شمعة الحب
19-06-2006, 07:06 PM
الاستثمار فرصة وتضحية
د. محمد بن سلطان السهلي - - - 23/05/1427هـ
alsehali@ksu.edu.sa
تعتبر القرارات الاستثمارية من أصعب القرارات سواء على مستوى الفرد أم على مستوى المؤسسة، وتزداد صعوبة القرار مع قلة الموارد المتاحة للاستثمار. فالاستثمار عملية اقتصادية يتم خلالها توجيه أو استخدام الأصول (الموارد) بغرض تحقيق إيرادات كافية. ويفترض أن يقوم القرار الاستثماري على معايير ومنهج معتمداً على المعلومات والدراسات، ومبتعداً في الوقت نفسه عن العشوائية التي تقلل من حالة عدم التأكد وترفع من المخاطرة.
وتتباين أهداف الاستثمار حسب الإمكانات المالية للمستثمر، والمعلومات المتاحة، والصفات السلوكية والأفق الاستثماري للمستثمر نفسه. وبشكل عام فإن المستثمر يرغب في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة. وأول هذه الأهداف، الحفاظ على رأس المال، وهذا يعتبر هدف استراتيجياً لأي مستثمر. أما الهدف الثاني فيتمثل في تحقيق عوائد (دخل) مقبولة مقارنة بالمخاطر المصاحبة للاستثمار. فالمستثمرون عادة ما يوازنون بين شيئين رئيسين هما: العائد المتوقع من الاستثمار (الربح) والمخاطر المرتبطة بذلك الاستثمار. وأخيراً، فإن المستثمر يسعى إلى زيادة رأس المال ويقصد به استمرار العائدات وزيادتها على المدى الزمني، فالمستثمر في نهاية المطاف يبحث عن الاستثمارات ذات العوائد المستقرة والمستمرة، وزيادة استثماراته بوتيرة متصاعدة وتعزيزها بنشاطات جديدة.
وهذه الأهداف لا تعتبر متعارضة مع بعض فكل هدف يحتوي على مستويات مختلفة، فالعلاقة بين الأهداف الثلاثة مسألة نسبية. فعلى سبيل المثال، يميل بعض المستثمرين إلى قبول مخاطر عالية في مقابل عائد متوقع عال، بينما يرضى البعض الآخر بالعائد المنخفض لعدم رغبته في التعرض إلى مخاطر عالية. وبالتالي فإن على المستثمر أن يهتم بعدد من الأُسُس عند اتخاذه القرار الاستثماري أو عند قيامه بالمفاضلة بين عدة بدائل استثمارية، ومن تلك الأُسُس تحليل النشاط الاستثماري الذي يرغب الاستثمار فيه، ودراسة سمعة الشركة المستثمر فيها. كما أنه ينبغي على المستثمر القيام بالتحليل الاقتصادي والمالي للاستثمار مع التركيز على العائد المتوقع والتكاليف المتوقعة. وتعتبر دراسة المخاطر المصاحبة للاستثمار من الأمور التي يجب على المستثمر إدراكها وفهمها. فالموازنة بين العائد المتوقع والمخاطر الملازمة أحد أساسيات القرار الاستثماري. وأخيراً فإن المستثمر ينبغي عليه تقييم سيولة وكفاءة الاستثمار ويقصد بها القدرة على بيع الاستثمار بسرعة أو تحويله إلى نقدية دون تحقيق أي خسارة تذكر. وعلى أساس الأفق الاستثماري للمستثمر يتم تقييم هذه السيولة في ظل الاستثمارات المتاحة.
وفي كل الأحوال فإن الثروة والغنى لا تجمع في لحظة أو لحظات قصيرة، بل تحتاج إلى صبر وتضحيات. قيل لأحد الأغنياء: كيف حصلت على هذه الثروة والمال، فقال "نُمت البارحة فلما صحوت وجدت نفسي غنياً ،،، إلا أنني لم أنم ستين عاماً ".
