سيار
17-06-2012, 10:27 AM
متى يصدر قانون المواطنة بحلة عصرية في دولة قطر؟
المواطنة من القضايا المهمة التي يحتاجها المجتمع اليوم قبل الغد، ولن تتحقق المواطنة الحقة إلا من خلال الاحساس بالانتماء للوطن واكتشاف ما هو محيط بالإنسان ومعرفة درب المعرفة والقرب بما هو محيط به.
مفهوم المواطنة:
تذهب اغلب الدراسات التي تتعلق بتحديد المفاهيم والمصطلحات الى تعريف " المواطنة " بأكثر من معنى وان كان الهدف الحقيقي لتعريفها لا يبتعد عن معناها الحقيقي الذي يؤكد على ان المواطنة:
يأتي اسمها من " الوطن " الذي يولد فيه كل انسان، أو البلد الذي يعيش ويترعرع فيه، بالإضافة الى التعلق بهذا البلد من خلال الشعور بالتعلق به أكثر من غيره والانتماء الى لغته ودينه وتراثه وتاريخه وعاداته وتقاليده وقيمه وسلوكه.
والمواطنة كما يؤكد على ذلك العديد من الباحثين والمهتمين بأنها تدخل في سياق حركة المجتمع وعلاقته وثوابته التاريخية في صلب هذه العلاقات التي تسود اي مجتمع من المجتمعات، مع ابراز الحقوق والواجبات والمسئوليات، ومن ثم يتم تشكيل شخصية المواطن التي تتمتع بعدة مميزات وخصائص، ومن ثم يستطيع المواطن ان يلجأ الى هذا الوطن وقت التحديات والمهمات الصعبة.
وهذه الحقوق والواجبات يجب ان تمارس في مجتمع تسوده العدالة والمساواة من خلال مجتمع ديمقراطي يساوي ولا يفرق بين الجميع في هذه الحقوق عبر تكافؤ الفرص برؤية لا تقوم على العواطف بل بالعدل في كل شيء.
وعلى المواطن ان يكون اول من يعي بقناعاته وتصوراته هذا الشيء من خلال:
أولا: الأبعاد الحقوقيــة.
ثانيا: الأبعاد الاجتماعية.
ثالثا: الأبعاد الثقـافية.
ومن المهم ان نعرف بان المواطنة الصحيحة يجب ألا تنحصر في التمسك بالثقافة المحلية بل بالانفتاح على المجتمعات الاخرى والاستفادة من تجاربهم، لان المواطنة ليست مجرد " بطاقة شخصية تعريفية أو جواز سفر " بل هي اعتزاز بالوطن اولا، وبالهوية التي ننتمي اليها ثانيا والمشاركة في التنمية ثالثا.
المواطنة وتطبيق القانون:
تذهب دائرة المعارف البريطانية في تعريفها للمواطنة قائلة:
بأنها " علاقة بين فرد ودولة كما يحددها القانون في أي دولة من الدول "، وتشمل علاقات الحقوق والواجبات في تلك الدول، من خلال الاعتراف بحريات الافراد.
يقول احد الباحثين:
اذا كانت المواطنة تمثل المشاعر التي يتمتع بها المواطن وبموجبها يتنازل عن مصالحه الخاصة من اجل الصالح العام، فان هذه المصالح تنمو وتترعرع عندما تكون الدولة عادلة في توزيع الثروات وحامية لحقوق الفرد المدنية والسياسية، على ان تلعب خدمات التربية والتعليم والاديان والافكار الاجتماعية دورا محوريا في تنمية تلك المشاعر التي يعبر عنها المواطن بأشكال مختلفة منها:
— العمل التطوعي.
— الحرص على دفع الضرائب.
— المشاركة في الانتخابات.
— حماية المال العام.. وغير ذلك من الاشكال.
