المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تصلح نفسك بنفسك



امـ حمد
18-06-2012, 11:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم وزرحمة الله وبركاته

كيف تصلح نفسك بنفسك

قال الله تعالى(قد أفلح من زكاها،وقد خاب من دساها)قال ابن كثير في التفسير عند هذه الآية،قوله تعالى(قد أفلح من زكاها)أي،قد أصلحها الله وطهرها من الذنوب ووفقها للتقوى،وفاز ونجا من طهر نفسه




بالإيمان والطاعة،فصار زاكياً طاهراً بنعيم الجنة(وقد خاب من دساها)أي وقد خسر من دس نفسه،أي أهملها في الكفر،حتى عملت بالفجور وركبت المعاصي،وكان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام(اللهم




آت نفسي تقواها،وزكها أنت خير من زكاها،أنت وليها ومولاها) ولذلك أفضل ما يشغل الإنسان نفسه،هو تزكية هذه النفس الأمارة بالسوء،قال ابن قدامة المقدسي،رحمه الله،في مختصر منهاج





القاصدين( من أراد الوقوف على عيوب نفسه فله في ذلك أربع طرق،أولاّ،أن يعرف عيوب نفسه وطرق علاجها،ثانياّ،أن يطلب صديقاّ صدوقاّ بصيراّ متديناً،وينصبه رقيباّ على نفسه، لينبِهه على





المكروه من أخلاقه وأفعاله،وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول( رحِم الله امرءاّ أهدى إلينا عُيوبنا )وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم،ونحن الآن في الغالب أبغض




الناس إلينا من يعرِفُنا عيوبنا،ثالثاّ،أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه،فإن عين السخط تبدي المساوئ، وانتفاع الإنسان بعدو مشاجر يذكر عيوبه،أكثر من انتفاعه بصديقٍ مداهن يخفي عنه




عيوبه،رابعاّ،أن يخالط الناس، فكل ما يراه مذموماّ فيما بينهم يجتنبه )فأين هم الجادون في إصلاح أنفسهم،وأن إصلاحك لنفسك يكون على مراحل أربع،أولاّ ،إصلاح القلب، فالقلب بصلاحه يصلح الجسد




كله،كما قال صلى الله عليه وسلم( ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري. ولأن الجوارح ترجمان القلب، فهي تعبر عما يكنه




القلب ويستره،ثانياّ،وإصلاح السلوك،فلا بد من صلاح سلوك الفرد،ولذا عني الإسلام بتهذيب سلوك المسلم، فهو عنوان التزامه وتدينه، قال الله تعالى( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى





فإن الجنة هي المأوى)النازعات،ثالثاّ،إعداد الجوارح للسلوك الصالح،كما أن صلاح القلب والسلوك يؤثر بلا شك على جوارح الإنسان، ولذا ينبغي لهذه الجوارح أن تعد إعداداً جيداً للالتزام بصلاح القلب




والسلوك،رابعاّ،التجهيز لأداء النفس لدور في المجتمع،فالمسلم يحيا في حياته ليؤدي دوراً،لا ليعيش ليأكل، وينام، ويموت كالدواب، وقد قال القرآن من شأن قوم عاشوا بلا هدف ولا رسالة عنهم( أولئك




كالأنعام بل هم أضل )الأعراف،فالمسلم يحيا لأداء رسالة في مجتمعه،وقد تحدث القرآن الكريم عن هذه الرسالة فقال(وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)الحج،ولذا أوجب الإسلام على المسلم أن يؤدي دوراً في




مجتمعه، كل يوم قدر استطاعته،قال الحسن البصري( أدركت أقواماً لم تكن لهم عيوب، فتكلموا في عيوب الناس، فأحدث اللّه لهم عيوباً، وأدركت أقواماً كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فستر




اللّه عيوبهم )هكذا كثير من الناس يُبتلى من حيث لا يدري، لأنه كان في عافية وفضل من الله، فانشغل بغيره، وكل منشغل بغيره فهو ضعيف في نفسه، لأنه لا يقوى على مصارحتها، وكشف ما بها من




عطب،كن صريحاً مع نفسك، محباً نجاتها، مريداً مصلحتها،ولا تنشغل بغيرها إلا فيما أوجبه الله عليك، لا فيما حرمه الله عليك،من النفوس من تقف عند حدود الله، بمجرد التذكير، وأقلِ الوعظ،فهؤلاء





يعيشون درجة الإحسان في الطاعة،ونفوس أسرتها أهواؤها وشهواتها،فأخذت بهم إلى بؤر السوء، وقاع الانحطاط،فهنيئاً لمن سمت نفسه وعلت فوق شهواتها، لتقترب من منازل الملائكة، بل ويباهي الله





بصنيعهم الملائكة،كثير منا للأسف ذاق لذة المعصية،في غفلة أصابت قلبه، وكثير منا قد من الله عليه باستشعار لذة الطاعة والأنس بالله، ولكن هل جربت لذة ترك المعاصي،كلنا نعلم أن عصرنا هذا مليء





بالفتن،فإذا عرضت عليك المعصية والفتن فاستشعر هذه اللذة، لذة ترك المعاصي، وكأن لسان حالك يصرخ ويقول،يا ربي أنت تعلم أن لهذه المعصية لذة عاجلة، ولكنِّي تركتها لك وحدك، فلا أحد يراني إلا





أنت،فوالله سيقذف الله في قلبك نور وطمأنينة، ولذة لا تعادلها لذة أخرى،كم من شهوة ساعة أورثت ذلاً طويلاً،وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين،وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة،قال أحد





الصالحين،ركّب الله الملائكة من عقل بلا شهوة وركب البهائم من شهوة بلا عقل وركب ابن آدم من كليهما فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوته على عقله فهو شر من البهائم،





ارفع يديك لمولاك وتضرع إلى ربك، بقلب خاشع،وجبهة ساجدة،وعيون دامعة، مع توجه،وتشوق، وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله،ولا يرد سائله،أن يمن عليك بلذة العبادات،فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.

الصغيره
19-06-2012, 02:15 AM
جزاج الله خير

امـ حمد
19-06-2012, 03:08 AM
جزاج الله خير

بارك الله فيك


وجزاك ربي جنة الفردوس

الكونتيسه غلا
20-06-2012, 10:20 AM
بارك الله فيج أختي