د. محمد بن سلطان السهلي - - - 23/05/1427هـ
alsehali@ksu.edu.sa
تعتبر القرارات الاستثمارية من أصعب القرارات سواء على مستوى الفرد أم على مستوى المؤسسة، وتزداد صعوبة القرار مع قلة الموارد المتاحة للاستثمار. فالاستثمار عملية اقتصادية يتم خلالها توجيه أو استخدام الأصول (الموارد) بغرض تحقيق إيرادات كافية. ويفترض أن يقوم القرار الاستثماري على معايير ومنهج معتمداً على المعلومات والدراسات، ومبتعداً في الوقت نفسه عن العشوائية التي تقلل من حالة عدم التأكد وترفع من المخاطرة.
وتتباين أهداف الاستثمار حسب الإمكانات المالية للمستثمر، والمعلومات المتاحة، والصفات السلوكية والأفق الاستثماري للمستثمر نفسه. وبشكل عام فإن المستثمر يرغب في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة. وأول هذه الأهداف، الحفاظ على رأس المال، وهذا يعتبر هدف استراتيجياً لأي مستثمر. أما الهدف الثاني فيتمثل في تحقيق عوائد (دخل) مقبولة مقارنة بالمخاطر المصاحبة للاستثمار. فالمستثمرون عادة ما يوازنون بين شيئين رئيسين هما: العائد المتوقع من الاستثمار (الربح) والمخاطر المرتبطة بذلك الاستثمار. وأخيراً، فإن المستثمر يسعى إلى زيادة رأس المال ويقصد به استمرار العائدات وزيادتها على المدى الزمني، فالمستثمر في نهاية المطاف يبحث عن الاستثمارات ذات العوائد المستقرة والمستمرة، وزيادة استثماراته بوتيرة متصاعدة وتعزيزها بنشاطات جديدة.
وهذه الأهداف لا تعتبر متعارضة مع بعض فكل هدف يحتوي على مستويات مختلفة، فالعلاقة بين الأهداف الثلاثة مسألة نسبية. فعلى سبيل المثال، يميل بعض المستثمرين إلى قبول مخاطر عالية في مقابل عائد متوقع عال، بينما يرضى البعض الآخر بالعائد المنخفض لعدم رغبته في التعرض إلى مخاطر عالية. وبالتالي فإن على المستثمر أن يهتم بعدد من الأُسُس عند اتخاذه القرار الاستثماري أو عند قيامه بالمفاضلة بين عدة بدائل استثمارية، ومن تلك الأُسُس تحليل النشاط الاستثماري الذي يرغب الاستثمار فيه، ودراسة سمعة الشركة المستثمر فيها. كما أنه ينبغي على المستثمر القيام بالتحليل الاقتصادي والمالي للاستثمار مع التركيز على العائد المتوقع والتكاليف المتوقعة. وتعتبر دراسة المخاطر المصاحبة للاستثمار من الأمور التي يجب على المستثمر إدراكها وفهمها. فالموازنة بين العائد المتوقع والمخاطر الملازمة أحد أساسيات القرار الاستثماري. وأخيراً فإن المستثمر ينبغي عليه تقييم سيولة وكفاءة الاستثمار ويقصد بها القدرة على بيع الاستثمار بسرعة أو تحويله إلى نقدية دون تحقيق أي خسارة تذكر. وعلى أساس الأفق الاستثماري للمستثمر يتم تقييم هذه السيولة في ظل الاستثمارات المتاحة.
وفي كل الأحوال فإن الثروة والغنى لا تجمع في لحظة أو لحظات قصيرة، بل تحتاج إلى صبر وتضحيات. قيل لأحد الأغنياء: كيف حصلت على هذه الثروة والمال، فقال "نُمت البارحة فلما صحوت وجدت نفسي غنياً ،،، إلا أنني لم أنم ستين عاماً ".