متى يصدر قانون المواطنة في قطر؟:
لعل الكثير يتمنى صدور " قانون المواطنة في دولة قطر " قريبا وبحلة جديدة تواكب العصر الذي نعيش فيه وتساير الاحداث المتسارعة في الزمن الذي نعيشه بما يسعى لتحقيق الغايات السامية من اصدار هذا القانون حفاظا على هويتنا وثقافتنا وحقوقنا وواجباتنا سواء كانت المدنية منها او غير المدنية.
والاسراع بهذا القانون يسهم في نشر عدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة، والتأخر في اصداره قد يظهر لنا الكثير من المعوقات والمشاكل التي قد تطفو على السطح ومنها انتشار الفساد وسرقة الاموال وعدم التوطين في المؤسسات والهيئات والوزارات في الدولة، ويزيد من انتشار الفوضى في داخل بعض المؤسسات الحكومية او شبه الحكومية او الخاصة وهو ما سيجعلنا حيارى في كيفية متابعة كل هذه الملفات دون اللجوء الى التطبيق الصارم تجاه هذه المعضلات والخروقات.
وصدور مثل هذا القانون سيسرع ايضا ادخال الكثير من الاصلاحات والتعديلات على القوانين الازلية والقديمة التي ما زالت سائدة في مؤسساتنا ووزاراتنا وجامعاتنا الحكومية بشكل خاص!!.
اننا نطالب بمواطنة منشودة قوامها:
النهوض بالمجتمع، وتحقيق العدالة فيما بين افراده، ومبادلة الحقوق بالواجبات التي يفرضها الوطن على كل مواطن، مع تحقيق المصلحة العامة اولا واخيرا.
جامعة قطر نموذجا:
لقد جاء تأسيس "جامعة قطر" قبل عدة عقود بهدف الارتقاء بالتعليم الجامعي في دولة قطر كمؤسسة وطنية لا يجب ان يقل اداؤها عن اي جامعة اخرى توجد على ارض دولة قطر أو خارجها.
وعندما جاءت زيارة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم سمو الأمير الى جامعة قطر قبل أسابيع كان الكثير يعرف ان مثل هذه الزيارات التاريخية لن تتكرر بسبب علمنا بان هذه الزيارة كانت من اجل اعطاء دفعة قوية للأمام للارتقاء بهذه المؤسسة الوطنية.
وكان من ضمن الملاحظات التي وجهت في هذا اللقاء هو الاهتمام بالتقطير وعدم التفريط بالكوادر القطرية في جامعتنا الوطنية، حيث اكد بعض الحضور من اعضاء هيئة التدريس القطريين على أهمية قضية المواطنة والتوطين، لأنه كما يبدو فان اعداد المواطنين من اداريين واساتذة وخبراء بدأ بالانحسار، فلم تعد جامعتنا الوطنية كما كانت قبل عشرين سنة مضت، بل اصبح المواطن يشعر بانه اصبح غريبا، وان غير المواطنين اصبحوا هم الغالبية ونحن الاقلية، والمفروض ان يكون الواقع هو العكس، ولكن هذا هو قدرنا في قطرنا.
من هنا:
فان من متطلبات المواطنة العمل على الارتقاء بالتعليم والجامعات والكليات الوطنية، والاهتمام بالعملية البرلمانية والانتخابية في الفترة المقبلة مع تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وعدم تهميش الهوية الثقافية وحريات الافراد، أو التعامل معهم بأحكام تعسفية وغير مدروسة لا تسعى الا الى اثارة البلبلة في الشارع المحلي، والمطلوب محاولة التغلب على اية مشاكل اجتماعية أو واقتصادية ان وجدت!!.
فقد قيل قديما:
"حب الوطن اقوى من كل منطق".
