو أن يعتدى عليهم بل حسن المعاملة من خلق المسلم، ولكن من أحب الله تعلق به وحده وعبده وحده وكان الله تعالى أحب شيء إليه، وكان أبغضَ شيء عنده الكفر بالله والشرك والمشركون
ومع ذلك هو لا يظلمهم ولا يعتدي عليهم قال تعالى " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى "
والإحسان في المعاملة -وهو البر- قد أمرنا به معهم إذا لم يكونوا مقاتلين محاربين كما قال تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
فهذه هي تعاليم الإسلام وهذه هي سماحة الإسلام
وأكثر ما يحصل الزلل وسوء الفهم حين يعتقد الشخص أن البر والإحسان في المعاملة يستلزم قبول الكافر مطلقاً ويستلزم قبول الكفر واحترام الكافر واحترام ملته مطلقاً وربما يستدل بالنصوص الآمرة بحسن معاملتهم على احترام مللهم ومعتقداتهم وهذا لا يقوله إلا جاهل بدلالات النصوص ومعانيها، أو مخادع.
بل وصل الأمر بإحدى الطالبات أن تقول "ليس هناك أي اختلاف بين الإسلام والأديان الأخرى ، وإنه دين التسامح والمحبة"
ولا أدري هل من يقول هذا الكلام يعرف الإسلام ويعرف الأديان الأخرى! ويتصوره ويتصورها!
إذا لم يكن هناك فرق فلماذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وخلق الجنة والنار!
إن معنى هذا الكلام أن حال الناس قبل إرسال الرسول وبعده واحدة لا فرق بين الحالين، وهذا من أبشع الكفر والطعن بالله وبرسوله وبالمؤمنين.
أقول باختصار: الإسلام دين التسامح والمحبة، ودين التوحيد والجهاد لإقامة العدل والحق، والله تعالى يرضى عن الإيمان ولا يرضى عن الكفر قال سبحانه " إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم "
فالذي يريد أن يرضى عن الجميع فليس من الله في شيء والله الذي أرسل رسوله رحمة للعالمين وأمر بالعدل يقول " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء.."
فأمر الله حق ودينه حق وأمره عدل ودينه عدل وأمره رحمة ودينه رحمة ومن أشكل عليه شيء فعليه أن يتهم فهمه ونفسه ويسأل أهل العلم لا أن يصادم كلام الله ويتهم دين الإسلام.
ألا فليتق الله دكاترة كلية الشريعة والقائمين عليها وعلى مثل هذه الأنشطة الرامية لتلك الأهداف المنافية والمصادمة لدين الإسلام و نصوص الشريعة.
أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا لمعرفته ومحبته والإيمان به وأن يجعلنا من عباده المخلصين والحمد لله رب العالمين.



الدكتور إسماعيل بن غصاب العدوي

كازانوفا
19-06-2012, 09:15 AM
مقال راائع وقوي

اشكرك على النقل الطيب