* كلمة أخيرة:
" جميل أن يموت الانسان على أرض وطنه، ولكن الأجمل أن يموت وهو يدافع عن وطنه ومواطنيه لنشر كلمة الحق دون خوف من أحد، لأن الرزق ليس بيد العباد بل بيد رب العباد
الكاتب / صباح بن ربيعة الكواري
المواطنة من القضايا المهمة التي يحتاجها المجتمع اليوم قبل الغد، ولن تتحقق المواطنة الحقة إلا من خلال الاحساس بالانتماء للوطن واكتشاف ما هو محيط بالإنسان ومعرفة درب المعرفة والقرب بما هو محيط به.
مفهوم المواطنة:
تذهب اغلب الدراسات التي تتعلق بتحديد المفاهيم والمصطلحات الى تعريف " المواطنة " بأكثر من معنى وان كان الهدف الحقيقي لتعريفها لا يبتعد عن معناها الحقيقي الذي يؤكد على ان المواطنة:
يأتي اسمها من " الوطن " الذي يولد فيه كل انسان، أو البلد الذي يعيش ويترعرع فيه، بالإضافة الى التعلق بهذا البلد من خلال الشعور بالتعلق به أكثر من غيره والانتماء الى لغته ودينه وتراثه وتاريخه وعاداته وتقاليده وقيمه وسلوكه.
والمواطنة كما يؤكد على ذلك العديد من الباحثين والمهتمين بأنها تدخل في سياق حركة المجتمع وعلاقته وثوابته التاريخية في صلب هذه العلاقات التي تسود اي مجتمع من المجتمعات، مع ابراز الحقوق والواجبات والمسئوليات، ومن ثم يتم تشكيل شخصية المواطن التي تتمتع بعدة مميزات وخصائص، ومن ثم يستطيع المواطن ان يلجأ الى هذا الوطن وقت التحديات والمهمات الصعبة.
وهذه الحقوق والواجبات يجب ان تمارس في مجتمع تسوده العدالة والمساواة من خلال مجتمع ديمقراطي يساوي ولا يفرق بين الجميع في هذه الحقوق عبر تكافؤ الفرص برؤية لا تقوم على العواطف بل بالعدل في كل شيء.
وعلى المواطن ان يكون اول من يعي بقناعاته وتصوراته هذا الشيء من خلال:
أولا: الأبعاد الحقوقيــة.
ثانيا: الأبعاد الاجتماعية.
ثالثا: الأبعاد الثقـافية.
ومن المهم ان نعرف بان المواطنة الصحيحة يجب ألا تنحصر في التمسك بالثقافة المحلية بل بالانفتاح على المجتمعات الاخرى والاستفادة من تجاربهم، لان المواطنة ليست مجرد " بطاقة شخصية تعريفية أو جواز سفر " بل هي اعتزاز بالوطن اولا، وبالهوية التي ننتمي اليها ثانيا والمشاركة في التنمية ثالثا.
المواطنة وتطبيق القانون:
تذهب دائرة المعارف البريطانية في تعريفها للمواطنة قائلة:
بأنها " علاقة بين فرد ودولة كما يحددها القانون في أي دولة من الدول "، وتشمل علاقات الحقوق والواجبات في تلك الدول، من خلال الاعتراف بحريات الافراد.
يقول احد الباحثين:
اذا كانت المواطنة تمثل المشاعر التي يتمتع بها المواطن وبموجبها يتنازل عن مصالحه الخاصة من اجل الصالح العام، فان هذه المصالح تنمو وتترعرع عندما تكون الدولة عادلة في توزيع الثروات وحامية لحقوق الفرد المدنية والسياسية، على ان تلعب خدمات التربية والتعليم والاديان والافكار الاجتماعية دورا محوريا في تنمية تلك المشاعر التي يعبر عنها المواطن بأشكال مختلفة منها:
— العمل التطوعي.
— الحرص على دفع الضرائب.
— المشاركة في الانتخابات.
— حماية المال العام.. وغير ذلك من الاشكال.
متى يصدر قانون المواطنة في قطر؟:
لعل الكثير يتمنى صدور " قانون المواطنة في دولة قطر " قريبا وبحلة جديدة تواكب العصر الذي نعيش فيه وتساير الاحداث المتسارعة في الزمن الذي نعيشه بما يسعى لتحقيق الغايات السامية من اصدار هذا القانون حفاظا على هويتنا وثقافتنا وحقوقنا وواجباتنا سواء كانت المدنية منها او غير المدنية.
والاسراع بهذا القانون يسهم في نشر عدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة، والتأخر في اصداره قد يظهر لنا الكثير من المعوقات والمشاكل التي قد تطفو على السطح ومنها انتشار الفساد وسرقة الاموال وعدم التوطين في المؤسسات والهيئات والوزارات في الدولة، ويزيد من انتشار الفوضى في داخل بعض المؤسسات الحكومية او شبه الحكومية او الخاصة وهو ما سيجعلنا حيارى في كيفية متابعة كل هذه الملفات دون اللجوء الى التطبيق الصارم تجاه هذه المعضلات والخروقات.
وصدور مثل هذا القانون سيسرع ايضا ادخال الكثير من الاصلاحات والتعديلات على القوانين الازلية والقديمة التي ما زالت سائدة في مؤسساتنا ووزاراتنا وجامعاتنا الحكومية بشكل خاص!!.
اننا نطالب بمواطنة منشودة قوامها:
النهوض بالمجتمع، وتحقيق العدالة فيما بين افراده، ومبادلة الحقوق بالواجبات التي يفرضها الوطن على كل مواطن، مع تحقيق المصلحة العامة اولا واخيرا.
جامعة قطر نموذجا:
لقد جاء تأسيس "جامعة قطر" قبل عدة عقود بهدف الارتقاء بالتعليم الجامعي في دولة قطر كمؤسسة وطنية لا يجب ان يقل اداؤها عن اي جامعة اخرى توجد على ارض دولة قطر أو خارجها.
وعندما جاءت زيارة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم سمو الأمير الى جامعة قطر قبل أسابيع كان الكثير يعرف ان مثل هذه الزيارات التاريخية لن تتكرر بسبب علمنا بان هذه الزيارة كانت من اجل اعطاء دفعة قوية للأمام للارتقاء بهذه المؤسسة الوطنية.
وكان من ضمن الملاحظات التي وجهت في هذا اللقاء هو الاهتمام بالتقطير وعدم التفريط بالكوادر القطرية في جامعتنا الوطنية، حيث اكد بعض الحضور من اعضاء هيئة التدريس القطريين على أهمية قضية المواطنة والتوطين، لأنه كما يبدو فان اعداد المواطنين من اداريين واساتذة وخبراء بدأ بالانحسار، فلم تعد جامعتنا الوطنية كما كانت قبل عشرين سنة مضت، بل اصبح المواطن يشعر بانه اصبح غريبا، وان غير المواطنين اصبحوا هم الغالبية ونحن الاقلية، والمفروض ان يكون الواقع هو العكس، ولكن هذا هو قدرنا في قطرنا.
من هنا:
فان من متطلبات المواطنة العمل على الارتقاء بالتعليم والجامعات والكليات الوطنية، والاهتمام بالعملية البرلمانية والانتخابية في الفترة المقبلة مع تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وعدم تهميش الهوية الثقافية وحريات الافراد، أو التعامل معهم بأحكام تعسفية وغير مدروسة لا تسعى الا الى اثارة البلبلة في الشارع المحلي، والمطلوب محاولة التغلب على اية مشاكل اجتماعية أو واقتصادية ان وجدت!!.
فقد قيل قديما:
"حب الوطن اقوى من كل منطق".
* كلمة أخيرة:
" جميل أن يموت الانسان على أرض وطنه، ولكن الأجمل أن يموت وهو يدافع عن وطنه ومواطنيه لنشر كلمة الحق دون خوف من أحد، لأن الرزق ليس بيد العباد بل بيد رب العباد
الكاتب / صباح بن ربيعة الكواري